العفو - الدعوة للتسامحِ بينَ المسلمين
الشيخ منصور حمادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الخالقِ الفاطر، الإلهِ الرازقِ القادر، المحيطِ بكلِّ واردٍ وصادر، في الماضي والمستقبلِ والحاضر، المُطَّلعِ على خائنةِ الأعينِ وما يمرُّ بالخواطر، وما يجهرُ به المرءُ من فعلِه ولفظِه، وما يسرُّ به من عملِه ولحظِه، وما يخفيه في دخيلةِ نفسِه، عن صحبِه وخاصتِه وعرسِه، كما أوضحَ ربُّنا قائلًا في القرآنِ قطعيِّ الصدور: ((يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴿١٩﴾ ﴿سورة غافر﴾)). وقالَ جلَّ جلاله في القرآنِ المجيد: ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴿١٦﴾ ﴿سورة ق﴾)).
أحمدُه على حلمِه بعد علمِه، بما يمارسُه العبدُ من ظلمِه، لنفسِه بمخالفةِ ربِّه العظيم، وتكبُّرِه عن سلوكِ صراطِه المستقيم، وتجبُّرِه على نظرائِه في الخَلق، وتظاهرِه بالاعتداءِ عليهم في النفسِ والرزق. أشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه ورسولُه، الذي جسَّدَ شرعَ اللهِ فعلُه وتقريرُه وقولُه. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ المعصومين، واكتبنا بهم عندَك من المرحومين، في الدنيا والآخرةِ يا أرحمَ الراحمين.
أما بعد، فيا أيها السيداتُ والسادة، والنظراءُ في الخلقِ والتكليفِ بالعبادة، أوصيكم ونفسيَ بما دعا إليه سادةُ القادة، أن اتقوا اللهَ واعبدوه عرفانًا بحقِّه، وما مَنَّ به عليكم من خلقِه ورزقِه، ورغبةً في المزيدِ من عطائه، في الدنيا والآخرةِ يومَ جزائه، ورهبةً من شديدِ عذابِه وبلائه، الذي أعدَّه في الدارِ الآخرة، لمَن تعمَّدَ فخالفَ أوامرَه، وتمرَّدَ متجاهلًا نواهيَه وزواجرَه، يومَ يصبحُ المجرمُ يبحثُ عن شيءٍ يقدّمُه فداءه، حيث لم يجد من عملِه ما يعلِّقُ عليه رجاءَه، كما وصفَ اللهُ حالَه الذميم، في ذلك اليومِ المهولِ العظيم، فقال سبحانه في القرآنِ الكريم: ((يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ ﴿٨﴾ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ﴿٩﴾ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ﴿١٠﴾يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ﴿١١﴾ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ﴿١٢﴾ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ﴿١٣﴾ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ ﴿١٤﴾﴿سورة االمعارج﴾)).
فاتقوا اللهَ ربَّكم ووقّروه، ومن كلِّ ذنبٍ توبوا إليه واستغفروه، عاقدين العزمَ على أن لا تكرّروه، معتقدين أنَّ اللهَ هو الرؤوفُ الحليم، متيقِّنين أنَّه التوابُ الغفورُ الرحيم، موقنين بما أنزلَ قائلًا في القرآنِ الكريم: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾﴿سورة الزمر﴾)).
واعلموا أنَّ اللهَ سبحانه في كتابِ هدايتِه وإرشادِه، وضمنَ ما أنزلَ من توجيهاتِه إلى عبادِه، وجَّهَ المؤمنَ إلى العفوِ حتى عن قاتلِ أبيه أو أحدِ أولادِه، وجعلَ له مقابلَ العفوِ حقَّ النصرةِ والدفاع، والمؤازرةِ في غيرِ ما حرَّمَ فيه أن يطاع، فقال جلَّ جلالُه: ((وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا ﴿٣٣﴾ ﴿سورة الإسراء﴾)). وقالَ جلَّ ذكرُه وعلاه: ((فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ ﴿سورة الشورى﴾)).
