الدعوة للتقوى، ومعادة وعدم مساندة أعداء الله وأعدائكم
الشيخ منصور حمادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ مُدرِكِ كلِّ شيءٍ ولا تدركُه الأبصار، مفَلِّك الأفلاكِ مكوِّرِ النهارِ على الليلِ والليلِ على النهار، خالقِ الملائكةِ مِن نورٍ وخالقِ الجانِّ مِن النار، وخلقَ الإنسانَ مِن صلصالٍ كالفخار، وصوَّرَه كيفَ شاءَ بكلِّ جدارةٍ واقتدار، وأسكنَه الأرضَ التي أوجدَ له فيها البحارَ والأنهار، وأشجارًا ينتفعُ مِنها بالجذوعِ والأوراقِ والثمار، ولعملِه وراحتِه خالفَ له بينَ الليلِ والنهار، فتباركَ اللهُ الخالقُ المدبِّرُ العزيزُ الجبار.
أحمدُه والحمدُ بعضٌ مِن حقِّه، إذ لا يقوى مخلوقٌ أن يوفيَه كلَّ مستحقِّه، والتكليفُ بغيرِ المقدورِ لا يتناسبُ مع شفقتِه ورفقه، فقالَ ضمن الآياتِ التي أنزلَها وضمنَ حفظَها وجمعَها: ((لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴿٢٨٦﴾ ﴿سورة البقرة﴾)). أشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه ورسولُه، المُجسِّدُ شَرْعَ اللهِ لخلقِه فعلُه وقولُه، حتى حكمَ اللهُ بنجاةِ مَن سلكَ سبيلَه، واتخذَ سننَه منهجَه ودليلَه. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ كما صلَّيتَ وسلمتَ على إبراهيمَ وآلِ إبراهيم، وثبِّتنا على نهجِهم المجسِّدِ لصراطِك المستقيم، وعلى البراءةِ مِن أعدائهم الظالمين، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
أما بعد، فيا أيها السيداتُ والسادة، الساعون حيث نوديتم لأداءِ هذه العبادة، المستمعون لما أقولُ طلبًا للاستفادة، أسألُ اللهَ أن يلهمَ كلًّا مِنَّا سدادَه، وأدعوكم ونفسي إلى تقوى وطاعةِ اللهِ العظيم، الذي خلقَنا ورزقَنا بمَنِّه القديم، وهو بكلِّ ما يصدرُ مِنّا محيطٌ عليم، فإنَّه لا مَحيصَ مِن الرجوعِ إليه ولا مَناص، فمَن أتاه مِنّا ظالمًا لنفسِه وغيرِه فما له مِن خلاص، إلّا أن يأذنَ الرحمنُ بالشفاعةِ فيه مِن الخواصّ، وهو أمرٌ قد يتأخرُ عشراتٍ مِن السنين، يقضيها المُسيءُ في العذابِ المهين، كما وردَ بالمعنى عن أحدِ الأئمة الأطهار: "إنَّ مِن شيعتِنا مَن لا تدركُه شفاعتُنا إلّا بعد سبعين خريفًا في النار".
فيا مَن هم في اللهِ العلّام أحبتي، وفي دينِ الإسلامِ إخوتي، ومَن هم أولى الناسِ بنصيحتي، بعد نفسي وأهلي وأسرتي، اتقوا اللهَ ذا الجلالِ والإكرامِ واخشَوه، وكلما جعلَه عليكم مِن الحرامِ فتحاشَوه، وما فرضَ عليكم مِن الأحكامِ في قولٍ أو عمل، فلا يعيقنَّكم عنه تغافلٌ أو +ل، وبادروا إلى أدائه أو قضائه قبلَ مباغتةِ الأجل، فالموتُ لا يتقدمُ عن وقتِه المحدَّدِ ولا يتأجَّل، وسارعوا إلى مغفرةِ اللهِ ورحمتِه ولا يقعدنَّكم طولُ الأمل، وخذوا بنصيحةِ وتوجيهِ ربِّكم إذ يقولُ عزَّ وجلّ: ((وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٣﴾ ﴿سورة آل عمران﴾)).
