الدعوة إلى تقوى الله ومولاة من والى الله والبراءة ممن عادى الله
الشيخ منصور حمادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله خالقِ جميع الأشياء، مُخرِجِ الأحياءِ مِن الأموات ومخرِجِ الأمواتِ مِن الأحياء، دون أن يلحقَه مِن ذلكم نَصَبٌ ولا إعياء، أو أن يحتاجَ إلى مُنظِّرٍ أو مشير، أو أن يستعينَ بمعينٍ أو نصير، مُميتِ الأحياءِ ومُحيي الموتى وإليه المصير، كما بيَّنَ سبحانه قائلًا في كتابِه المُنير: ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ ۚ بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٣٣﴾ ﴿سورة الأحقاف﴾)).
أحمدُه على نعمِه ونعمُه لا تُعَدّ، التي أنعمَ بها عليَّ وعلى كلِّ أحد، ممَّن وُجِدَ أو سوف يوجد، وأسألُه المزيدَ من نعمِه الفاخرة، علينا في الدنيا والآخرة، وأن يكفيَنا شرورَ الزمرِ الكافرة، ويثبِّتَنا على ولايةِ محمدٍ وعترتِه الطاهرة، إنَّه على كل شيءٍ قدير، وبالإجابةِ حَرِيٌّ جدير.
أشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) أوَّلُ مخلوقٍ خَلْقِه وعدَّلَه، وأفضلُ مبعوثٍ اصطفاه وأرسلَه، وأنبلُ مَن تعبَّدَه فتعبَّدَ له، وأجلُّ عبادِه لديه وأعلاهم منزلة. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ الطاهرين، واكتبنا على دربِهم مِن السائرين، وارحمنا بهم يا ربَّنا في الدارَين، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
أما بعد، فيا أيُّها الآباءُ والأمهات، والإخوةُ والأخوات، والبنونَ والبنات، دعوا عنكم الغفلةَ والسِّنات، وترفَّعوا عن اللهوِ والهِنات، وتدرَّعوا بتقوى اللهِ فإنَّه أحسنُ الزاد، وأحصنُ ما يتدرَّعُ به المؤمنُ ليومِ المعاد، ليأمنَ مِن سخطِ وعذابِ ربِّ العباد، كما وردَ عن أميرِ المؤمنين (ع) في صحيحِ الخبر: "إنَّما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتيَ آمنةً يومَ الفزعِ الأكبر". ويضمن المؤمنُ بالتقوى أن يفوزَ برضا الرحمن، ويجوزَ مُرحَّبًا به إلى الجِنان، تستقبلُه فيه ملائكةُ الرضوان، مُهيَّئةً لخدمتِه فيها الحورُ والولدان، مُبجَّلًا مُكلَّلًا بالرَّوح والريحان.
فاتقوا اللهَ أيها الإخوةُ في الإسلام، وتهيئوا إلى ما تحبّون في يوم القيام، يوم ينقسمُ الناسُ إلى ثلاثةِ أقسام، فبناءً على صحة وفسادِ الاعتقادِ والعمل، ينبني حكمُ وعدالةُ اللهِ عزَّ وجل، وقد أخبرَكم سبحانه عن ذلك اليومِ العظيم، وبشَّرَكم بما فيه مِن العطاءِ والتكريم، وأنذرَكم مُحذِّرًا من عذابه الجسيم، فقالَ فيما أنزلَ في القرآن الكريم: ((فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٨٨﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩٠﴾ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩١﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿٩٢﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٩٣﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿٩٤﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٩٦﴾ ﴿سورة الواقعة﴾)).
