STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ouuou10في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Uououo10في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Uooous10في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ooouus10في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ooouo_10في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ouooo11في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ooouo_11في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Uoou_u10في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Uoo_ou10في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Arkan_10الطـهـارةفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Uuooo_10في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ouuuuo10في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Oouusu10في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Plagen10في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Uuouou10في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
molay
في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
must58
في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
bent starmust2
في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
sanae
في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
حليمة
في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
mam
في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
zineb
في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
aziz50
في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
mm
في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barفي ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي 51365/1365في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي  (1365/1365)

في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Empty
مُساهمةموضوع: في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي   في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Emptyالأربعاء 9 نوفمبر - 5:15:53



في ظلال سورة المنافقين

في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Basmallah

سعد بن عبد الله العجمة الغامدي

الخطبة الأولى

أما بعد: فإنّ من سعادة المؤمن أن يعيش مع تفسير القرآن العظيم ليفهم كلام ربّ العالمين حين يتلوه أو يُتلى عليه، واليوم نستعرض ما تيسر من سورة المنافقين، حيث بدِئت السورة بوصف طريقة المنافقين في مداراتهم لما في قلوبهم من الكفر، وإعلانهم الإسلام والشهادة بأن النبي هو رسول الله وحلفهم كذبًا ليصدقهم المؤمنون، واتخاذهم تلك الأيمان وقايةً وجُنَّةً يُخْفُون وراءَها حقيقة أمرهم ويخدعون المسلمين بها، قال تعالى: إِذَا جَاءكَ ٱلْمُنَـٰفِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لَكَـٰذِبُونَ ٱتَّخَذُواْ أَيْمَـٰنَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [المنافقون: 1، 2]. فهم كانوا يَجِيئُونَ إلى رسول الله فيشهدون بين يديه برسالته شهادة باللسان ولا يقصدون بها وجه الحق، إنما يقولونها للتقية، وليخفوا أمرهم وحقيقتهم على المسلمين فهم كاذبون في أنهم جاؤوا ليشهدوا هذه الشهادة، فقد جاؤوا ليخدعوا المسلمين بها، ويُدَارُوا أنفسَهم بقولها، ومِنْ ثَمَّ أكذبهم الله في شهادتهم بعد أن أثبت حقيقة الرسالة: وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لَكَـٰذِبُونَ.

وقد اتخذوا أيمانهم وقاية حيث صَدّوا أنفسهم وصدوا غيرهم عن سبيل الله بِأََسْوَإِِ خديعة وتضليل، ألا وهو الكذبُ الْمُؤَيَّدُ بالأيمان الكاذبة. فهم عرفوا الإيمان ولكنهم اختاروا العودة إلى الكفر فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون، قال تعالى: ٱتَّخَذُواْ أَيْمَـٰنَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ ءامَنُواّ ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ [المنافقون: 2، 3].

وقال تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَـٰمُهُمْ لأنهم أجسامٌ تُعْجِبُ لا أَنَاسِيَّ تَتَجَاوَبُ، وإذا كانوا صامتين لا يتكلمون فهم أجسام معجبة للعيون، وأما حين ينطقون ويتكلمون فهم خواء من كل معنى ومن كل حسّ، كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ لا حركة فيها، فهم دائمًا في حالة من التّوجّس الدائم والفزع والاهتزاز والخوف، يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ، فهم يَتَوَجَّسُونَ من كل حركة ومن كل صوت ومن كل كلمة وهاتف يحسبونه يطلبهم وأنهم هم المقصودون؛ لأنهم يخافون من فضيحة أمرهم ونفاقهم.

ويُنَبِّهُ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وتعالت عظمته ينبِّه الرسولَ وأصحابَه والمؤمنين إلى يوم القيامة على حقيقة المنافقين بأنهم هم العدو الحقيقي الذي يَنْخُرُ في جسم الأمة المسلمة، والله تعالى مقاتلهم حيثما انصرفوا وأنَّى اتَّجَهُوا، قال تعالى: هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المنافقون: 4].

وقال جل جلاله: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوْاْ رُءوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأعَزُّ مِنْهَا ٱلأذَلَّ وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ [المنافقون: 5-8].