فاتقوا اللهَ وكونوا له في أمرِه ونهيِه طائعين، وإلى مواطنِ العملِ الصالحِ والثوابِ ساعين، وإلى عبادتِه في أولِ أوقاتِها مسارعين، وفي صلاتِكم ودعائكم وعندَ ذكرِ الله خاشعين، فقد وردَ المدحُ والثناءُ في أكثرِ مِن موضعٍ في كتابِ الله، للذينَ يعيشون الخشوعَ في سلوكِهم لله، ومِن ذلكم قولُه عزَّ وجلَّ في علاه: ((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴿٢﴾ ﴿سورة المؤمنون﴾))، وقولُه في مدحِ أنبيائه، ضمن تعريفِنا بهم في واضحِ إنبائه: ((إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴿٩٠﴾ ﴿سورة الأنبياء﴾)).
فيا ذوي الدينِ والعقولِ والبصائر، اتقوا اللهَ الخالقَ المحيطَ القادر، واعملوا لما تحبونه في غدٍ مِن المصائر، وأعِدّوا له ما استطعتم مِن نفائسِ الذخائر، واجتنبوا مِن معصيةِ اللهِ الكبائرَ والصغائر، لت+بوا رحمتَه وإمدادَه في المستقبلِ والحاضر، إذ تبشرُكم الملائكةُ تنفيذًا لأمرِ ربِّكم العظيم، بما أعدَّه لكم مِن الأمنِ والطمأنينةِ وجناتِ النعيم، كما بيَّنَ قائلًا سبحانه في القرآنِ الكريم: ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿٣٠﴾ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴿٣١﴾ نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ ﴿٣٢﴾ ﴿سورة فصلت﴾)).
فاختاروا لأنفسِكم أيها المخيَّرون، بينَ أن يكونَ حشركمُ مع الذين بربِّهم أو بنعمِه يكفرون، ويكثرون مِن معصيتِه ولا يستغفرون، فإذا نزلَ بهم الموتُ يَكذِبون فيما يدَّعون ويُنْكِرون، واللهُ يعلمُ أنَّهم كاذبون ماكرون، كما قالَ سبحانه وتعالى في كتابه الذي تتلون: ((الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
وبين أن تكونوا مِن الطيبين الذين تبشِّرُهم الملائكة عند موتِهم كما أوضح القرآنُ المبين، مِن قولِ الله العليمِ بما تقولون وما تفعلون: ((الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٣٢﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
فاتقوا اللهَ عبادَ الله، وسابِقوا إلى ما يحقِّقُ رحمتَه ورضاه، وفارِقوا ما يؤدّي إلى سخطِه وعذابِه يوم نلقاه، فقد قدَّمَ سبحانه إليكم الوعيد، في قوله المنزلِ في القرآنِ المجيد، وهو خيرُ ما أختمُ به وعظي لكلِّ مؤمنٍ رشيد: أعوذُ باللهِ مِن الشيطانِ الرجيم. ((بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾ ﴿سورة العصر﴾)).
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنه إلهنا سميع الدعوات، وولي الباقيات الصالحات، وهو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الذي ليسَ له مِن نظير، مبدئِ ومعيدِ كلِّ شيءٍ بالإرادةِ والتقدير، ومِن غيرِ حاجةٍ إلى مُقترِحٍ أو مشير، ولا أداةٍ ولا وزيرٍ ولا معينٍ ولا ظهير، ((تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١﴾ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴿٢﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
أحمدُه مُقِرًّا له بأفضالِه، وأمجدُه بوحدانيَّتِه وعزتِه وجلالِه، وأعبدُه تقربًا إليه ورغبةً في نوالِه، وهربًا ورهبةً مِن شديدِ عذابِه وأهوالِه، مُنطلِقًا ممّا ألزمَني به مِن عهدِه، مُصدِّقًا بما قدَّمَه مِن وعيدِه ووعدِه. أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) أفضلُ خلقِه وأعبدُهم له، ورسولُه الذي ختمَ به أنبياءَه ورسلَه، وسوَّدَه على مَن سوَّد وفضَّلَه على كلِّ مَن فضَّلَه. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ الطيّبين الطاهرين، بأفضلِ ما صلَّيْتَ وسلَّمتَ على أحدٍ مِن الأولين والآخِرين، واكتبنا بهديِهم على دربِهم مِن السائرين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحمَ الراحمين.