فليخْتَرْ كلٌّ مِنّا لنفسه، مصيرَه بعد موتِه ورمسِه، فقد منحَ اللهُ كلًّا مِنّا الإرادة، وعلَّمَنا بواسطةِ وحيِه طُرُقَ الشقاءِ والسعادة، وأقامَ حجتَه علينا ببيانِ ما أرادَه، وبيَّنَ لنا عاقبةَ مَن اتقاه وأطاعه، وعاقبةَ مَن طغى وآثرَ هواه واتباعَه، فقالَ سبحانَه: ((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿٧﴾ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿٨﴾ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ﴿٩﴾ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ﴿١٠﴾ ﴿سورة الشمس﴾)).
فاتقوا اللهَ عبادَ الله، وأذعِنوا بالولاءِ لمَن والى الله، وأعلِنوا البراءةَ ممَّن عادى الله، وانتهكَ عِرضًا وسفكَ دمًا مِمّا حرَّمَ الله، مِن غيرِ تفريقٍ بينَ أن يكونَ مِن الغابرين، أو أن يكونَ في الحاضرين ومن المعاصرين، وأن يكونَ مِن المُتأمَّرِ عليهم أو من المتأمِّرين.
وتذكَّروا يا أمةَ القرآنِ والسنةِ المطهرة، -حفظكمُ اللهُ ورحمَكم في الدنيا والآخرة-، أنَّ يومَ غدٍ يوافقُ ذكرى اعتداءِ الزمرةِ الفاجرة، بأمرِ يزيدَ اللعينِ على حرمةِ المدينةِ المنورة، حيث استباحوا حرمةَ مسجدِ الرسولِ الأعظم، -صلى الله عليه وآله وسلم-، وجعلوه مَربَطًا لخيولِ جنودِ الضلال، وذبحوا حولَه الرجال، وأباحوا النساءَ وروَّعوا الأطفال، واقتحموا البيوتَ ونهبوا الأموال، واغتصبوا الكبارَ والصغارَ مِن ربّاتِ الحجال، حتى أصبحَ أهلُ المدينةِ لفعلتِهم، عدةَ سنواتٍ يتجرَّعون سمَّ مذلتِهم، ولا يشترطُ أحدٌ البكارةَ لخاطبِ ابنتِهم.
والعجبُ كلُّ العجبِ ممن يدعي الإسلام، والدرايةَ بما شُرِّعَ فيه من الأحكام، كيف يترضّى على يزيد، ويعدُّه مِن السلفِ الصالحِ الرشيد، مُتجاهِلًا لما ارتكبَه مِن المُنكرات، وما كان يتجاهرُ به مِن المروقِ ومقارعةِ المسكرات، واستباحةِ الدمِ الحرام، في الشهرِ الحرامِ والبلدِ الحرام.
فيا عبادَ اللهِ اتقوا الله، وجدوا واجتهِدوا في عملِ ما يرضي الله، وابتعدوا عن كلِّ ما يُسخِطُ الله، واستنكروا ما اقترفَه أعداءُ الله، وادَّخِروا ذلك ليومِ الوفودِ على الله، لتسعدوا برضا اللهِ وإكرامِه، وتُبعَدوا عن سخطِه وانتقامه.
وخيرُ ما أختمُ به الكلامَ في هذا المقام، ليتعظَ به المؤمنون الكرام، كلامُ الله ذي الجلال والإكرام. أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم: ((بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴿١﴾ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴿٢﴾ وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا ﴿٣﴾ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴿٤﴾ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا ﴿٥﴾ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴿٦﴾ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿٧﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿٨﴾ ﴿سورة الزلزلة﴾)).
أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم ولجميع المؤمنين والمؤمنات، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله عظُمَت أسماؤه، وسَمَت نعمُه وآلاؤه، وتمَّت كلمتُه وإنباؤه، وعمَّت أفضالُه وعطاؤه، وجلَّت قدرتُه وقضاؤه، وذلَّت بقبضتِه أرضُه وسماؤه، وعلَت بتبعيَّتِه رسلُه وأنبياؤه، وبطاعتِه في أمرِه ونهيِه أولياؤه، وتولَّت بغضبِه عصاتُه وأعداؤه. فازَ مَن اهتدى بأنواره، وانحازَ مَن ضلَّ إلى نارِه، كما قالَ سبحانَه في القرآنِ المُبين، مخاطبًا حبيبَه الأمين: ((قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ﴿١٠٨﴾ ﴿سورة يونس﴾)).
