molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: رسالة عمر في الصلاة - عبد الله الشرقاوي / الدار البيضاء الأحد 22 يوليو - 8:14:45 | |
|
رسالة عمر في الصلاة
عبد الله الشرقاوي / الدار البيضاء
الخطبة الأولى أما بعد:
فيا أيها المسلمون: روى الإمام مالك في الموطأ عن نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب كتب إلى عماله: إن أهم أمركم عندي الصلاة، فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه. ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ثم كتب أن صلاة الظهر إذا كان الفيء ذراعاً إلى أن يكون ظل أحدكم مثله. والعصر والشمس مرتفعة بيضاء نقيّة قدر ما يسير الراكب فرسخين أو ثلاثة قبل غروب الشمس، والمغرب إذا غربت الشمس، والعشاء إذا غاب الشفق إلى ثلث الليل. فمن نام فلا نامت عينه، فمن نام فلا نامت عينه، فمن نامت عينه. والصبح والنجوم مشتبكة.
أيها المسلمون: هذه الرسالة من هو كاتبها ومرسلها؟ وإلى من أرسلت؟ وما هو موضوعها؟
إن كاتب هذه الرسالة ومرسلها هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كتبها وهو خليفة المسلمين وأمير المؤمنين، وأرسلها إلى عمّاله وولاته الذين كانوا يتولون أمور المسلمين نيابة عنه في البلدان البعيدة منه، أرسلها إليهم بصفتهم رؤساء المسلمين، وخاطبهم بها مخاطبة الرئيس ليعمل بها المرؤوسون. والناس من طبيعتهم يقتدون بكبرائهم ورؤسائهم. لأن الرؤساء في المجتمع كالقلب في الجسد، فإذا صلح القلب صلح الجسد كله، وإذا فسد القلب فسد الجسد كله. من أجل هذا كتب عمر رسالته هذه إلى جميع المسلمين وخص بالذكر عماله فيها ليكونوا قدوة للناس وأئمة لهم. ولكن بماذا يصلح الرئيس والمرؤوس؟ إنه في الإيمان بالله ورسوله، إنه في إقامة فرائض الله وواجباته. هذا هو أساس الصلاح والإصلاح. هذا هو أساس الأخوة والأمن والإحسان. أساس المحبة بين الراعي والرعية. تلك المحبة التي تكون نابعة من نور الإيمان بالله ورسوله، كما أنّ إقامة فرائض الله والمحافظة عليها هي أوثق رباط يربط بين القلوب والأرواح، ولو اختلفت الأقطار والأشباح، والرسول يقول: ((الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف)) أي فما تعارف منه على الإيمان بالله ورسوله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه فذلك هو دواء الكلفة بين الناس، وذاك هو علاج الفرقة والبغض والعداوة. وإذا انعدم رباط الإيمان بالله ورسوله فلابد أن يحصل الاختلاف، ولابد أن تحصل العداوة والبغضاء، وحتى إذا كانت هناك بعض مظاهر المحبة فإنها تكون محبة مزيفة ومغشوشة، وتكون إما مبنية على الرغبة في المادة، وإما مبنية على الخوف والإكراه، والألفة والمحبة بهذا الشكل تكون خداعاً ومكراً ونفاقاً. سواء بين الحاكم والمحكوم أو بين القوي والضعيف أو بين الغني والفقير أو بين الوالد والولد، أو بين الزوج والزوجة والمستأجر وأجيره.
وهذه أعظم إشارة نلمسها في رسالة عمر بل هو موضوع الرسالة العام. فهو يريد برسالته هذه أن يوحد القلوب وأن يؤلف الأرواح بين المسلمين ويوحد الصفوف ويقرب الأواصر بين الناس وخصوصاً بين الحاكم والمحكوم. ولكن ما هي الوسيلة لتحقيق هذا الغرض؟ وما هي الطريق الموصل لهذا الهدف؟ حتى يصبح الناس في الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى؟ الجواب في كلمة عمر: (إن أهم أمركم عندي الصلاة فمن حفها وحافظ عليها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع).
ما أعظمها من كلمة وما أشرفها من طريق وما أنجحها من وسيلة تتحقق بها كل مقومات الحياة، ويتحقق معها كل وسائل الأمن والاستقرار في المجتمع المسلم، وما أقواه من سلاح يحقق النصر على جميع أنواع الأعداء، سواء كان عدواً داخل الأمة أم خارجها.
سلاح لا يدفع فيه حامله أي ثمن مادي، سلاح لا يشعر حامله بأي ثقل جسمي، ولكنه وسيلة اتصال يتصل به الجندي المؤمن بمن بيده الأسلحة التي لا تتصور في العقل ولله جنود السموات والأرض، وسيلة اتصال يتصل به العبد مباشرة بمالك الملوك ورب السموات والأرض يقول فيه سبحانه: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل. يبدأ هذا الاتصال بقوله: الله أكبر.
