الدعوة للتفكر والتدبر في مخلوقات الخالق عزوجل
الشيخ منصور حمادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ واجبِ الوجود، الموجودِ قبل كل موجود، وليس لبقاءِ وجودِه من حدود، خالقِ مَن وُجِد ومن سيوجد وما هو موجود، خالقٌ عظيمٌ مقتدرٌ وهاب، رازق كريمٌ يرزقُ مَن يشاءُ بغير حساب، يغني ويفقرُ ويهيء لما يشاء الأسباب، بيدِه كلُّ شيءٍ كما عرَّفَ نفسه لذوي الألباب، فقال سبحانه في محكمِ الكتاب: ((قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٦﴾ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿٢٧﴾ ﴿سورة آل عمران﴾)).
أحمدُه كما أَحَبّ، على ما هيّأ وسبَّب، وسمّى وكتب، وأعطى وحجب، وأقصى وقرَّب، وحرَّمَ وأباحَ وأوجب. أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه الذي اصطفاه، ورسولُه الذي ختمَ وتمَّمَ برسالته ما أوحاه. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ المعصومين، واكتبنا بهم عندك من المرحومين، وفي جناتِك من المكرمين، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
أما بعد، فيا أيها الإخوةُ الكرام، أوصيكم ونفسيَ بتقوى اللهِ الملكِ العلام، الذي خلقَنا وأمدَّنا بالإكرام، ورزقَنا ما نحتاجه من الشرابِ والطعام، ولسعيِنا وراحتِنا سهَّلَ لنا اليقظةَ والمنام، ولما يصلحُنا في الدارَين بيَّنَ الحلالَ والحرام، والواجبَ والمندوبَ والمكروهَ في دينِ الإسلام، وجعلَ الجنةَ لمَن أطاعَ أمرَه واستقام، والنارَ لمَن عصاه أيًّا كان موقعُه في الأنام، كما ورد ذلك في قولِ حجتِه على الأنام، زينِ العابدين عليه أفضل الصلاة والسلام: "إنَّ اللهَ خلقَ الجنةَ لمَن أطاعَه ولو كانَ عبدًا حبشيّا، وخلقَ النارَ لمَن عصاه ولو كانَ سيِّدًا قرشيّا".
فاتقوا اللهَ عباد الله وجدوا في إرضائه، وتعبَّدوا له بما أنزلَ على سيدِ أحبائه، واستندوا إلى ما بلَّغَه عنه سادةُ أوليائه، لتخلَّدوا في جنتِه مرفهين بنعمائه، وتبعدوا عن النارِ التي أعدَّها لأعدائه، ومَن أعرضَ عن ذكرِه وتلهّى عن إنبائه، وتمسَّكَ بولاء من أمرَ اللهُ بعدائه، طلبًا لدنيا كتبَ عليه وعليها الفناء، وكلُّ ملذاتِها مشوبةٌ بالكدرِ والعناء، فصدَّه ذلك عن السعادةِ والهناء، في الجنةِ الخاليةِ من النصبِ والشحناء، ومن كلِّ ما يتنافى مع النعيم، كما أخبر الله سبحانه في القرآنِ الكريم، فقال مُبشِّرًا سالكَ الصراطِ المستقيم: ((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿٤٥﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ﴿٤٦﴾ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴿٤٧﴾ لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ ﴿٤٨﴾ ﴿سورة الحجر﴾)).
فاتقوا وتعبدوا إليه شاكرين، ولنعمه التي لا تحصى ولا تُعَدُّ ذاكرين، وفي آلائه وما سخَّرَ لكم في دنياكم متبصِّرين، ولما أنزلَ عليكم في القرآن متدبِّرين، فإنَّه موجهٌ المقبلين وداعي المدبرين، إلى ما فيه نجاةُ وسعادةُ الأولين والآخِرين، ومثوبةُ التالين المُبصِرين، وهلاكُ المتعالين المستكبرين، وموعظةُ وذكرى للمتذكرين، وبيانُ ما أنعمَ به علينا أقدرُ القادرين.
وسأتلوا عليكم بعضًا من تلكم الآياتِ النيّرة، التي أنزلَها اللهُ سبحانه لتكون لنا تبصرةً وتذكرة، فاستمعوها يا ذوي النفوسِ الخيرة، بآذان واعيةٍ وعقولٍ متفكرة: ((هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ۖ لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ ﴿١٠﴾ يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١١﴾ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿١٢﴾ وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴿١٣﴾ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿١٤﴾ وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٥﴾ وَعَلَامَاتٍ ۚ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ﴿١٦﴾ أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لَّا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿١٧﴾ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٨﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
فتأملوا يا ذوي العقولِ والأفهام، وتساءلوا في أنفسكم وفي جمعِكم الخاصِّ والعام، هل يليقُ بمَن منحَكم ما أنتم فيه من الإنعام، وما أسبغَ عليكم من الخلقِ والإكرام، وهو الغنيُّ المفتقرُ إليه جميعُ الأنام، أن يظلمَكم أو يحيفَ عليكم فيما أنزلَ من الأحكام، وهل يقدِرُ الجاهل أن يأتيَ بمثلِ دين الإسلام، وهل يدركُ الجاهلُ ما يدركُه الخالقُ العلام، من مصالحِ الخلق وما يردعُهم عن الإجرام، وما يقودُهم إلى خير الدنيا وإلى الفوزِ في يوم القيام.