لقد ذكر غيرُ واحدٍ من السلف أنَّ هذا السِّيَاقَ السَّابِقَ من الآيات كله نزل في عبد الله بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ، فقال ابن إسحاق في حديثه عن غزوة بني المصطلق سنة ست من الهجرة على المريسيع وهو ماء لهم أي: لبني المصطلق، قال: فبينا رسول الله على ذلك الماء ـ بعد الغزوة ـ وَرَدَتْ وَارِدَةُ الناسِ، ومع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أَجِيرٌ له من بني غفار يُقَالُ له: جَهْجَاه، فازدحم جهجاهُ وسِنَانُ بْنُ يزيد الْجُهَنِيّ على الماء فاقتتلا، ـ أي: تخاصما ـ فصرخ الجهني: يا معشر الأنصار، وصرخ جهجاه: يا معشر المهاجرين، وفي رواية للبخاري ومسلم: فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فقال النبي : ((دعوها فإنها مُنْتِنَةٌ))، ثم جاء في الرواية الأخرى: فغضب عبد الله بن أبيّ بن سلول وعنده رهط من قومه، وفيهم زيد بن أرقم غلام حَدَثٌ، فقال: أَوَقَدْ فَعَلُوهَا؟ قد نَافَرُونَا وكاثرونا في بلادنا، والله ما أَعُدُّنَا وجَلابِيب قريش إلا كما قال الأوَّلُ: سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلكَ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجَنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ، ثم أقبل على من حضره من قومه فقال لهم: هذا ما فعلتم بأنفسكم: أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوّلوا إلى غير داركم، فسمع ذلك زيد بن أرقم فمشى به إلى رسول الله ، وذلك عند فراغ رسول الله من عدوه، فأخبره الخبر وعنده عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: مُرْ به عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ فليقتله، وفي رواية البخاري ومسلم: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله : ((دعه؛ لا يتحدث الناس: إن محمدًا يقتل أصحابه، ولكن أَذِّنْ بالرحيل))، وذلك في ساعة لم يكن رسول الله يرتحل فيها، فارتحل الناس وقد مشى عبدُ اللهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ إلى رسول الله حين بلغه أنَّ زيدَ بْنَ أَرْقَمٍ قد بَلَّغَهُ ما سمع منه، فحلف بالله ما قلت ما قال ولا تكلمت به، وكان في قومه شريفًا عظيمًا، فقال من حضر رسول الله من الأنصار من أصحابه: يا رسول الله، عسى أن يكون الغلام قد أَوْهَمَ في حديثه ولم يحفظ ما قال الرجل؛ وذلك حَدَبًا منهم على ابن أبيّ بن سلول ودفعًا عنه. فلما اسْتَقَلَّ رسولُ الله وسَارَ لَقِيَهُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ فَحَيَّاهُ بتحية النبوة وسلّم عليه، ثم قال: يا نبي الله، والله لقد رُحْتَ في ساعة منكرة ما كنت تروح في مثلها! فقال له رسول الله : ((أوَما بلغك ما قال صاحبكم؟)) قال: وَأَيُّ صاحبٍ يا رسول الله؟ قال: ((عبد الله بن أبيّ))، قال: وما قال؟ قال: ((زعم أنه إن رجع المدينة أخرج الأعزُّ منها الأذلَّ))، قال: فأنت يا رسول الله والله لتخرجنه منها إن شئت، هو والله الذليل وأنت العزيز، ثم قال: يا رسول الله اُرْفُقْ به، فوالله لقد جاءنا الله بك وإن قومه لينظمون له الْخَرَزَ لِيُتَوِّجُوهُ، فإنه ليرى أنك قد اسْتَلَبْتَهُ مُلْكًا، ثم مشى رسول الله بالناس يومهم ذلك حتى أمسى وليلتهم حتى أصبح وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس ثم نزل بالناس، فلم يلبثوا أنْ وَجَدُوا مَسَّ الأرضِ فوقعوا نيامًا، وإنما فعل ذلك رسول الله ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس من حديث عبد الله بن أبيّ، ونزلت السورة التي ذكر الله فيها المنافقين في ابن أبيّ ومن كان على مثل أمره، فلما نزلت أَخَذَ رسولُ اللهِ بِأُذُنِ زَيْد بْنِ أرقم ثم قال: ((هذا الذي أوفى الله له بأذنه)). وفي آخر إحدى الروايات: فبعث إليَّ رسول الله فقرأها عليَّ ـ أي: الآيات من أول إِذَا جَاءكَ ٱلْمُنَـٰفِقُونَ إلى لَيُخْرِجَنَّ ٱلأعَزُّ مِنْهَا ٱلأذَلَّ ثم قال : ((إن الله قد صدقك يا زيد)) رواه البخاري ومسلم.