وإنَّني أيها الإخوةُ الكرام، ومن خلال هذا المنبرِ الحريِّ بالاحترام، وانطلاقًا من أخلاقِ وتعليماتِ الإسلام، لأدعو إلى التسامحِ بينَ المسلمين، والتعاونِ المبنيِّ على شريعةِ ربِّ العالمين، وتشكيلِ فِرقٍ من أصحابِ الفضيلةِ العلماء، ومن أهلِ الرأيِ والخبرةِ الحكماء، من الشيعةِ والسنةِ في هذه البلاد، لتعملَ بصدقٍ وجدٍّ واجتهاد، على إزاحةِ التوتراتِ والأحقاد، ولتوحِّدَ الصفَّ في محاربةِ أهلِ الإلحاد، ومروّجي أنواعِ الفسادِ والإفساد، وفي مواجهةِ مضرمي نارِ الفتنةِ الطائفية، بين أبناءِ المذاهبِ الإسلامية.
كما وأدعو أبنائي وإخوتي الطيبين، إلى مجانبةِ طريقِ المتحزِّبين، الذينَ أصبحوا عن طريقِ توحدِ الأمةِ ناكبين، وعن حكمِ اللهِ وأمرِ رسولِه راغبين، وللزعامةِ والرفعةِ في الدنيا طالبين، وبكلِّ الأساليبِ والوسائلِ إليها متقرِّبين، فيوادّون الكفرةَ والمُلحِدين، والعلمانيّين والجهلةَ المفسدين، وينابذون المؤمنين الموحِّدين، متناسين ذكرَ اللهِ والآخرة، وما أعدَّه اللهُ من النعمِ الفاخرة، لمَن انتهى لنهيِه وأطاعَ أوامرَه، وما أعدَّه في النارِ للمُلحِدين، والكافرين والمنافقين والمعاندين، ومَن كانوا لهم موالين ومؤيِّدين، ولهم في مواقفِهم ومطالبِهم مساندين.
وأدعو المعلّمين والطلابَ الكرام، المنتسبين إلى التعليمِ الخاصِّ أو العامّ، إلى مزيدٍ من الانضباطِ والالتزام، بالمواظبةِ على الحضورِ والتقيُّدِ بالنظام، والإخلاصِ إلى اللهِ في أداءِ مهمَّتِهم، وعدمِ القيامِ بما يؤثرُ على التحصيلِ في دراستِهم، وأن يبذلوا في ذلك أقصى طاقتِهم؛ لينالوا العزَّ والفوزَ في دنياهم وآخرتِهم.
ألا وإنَّ خيرَ ما وجدتُّه ختامًا لهذا الكلام، ليتعظَ به أبناءُ الإسلام، سورةٌ ممّا أنزلَ اللهُ على سيدِ الأنام، محمدٍ عليه وآلِه الصلاةُ والسلام، أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم: ((بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾ ﴿سورة العصر﴾)).
أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميعِ المؤمنين والمؤمنات، الأحياءِ منهم والأموات، إنَّه إلهُنا سميعُ الدعوات، ووليُّ الباقياتِ الصالحات، وهو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ القديمِ وجودُه، المقيمِ بقاؤه وشهودُه، العميمِ فضلُه وجودُه، القويمِ شرعُه وتسديدُه، سعدَ مَن حظيَ بمعرفتِه، فارتعدَ ظاهرُه وباطنُه من خيفتِه، وسجدَ مُذعِنًا خاشعًا لعظمتِه، كما بَعُدَ عصاتُه عن كرامتِه، وخَلُدَ في النارِ جاحدوه في وجودِه وسيادتِه، ومعاندوه في مَن نصبَهم أئمةً بإرادتِه، لإظهارِ حكمِه وتجسيدِ قيادتِه.
