الدعوة للتمسك بخط الفقهاء الأعلام والتزام منهاج العلماء
الشيخ منصور حمادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الذي خلقَ وأوجد، ورزقَ وخوَّلَ وسدَّد، ليس كمثلِه شيءٌ ولم يكن له كفوًا أحد، وهو ربُّنا الأحقُّ بأن يُحمَد، ولا يضرُّه أن يُعصى أو أن يُجحَد، لكنَّه حكمَ بما وعدَ وتوعَّد، أن يثيبَ مَن أخلصَ له ووحَّد، وأن يعذِّبَ مَن عصى أمرَه وتمرَّد، وإن أمهلَ سبحانه في الدنيا فلن يهملَ في الآخرة، كما بيَّنَ جلَّ جلاله في آياتِه المطهرة، فأوضح للمؤمنِ الصالحِ وبشَّرَه، وأفصحَ للكافر الفاجرِ وأنذرَه، فقال: ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ﴿٣٨﴾ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ ﴿٣٩﴾ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ﴿٤٠﴾ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴿٤١﴾ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ﴿٤٢﴾ ﴿سورة عبس﴾)).
أحمدُه وأشكره، وأمجِّدُه وأكبره، وأوحِّدُه ربًّا خالقًا عظيما، وأستنجدُه مولًا رازقًا كريما، وإلهًا شاكرًا غفورًا رحيما، وأعبدُه بما أنزل دينًا قِيَمًا قويما، ليهديَني بمَن أرسلَ صراطًا مستقيما، ويحشرَني فيمَن أتاه حاملًا قلبًا سليما. أشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه ورسولُه المُسدَّد، المُفضَّلُ على كلِّ مَن وحَّدَ وتعبَّد. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ بأفضل ما صلَّيتَ وسلَّمتَ على أحدٍ من المرسَلين الملهَمين، وثبِّتنا على ولايتِهم والبراءةِ مِن أعدائهم يا ربَّ العالمين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحم الراحمين.
أما بعد، فيا إخوتي وأخواتي في التوحيد، وفي ولايةِ أهلِ البيتِ الطاهرِ السعيد، أوصيكم ونفسيَ وكلَّ قريبٍ وبعيد، بتقوى اللهِ العليِّ العظيمِ الحميد، المليِّ الكريمِ المجيد، الأزليِّ العليمِ الفعّالِ لما يريد، وبلزومِ طاعتِه في كلِّ ما نهى وأمر، في كتابه الحجةِ على مَن آمنَ وكفر، وفيما وردَ عن المعصومين أئمةِ الجِنِّ والبشر، وما أفتى به الفقهاءُ العدولُ المتقيدون بالنصِّ والأثر، الذين صرَّحَ بتعيينِهم مولانا أبي القاسم المنتظر، عجل الله فرجه وجعل أرواحنا فداه، في قوله ضمن توقيعِه لشيعتِه ومَن والاه: "أمّا الحوادثُ الواقعة، فارجعوا فيها إلى رواةِ حديثِنا، فإنَّهم حُجتي عليكم، وأنا حجة الله".
وقد ورد عن مولانا العسكريِّ صلوات الله وسلامه عليه، ما يحدِّدُ صفاتِ العالم الذي أُحيلَ المؤمنون في دينِهم إليه، قوله: "أمّا مَن كان من الفقهاءِ صائنًا لنفسِه، حافظًا لدينِه، مخالفًا لهواه، مطيعًا لأمرِ مولاه، فللعوامِّ أن يُقلِّدوه، وذلك لا يكونُ إلّا لبعضِ فقهاءِ الخاصّة، أمّا مَن ركبَ منهم مراكبَ العامّة، فلا ولا كرامة".
وإنَّني من خلال هذا المقام، لأوجِّهُ الدعوةَ إلى علماءِ وطلبةِ علومِ الإسلام، أن يجدّوا ويجتهدوا في نشرِ ما تعلَّموه من الأحكام، ثم إيصالِها بدقةٍ وأمانةٍ إلى العوامّ، لينضبطَ بها سلوكُهم في الإقدامِ والإحجام، في العباداتِ والمعاملات وفي العمل والكلام، ملتزمين بما أنزلَه اللهُ العظيم، حيث قال سبحانه في القرآن الكريم: ((وَمَـا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّيـنِ وَلِيُنذِرُوا قَـوْمَهُـمْ إِذَا رَجَـعُـوا إِلَيْهِـمْ لَعَلَّـهُمْ يَحْـذَرُونَ ﴿١٢٢﴾ ﴿سورة التوبة﴾)).
