molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: حق الزوج على زوجته - عبد الله الشرقاوي / الدار البيضاء الأحد 22 يوليو - 7:59:56 | |
|
حق الزوج على زوجته
عبد الله الشرقاوي / الدار البيضاء
الخطبة الأولى أما بعد:
عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل وذلك بأداء طاعته، وترك معصيته، فلا يمكن أن يكون الإنسان مؤمناً حتى يكون متقياً، لأن التقوى هي التي تؤهله للإيمان الصحيح قال تعالى: واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون.
معشر الأخوة والأخوات في الإسلام: ها نحن نعود مرة أخرى للذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين، نعود لنذكر بعضنا بعضاً بهذه الحقوق التي لابد لنا من أدائها لأهلها، فقد عرفنا في الخطبة السابقة حقوق الزوجة على زوجها، وهي حقوق مادية ومعنوية وهي تقديم الصداق، والنفقة، وإعطاؤها حقها في المبيت، ومعاشرتها بالمعروف، ووقايتها من النار، وذلك بتعليمها وإرشادها إلى ما ينفعها في دينها.
تلكم أخوتي المسلمين وأخواتي المسلمات هي حقوق المرأة على زوجها.
واليوم نتعرف بحمد الله وتوفيقه على حقوق الزوج على زوجته، ذلك أن الإسلام فرض لكل من الزوجين حقه على الآخر، فمن أخل بها أو أعرض عنها أو تهاون في أدائها وهو يعلم، فقد عرض نفسه للعنة الله وغضبه والعياذ بالله من ذلك.
أ- إن أهم حق من حقوق الزوج على زوجته هو الطاعة، نعم فقد ولى الله تعالى الرجل القوامة على الأسرة وأوجب له الطاعة حتى يستطيع أن ينفذ ما أمره الله به من القوامة في سهولة ويسر لا يعتريها غضب أو عناء. وللرجل أن يمنع زوجته من العمل خارج المنزل ما لم يكن قد شرط لها حقها في ذلك عند العقد، فإذا كان شرط لها ذلك فعليه الوفاء لقول رسول الله : ((إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج)). فوجب على المرأة أن تطيع زوجها إذا أمرها بشيء يهمه أو يهمها في الدين أو الدنيا كتربية الأولاد، والجلوس في البيت لتدبير شؤون المنزل، أما إذا أمرها بشيء لا يرضي الله ورسوله فلا تطعه كارتكاب معصية من شرب خمر أو تبرج أو مجالسة الفساق والذين لا دين لهم ولا خلاق، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإنما الطاعة في المعروف كما قال عليه السلام، وفي حديثه الصحيح قال عليه السلام: ((إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت بعلها، قيل لها يوم القيامة: ادخلي الجنة من أي أبوابها الثمانية شئت)).
فكما أن المرأة إذا أطاعت زوجها حينما يأمرها بطاعة الله تعالى يكون لها الأجر مرتين فكذلك إذا خالفته في طاعة الله يكون عليها الوزر مرتين، ولا شك أيها المسلمون أن طاعة المرأة لزوجها يحفظ الأسرة من الانشقاق ويحفظ قلب الزوج من النفور منها، فعلى الزوجة المؤمنة أن لا تغتر بأولئك الذين يدعونها إلى الخروج عن طاعة الزوج ويجرونها إلى المهالك والمحرمات.
أيها المسلمون: قدم معاذ بن جبل من الشام مع رسول الله فسجد بين يديه فقال : ((ما هذا؟ قال: يا رسول الله قدمت الشام فرأيتهم يسجدون لبطارقتهم وأساقفتهم فأردت أن أفعل ذلك لك فقال : فلا تفعل فإني لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حقها حتى تؤدي حق زوجها)). وقال : ((اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد أبق عن مواليه حتى يرجع، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع)) رواه الطبراني. وروى الحاكم عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت سألت رسول الله : أي الناس أعظم حقاً على المرأة؟ قال: ((زوجها، قالت: فأي الناس أعظم حقاً على الرجل؟ قال: أمه)).
ب- رعاية كرامته وشعوره فلا يرى منها في البيت إلا ما يحب، ولا يسمع منها إلا ما يرضى، ولا يقابل منها بمكروه لأن الرجل المؤمن لا يجد السكينة إلا في بيته ولا يشعر بالراحة إلا مع زوجته، فقد تتعبه الأعمال والخدمات التي يقوم بها خارج البيت، فإذا جاء إلى البيت ليستريح فوجد الزوجة قد أعدت له مشاكل أكثر مما كان يقوم به وذلك بأن تكثر من الشكايات والخصومات مع الجيران أو مع أهله كأمه أو إهمال بيته من فراش أو نظافة أو إعداد طعام في وقته، فسوف يشعر الزوج أنه أشقى الناس، ولذلك نجد بعض الرجال يفضلون الجلوس في المقاهي على البيوت، لما يجدون من راحة في المقهى أحسن مما يجدونها في البيت مع الزوجة الشريرة على هذا الشكل.
ولذلك جاء في الحديث الذي رواه الترمذي أن النبي قال: ((لا تؤذين امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت له زوجه من الحور العين: لا تؤذيه، قاتلك الله هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا)). أيرضيك أيتها المرأة المسلمة أن تنفري زوجك منك، فتؤذيه بلسانك وعصيانك، فإن فعلت ذلك فاعلمي أنه سينتقل إلى الجنة ويكون زوجاً للحور العين في الجنة، تلكم الزوجات التي قال الله عنهن: حور مقصورات في الخيام. وقال فيهن: لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان.