حينما ينطق بها المؤمن وهو متطهر متجه إلى القبلة يتصل مباشرة مع الله تعالى ويبدأ في مناجاته لله، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين قال الله: حمدني عبدي. وإذا قال العبد: الرحمن الرحيم قال الله: أثنى علي عبدي. وإذا قال العبد: مالك يوم الدين قال الله: مجدني عبدي. وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين قال الله: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. وإذا قال بعد: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.
أيها المسلمون: الصلاة مظهر من مظاهر التربية العامة تربية الفرد والمجتمع ولأنها تربية الوحدة وجمع الشمل فهي عبادة يتربى بها المؤمن مع الرحمة والشفقة، وفي نفس الوقت يرجو بها رحمة الله، ومن لا يرحم لا يرحم. وهي عبادة يتربى بها المؤمن على أداء الأمانة والمحافظة عليها، وذلك حين يؤمن العبد أن الصلاة أمانة الله في عنقه، وبذلك يتلقى دروس الأمانات الملقاة على عاتقه فيحافظ عليها ويؤديها لأهلها كما يؤدي الصلاة، وهي أمانة بينه وبين ربه.
والصلاة عبادة تربي في نفس المؤمن روح الوفاء بالعهد مع الله ومع الناس، فيكون بذلك بعيداً عن خلف الوعود ونقض العهود والمواثيق التي يلتزم بها نحو خالقه ونحو الناس. فكما أن المؤمن يلتزم بأداء عبادة الله فالله سبحانه يعده بإعانته ونصرته ورحمته، والله لا يخلف الميعاد ويتعلم المؤمن هذا الخلق العظيم حينما يخاطب الله عز وجل بقوله: إياك نعبد وإياك نستعين فكل هذه المعاني السامية جمعها الله في الصلاة وتتجلى في صورتها التي تؤدى بها بالجماعة الواحدة في الوقت الواحد في اتجاه واحد في صف واحد وراء إمام واحد وفي مكان واحد هو المسجد، قاصدين بذلك عبادة رب واحد، إذن فالمجتمع المسلم والأمة المسلمة هي التي تعيش على عبادة الله وطاعته وتحافظ على أداء هذه الفريضة التي هي أعظم فرائض الله. وإذا تربى الناس على هذه المعاني التي تهدف إليها الصلاة وتفهموها وتعاملوا بها فكيف يخسرون في حياتهم. وكيف يخيب الله آمالهم؟ معاذ الله؟!.
يقول عمر : (إنّ أعظم أمركم عندي الصلاة) إنها كلمة أشبه بكلمة أبي بكر الصديق حينما قال: (والله لأقاتلنّ من فرق بين الصلاة والزكاة). إن عمر يعلن في كلمته هذه الدعوى إلى الله وهي الوسيلة الوحيدة لجمع شمل الأمة وتوثيق العلاقات بين الراعي والرعية وبين أفراد المجتمع بعضهم ببعض، وذلك امتثالاً لقوله تعالى: الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا ال+اة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور.
الخطبة الثانية أما بعد:
أيها الأخوة المؤمنون: يقول عمر في رسالته: (فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع) وهكذا يريد عمر تأكيداً وتوضيحاً لأهمية الصلاة في الدين والدنيا يقول: (فمن حفظها وحافظ عليها).
إن المحافظة على الصلاة واجب من ناحيتين: بإتقان الطهارة الواجبة لها، وهي طهارة الثوب والبدن والمكان. وبأدائها في الأوقات المحددة لها. وبإتقان ركوعها وسجودها وقراءتها وغير ذلك.وهذا هو الشرط الأول في المحافظة على الصلاة. فالصلاة المفروضة على كل مسلم ومسلمة قد بين الرسول كيفيتها. ووقت أدائها وطهارتها فإذا نقص من ذلك شيء كانت صلاة غير صحيحة ومردودة على صاحبها. إذن فإذا أراد الإنسان أن يصلي الصلاة المفروضة عليه فلابد أن نعرف كيف يصلي ومتى يصلي؟ حتى يكون على بينة من أمر دينه. ولذلك ذكر عمر هذا الجانب الأساسي أولاً في المحافظة على الصلاة وبين أوقاتها المحددة التي أداها فيها رسول الله فقال: ((صلوا الظهر إذا كان الفيء ذراعاً)) يعني إذا صار طول ظل أحدكم ذراعاً بعد زوال الشمس، فذاك هو بداية وقت الظهر ويمتد هذا الوقت إلى أن يصير ظل كل شيء مثله. ومن هنا يبتدئ وقت صلاة العصر إلى أن يبقى لغروب الشمس وقت يمكن أن يقطع فيه الراكب فرسخين أو ثلاثة. وذلك قبل أن يدخل الشمس اصفرار ثم بين وقت المغرب وهو من غروب الشمس. ويمتد إلى مغيب الشفق الأحمر. ومن مغيب الشفق الأحمر يبتدئ وقت صلاة العشاء إلى الثلث من الليل,
ثم يدعو عمر على من أخَّر الصلاة عن هذه الأوقات تهاوناً أو تكاسلاً أو اعتذاراً بمشاغل الدنيا فإنه يدعو عليه بأن لا يجعل الله له راحة في نومه. وهو دعاء نافذ ولابد أن يلحق بالمتهاونين في أداء الصلاة، إما في نوم الدنيا وإما في نوم القبر في الآخرة. ثم بين ابتداء وقت صلاة الصبح من طلوع الفجر الصادق مع ظهور النجوم وينتهي بطلوع الشمس.
