molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: سر التوحيد وحقيقته (14) - عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري /المدينة المنورة الثلاثاء 13 ديسمبر - 7:04:41 | |
|
سر التوحيد وحقيقته (14)
عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري /المدينة المنورة
الخطبة الأولى
أما بعد:من مات على التوحيد دخل الجنة لأن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله هي مفتاح الجنة. ما معنى ذلك ؟
روى البخاري في صحيحه تعليقًا عن وهب بن منبه رحمه الله أنه قيل له: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال: بلى ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فُتح لك وإلا لم يفتح لك.
مقصوده رحمه الله أن شهادة لا إله إلا الله ليست مجرد كلمة تُقال باللسان فينجو بها قائلها حتى ولو لم يؤد فرائضها ويستوف شرائطها ويسلم من نواقضها ومفسداتها. حتى ولو لم يسلم من نواقضها ومبطلاتها هي المفتاح والمفتاح لا يعمل إلا بأسنان. وأسنان هذا المفتاح لا إله إلا الله هي أداء الفرائض والواجبات واستيفاء الشروط واجتناب النواقض والمفسدات ثم بعد ذلك كلما استزاد المسلم من الأعمال الصالحات كانت أسنان مفتاحه أجود، وكلما ابتعد عن المحرمات والمنكرات كان ذلك أسلم لمفتاحه.
ولذلك قال الحسن البصري رحمه الله لما قيل له إن قومًا يقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. قال الحسن رحمه الله: من قال لا إله إلا الله وأدى حقها وفرضها دخل الجنة، وروي عنه أيضًا أنه قال لرجل ذكر شهادة أن لا إله إلا الله فقال له الحسن: هذا هو العمود فأين الطُنُب ومراده رحمه الله أن شهادة أن لا إله إلا الله هي عمود فسطاط الإسلام خيمة الإسلام، عمودها لا إله إلا الله وكما أن الفسطاط لا يقوم إلا على العمود فإنه لا يثبت إلا بالطنب والطنب هنا هي الفرائض فرائض لا إله إلا الله. وهى التي يجب أن تستوفي والمحرمات التي يجب أن تُجتنب، فإن اجتناب المحرمات ضروري لسلامة هذا العمود. لذلك قال الحسن رحمه الله للفرزدق الشاعر المشهور الذي كان يشبب بالنساء في شعره ويذكرهن في شعره وكان أحيانا يباهى في شعره بفعل الفواحش قال له الحسن رحمة الله: إن للا إله إلا الله شروطًا فإياك يا فرزدق وقذف المحصنات. إياك يا فرزدق وقذف المحصنات. لم يرد الحسن رحمه الله أن قذف المحصنة بخصوصه يفسد لا إله إلا الله أو ينقض لا إله إلا الله لكنه ضربه مثالاً على أن اجتناب المعاصي والمحرمات من حيث المبدأ من الشروط لسلامة العمود عمود فسطاط الإسلام لا إله إلا الله ، وقد يبقى هذا العمود على الرغم من ارتكاب بعض المعاصي والمنكرات لكن ارتكاب تلك المعاصي يضعفه ويشتد ضعف هذا العمود كلما أمعن المسلم في ارتكاب المعاصي والمنكرات. حتى يكاد ينهدم بل ربما انهدم يطمس القلب والعياذ بالله. فإن الله عز وجل قد يعاقب المستخف للحرمات والمنكرات، قد يعاقب المستخف للمحرمات المرتكب للمعاصي والمنكرات يعاقبه بطمس قلبه فيفسد حينئذ إيمانه ويضرب عليه النفاق.
أردنا بهذا التنبيه على أن مقولة إن شهادة لا إله إلا الله هي مفتاح الجنة ليس معناها أن قائلها بمجرد التلفظ بها ينجو من النار ويدخل الجنة.
فقد أجمع العلماء على أن من نطق بالشهادة على أن من تلفظ بالشهادة ثم سجد لصنم أو أهان المصحف متعمدًا أنه كافر خارج من ملة لا إله إلا الله.
كما أنهم أجمعوا على أن من تلفظ بالشهادة لكنه لم يعتقد معناها لم يؤمن بمعناها أو شك في معناها أو سخر من مضمونها بأنه كافر خارج من ملة لا إله إلا الله محمد رسول الله.
إذن فليست هذه مجرد كلمة. ليس المراد هو مجرد التلفظ بها بل المطلوب مع التلفظ بها التلبس بحالة مخصوصة من أداء فرائضها وحقوقها واستيفاء شروطها واجتناب نواقضها ومفسداتها.
وسيدنا محمد في إجماله البشارة بالجنة لأهل لا إله إلا الله له تفصيل بينه في أحاديث أخرى وفي مناسبات أخرى، بين قبل ذلك فرائض لا إله إلا الله وشرائط لا إله إلا الله وحقوق لا إله إلا الله فإن البشارة للجنة على وجه الإجمال لأهل لا إله إلا الله كان في الغالب من أواخر كلامه حديث البشارة حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي أمره فيه النبي بأن يبشر كل من يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه أن يبشره بالجنة[1] هو من أواخر كلامه فإن أبا هريرة رضي الله عنه أسلم في آخر حياة النبي أبو هريرة راوي حديث البشارة هذا أسلم في أواخر حياة النبي فإذن كان النبي قد بين قبل ذلك فرائض لا إله إلا الله وشرائطها وحقوقها ونواقضها ومفسداتها فلما اطمأن إلى أن أصحابه رضي الله عنهم قد فقهوا عنه ذلك أجمل لهم البشارة بالجنة على لا إله إلا الله معتمدًا على فهمهم لشرائطها وفرائضها وحقوقها وسوف نبين هذه المسألة بمزيد من التفصيل في الجُمع القادمة إن شاء الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلىّ أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين الذين لا يؤتون ال+اة وهم بالآخرة هم كافرون [فصلت: 6-7].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
[1] صحيح مسلم (31) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد. هتف هاتف الشياطين ونادى منادي الماسونيين ألا تتكاثروا يا معشر المسلمين، حددوا نسلكم وقللوا عددكم، وراق هذا النداء الماسوني الخبيث راق بعض الحكام من الظلمة الجائرين الذين تسلطوا على شعوبهم، فنهبوا خيراتها وضيعوا حقوقها وبددوا ثرواتها، حتى إذا فاحت روائح الظلم والفساد ولم تجد تلك الشعوب ما تستر به عوراتها وتسد به حاجاتها ذهب أولئك الطغاة الظلمة الجائرون يوارون فسادهم وظلمهم بهذه الدعوة الماسونية الخبيثة دعوة تحديد النسل.