ج- حفظ ماله وعرضه:ومن حق الزوج على زوجته أن تحفظ له ماله وعرضه، فتكون مدبرة في نفقتها ملتزمة بطاعته، فلا تنفق شيئاً أو تعطي أحداً من ماله إلا بإذنه وبعد أن تستوثق من رضاه قال رسول الله : ((لا تنفق امرأة شيئاً من بيت زوجها إلا بإذنه. قيل: يا رسول الله ولا الطعام؟ قال: ذلك هو أفضل أموالنا)) رواه الترمذي بسند جيد.
وعليها أن تحفظه في عرضه وذلك بأن لا تخونه في إبداء زينتها أمام غيره من الرجال، وأن تبتعد عن التبرج والتعرض للأجانب في البيت وخارجه كالنظر من الباب والشرفة وفي الطريق والمحلات التجارية كما هو حال نسائنا اليوم. فإنك لا تكاد تمر على دار إلا وتجد النساء واقفات بالأبواب أو ينظرن من النوافذ والشرفات فضلاً عن أنهن يخرجن إلى الشوارع والطرقات، فإن هذه تعتبر خيانة عظمى، ولو رضي الزوج لكان كلا منهما خان الله ورسوله.
د- تدبير شؤون المنزل: يجب على الزوجة أن تقوم بتدبير شؤون منزلها وتربية أولادها وهو العمل الذي يبقي لها صحتها ويحفظ قوتها، فإن العمل ينفي عن صاحبه الأمراض والأسقام، وليكون للمرأة المسلمة في ابنة رسول الله فاطمة الزهراء الأسوة الحسنة، فقد جاءت فاطمة إلى أبيها تشكو يبس يديها من كثرة إدارة الرحى ومشقة القيام بشؤون منزل زوجها علي ، وطلبت خادماً فقال لها : ((ألا أدلك على ما هو خير لك من الخادم؟ تسبحين الله إذا آويت إلى فراشك ثلاثاً وثلاثين، وتحمدينه ثلاثاً وثلاثين، وتكبرين أربعاً وثلاثين، فذلك خير لك من الخادم))، الله أكبر وصلى الله عليك يا رسول الله، ورضي الله عنك يا فاطمة. جاءت تطلب خادماً فأرشدها إلى ذكر الله تعالى وتسبيحه وحمده وتكبيره.
نعم أيها المسلمون لأن ذكر الله يزيل الهم ويكشف الغم قال تعالى: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب.
نفعني الله. .
الخطبة الثانية أما بعد:
عباد الله: ما زلنا مع حقوق الرجل على زوجته.
هـ- ومن حقوقه عليها أن لا تأذن لأحد بدخول بيته من رجل قريب أو امرأة قريبة أو أجنبية إلا بإذنه، ولا يدخل عليها هو أيضاً من لا يخاف الله تعالى، فقد يخون بنظرة وكلمة ويرمي في البيت شرارة فتنة قال رسول الله : ((إياكم والدخول على النساء، قالوا: يا رسول الله أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت)). والحمو أقارب الزوج أو الزوجة كأبناء العم والخال والعمات والخالات وقال : ((ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر والعاق والديوث)) وهو الذي يقر الخبث في أهله ولا يبالي من دخل على أهله.
ولقد أصبحت أكثر أسر المسلمين تأذن فيها الزوجة للرجال في الدخول عليهن، والزوج غائب عن البيت، ومن الرجال من صار لا يبالي بمن دخل على زوجته، فصرنا نسمع بما يسمى بصديق العائلة، حيث يدخل هذا الذئب المفترس البيوت بدون استئذان، وكم من بيوت خربت، وكم من نساء طلقت، وكم أطفال شردوا، وقد تجد بيت ذلك الزوجة أو الزوج أو هما معاً. والسبب الرئيسي هو عدم امتثالنا لهذا الحديث وأمثاله وصدق الله العظيم إذ يقول: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.
أيها المسلمون: مازال في الكلام بقية، وسنعرف بقية الحقوق الواجبة على المرأة إلى زوجها وحتى لا أطيل عليكم، وأختم خطبتي هذه بهذا الحديث الذي رواه البزار والطبراني عن ابن عباس قال جاءت امرأة إلى النبي فقالت: يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك، هذا الجهاد كتبه الله على الرجال، فإن أصيبوا أجروا، وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون، ونحن معاشر النساء نقوم عليهم فما لنا من ذلك؟ فقال رسول الله : ((أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة المرأة الزوج واعترافها بحقه يعدل ذلك، وقليل منكن من يفعله ثم قال : لا ينظر الله سبحانه وتعالى إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه)).
فاتقوا الله عباد الله واتقين الله معشر النساء، واعرفن هذه الحقوق وأدينها في الدنيا لأزواجكن فإنكن مسؤولات أمام الله تعالى عنها، لأن كل حق لابد له من طالب، والله تعالى حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرماً. عن حصين بن محصن قال حدثتني عمتي قالت أتيت رسول الله في بعض الحاجة فقال لي: ((أي هذه أذات بعل؟ قالت: نعم قال: كيف أنت له؟ قالت: لا آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: فانظري أين أنت منه. فإنه هو جنتك ونارك)) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وموعدنا في الجمعة المقبلة مع تتمة الحقوق.
| |
|