فاتقوا الله عباد الله، وادخلوا في عبادِه الموحِّدين، وانطلقوا إلى مغفرتِه بدينه متعبدين، ولأنفسِكم قبل أعداء الله مجاهدين، لتغنموا ما أعدَّه جل جلاله للطائعين المتعبدين، حيث يدخلُهم الجنةَ منعَّمين مخلَّدين، وتسلموا مما أعدَّه للكافرين والمعاندين، حيث يدخلُهم النارَ معذَّبين مقيَّدين، يستغيثون وما هم عنها بمبعدين.
ألا وإنَّ خير ما أختم به الكلام في هذا المقام، تذكرةٌ وموعظةٌ لذوي الأفهام، سورةٌ قصيرةٌ ممّا أنزلَه الملكُ العلام، كبيرةٌ في تأثيرِها على عقلاءِ الأنام، إذ يقولُ سبحانه في القرآن الكريم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾ ﴿سورة العصر﴾)).
وأستغفر الله لي ولكم، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الذي لا يشاهَدُ بالعِيان، ولا يحدَّدُ بقاؤه بزمان، ولا يوجدُ في مكانٍ دون مكان، وتدرِكُ وجودَه عقولُ الملائكة والإنسِ والجانّ، وفطرتُهم بما قدَّمَ وألهمَ من الدليلِ والبرهان، على قدرته بما كوَّنَ من الأكوان، أنَّه القادرُ الواحدُ الديّان. وقد نبَّهَ سبحانه في القرآنِ الكريم، بقوله مستنكرًا حالَ الذين لا يتفكرون في خلقِه العظيم: ((أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴿١٧﴾ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ﴿١٨﴾ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ﴿١٩﴾ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْـفَ سُطِحَتْ ﴿٢٠﴾ ﴿سورة الغاشية﴾)).
أحمدُه على إيجادِه وخلقه، وأمجِّدُه بمختصاتِه ومستحقِّه، وأعبدُه بما أنزلَ في كتابه، وما بلَّغَه عنه سادةُ أحبابه، وأسألُه المعرفةَ بجنابه، والمخافةَ منه ومن عذابِه. أشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه ورسوله. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ بأفضلِ صلواتِك، وبارك عليهم بأفضلِ بركاتك يا ربَّ العالمين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحمَ الراحمين.
وبعد، فيا إخوةَ الإيمان، وصفوةَ الأحبابِ والخلان، اتقوا اللهَ معظمين له الشأن، وتعبدوا إليه بالقلوبِ واللسان، ووالوا فيه المؤمنين في أيِّ زمانٍ ومكان، وعادوا أعداءَه وابتعدوا عن المتجاهرين بالعصيان، ولا توادّوا عبدةَ الأهواءِ المضلةِ وأتباعَ الشيطان، ولو كانوا من الآباءِ والأولادِ والإخوان، فإنَّ مودتَهم منافيةٌ أو مذهبةٌ لآثارِ الإيمان، كما أوضحَ ذلكم الله سبحانه فقال في القرآن: ((لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴿٢٢﴾ ﴿سورة المجادلة﴾)).
أيها الإخوة والأولاد، أدعوكم إلى التهيؤ والاستعداد، بتقوى الله وما ينفعُ العباد، متسلِّحين بالعلمِ النافعِ في الدنيا ويومِ المعاد، فإنَّ العلماءَ هم الأقربُ إلى معرفةِ الله، والأعرفُ باللهِ أشدُّ خشيةً من الله، ومن خشيَ اللهَ بادرَ إلى مرضاتِه، فكان بذلك مؤهَّلًا لنعيمِه في جناتِه، وقد قال الله سبحانه فيما أنزل، على خيرِ مَن خلقَ وسيدِ مَن أرسل: ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴿٢٨﴾ ﴿سورة فاطر﴾)).
وجاءَ في المنقولِ عن مولانا الصادقِ عليه السلام، في الحثِّ على طلبِ العلمِ لشيعتِه الكرام :"لوددتُ أن تُضرَبَ رؤوسُ أصحابي بالسياطِ حتى يتعلموا".