وبلغ عبدَ الله بْنَ عبد الله بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ الذي كان من أمر أبيه، فأتى رسول الله فقال: يا رسول الله، إنه بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبيّ فيما بلغك عنه، فإنْ كنتَ لا بدَّ فاعلاً فَمُرْنِي به فأنا أَحْمِلُ إليك رأسَهُ، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبرَّ بوالده مني، وإني أخشى أن تأمر غيري فيقتله، فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبيّ يمشي في الناس فأقتله، فأقتل مؤمنًا بكافر فأدخل النار، فقال رسول الله : ((بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا)). وجعل بعد ذلك إذا أحدث الحدث كان قومه هم الذين يعاتبونه ويأخذونه ويعنِّفونه، فقال رسول الله لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين بلغه ذلك من شأنهم: ((كيف ترى يا عمر؟ أما والله لو قتلته يوم قلت لي: اقتله لأرعدتْ له آنُفٌ لو أمرتُها اليوم تقتله لقتلته))، قال عمر: قد علمت واللهِ لأمْرُ رسولِ اللهِ أعظمُ بركةً من أمري.

وذكر عكرمة وابن زيد وغيرهما أن الناس لما قفلوا راجعين إلى المدينة وقف عبد الله بن عبد الله بن أبيّ على باب المدينة واسْتَلَّ سيفَه، فجعل الناس يمرُّون عليه، فلما جاءه أبوه عبد الله بن أبيّ قال له ابنه: وراءك، فقال: ما لك؟ ويلك! فقال: والله، لا تَجُوز من ها هنا حتى يأذن لك رسول الله فإنه العزيز وأنت الذليل، فلما جاء رسول الله وكان إنما يسير في سَاقَةٍ الجيش ـ أي: في مؤخرته ـ ينظر المتخلفَ والضَّالَّ والمحتاجَ إلى مَعُونَةٍ، فشكا إليه عبدُ الله بنُ أبيٍّ ابْنَهُ، فقال ابنُه عبدُ الله: والله يا رسول الله لا يدخلها حتى تأذن له، فأذن له رسول الله فقال: أما إِذْ أَذِنَ لك رسولُ الله فَجُزِ الآنَ.

إنه لَنَمُوذَجٌ للمسلم المتجرد الطائع، وإنها لروعة تواجه القلب، روعة الإيمان في قلب، ذلك الابن المؤمن حقًا، بينما نجد على النقيض والع+ من ذلك في أبيه رأس المنافقين من زمن رسول الله وفي أمثاله إلى قيام الساعة. ذلك الموقف، موقف الرجل المؤمن عبد الله بن عبد الله بن أبيّ بن سلول وهو يأخذ بسيفه في مدخل المدينة على أبيه، فلا يدعه يدخل ليعلم الناس أن رسول الله هو الأعز وأن أباه هو الأذل، ألا إنها قِمَّةٌ سَامِقَةٌ تلك التي رفع الإيمان إليها أولئك الرجال، رفعهم إلى هذه القمة وهم بشر، بهم ضعف البشر، وعواطف البشر، وهذا هو أجمل ما في هذه العقيدة حين يدركها المسلمون على حقيقتها، وحين يصبحون هم حقيقتها التي تَدبُّ على الأرض، تدعو إلى الإسلام وتطبقه وتعمل به قولاً وعملاً في كل شؤون الحياة.