أما أنت يا مسلم فإمامك وقائدك وحبيبك ونبيك سيدنا محمد يدعوك بع+ ما دعاك إليه الماسونيون وأذناب الماسونيين.
يدعوكم يا مسلمون إلى التكاثر كثروا نسلكم كثروا عددكم فالحبيب يقول لكم: ((تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة[1]. وفي رواية مكاثر بكم الأمم))[2].
وعن معقل بن يسار قال جاء رجل إلى النبي فقال له: إني أصبت امرأة ذات حسن وجمال ولكنها لا تلد أفأتزوجها؟ فقال : لا فأتاه الثانية فنهاه فأتاه الثالثة فقال : ((تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم))[3].
يا مسلم لا تظن بالله الظنون، تظن أن الله يخلق خلقًا ولا يرزقهم، إن كل خلق يخلقه الله جل جلاله يُكتب رزقه معه وهو في بطن أمه ويكتب شقي هو أم سعيد، أما اليهود وأذناب اليهود أما الماسونيون وأذناب الماسونيين فيقولون لكم أيها المسلمون حددوا نسلكم لتنظيم أحوالكم الاقتصادية. حددوا نسلكم لإنعاش وإصلاح أحوالكم الاقتصادية.
إنهم يريدون إضعافنا فهم يعلمون أن من أهم أسباب القوة والمنعة والعزة في الأمم هي الثروة البشرية هي الكثرة، كثرة العدد هي من أهم أسباب القوة والمنعة وخاصة إذا كان مع هذه الكثرة عدل وحرص على العدل من الرعاة والرعية فإنها حينئذ تكون قوة ومنعة لتلك الأمة.
يا مسلم اعلم أن الذرية والولد خير لك إن عاشوا بعدك وإن ماتوا قبلك.
إن عاشوا بعدك فخير لك يلحقك بعد موتك باستغفارهم ودعائهم لك إن كنت قد أحسنت تربيتهم وعلمتهم ذلك.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: ((يُرفع للعبد في درجته فيقول: أي رب أنى لي هذا؟ فيقول: باستغفار ولدك لك من بعدك))[4].
وثبت عن النبي أنه قال: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ، وعلم يُنتفع به ، وولد صالح يدعو له))[5].
وأحسن ما يكون للإنسان من النفع والخير والثواب من الذرية البنات إذا أحسن تربيتهن وأحسن إعالتهن فقد روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ((من عال جاريتين - أي من قام على بنتين أو أختين بالتربية - حتى يبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا وضم أصبعيه ))[6].
وفي رواية: ((ما يكون لأحد ثلاث بنات أو بنتان أو أختان فيتقي الله فيهن ويحسن إليهن إلا دخل الجنة))[7].
وأما عن نفع الولد والذرية لك إذا ماتوا قبلك فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي حسان قال: توفي لي ابنان. فقال لي أبو هريرة سمعت حديثًا عن رسول الله يطيب أنفسنا عن موتانا. فقال أبو هريرة رضي الله عنه: نعم صغارهم - أي صغار المسلمين - دعاميص أهل الجنة إذا لقي الولد أباه أو أبويه أخذ بطرف ثوبه أو يده فلا يفارقه حتى يدخله الله وأباه الجنة[8]، فهذا نفع عظيم وخير عظيم يشفع لك ولدك الذين ماتوا من قبلك حتى يدخلك الجنة ويدعو لك ولدك الذين عاشوا من بعدك ويستغفرون لك فيرفع الله لك درجتك بذلك.
فاحرص يا مسلم على المكاثرة بالذرية والولد كما دعاك إلى ذلك الحبيب المصطفى .
أما بعد:فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وعليكم أيها المسلمون بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار.
يا ابن آدم أحبب ما شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك ملاقيه وكن كما شئت فكما تدين تُدان.
ثم صلوا على خاتم النبيين وإمام المرسلين سيدنا محمد فقد أمركم الله بذلك في كتابه المبين فقال جل من قائل : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا [الأحزاب: 56].
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وذي النورين عثمان وأبي السبطين علىّ وعن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك وعفوك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
[1] مسند أحمد (3/158، 245) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
[2] سنن أبي داود(2020) عن معقل بن يسار رضي الله عنه.
[3] سنن النسائي (3227).
[4] مسند أحمد (2/509) ، سنن ابن ماجة (3660) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[5] سنن الترمذي (1376) ، سنن النسائي (3651) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[6] صحيح مسلم (2631) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
[7] مسند أحمد (3/42)، سنن أبي داود (5147) سنن الترمذي (1912) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
[8] صحيح مسلم (2635) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
| |
|