وبما أنَّنا نعيشُ هذه الأيام، امتحاناتِ أولادِنا في المدارسِ والجامعات لمنتصفِ العام، فإنَّني أدعوهم إلى المذاكرةِ وبذلِ الجهدِ والاهتمام، ليُحصِّلوا النتائجَ المؤهلةَ للتكريمِ والاحترام، ويتأهَّلوا بها للعملِ المقدَّسِ في حياتهم، ويحسِّنوا بدخولِهم أوضاعَهم وأوضاعَ عائلاتهم، ويتمكنوا من مساعدةِ المحتاجين في سدِّ حاجاتِهم، ويتسنموا المواقعَ العاليةَ عندَ اللهِ في آخرتِهم، فقد وردَ عن أئمتِنا المعيَّنين من اللهِ لإقامةِ حقِّه :"أقربُكم إلى اللهِ أنفعُكم لخلقه".
كما وأدعو الإخوةَ المحترمين، من الأساتذةِ والمعلِّمين، أن يؤدّوا بإخلاصٍ ما أصبحوا عليه مؤتمَنين، في تعليمِ وتأديبِ أبنائنا المتعلِّمين، ويطلبوا الأجرَ جزاءً من ربِّ العالمين، فإنَّه لا يُضيعُ أجرَ المخلِصين المتقِنين.
فاتقوا اللهَ واستمدوا منه التوفيق، والهدايةَ إلى واضحِ الطريق، بمعرفته وأداءِ حقِّه الحقيق، مقسمين عليه بسادةِ الأنام، محمدٍ وآلِه المعصومين الكرام، مكثرين عليهم من الصلاة والسلام.
اللهم صل وسلم على عبدِك المُسوَّد، ورسولِك الناصحِ المسدَّد، بدينك الناصعِ المخلَّد، أبي القاسمِ المصطفى محمد.
اللهم صل وسلم على حاميه ابنِ حاميه، المضحّي بنفسِه وجهدِه بين يدَيه، أولِ وأفضلِ أوصيائه المؤتمَنين، المنصوبِ بالنصِّ عليٍّ أميرِ المؤمنين.
اللهم صل وسلم على الطاهرةِ البتولِ العفيفة، المطهرةِ المعصومةِ الشريفة، الدرةِ المباركةِ النوراء، أمِّ الحسنين فاطمةَ الزهراء.
اللهم صل وسلم على مَن حجَّ ماشيًا على الأقدام، خمسًا وعشرين إلى بيتِك الحرام، المقتولِ بالسمِّ المداف في اللبن، الإمامِ بالنصِّ أبي محمدٍ الحسن.
اللهم صل وسلم على سيدِ المستشهدين، في سبيلِك وإقامةِ الدين، المقتولِ بثاراتِ بدرٍ وأحدٍ وحنين، الإمامِ بالنصِّ الشهيدِ الحسين.
اللهم صل وسلم على سيدِ العبّاد، ممهِّدِ طريقِ الزهّادِ والورّاد، بنشر المعرفةِ في المناجاةِ والأوراد، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ السجاد.
اللهم صل وسلم على الدرِّ الفاخر، النجمِ الثاقبِ والبدر الزاهر، عَلَمِ المناقبِ والمفاخر، الإمامِ بالنصِّ محمدٍ الباقر.
اللهم صل وسلم على ناشرِ علومِ الأطهار، فدوَّنَ عنه العلماءُ الأخيار، ما ملأ المدوناتِ من الأسفار، حجتِك وكتابِك الناطق، الإمامِ بالنصِّ جعفرٍ الصادق.
اللهم صل وسلم على البحرِ المتلاطم، بالعلمِ والمعرفةِ والمكارم، أسوةِ العابدِ وقدوةِ العالم، الإمام بالنص موسى الكاظم.
اللهم صل وسلم على حجتِك ووليِّك المرتضى، محجتِك ولسانِك وسيفِك المنتضى، مجسِّدِ أميرِ المؤمنين إذ حُكِّمَ وقضى، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ الرضا.
اللهم صل وسلم على تاسعِ الأئمة، مرجعِ الثُّباتِ من علماءِ الأمة، ناصعِ البرهانِ مبدِّدِ الظلمة، بما أبداه من العلمِ والسداد، الإمامِ بالنصِّ محمدٍ الجواد.
اللهم صل وسلم على الآيتَين الظاهرتَين، والحجتَين المعتبرتَين، السيدَين السندَين الجريَّين، الإمامَين المنصوبَين السريَّين، عليِّ بنِ محمدٍ، وابنِه الحسنِ العسكريَّين.
اللهم صل وسلم على مَن ختمتَ به الإمامةَ المعصومة، وأتممتَ به النعمةَ المعلومة، وجعلتَه القائدَ المنقذَ للأمةَ المرحومة، يومَ تبسَطُ يدُه في الإنسِ والجانّ، أبي القاسمِ المهديِّ صاحبِ الزمان.
اللهم عجِّل فرجَه، وسهِّل مخرجَه، ودوِّل منهجَه، وانصره على أعدائك وأعدائه، واكتبنا في شيعتِه وأحبائه، وأمِتْنا مستشهدين تحت لوائه، وصل عليه وعلى آبائه الأكرمين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحمَ الراحمين.
عباد الله: ((إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.