ثم إنه بين هذا الوقت لجميع طبقات الناس لا فرق بين التاجر والفلاح والصانع والوالي والجندي والطالب، فهو يذكر أداء الصلاة في هذا الوقت الذي حدده وبينه كما رآه مع رسول الله لجميع طبقات الناس. ولا عذر للتاجر بتجارته ولا للصانع بصناعته ولا للفلاح بفلاحته ولا للموظف في إدارته ولا للعامل في عمالته ولا للقاضي في محكمته. وبهذا يقطع كل الأعذار التي ربما يعتذر بها بعض المتكاسلين.
ثم إن هذا إشارة من عمر إلى أن يعلن الحرب على كل من ترك الصلاة أو أخرها عن وقتها المحدد هذه ناحية أولى من المحافظة على الصلاة.
ثم من ناحية ثانية: بين عمر أنه لا يكفي من الصلاة أن يتقن المسلم طهارتها ووقتها وعدد ركعاتها، ولكن لابد من المحافظة عليها من ناحية أخرى حتى تكون صلاة مقبولة عند الله، وتربية لنفس المصلي مع الوقوف عند حدود الله في جميع أوامره ونواهيه، فهو يقول : (فمن حفظها وحافظ عليها) فالصلاة طهارة معنوية طهارة من الشرك طهارة من الزور طهارة من الظلم طهارة من الخيانة طهارة من اقتراف الكبائر التي حرمها الله كالخمر والزنا والقول الفاحش والرشوة والسرقة ونقص الكيل والوزن، فمن ابتعد عن هذه المنكرات وتطهر من رجسها وحافظ على أداء الصلاة بشروطها وواجباتها التي ذكرتها فهو الذي يكون كما قال عمر : (حفظ دينه) لأنّ الصلاة عماد الدين.وليست الصلاة هي الدين كله فالدين هو كل ما أمر الله به أو نهى عنه، أما من كان يصلي سوءا كان فرداً أو جماعة وهو يرتكب هذه المنكرات أو بعضها فيكون قد ضيع الصلاة. وكما أن المحافظة على الصلاة مبني على وجهين فكذلك ضياعها يترتب عليه الخسران من وجهين: فالإنسان إما أن يصلي ولا يلتزم بالحدود الأخرى التي أمر الله بها فيكون قد ضيع صلاته حيث يحرم من أجرها وثوابها قال : ((أتدرون من المفلس قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة و+اة وصيام ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار)). وأما أن يترك الصلاة بالكل فيضيع كل الحقوق الأخرى، لأن تارك الصلاة لا يسلم من ارتكاب المحرمات، وأكبرها ترك الصلاة، وحتى إذا كان يقوم بجميع الواجبات والمسؤوليات وهو تارك للصلاة فلا ينتفع بأعماله الصالحة لأنه لا يثاب عليها من الله والرسول يقول: ((أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة صلاته فإن صلحت فقد أفلح وانجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضة شيء، قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيكمّل بها ما انقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك)) وهذا معنى قول عمر : (فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع).
أيها المسلمون: هذه رسالة عمر إلى عماله وإلى المسلمين كافة وهو أمير المؤمنين في الصلاة، ولازالت شاهدة عليه في الدنيا وستكون له حجة في الآخرة. فأين رسالتنا نحن؟ فهل نحن كتبنا مثل هذه الرسالة لأصدقائنا وأولادنا؟ وهل أذعنا مثل هذه الرسالة في إذاعاتنا وتلفزاتنا وصحافتنا وأعلناها للناس جميعاً حتى يقتدي بنا من يسمعها ويأتي بعدنا. كما أعلنها عمر وهو يحتج بها علينا وكأنه يخاطبنا في هذه الظروف، وينقلها لنا الإمام مالك إمام دار الهجرة رحمه الله الذي نقول إننا نسير على مذهبه.
