نصيحة جميع الإخوةِ المسلمين الكرام، من الرعيّةِ كانوا أو من الحكّام
الشيخ منصور حمادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ وحقَّ له أن يُحمد، على ما قدّرَ وخلقَ وأوجد، وأقدَرَ ومكّنَ وسدَّد، وبصّر وأسمعَ وأرشد، وعرّف خلقَه بنفسِه ليُطاعَ ويُعبَد، لا لحاجةٍ منه إلى من خَضَعَ ولا مَن تمرّد، فهو بذاتِه الغنيُّ الأعزُّ الأنجد، لا يُنقِصُ من سلطانه كفرُ العبيد، كما حكى قول كليمِه موسى في القرآنِ المجيد، فقال: ((وَقَالَ مُوسَىٰ إِن تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّـهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴿٨﴾ ﴿سورة إبراهيم ﴾)).
أحمدُه والحمدُ من مستحَقِّه، حمدَ مدينٍ له بخلقِه، وما تفضّل به من رزقِه، ودلّل عليه من حقِّه، والولايةِ لخيارِ خلقِه، وأسألُه الثباتَ على ولايةِ أوليائِه، والبراءةِ من أعدائِهم وأعدائِه، والتوفيقِ لشكرِه على نعمائِه، وتحقيقِ المزيدِ من موجباتِ عطائِه، بشكرِه الذي قال عنه في إنبائِه، الذي أنزلَه في كتابِه المجيد: ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴿٧﴾ ﴿سورة إبراهيم ﴾)).
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا (ص) عبده ورسوله. اللهم صلِّ وسلّم على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين، وارحمنا بهم في الدنيا والآخرة يا أقدرَ القادرين، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
أما بعد، فيا أيّها الإخوةُ المؤمنون، اتقوا اللهَ العالمَ بما تقولون وما تعملون، مما كنتم تجهرون به وما كنتُم تكتُمون، واستجيبوا لأمرِه لعلّكم تُرحمون، واجتنبوا ما نهاكم عنه من الأقوالِ والأفعال، ووالوا أولياءَه وعادوا أهلَ الضلال، ودِلّوا على طرقِ الخيرِ من كُلِّفتم أمرَهم من العيال، ليُنجِيَكم الله وإيّاهم يوم القيامة من الأهوال، ومن النار وما أُعِدَّ فيها من النّكال، كما حذّركم بارئُكم في القرآن حيث قال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴿٦﴾ ﴿سورة التحريم﴾)).
واعلموا أيها الإخوةُ الكرام، أنّكم في دارٍ لم يُكتب لأحدٍ فيها الدوام، ولا البقاءُ على حالٍ مما يُرامُ ومما لا يُرام، ويتساوى في ذلكم الرعايا والحكام، والصالحون المتقون وذوو الفسادِ والإجرام، فلكلٍّ أجلٌ حدَّده الملكُ الواحدُ العلام، وقد بيّن ذلك في القرآنِ المنزَل هدايةً للأنام، بقوله: ((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴿٢٦﴾ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴿٢٧﴾ ﴿سورة الرحمن﴾)).
نعم، لقد خلق اللهُ سبحانَه الدنيا وجعلَها دارَ العناء، وحَتَمَ على كلِّ من أوجدَ فيها الموتَ والفناء، بعد عمرٍ حدّده لكلِّ مخلوقٍ بلا استثناء، وامتحنَ كلَّ فردٍ بنوعٍ من الابتلاء، فهذا بالفقرِ والاستضعافِ وذاك بالغنى والاستعلاء، فمن صبرَ على ما ابتلاه ربُّه متدرّعًا بالقناعة، أو شَكَرَ ربَّه وتواضع لحكمِه وأطاعَه، وسخّر ما منحه اللهُ فيما يُحققُ الطاعة، وبادَرَ إلى عملِ الخيرِ قدَرَ الاستطاعة، فإنّه يُجزى بأضعافِ ما قدّم، من قِبل اللهِ حيث شكرَه على ما أنعم، وهو سبحانَه أبصرُ به وأعلم، وقد وعد ووعدُه الحق، فقال في القرآنِ مصدرِ هدايةِ الخلق: ((وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ ﴿٤٠﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ﴿٤١﴾ ﴿سورة النجم﴾)).