أحمدُه أن خلقَنا من العدم، ورزقَنا مغدقًا شتّى النعم، ووفقَنا بهدايتِه في مَن أسلم، وصدَّقَ بما جاءَ به الرسولُ الأعظم، صلّى الله عليه وآله وسلم. أشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه ورسولُه، الذي لا نبيَّ بعدَه، ولا خليفةَ له إلّا مَن قدَّمَ فيهم عهدَه. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ الطيبين الطاهرين، وثبتنا على ولايتِهم يا أقدرَ القادرين، وعلى البراءةِ من أعدائهم الظالمين، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
وبعد، فيا عبادَ الله، أوصيكم ونفسيَ بتقوى الله، وشكرِه على ما قدَّمَه وأولاه، من النعمِ التي لا تُحصى، والكرمِ الذي لا يُستقصى، بالإخلاصِ له في عبادتِه، والادّراعِ من عذابِه بطاعتِه، والامتناعِ عن كلِّ مواردِ معصيتِه، لتفوزوا بما أعدَّه في الجنةِ من الثمار، والقصورِ والأسِرَّةِ والأنهار، وكلِّ ما يؤدي إلى الراحةِ والاستقرار، ولتحوزوا الفوزَ بالزحزحةِ عن النار، الذي قالَ عنه ربُّنا في كتابِه، القرآنِ المنزلِ على سيدِ أحبابِه: ((فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴿سورة آل عمران﴾)).
فاتقوا اللهَ ممهِّدَ الأرضِ ورافعَ السماء، الذي ترتعدُ من خشيتِه فرائصُ العلماء، الذين أدركوا وجودَه وتميُّزَ عظمتِه، من خلال ما تصفّحوا من آثارِه الدالةِ على قدرته وحكمتِه، فجنَّدوا أنفسَهم خاضعين لسيادتِه، وأعدّوا أتباعَهم لعبادتِه، دون مَن سخَّرَ علمَه في المماراةِ والجَدَل، وفي غير مرضاةِ اللهِ عز وجل، فينبغي لذوي الإيمانِ والنظر، أن يتّخذوا تمامَ الحيطةِ والحذر، في اتباعِ غيرِ المعصومِ من علماءِ البشر، فإنَّهم ينقسمون إلى ثلاثةِ أقسام، كما وردَ عن مولانا أميرِ المؤمنين عليه الصلاة والسلام، إذ يقول: "طلبةُ هذا العلمِ على ثلاثةِ أصناف، ألا فاعرفوهم بصفاتِهم وأعيانِهم: صنفٌ منهم يتعلَّمون للمراءِ والجهل، وصنفٌ منهم يتعلَّمون للاستطالةِ والخَتْل، وصنفٌ منهم يتعلَّمون للفقهِ والعقل. فأمّا صاحبُ المراءِ والجهل، تراه مؤذيًا محاربًا للرجالِ في أنديةِ المقال، قد تسربلَ بالتخشُّع، وتخلّى من الورع، فدَقَّ اللهُ من هذا حيزومَه، وقطعَ منه خيشومَه. وأمّا صاحبُ الاستطالةِ والخَتْل، فإنَّه يستطيلُ على أشباهِه من أشكالِه، ويتواضعُ للأغنياءِ من دونِهم، فهو لحلوائهم هاضم، ولدينِه حاطم، فأعمى اللهُ من هذا بصرَه، وقطعَ من آثارِ العلماءِ أثرَه. وأما صاحبُ الفقهِ والعقل، تراه ذا كآبةٍ وحزن، قد قامَ الليلَ في حَندَسِه، وقد انحنى في برنسِه، يعملُ ويخشى خائفًا وجلًا من كلِّ أحد، إلّا من ثقةٍ من إخوانِه، فشدَّ اللهُ من هذا أركانَه، وأعطاه يومَ القيامةِ أمانَه".
فاتقوا اللهَ وتأملوا أيها المؤمنون، في هذه الكلماتِ وما احتوت عليه من مضمون، وانظروا لأيِّ الأصنافِ يجدرُ بكم تنضمّون، وبأيِّها تقتدون وتأتمّون، وإذا انقسمَ الناسُ إلى أربعةِ أقسامٍ فإلى أيِّ قسمٍ تنتمون؟. فعن مولانا الصادقِ عليه السلام، وردَ تقسيمُه الناسَ إلى أربعةِ أقسام، إذ يقول: "الناسُ على أربعةِ أصناف: جاهلٌ مُترَدٍّ مُعانِقٌ لهواه. وعابدٌ متقوٍّ كلما ازدادَ عبادةً ازدادَ كِبْرًا. وعالمٌ يريدُ أن يُتَّبَعَ عُقباه، ويحبُّ محمدةَ الناس. وعارفٌ على طريقِ الحقِّ يحبُّ القيامَ به، فهو عاجزٌ أو مغلوب، فهذا أمثلُ أهلِ زمانِك وأرجحِهم عقلا".
