حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن ثابت قال كان أنس
ينعت لنا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فكان يصلي وإذا رفع رأسه من الركوع قام حتى نقول قد نسي
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قَوْلُهُ : ( يَنْعَت )
بِفَتْحِ الْمُهْمَلَة , أَيْ يَصِف . وَهَذَا الْحَدِيث سَاقَهُ شُعْبَة عَنْ ثَابِت مُخْتَصَرًا , وَرَوَاهُ عَنْهُ حَمَّاد بْن زَيْد مُطَوَّلًا كَمَا سَيَأْتِي فِي " بَاب الْمُكْث بَيْن السَّجْدَتَيْنِ " فَقَالَ فِي أَوَّله " عَنْ أَنَس قَالَ : إِنِّي لَا آلُو أَنْ أُصَلِّي بِكُمْ كَمَا رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِنَا " فَصَرَّحَ بِوَصْفِ أَنَس لِصَلَاةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْفِعْلِ , وَقَوْلُهُ " لَا آلُو " بِهَمْزَةٍ مَمْدُودَة بَعْد حَرْف النَّفْي وَلَام مَضْمُومَة بَعْدهَا وَاو خَفِيفَة أَيْ لَا أُقَصِّر . وَزَادَ حَمَّاد بْن زَيْد أَيْضًا " قَالَ ثَابِت : فَكَانَ أَنَس يَصْنَع شَيْئًا لَا أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَهُ " وَفِيهِ إِشْعَار بِأَنَّهُمْ كَانُوا يُخِلُّونَ بِتَطْوِيلِ الِاعْتِدَال , وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيث أَنَس وَإِنْكَاره عَلَيْهِمْ فِي أَمْر الصَّلَاة فِي أَبْوَاب الْمَوَاقِيت
وَقَوْلُهُ " حَتَّى نَقُول "
بِالنَّصْبِ .
وَقَوْلُهُ " قَدْ نَسِيَ "
أَيْ نَسِيَ وُجُوب الْهُوِيِّ إِلَى السُّجُود قَالَهُ الْكَرْمَانِيُّ , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد أَنَّهُ نَسِيَ أَنَّهُ فِي صَلَاة , أَوْ ظَنَّ أَنَّهُ وَقْت الْقُنُوت حَيْثُ كَانَ مُعْتَدِلًا أَوْ وَقْت التَّشَهُّد حَيْثُ كَانَ جَالِسًا . وَوَقَعَ عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ مِنْ طَرِيق غُنْدَر عَنْ شُعْبَة " قُلْنَا قَدْ نَسِيَ مِنْ طُول الْقِيَام " أَيْ لِأَجْلِ طُول قِيَامه .