molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: مرض الإيدز - عبد الله الشرقاوي / الدار البيضاء الأحد 22 يوليو - 8:03:23 | |
|
مرض الإيدز
عبد الله الشرقاوي / الدار البيضاء
الخطبة الأولى أما بعد:
عباد الله: خير ما أوصيكم به ونفسي تقوى الله عز وجل والعمل بطاعته والحذر كل الحذر من معصيته ومخالفته قال تعالى: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.
أيها الأخوة والأخوات في الإسلام: اسمحوا لي في هذه الخطبة أن أتحدث معكم حول موضوع خطير أصبحنا نسمعه كل يوم، وتعقد من أجله الندوات والمؤتمرات،وتكرس من أجله الطاقات الطبية والعلمية في كل بقاع العالم، واتخذ الناس من أجله يوماً عالمياً يتحدث فيه الأطباء والعلماء توعية للمجتمعات،وإبرازاً لأخطاره وأضراره، إنه موضوع الإيدز، داء فقدان المناعة المكتسبة أو السيدا طاعون العصر، ومرض هذا الوقت وانتقام الله تعالى من أهل الفاحشة.
فما هو هذا المرض وقاني الله وإياكم شره؟ وما هي أسبابه؟ وما هي أعراضه؟ وكيف السبيل للوقاية منه.
أيها المسلمون: يجدر بنا قبل أن ندخل إلى صلب الموضوع أن نتكلم ولو بإيجاز عن التشريعات الإسلامية لغريزة الجنس، فكلنا نعلم ونؤمن أن ديننا الإسلامي الحنيف ليس دين خيال ولكنه الدين القيم الذي ينطلق من الواقع الذي يعيشه الإنسان، هذا الإنسان الذي ركب فيه الله تعالى الغرائز والعواطف ولم يكن ليتركه هملاً ليحقق إشباعها على طريقة الحيوان فالإنسان صنعة الله خلقه من قبضة طين،ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته. وسخر له الكون بما فيه من مخلوقات علوية وسفلية. أعطاه الله لجسده حظه من الحياة وأعطى لروحه العلوية حظها من العبادة والطاعة، وأي خلل في توازن الجسد والروح يفسد صنعة الله ويعرضها للآفات الجسمية والروحية.
ومن أقوى الغرائز التي ركبها الله في جسد الإنسان غريزة الجنس، وقد جعلها الله هكذا لأهداف سامية وحقائق عالية تستهدف عمارة الكون وعبادة الخالق، والجنس هو نقطة الضعف التي يتسلل منها الشيطان ليخرب الكون ويقلب نظام الحياة رأساً على عقب ويعطل رسالة الإنسان في الحياة قال تعالى: والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً. ولما كان لغريزة الجنس هذه القوة الطاغية على النفس البشرية فإننا نجد أن الإسلام وضع لها الضوابط وسن لها السنن وعبّد لها الطريق،وأقام عليه الإشارات التي تضبط حركتها في الحياة حتى لا تصطدم بسنة الله في الخلق.
وإلا فانظروا رحمكم الله لسائق مجنون لا يلقي بالاً بالإشارات الضوئية حمراء أو خضراء.
وأذكر لي ولكم معشر المسلمين والمسلمات هذه الضوابط التي وضعها الإسلام في طريق غريزة الجنس، فقد حارب الإسلام الرهبانية التي تجعل الإنسان منعزلاً عن المجتمع عازفاً عن الدنيا منقطعاً عن إشباع عواطفه وغرائزه،لأنها تعطل عمارة الكون،وتؤدي إلى اختلال وظائف الجسم وإلى ظهور العقد النفسية التي قد تنفجر فتهوى بالإنسان إلى أسفل سافلين، وقد ذم الله الذين ابتدعوا الرهبانية، فلا هم تركوها ولا هم قاموا بحقوقها قال تعالى: ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون.
وجعل الإسلام حب النساء مع قمة شهوات النفس حقيقة واقعة غير أن هذا الحب للنساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة وغيرها ينبغي ألا تملك على الإنسان نفسه وتستولي على عقله فينسى ما عند الله من نعيم لا ينفد وقرة عين لا تنقطع. قال تعالى: زين للناس حب الشهوات من النساء .. الآية. روى الإمام أحمد وأصحاب السنن أن رسول الله قال: ((كل شيء يلهو به الرجل؟ فهو باطل إلا ثلاثاً رمية الرجل بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله فإنهن من الحق)) والإسلام كذلك أعطى للزوج والزوجة الحق في ممارسة حق إشباع هذه الغريزة فقد روى الشيخان وأبو داود أنه قال: ((إذا دعى الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح)).