أين نحن من هذا؟ وقد أصبحت الصلاة بيننا تعد جريمة من المصلي يحاسب عليها المؤمن ويراقب، العامل يطرده صاحب العمل من العمل إذا رآه يصلي، ولا خوف ولا حياء لا من الله ولا من الناس. والتلميذ يعاقب في المدرسة أو الأستاذ إذا صلى ولا وقت يذكر للصلاة في المدارس ولا في الإدارات وبعض الأبناء يحاربون من لدن آبائهم وأمهاتهم بسبب الصلاة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فبالله خبروني يا مسلمون من هو الأحق بالمحاربة هل تارك الصلاة أو الذي يصليها؟.
أيها المسلمون: إنه بلغ من اهتمام السلف الصالح من الصحابة والتابعين بالصلاة أنهم كانوا يتراسلون بالوصية عليها في رسائلهم كما ترون في رسالة عمر هذه، وبلغ من اهتمامهم بها أن حكامهم كانوا يجعلونها أول مسؤولية يحاسب عليها كل من يتولى أمر المسلمين، وقد سبق لنا كلمة عمر حينما كان يحدد سلطة العامل مبيناً له مسؤوليته العظمى فيقول: (إني لم أستعملك على دماء المسلمين ولا على أعراضهم، ولكن استعملتك لتقيم فيهم الصلاة وتقسم بينهم وتحكم فيهم بالعدل).
وبلغ من اهتمامهم بالصلاة أنهم كانوا يقيسون مسافات السفر بأوقات الصلاة وقراءة القرآن. يقول أحدهم لصاحبه: إذا أراد قطع مسافة سفر معلومة: إذا خرجت بعد صلاة الفجر،فإن صلاة الظهر تكون في المكان الفلاني، وصلاة العصر في المكان الفلاني، وصلاة المغرب في المكان الفلاني، والعشاء في المكان الفلاني، حتى يعدل أجزاء تلك الطريق بأوقات الصلاة.وكل هذا امتثالاً لأمر الله ورغبة في رحمته وخوفاً من وعيد الله ورسوله حيث يقول الله: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً ويقول الرسول : ((فمن حافظ عليها كانت له نوراً وبرهانا ونجاة يوم القيامة،ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة يوم القيامة، وكان مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف)). وهكذا كان اهتمام الصحابة رضوان الله عليهم بالصلاة طمعاً في رحمته ووعده، وخوفاً من عقابه ووعيده.
أما نحن اليوم فقد بلغ من إهمالنا للصلاة بل من جرأتنا على الله حتى أصبحنا نحارب من يؤديها، ومن الناس من يجعلون الصلاة وسيلة للتجسس على المسلمين، ومنا من أصبح يطلق لسانه بكلمات السخرية والاستهزاء بالمصلين، حتى يقال: إياك أن تصلي في المسجد الفلاني فإن فيه الإخوانيين، وأصبحت الصلاة هي أكبر الجرائم والخَطِر من الناس هم المصلون ولا مراقبة ولا محاسبة على التاركين لها والمخمرين والزناة. ما شاء الله أين نحن يا مسلمون؟ فالرسول شدد الوعيد على تاركي الصلاة وتاركي الجماعة ونحن ع+نا القضية فهو قد هم بإحراق بيوت المتخلفين عن الصلاة في الجماعة، ونحن نهدد الذين يصلون جماعة. واسمعوا قول الرسول : ((لقد هممت أن آمر رجلاً فيؤذن ثم آمر رجلاً يصلي بالناس ثم أخرج إلى قوم لم يحضروا الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم ويقول: لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمنّ الله على قلوبهم)). ويقول الله عز وجل: أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أرأيت إن كذب وتولى ألم يعلم بأن الله يرى كلا لئن لم ينته لنسفعنا بالناصية ناصية كاذبة خاطئة فليدع ناديه سندع ال+انية كلا لا تطعه واسجد واقترب.
فاتقوا الله عباد الله واقرؤوا رسالة عمر واقرؤوها من يد الإمام مالك يا أتباع الإمام مالك، واكتبوها لأبنائكم وأصدقائكم واكتبوها كما كتبها عمر إليكم إنها رسالة يكتبها عمر لكل مسؤول في رعيته، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المسلمون.
أخرج الحاكم عن المسيب بن رافع قال: لما كُفّ بصر ابن عباس أتاه رجل فقال له: إنك إن صيرت لي سبعاً لم تصل إلا مستلقياً تومئ إيماءً روايتك فبرأت إن شاء الله، فأرسل إلى عائشة وأبي هريرة وغيرهما من أصحاب رسول الله كلٌ يقول: ((أرأيت إن مُت في هذه السبع كيف تصنع بالصلاة)).
ربنا اجعلنا مقيمين للصلاة ومن ذرياتنا ربنا وتقبل دعاء، ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات.
| |
|