فاتقوا الله أيها الإخوةُ والأخوات، وألحفوا عليه في المسائلِ والدعوات، خاصةً في أعقابِ فرائضِ ونوافلِ الصلوات، أن يوفقَنا إلى الصلاحِ والإصلاح، ويسدِّدَ خطانا على طريقِ الفلاح، ويرشدَ نوايانا إلى ما فيه لنا النجاح، بادئين الدعاءَ وخاتمين، بالصلاةِ والسلامِ على محمدٍ وآلِه المعصومين المكرمين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على أولِ مَن خلقتَ وسوَّيت، وأكملِ مَن اصطفَيتَ وفضَّلتَ وأويت، القائلِ: "أنا سيدُ ولدِ آدم، ولو عصيتُ لهوَيت"، المرسَلِ بالدينِ المخلَّد، أبي القاسمِ المصطفى محمد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مَن اخترتَه لحبيبِك وزيرًا ومعينا، وخليفةً ووصيًّا وأمينا، القائلِ: "لو كُشِفَ لي الغطاءُ ما ازددتُّ يقينا"، قدوةِ وأسوةِ الموقنين، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ أميرِ المؤمنين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على كاملةِ العفاف، والفضلِ والشرفِ عند ذوي الإنصاف، المعصومةِ الصدّيقةِ العالمة، سيدةِ نساءِ العالَمين فاطمة.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيدَي شبابِ أهلِ الجنة، الإمامَين المُستخلفَين على الإنسِ والجِنة، أبي محمدٍ الحسنِ المسموم، وأبي عبدِ اللهِ الحسينِ الشهيدِ المظلوم.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على قدوةِ الساجدين، وأسوةِ المخلِصين المتهجِّدين، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ زينِ العابدين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سراجِ السائر، الوهّاجِ على طريقِ المفاخر، الإمامِ بالنصِّ محمدٍ الباقر.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على لسانِك الناطق، ببرهانِك على الحقائق، أمانِك وحجتِك على الخلائق، الإمامِ بالنصِّ جعفرٍ الصادق.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على قدوةِ العابدِ العالِم، وأسوةِ الزاهدِ القائمِ الصائم، في الورعِ والإخلاصِ والمكارم، الإمامِ بالنصِّ موسى الكاظم.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على شمسِ معارفِ الإيمان، كاشفِ لَبسِ متشابهاتِ القرآن، المُبعَدِ المغيَّبِ في خراسان، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ ضامنِ الجِنان.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الإمامِ الحجةِ الوليّ، الهمامِ كنزِ الحقائقِ المليّ، المنصوبِ منك بالنصِّ الجليّ، الجوادِ محمدِ بنِ عليّ.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على علمَي الهداية، مُلهَمَي العلمِ والفطنةِ والدراية، الإمامَين المنصوبَين السريَّين، عليٍّ الهادي وابنِه الحسنِ العسكريَّين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حجتِك المدَّخَر، لنشرِ عدالتِك في الجِنِّ والبشر، وقيادتِهم بدينِك الأغرّ، الإمامِ بالنصِّ أبي القاسمِ المنتظَر.
اللهمَّ عجِّل له الفرج، وسهِّل له المخرَج، وتمَّم به الحجج، وأقم به المنهج، وصيِّرنا في أنصارِه ومؤيِّديه، ومنتظِريه ومريديه، واختم لنا بالشهادةِ بين يدَيه، وصلِّ عليه وعلى آبائه المعصومين، واكتبنا بهم من المرحومين، في الدنيا والآخرةِ يا أرحمَ الراحمين.
عباد الله: ((إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.