ومهمة رابعة فقد أحاط الإسلام هذه الغريزة بين الزوج وزوجته بالكتمان، وحرم إذاعتها بين الناس. روى الإمام البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله أقبل عليهم بوجهه فقال: ((مجالسكم هل منكم الرجل الذي إذا أتى أهله أغلق بابه وأرخى ستره ثم يخرج فيحدث فيقول فعلت بأهلي كذا وفعلت بأهلي كذا؟)) فسكتوا فأقبل على النساء فقال: هل منكن من تحدث؟ قال: فجثت فتاة كعاب (التي نهد ثديها) على إحدى ركبتيها وتطاولت ليراها الرسول وليسمع كلامها فقالت: أي والله إنهم ليتحدثون وإنهن ليتحدثن فقال : ((هل تدرون ما مثل من فعل ذلك؟ مثل شيطان وشيطانه لقي أحدهما صاحبه بالسكة فقضى حاجته منها والناس ينظرون إليه)).
هذه بعض الضوابط والإجراءات التي وضعها الإسلام في طريق غريزة الجنس، ثم من جهة أخرى وضع الإسلام تدابير وقائية للحيلولة دون الوقوع في محارم الله في فاحشة الزنا. فأمر المؤمنين والمؤمنات بغضّ النظر وحفظ الفرج، وأوجب على المرأة أن تستر جسمها، وحرم عليها التبرج وهو إظهار المفاتن من جسمها، وحرم الخلوة بالأجنبية، وحرم الاختلاط بين الرجال والنساء سداً للذريعة واتقاء للشبهة وحرم على المرأة أن تسافر إلا ومعها ذو محرم ولو لحج بيت الله الحرام فقد جاء رجل إلى النبي فقال له يا رسول الله إني اكتتبت معكم في غزوة وإن امرأتي خرجت حاجة فأجابه رسول الله قائلاً: ((الحق بأهلك))، نفعني الله وإياكم بالقرآن المبين وبحديث سيد الأولين والآخرين وأجارني وإياكم من العذاب المهين.
الخطبة الثانية أما بعد:
عباد الله: تعلمون رحمكم الله أن الله تعالى حرم الزنا فلم يحرم الحق سبحانه الزنا مباشرة وإنما حذر أولاً من مقدماته فقال عز من قائل: ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً، وحرم الإسلام الشذوذ الجنسي وهي فاحشة اللواط، فعن أنس قال: قال رسول الله : ((إذا فعلت أمتي خمساً فعليها الدمار، إذا ظهر التلاعن وشرب الخمور ولبس الحرير واتخذوا القيان واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء)) رواه البيهقي.
أيها المسلمون: أما الإيدز فقد ظهر في الثمانينيات نتيجة للفوضى الجنسية التي غرق فيها العالم وحقت عليه لعنة قوم لوط والتي حذر الله منها بقوله: وما هي من الظالمين ببعيد.
ويصل عدد المصابين به حسب الإحصائيات الحديثة إلى 13 مليون شخص، ثمانية ملايين في إفريقيا فما هو هذا المرض؟
إن جسم الإنسان أحاطه الله بعناية خاصة حيث جعل له جيشاً دفاعياً قوياً يتمثل في التشكيلات الدفاعية والقوات الانتحارية ودورات الحراسة وكلها تسبح في الدم في شكل دوريات عمل مستمرة لا تنقطع ليلاً ولا نهاراً وتتعاون فيما بينها في تكوين فريق عمل متكامل يعمل بنظام للدفاع عن الجسم ومما يردع الغزاة فإذا حدثت غارة فيروسية بقيادة فيروس الإيدز عن طريق علاقة جنسية غير شرعية، وحقنة في الوريد الدموي في ذراع مدمن، أو نقل دم ملوث، فإن فيروس الإيدز ينهي المعركة بمقتل مدير حركة الدفاع، فيسرى الشلل والإحباط إلى بقية قوات الدفاع من الخلايا ويبقى الجسم كله مباحاً بعد تدمير دفاعاته وحصونه لكل غاز من أبسط الميكروبات والجراثيم والفيروسات لتنتهي به إلى الموت المحتوم.
ومع هذا الخطر يجتمع الأطباء ويتفرقون دون التوصل إلى علاج حاسم، وهم يؤكدون في كل اجتماع على أساليب الوقاية التي دعا إليها القرآن وهي تتمثل في الاكتفاء بالعلاقات الشرعية عن طريق الزواج والإخلاص للحياة الزوجية،وتحصين الشباب من المخدرات ووسائل الإعلام المدمرة.
فاتقوا الله عباد الله وحصنوا أنفسكم من هذا الداء الخطير وكونوا من الذين قال الله فيهم: والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون وإيجاد هوايات ورياضات تتمشى مع روح الإسلام، وبالتالي إقامة شرع الله على الزاني والزانية وحماية المجتمع من التبرج والاختلاط والخلوة، كل هذه وقايات للحيلولة دون الوقوع في المرض الخطير، ويجب أن تتعاون كل الطاقات من حكومات وشعوب في سبيل القضاء على هذا الداء الوبيل.
| |
|