أما من اسكبرَ عن طاعةِ الله، وتجبّر بما آتاهُ من القوّةِ والسلطانِ والجاه، وأصرَّ على الافتئاتِ على حقوقِ خلقِ الله، وتبختر بقوتِه وسؤددِه وعُلاه، وتخيّر لنفسِه وذويه فيما وُجد من المتاع، على حسابِ المستضعفين والفقراءِ الجياع، فلا يحسبنّ أنّ ذلك خيرًا فازَ به، فإنّه يمكرُ بالخلقِ والخالقُ يمكرُ به، كما قال جلّ جلالُه فيما أنزل في أفضلِ كتبه: ((وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿١٧٨﴾ ﴿سورة آل عمران﴾)).
فاتقوا اللهَ واعلموا أنّ عذابَه وانتقامَه، ليس حتمًا تأجيلُه إلى يومِ القيامة، بل قد يُعجَّلُ منه في هذه الدار، ليتعظ به ذوو العقولِ والأبصار، ويعتبر به من بَطروا بما أوتوا من الاقتدار، كما بيّن الله قائلاً في القرآنِ المبين: ((وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴿٥٨﴾ ﴿سورة القصص﴾)). وأنزل أيضًا قائلاً موعظةً للذاكرين: ((أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ﴿٦﴾ ﴿سورة الأنعام﴾)).
وإنّني لأتوجّه بنصيحتي من هذا المقام، إلى جميع الإخوةِ المسلمين الكرام، من الرعيّةِ كانوا أو من الحكّام، أن تعاونوا على تحكيمِ الإسلام، وتطبيقِ نظمِه على الخاصّ والعامّ، فإن اللهَ ارتضاه لعبادِه خيرَ شريعةٍ ونظام، وفيه يتجلّى الإنصافُ والعدالةُ بين الأنام، ومؤَدٍ اتباعُه إلى العزَّةِ في الدنيا والفوزِ في يومِ القيام، وقد قال عنه ربُّ الأولين والآخرين: ((وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾ ﴿سورة آل عمران﴾)).
ألا وإنّ خيرَ ما أختُم به هذا المقال، سورةٌ من كتابِ اللهِ ذي العزّة والجلال، فيها بيانٌ لصفاتِ الخاسرين والنّاجين من العذابِ والمكال. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ((بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ. وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾ ﴿سورة العصر﴾)).
أقول قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميعِ المؤمنين والمؤمنات، إنه هو الغفورُ الرّحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ واجبِ الوجود، واهبِ الوجودِ لكلِّ موجود، باسطِ اليدينِ بالكرمِ والجود، على من شكرَه واتخذَه المعبود، وعلى من أنكرَه وقابَلَ نِعمَه بالجحود، وأوامرَه وزواجرَه بالتَّعنِّتِ والصدود، ولم يعيَ أنَّ كلَّ ما يَقومُ به عند اللهِ مرصودٌ ومشهود، وأنَّه منتقلٌ إلى ربِّه في اليومِ الموعود، الذي قال عنه سبحانَه في محكَمِ الكتاب: ((يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿١٦﴾ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٧﴾ ﴿سورة غافر﴾)).
أحمدُه شاكرًا، وأوحدُه مبصرًا، وأمجِّدُه ذاكرًا، وأعبُده داخرا، وأُفرِدُه مجاهرا. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا (ص) عبدُه ورسولُه المصطفى، على كلِّ عبدٍ مصطفىً مقتفى. اللهم صل وسلم على محمدٍ وآلِ محمدٍ المعصومين، واكتبنا بهم وبولايتِهم من المرحومين، في الدُّنيا والآخرةِ يا أرحم الراحمين.