أحمدُه على ما أعزَّ به مِن أفضالِه، وأمجِّدُه بما تميَّزَ به من أسمائه وخصالِه، وأعبدُه على نهجِ المصطفى والمعصومين مِن آله،. أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ولا نظير، ولا مُعينَ له ولا مُشير، ولا وزيرَ له ولا ظهير، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه ورسولُه البشيرُ النذير، صلّى اللهُ عليه وآلِه ذوي العصمةِ والتطهير. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ المعصومين، واكتبنا بهم عندَك مِن المرحومين، في الدنيا والآخرةِ يا ربَّ العالمين، وأدخِلنا الجنةَ بصحبتِهم يا أرحمَ الراحمين.
وبعد، فيا مَن حضر خطبتي في هذا الجامع، ويا مَن طرقَت كلماتي منه المسامع، اتقوا اللهَ ما أقدرَكم في جميع الأحوال، وتعبَّدوا إليه بما أمرَكم في الأفعالِ والأقوال، ولا يلهيَنَّكم عن ذكرِه الأولادُ والأموال، فقد حذَّرَكم مِن ذلكم في القرآنِ حيث قال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٩﴾ ﴿سورة المنافقون﴾)).
فاتقوا اللهَ وأنفقوا الأموالَ في طاعتِه، وحقِّقوا ما فرضَه عليكم من شريعتِه، وأدِّبوا الأولادَ بحبِّه ومعرفتِه، وربّوهم منذ الصغرِ على عبادته، وولايةِ المعصومين الممثلين لسيادتِه، والبراءةِ ممَّن أضمرَ أو جهرَ لهم بعداوتِه، فقد فرضَ اللهُ ذلكم في قرآنِه، مقابلَ ما قدَّمَه حبيبُه في دعوتِه وبيانه، وما لاقاه من الأذى من مستكبري زمانِه، فقال عزَّ وجلَّ في شأنِه: ((قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ﴿٢٣﴾ ﴿سورة الشورى﴾)).
وتنبَّهوا يا ذوي الإيمانِ والمكارم، إلى أنَّه وفي يومِ الثلاثاءِ القادم، مِن المُحتمَلِ –قويًّا- أن يدخلَ شهرُ محرمٍ الحرام، الذي عظَّمَه اللهُ وحرَّم فيه القتالَ في الإسلام، بل وفيما سبقَ مِن شرائعِ اللهِ للأنام، غير أنَّ بني أمية بقيادةِ يزيد، وبتحريضِ مروانٍ الطريدِ ابنِ الطريد، وبأمرِ ابنِ زيادٍ شرِّ العبيد، اعتدَوا على الشهرِ وحرمتِه، وعلى حرمةِ النبيِّ (ص) في ذريَّتِه، وحاصَروا سيدَ شبابِ أهلِ الجنة، مع أهلِه وأصحابِه ذوي الدين والفطنة، واحتوشوهم مُعطَّشين بالسيوفِ والأسنة، وفجعوا بقتلِهم الرسول، وصدَّعوا قلبَ الوصيِّ والبتول، وروَّعوا النساءَ والأطفالَ بالسياطِ والنارِ والخيول.
فيا أيها الشيوخُ والشباب، هيِّئوا الأجواءَ بما يتناسبُ مع هذا المصاب، وتعبئوا لإقامةِ الندبِ والانتحاب، واسألوا اللهَ أن يفتحَ لكم من رحمتِه الأبواب، بادئين سؤالَكم وتضرُّعَكم وخاتميه، بالصلاةِ والسلام على محمدٍ والمعصومين من آله وبنيه.