كما وأدعو المؤمنين والمؤمنات، إلى النظرِ بدقةٍ لتحديدِ مَن تنطبقُ عليهم الصفات، المذكورةُ في كلامِ سادةِ السادات، والرجوعِ إليهم في أحكامِ المعاملات والعبادات، ليظفروا بقبولِ ورضا مُحرِّكِ المتحرِّكِ ومُجمِّدِ الجمادات، اللهِ الذي خلقَكم وأسبغَ عليكم النعم، وبصَّرَ وألهمَ وعلَّمَ الإنسانَ ما لم يعلم، وبعثَ منكم إليكم الأنبياءَ والمرسلين، وأقامَ عليكم الحجةَ كما أقامَها على آبائكم الأولين، وأنزلَ شريعةً لتكونوا بها معتدلين، وأمرَكم أن تكونوا على وفقِ أحكامِها عاملين، لتُحشَروا إلى جَنَّتِه بنعمِه مخوَّلين، عند رحيلِكم من الدنيا إليه منتقلين، يوم لا ينفعُ أحدًا أموالُه ولا أولادُه، ولا أصحابُه ولا جندُه وعتادُه، إلّا مَن أتى اللهَ مؤمنًا وتقواه زادُه.
فيا أيها الإخوةُ والأخوات، اتقوا اللهَ في العلن والخلوات، وحافظوا على أداءِ وقضاء الصلوات، وعلى وجهِ الخصوصِ منها الفرائض، اليومية وما وجبَ منها لعارض، التي تجبُ على المُكلَّفِ في الحضرِ والسفر، وأكثرُها تكررًا الصلاةُ ل+وفِ الشمسِ وخسوفِ القمر، فيجبُ على كلِّ مؤمنٍ مكلفٍ أن يتعلَّمَها، وأن يكونَ مُتقِنًا شرائطَها وأحكامَها، بحيث لو صادفته في أيِّ حالٍ ومكانٍ أقامَها، منفردًا إذا لم يعرف أو لم يجد إمامَها.
وأوجِّهُ عنايةَ القائمين على مشروعاتِ تعليمِ الصلاةِ للصغار، أن يضمِّنوا مناهجَهم تعليمَ صلاةِ الآياتِ وصلاة القصرِ في الأسفار، بوصفِها فريضةً شرعيةً مهمة، وإن جهل أو تجاهلَ أمرَها الكثيرُ من أبناءِ الأمة، وقد مَنَّ اللهُ سبحانه علينا في هذه البلاد، بواسطةِ علمائها وما قدَّموه من الإرشاد، فتوارثَ إقامتَها الأولادُ عن الآباءِ والآباءُ عن الأجداد، فأسأل اللهَ أن يجزيَ الجميع خيرًا ويمُنَّ علينا بالسداد، إنَّه على كلِّ شيءٍ قدير، وبالإجابةِ حَرِيٌّ جدير.
ألا وإنَّ خيرَ ما يختمُ به الواعظُ الرشيد، خطابَه الموجهَ إلى القريبِ والبعيد، خاصة في يوم الجمعة ويومي العيد، كلامُ الله تعالى في القرآن المجيد، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾ ﴿سورة العصر﴾)).
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الذي خلقَ فأتقن، ورزقَ فسخَّرَ ومكَّن، وأشفقَ فعطَّفَ وحنَّن، ويسَّر وشرَّعَ وقنَّن، خلقُه كامل، ورزقُه فاضل، وإشفاقُه شامل، وتشريعُه عادل، سبحانه ليس له شريكٌ ولا مماثل، ولا كفعلِه فعلُ فاعل.
أحمدُه على كلِّ ما صنع، وأمجِّدُه بما جلّ به وارتفع، لا واضعَ لما رفع، ولا رافعَ لما وضع، بعظمتِه ذلَّلَ وطوَّع، وبحكمتِه ضيَّقَ ووسَّع، وبهيمنتِه فرَّقَ وجمَع، فازَ مَن قصدَه طالبًا خيرَه، وانحازَ عن الصوابِ مَن رجا غيرَه. أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) أولُ مَن خلقَه وأجلُّ مَن أرسلَه، وأنبلُ مَن ائتمنَهم وأفضلُهم منزلة. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمد، بأفضل ما صلَّيتَ وسلَّمت على مَن وُجِدَ أو سوف يوجد، وثبّتنا على ولايتهم يا ربَّ العالمين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحم الراحمين.
وبعد، فيا آبائي وأمهاتي، ويا إخوتي في اللهِ وأخواتي، ويا أحبّائي من أبنائي وبناتي، ويا مَن حضرَ أو بلغَتْه كلماتي، أوصيكم ونفسيَ بتقوى الله وذكره، وطاعتِه فيما أوحى من نهيِه وأمرِه، واستذكارِ نعمِه والإكثارِ من شكرِه، بما يقومُ به كلٌّ منّا قولًا وعملًا في علانيتِه وسرِّه، مدّخرًا ذلك إلى يومِ فاقته وفقره، يوم تأتي الصّيحةُ فيحيى كلُّ ميتٍ ويُبعَثُ من قبرِه، ويتيقنُ كلٌّ أنَّه يومُ حشرِه ونشره، إلى اللهِ العالمِ بما انطوت عليه نفسُه من سرِّه، ولا يخفى عليه سبحانه شيءٌ من أمره، فيجزي المحسنَ على إحسانِه بالنّعيم، ويجزي المسيءَ إن شاء بالعذابِ الأليم، ويعفو عمَّن يشاءُ وهو الغفور الرّحيم.
فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ وعظِّموا مقامَه، واستبقوا إلى العفافِ والصلاحِ والاستقامة، وانطلقوا إلى الأقوالِ والأفعالِ التي تقيكم أهوالَ يومِ الطامّة، وينجيكم اللهُ بها من عذابِ يوم القيامة، ويدخلُكم الجنّةَ مُكلَّلين بالرحمةِ والكرامة، وابتعدوا عن كلِّ ما يؤدي بكم إلى الحسرةِ والنّدامة، وقد دلَّكم ذو العزّةِ والجلال، على ما يجنِّبُكم تلك الشدائدَ والأهوال، فيما أنزلَ في القرآنِ الكريم حيث قال: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴿١﴾ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ ﴿٢﴾ ﴿سورة الحج﴾)).
فاتقوا اللهَ واعلموا يا شيعةَ أهلِ العَبى، أنَّ في يوم الأربعاءِ القادم ذكرى وفاةِ الحسنِ المجتبى، الذي شهِدت مواقفُه بأنَّه رجلُ الحرب والسلام، والتضحيةِ الصادقةِ في سبيلِ الإسلام، وذي اليدِ المبسوطةِ للفقراءِ والأراملِ والأيتام، حتى تصدَّت له يدُ الحقدِ والبغي والإجرام، فخرجَ من الدنيا مقتولًا مسمومًا، بعدما تجرّعَ فيها آلامًا وكمدًا وهمومًا، فانتقلَ إلى جوارِ ربِّه مُكرَّمًا مرحومًا، فجدِّدوا -رحمكم الله- لمصابِه العزاء، وعدِّدوا مكارمَه وما لقيَه من الأرزاء، واسألوا اللهَ على ذلكم المثوبةَ يومَ الجزاء، وأقسموا عليه بسادةِ خلقه، وأطوعِهم له وأوفاهم بعهدِه وحقِّه، محمدٍ وآلِه المعصومين اللامعين، مكثرين من الصلاة والسلام عليهم أجمعين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على أولِ خلقِ الله، وأنبلِ أولياءِ الله، وأفضلِ الرسلِ وخاتمِ أنبياءِ الله، سيدنا أبي القاسم محمدِ بن عبد الله.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على شريكِه ووزيرِه، ومعينِه في جميع أمورِه، لسانِك الصائبِ وسيفِك الضارب، أميرِ المؤمنين بالنصِّ عليِّ بنِ أبي طالب.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مَن وصفَها سيدُ المرسلين، وعرَّفَها بسيدةِ نساءِ العالمين، من الأولين والآخرين، فاطمةَ أمِّ الأئمةِ الطاهرين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على السبطِ المؤتمن، على ما أوحَيْتَ من الفرائض والسنن، العبدِ المخلصِ لك في السرِّ والعلن، الإمامِ بالنصِّ أبي محمدٍ الحسن.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على القتيلِ الشهيد، على يدِ جنودِ الطاغيةِ يزيد، باذلِ أعظمِ التضحيةِ والفداء، الإمامِ بالنصِّ الحسينِ سيدِ الشهداء.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على العابدِ الزاهد، المصلحِ الناصحِ المتهجد، مأوى الوفّادِ وقدوةِ الورّاد، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ السجاد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على كنزِ ذخائرِ المفاخر، قدوةِ العالم وأسوةِ الذاكر، حجتِك على البادي والحاضر، الإمام بالنصِّ محمدٍ الباقر.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على جامعِ دقائقِ الحقائق، مستودعِ علمِك وكتابِك الناطق، نورِك وحجتِك في الخلائق، الإمامِ بالنصِّ جعفرٍ الصادق.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على ذي الفضائلِ والمكارم، المعصومِ من الزلّات والمآثم، مرجع الزاهدِ والعابدِ والعالم، الإمام بالنصِّ موسى الكاظم.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على شمسِ الشموس، المُغرَّبِ المدفونِ بأرضِ طوس، حجتِك بعد مَن تقدَّمَ ومضى، الإمامِ بالنص عليٍّ الرضا.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على تاسعِ الأئمةِ الأمجاد، جامعِ العلمِ والمعرفةِ والسداد، الذائعِ صيتُه بالنقاءِ والعفةِ والسداد، الإمامِ بالنصِّ محمدٍ الجواد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على السيدَين السريَّين، العبدَين المُلهَمَين العبقريَّين، العلمَين الكوكبَين الدريَّين، عليِّ بنِ محمدٍ والحسنِ بنِ عليٍّ العسكريَّين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على تمامِ عدةِ المعصومين، ختامِ قادةِ المرحومين، المُغيَّبِ الموعودِ بالنصرِ والظفر، الإمامِ بالنصِّ أبي القاسمِ المنتظر.
اللهم عجل له الفرج، وسهِّل له المخرج، واكتبنا في أنصارِه من شيعتِه، المجاهدين المستشهدين تحت رايتِه، وصلِّ عليه وعلى آبائه الأكرمين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحمَ الراحمين.
عباد الله: ((إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، الأحياءِ منهم والأموات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.