وبعد، فيا أحبتي في اللهِ وإخوتي في الدين، اتقوا اللهَ وكونوا مِن المخلصين الموحِّدين، وفيما أمرَكم به طائعين مُتعبِّدين، وعمّا نهاكم عن قولِه وفعلِه مبتعدين، وللكفارِ أعداءِ اللهِ وأعدائكم مُعادين، ولا تكونوا لهم في شيءٍ مؤيِّدين ولا مُساندين، فقد نهاكم اللهُ عن ذلكم في كتابِه، فقالَ فيما أنزلَ على سيِّدِ أحبابِه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ ﴿١﴾ ﴿سورة الممتحنة﴾))، وقال سبحانه، فيما ضَمَّن قرآنَه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٥٧﴾ وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ ﴿٥٨﴾ ﴿سورة الممتحنة﴾)).
فاتقوا اللهَ لتأتوه آمنين، واعلموا أنَّه قد يكونُ المرءُ محسوبًا على المؤمنين، فظاهرُ حالِه باللهِ ورسالاتِه مِن الموقنين، وبالعباداتِ التي فرضَها اللهُ مِن المعتنين، غيرَ أنَّه يوالي الكفرةَ الآثمين، ويسساندُهم حرصًا على مصلحةٍ آنيّة، أو غايةٍ ماديةٍ دنيويّة، فإنَّه -والحال هذه- محسوبٌ عندَ اللهِ مِن الكفار، فإن ماتَ ولم يتُبْ فإنَّ مستقرَّه وإياهم في النار، كما أوضحَ ذلك لكم الجبّار، حينَ قالَ جلَّ مِن قائل: ((وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥١﴾ ﴿سورة المائدة﴾)).
فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ في أنفسِكم، وتوبوا إليه توبةً صادقةً مِن إساءتِكم في أمْسِكم، وتقرَّبوا إليه بالصالحاتِ فيما بقيَ مِن الأعمار، وأكثروا مِن الصدقةِ والصلاةِ والاستغفار، واجعلوا أساسَ عداوتِكم ومودَّتِكم، دينَ اللهِ مصدرَ عزَّتِكم وسعادتِكم، وليرحمْ مِنكم الكبارُ الصغار، ويحترمْ ويوقِّرْ الصغارُ الكبار، ووحِّدوا بكلمةِ التوحيدِ صفَّكم وكلمتَكم، وأدّوا في حياتِكم دورَكم ومهمتَكم، وتأكَّدوا بذلكم أنَّكم تضمنون مِن اللهِ رحمتَكم، واسْعَوا إلى الحجِّ -واجبًا ومستحبًّا- فإنَّه يُعَدُّ كفارةً للذنوبِ الكبار، حيث ورد فيه عن الأئمةِ الأطهار، أنَّ المرءَ يخرجُ مِن ذنوبِه ويصبحُ كيومِ ولدته أمُّه بكلِّ خطوةٍ يخطوها إليه، ووردَ عنهم -عليهم أكملُ السلامِ وأفضلُ الصلوات-، أنَّ مِن الذنوبِ ما لا يكفِّرُه إلا الوقوفُ بعرفات.
فاتقوا اللهَ وتضرَّعوا إليه بسادةِ خلقِه المعصومين الأطهار، بأن يغفرَ لكم وينجيَكم مِن عذابٍ النار، ويدخلَكم الجَنةَ مع مَن استحقَّها مِن الأخيار، ومِن أجلِ أن يُفتح لكم بابُ استجابةِ العزيزِ الغفّار، أكثروا مِن الصلاةِ والسلام، على محمدٍ وآلِه المعصومين سادةِ الأنام.
اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم على مَن خلقتَه قبلَ كلِّ الخلائق، ولقَّـنتَه المعارفَ والحقائق، وفوَّقتَه على كلِّ أبكمٍ وناطق، محمدٍ المُلقَّبِ بالأمينِ الصادق.
اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم على سيِّدِ المؤتمَنين، على دينِك بعدَ الصادقِ الأمين، لسانِك الصائبِ وسيفِك الضارب، أميرِ المؤمنين بالنصِّ عليِّ بنِ أبي طالب.
اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم على المعصومةِ العالمة، المهضومةِ حقَّها مِن الزمرةِ الظالمة، سيدةِ نساءِ العالمين أمِّ الحسنَين فاطمة.
اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم على سيِّدَي شبابِ أهلِ الجَنة، مبعدَي مَن اقتدى بهما عن العذابِ والفتنة، كاشفَي زَيْفِ المنافقين والمرتدّين، الحسنِ ال+يِّ والحسينِ سيِّدِ الشهداءِ في سبيلِ الدين.
اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم على السيِّدِ خليفةِ سيِّدِ الشهداء، مُفنِّدِ فريةِ أهلِ الجَورِ والاعتداء، الإمامِ بالنصِّ المعتمدِ في الدين، عليِّ بنِ الحسينِ زينِ العابدين.
اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم على ناصعِ الحسبَين، جامعِ سلالةِ السبطَين بالنسبَين، مُنوِّرِ المَحاضرِ ومَفخَرِ المُفاخر، الإمامِ بالنصِّ محمدٍ الباقر.
اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم على ناشرِ علومِ ومعارفِ الدين، مُظهِرِ مفهومِ أخلاقِ الموحِّدين، مُجسِّدِ شريعتِك باللسانِ والمظهر، الإمامِ بالنصِّ الصادقِ جعفر.
اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم على سَمِيِّ الكليم، المعروفِ بالصالحِ والعابدِ والحليم، والصابرِ والرجلِ والعالم، الإمامِ بالنصِّ موسى الكاظم.
اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم على ثامنِ أئمةِ ذوي الإيمان، الضامنِ لزائرِه يومَ الجزاءِ الجِنان، وارثِ علومِ وعدالةِ المرتضى، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ الرضا.
اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم على مَن ألهمتَه العلمَ والحكمةَ والسداد، وأقمتَه منذ صغرِه إمامًا وسيدًا للعباد، حجتِك المعصومِ ونورِك في البلاد، الإمامِ بالنصِّ محمدٍ الجواد.
اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم على الآيتَين الكريمتَين، والحجتَين العظيمتَين، الكوكبَين العَلِيَّين الدريَّين، الإمامَين المعصومَين السريَّين، عليٍّ الهادي وابنِه الحسنِ العسكريَّين.
اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم على مَن أتممتَ به الإمامةَ المعصومة، وختمتَ به حججَكَ في الأمةِ المرحومة، المُؤيَّدِ مِنك بالغلبةِ والنصرِ والظفر، على طغاةِ وعتاةِ الجِنِّ والبشر، المُسدَّدِ المنصوبِ بالنصِّ المعتبَر، إمامِ زمانِنا القائِم المُنتظَر.
اللَّهمَّ عجِّل له الفرج، وسهِّل له المخرج، وأزِل به كلَّ فاسدٍ ومعوجّ، واكتبنا في أنصارِه ومقويةِ دولتِه، والمجاهدين المستشهدين تحت رايتِه، وصلِّ عليه وعلى آبائه المعصومين، واكتبنا بهم في الدارَين مِن المرحومَين، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
عباد الله: ((إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾﴿سورة النحل﴾)).
هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، وللمؤمنين والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.