وبعد، فيا أيّها الموحدون لربِّ الأنام، المُقَلِّدون للمعصومين الكرام، المتعبدون بما ورد في دينِ الإسلام، أوصيكم ونفسيَ بتقوى اللهِ الملكِ العلام، وطاعتِه على صعيدِ العملِ والالتزام، والتقربِ إليه بالصلاةِ وال+اةِ والصيام، والحجِّ والعمرةِ وزيارةِ النبيِّ وآلهِ العظام، عليهم أفضلُ الصلاةِ والسلام، وبرِّ الوالدين وصلةِ الأرحام، والأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ بشروطِهما في الإسلام، والولايةِ لمن والى اللهَ والبراءةِ من أعدائِه اللِّئام، ومقاطعةِ المبدعين ولو كانوا من الأقاربِ والأرحام، وعيادةِ المريضِ ومحاولةِ تخفيفِ ما بِه من الآلام، والتواضعِ في السلوكِ ورعايةِ الأيتام، والرِّفقِ في معالجةِ ما وقعتم فيه من الخلافِ والخصام، كلُّ ذلك برجاءِ رضا اللهِ ورحمتِه في الدنيا ويومِ القيام.
واعلموا أنّ يومَ غدٍ الثامنِ من شهرِ ربيع الأول، توافيكم فيه ذكرى استشهادِ إمامٍ معصومٍ مفضّل، وهو أبي محمدٍ الحسنِ العسكريِّ عليه السّلام، الذي لم يُكملْ عُمُرُه الشريفُ تسعًا وعشرين من الأعوام، قاسى فيها الكثيرَ من الغصصِ والآلام، وتجرّعَ الأذى بمجاورةِ الطغاةِ اللّئام، حيث أقصيَ من المدينةِ المنورةِ برفقةِ أبيه، وعمره سنتان إلى مجاورةِ معاديه، وفُرِضَت عليهِما الإقامةُ الجبريةُ في سامراء، للحيلولةِ بين الناسِ وبين طلعتِهما الغرّاء، ولإطماسِ ما يحملانِه من علومِ وفضائلِ الوصيِّ والزهراء، فقضى أيامَه القصيرة، بين السجونِ الخانقةِ الصغيرة، وبين الرّقابةِ المشدّدةِ الكبيرة، حتى رُويَ عنه مخاطبًا شيعتَه ذوي الإيمان: "من رآني فلا يُسَلِّم عليّ ولا يُشيرَنَّ إليّ بعَينٍ ولا بَنان". غير أنه (ع) رغم تضيُّقِ الظروف، وشدةِ ما يعيشُه وشيعتُه من المراقبةِ والخوف، تصدّى بما أوتيَ من الحكمة، لتوجيهِ شيعتِه بما يزيلُ عنهم الظلمة، ورَسَمَ لهم الطريقَ الآمنَ إلى الرّحمة، ومَنْ هو العالمُ الذي يجوزُ أن تأخذَ من علمِه الأمّة، ومِن ذلك ما رواه الشيخ الطبرسي أعلى اللهُ له المقام، في الاحتجاجِ مرويًّا عن العسكريِّ عليه الصلاةُ والسلام، أنه قال ضمن حديثٍ طويلٍ نوردُ منه ما يناسب المقام: "فأمّا من كان من الفقهاءِ صائنًا لنفسه، حافظًا لدينِه، مخالفًا لهواه، مطيعًا لأمرِ مولاه، وذلك لا يكون إلا لبعضِ فقهاءِ الشيعةِ لا جميعِهم، فأمّا من ركبَ من القبائحِ والفواحشِ مراكبَ فسقةِ فقهاءِ العامّة، فلا تقبلوا منهم عنّا شيئًا ولا كرامة، وإنّما كَثُرَ التخليطُ فيما يُتَحَمّلُ عنّا أهلَ البيتِ لذلك، لأن الفسقةَ يتحملون عنّا فيحرِّفونَه بأسرِه لجهلِهم، ويضعون الأشياءَ على غيرِ وجوهِها لقلِّةِ معرفتِهم، وآخرينَ يتعمدون الكذبَ علينا ليَجرّوا القدْحَ فينا، فيتعلمون بعضَ علومِنا الصحيحةِ فيتوجهون به عند شيعتِنا، وينتقِصون بنا عند نُصَّابِنا، ثمّ يضِيفون إليه أضعافَه وأضعافَ أضعافِه من الأكاذيبِ علينا التي نحن براءٌ منها، فيَقبلُها المُستسلمون من شيعتِنا على أنّه من علومِنا، فضَلّوا وأضلّوا، وهم أضرُّ على ضعفاءِ شيعتِنا من جيشِ يزيدَ على الحسينِ (ع) وأصحابِه".
فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ فيما تعتقدون، وانطلقوا من توجيهاتِ أئمتِكم لتحديدِ من تقلِّدون، وما به إلى اللهِ سبحانَه تتعبدون، واسألوا اللهَ التوفيقَ إلى ما بِه تُسعَدون، مقسمين عليه بعزّتِه وجلالِه، مكثرين من الصلاةِ والسلامِ على محمدٍ وآله.
اللهم صل وسلم على أعظمِ أوليائِك، خاتمِ وسيدِ رسلِك وأنبيائِك، المصطفى المحمودِ الأحمد، حبيبِك أبي القاسمِ محمد.
اللهم صل وسلم على المخصوصِ بالأخوّة، المجاهدِ في سبيلِك بما أوتيَ من قوة، سيدِ الأوصياءِ المؤتمنين، علي بن أبي طالبٍ أميرِ المؤمنين.
اللهم صل وسلم على سيدةِ النساء، المكتمِلِ بها شملُ أصحابِ ال+اء، المعصومةِ البتولِ العذراء، أم الحسنين فاطمةَ الزهراء.
اللهم صل وسلم على سيدَي الشباب، المشفّعَين لديك يومَ الحساب، أبي محمدٍ الحسنِ الناصحِ الأمين، وسيدِ الشهداءِ أبي عبد الله الحسين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على النجومِ الزواهر، الهداةِ للقاطنِ والمسافر، الدعاةِ إلى دينِك الظاهر، وإلى مكارمِ الأخلاقِ والمآثر، عليٍّ زينِ العابدين، وابنه محمدٍ الباقر، وجعفرٍ الصادقِ وموسى الكاظمِ الصابر، وعليٍ الرضا شمسِ المفاخر، ومحمدٍ الجوادِ كنزِ الذخائر، وعليٍّ الهـادي بنورِك الباهر، والحسنِ العسكريِّ مفحِمِ الجاحـد والكافر.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حجتِك المُغيَّبِ المُدَّخر، لنشرِ شريعتِك في الجِنِّ والبشر، مُظهِرِ العدلِ والصلاحِ والأمان، راعي مسيرتِنا المهديِّ صاحبِ الزمان.
اللهم عجِّل لنا موعدَ ظهورِه، وأكرِمنَا بمشاهدتِه ورؤيةِ نورِه، وأزِحْ بِه الظّلمَ وظلمةِ ديجورِه، وانصره على أعدائِك وأعدائِه، وأظهر به ما اندثرَ من سننِ آبائِه، واكتبنا في أنصارِه وأحبائِه، واختم لنا بالشهادةِ تحت لوائِه، وارحمنا به وبآبائِه، وصلِّ وسلّم عليهم يا ربّ العالمين، وارحمنا بهم في الدّارين يا أرحمَ الراحمين.
عباد الله: ((إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.