اللهم صل وسلم على سيدِ السادة، أعبدِ من أخلصَ لك بالعبادة، أمجدِ المتقدِّمين والمتأخِّرين، محمدٍ وآلِه المعصومين المطهَّرين.
اللهم صل وسلم على محيي الليالي بالقيام، والنهارِ بالأعمالِ والصيام، كاشفِ كربِ الإسلامِ بسيفِه المُنتضى، أميرِ المؤمنين عليٍّ المرتضى.
اللهم صل وسلم على السيدةِ النبيلة، العابدةِ الزاهدةِ الجليلة، بضعةِ وروحِ حبيبِك النوراء، أمِّ الحسنَين فاطمةَ الزهراء.
اللهم صل وسلم على المُشتهِرِ بحلمِه وعلمِه وكرمِه، المُؤثِرِ على نفسِه البعيدَ وذا رحمِه، أولِ مُلتحِقٍ بجدِّه في العبى، الإمامِ بالنصِّ الحسنِ المجتبى.
اللهم صل وسلم على المُضحّي بالنفسِ والأحباب، مِن الأبناءِ والإخوةِ والأصحاب، لإحياءِ ما أُميتَ مِن السنةِ والكتاب، فأُثِرَ فضلُ البكاءِ عليه في كلِّ حين، الإمامِ بالنصِّ سيدِ الشهداءِ الحسين.
اللهم صل وسلم على مَن أبقَيْتَ مِن ذريتِه، ليقومَ مقامَه في إمامتِه، ويوضحَ أهدافَ وغاياتِ نهضتِه، المُثقَلِ بالأغلالِ والأقياد، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ السجاد.
اللهم صل وسلم على وارثِ عظائمِ المفاخر، المحدِّثِ بمكارمِ الذخائر، ذي الصيتِ والشرفِ الظاهر، الإمامِ بالنصِّ محمدٍ الباقر.
اللهم صل وسلم على بحرِ علومِ الحقائق، مُصدِّرِ هدايةِ السابقِ اللاحق، نورِك في المغاربِ والمشارق، الإمامِ بالنصِّ جعفرٍ الصادق.
اللهم صل وسلم على مُعتمَدِ الثقاتِ الأعاظم، ومُستنَدِ الدعاةِ إلى المكارم، المُعرَّفِ بحبرِ بني هاشم، الإمامِ بالنصِّ موسى الكاظم.
اللهم صل وسلم على شمسِ الشموس، المسمومِ المُغيَّبِ في أرضِ طوس، وارثِ علمِ وحكمةِ المرتضى، الإمام بالنص عليٍّ الرضا.
اللهم صل وسلم على مَن سوَّدتَه في صغرِ سِنِّه فساد، في علماءِ أهلِ صفاءِ الاعتقاد، بابِ مرادِ الروّاد من الورّادِ، الإمامِ بالنصِّ محمدٍ الجواد.
اللهم صل وسلم على العالِمَين العبقريَّين، الملهمَين السيدَين السريين، المعصومَين الكوكبَين الدريَّين، عليِّ بنِ محمدٍ وابنه الحسنِ العسكريَّين.
اللهم صل وسلم على خاتمِ المعصومين مِن حججِك، المؤتمَنين على سرِّك ومنهجِك، المُغيَّبِ المُنتظِرِ لفرجِك، مظهرِ حكمِ السنةِ والقرآن، وناشرِه في جميعِ الإنس والجانّ، أبي القاسمِ المُنتظَرِ صاحبِ الزمان.
اللهم عجِّل له الفرج، وسهِّل له المخرج، وأزِل به الفسادَ والعِوَج، واكتبنا في أنصارِه وشيعتِه، ومقويةِ سلطانِه ودولتِه، واختم لنا بالشهادةِ تحتَ رايتِه، بحقِّه وحقِّ آبائه الأكرمين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحمَ الراحمين.
عباد الله: ((إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، وللمؤمنين والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.