الخطبة الثانية

الحمد لله كتب العزة للمؤمنين والذلة على المنافقين، يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو العزيز الحكيم، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا.

أما بعد: فإن المنافقين في أي زمان ومكان لهم صفات وعلامات عُرِفُوا بها، والخطبة القادمة إن شاء الله لبيان علاماتهم التي يُعْرَفُون بها، أما هنا فأقتصر على بيان خطة عرفوا بها كما ورد في السورة، تلك الخطة التي يتجلى فيها خُبْثُ الطَّبْعِ وخِسَّةُ المشاعر، تلك هي خطة التجويع التي يبدو أنهم يتواصون بها على مَرِّ العصور هم والكفار، وذلك لمحاربة أهل الإيمان، فهذه الطريقة عملتها قريش وهي تقاطع بني هاشم في الشعب لينفضُّوا عن نصرة رسول الله ويُسْلِمُوهُ للمشركين، وهي كذلك طريقة المنافقين كما وردت في القرآن الكريم من أجل أن ينفضَّ أصحابُ رسولِ اللهِ عنه ويتفرقوا تحت وطأة الضيق في العيش والجوع، قال تعالى: هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ [المنافقون: 7].

وتلك الطريقة نفسها يستعملها المنافقون والفاسقون في هذا الزمان مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ لحربِ المؤمنين وإيذائهم والتضييق عليهم في معيشتهم وإشغالهم بالبحث عن لقمة العيش، ويستعملها مع كل أسف أصحاب المناصب السياسية في البلاد المنتسبة للإسلام لإشغال شعوبهم بالبحث عن موارد لمعيشتهم ليصرفوهم إلى عدم التفكير في غيرها مما هم عليه من أمور يحسبون أن غفلة البشر عنها وعدم علمهم بها تُعْفِيهِمْ عن السؤال ومِنْ ثَمَّ العقاب يوم الحسرة والندامة، وجَهِلُوا أو تجاهلوا أنهم موقوفون ومسؤولون يوم القيامة عن شعوبهم ومن تحت رعايتهم ومسؤوليتهم عن عدم تأمين العيش الكريم لهم وإبعادهم عن الطرق المحرمة التي تلجئهم إلى تأمين ما يحتاجونه في حياتهم، ومن تلك الطرق المحرمة التي يلجؤون إليها السرقات والمتاجرة بالمخدرات والمحرمات، وأقلُّهم من يعمل في المؤسسات الربوية إنْ وَجَدَ له عملاً فيها مع أنه يتعذر على كثير من الشباب الحصول على وظيفة حتى في هذا المجال، والواجب على من ولاه الله شيئًا من أمور المسلمين في أيّ منصب كان وفي جميع بلاد المسلمين أن يتنبه لخطورة الموقف والأوضاع الراهنة ويتصوّر اتساع الخرق على الراقع في الأيام القادمة وأن يعمل في زمن المهلة على ما يُخَلِّصُهُ من ذلك الموقف الرهيب يوم القيامة لينجو من العقاب، وأما السؤال والحساب فلا بدّ منه، وليفكر كل مسلم في مسؤوليته عن هذا وغيره لأن كثيرًا منا مسؤولٌ عن ذلك مهما وضعنا رؤوسنا أو جهلنا أو تجاهلنا أو حاولنا التغافل عن ذلك، فجميعنا واللهِ مسؤولون، كلٌّ في منصبه وموقعه، فليفكر كلّ منا بِجِدِّيَّةٍ في هذا الأمر الخطير في هذا البلد وفي غيره من ديار المسلمين، الأئمة والخطباء والداعون إلى الله عمومًا والقضاة والعلماء وأرباب القلم والصحافة وغيرها والمتقلدون للمناصب أيًا كانت، الجميع مسؤول في جميع ديار المسلمين عن ارتكاب الجرائم والمحرمات والبعد عما حرم الله في المعيشة وغيرها من أمور المعاملات والعبادات، فالمسؤولية مسؤولية مشتركة لا تختص بمرتكبيها لأن الوسائل التي دفعتهم لارتكابها قد اشترك فيها عِدَّةُ جهاتٍ حيث سَهَّلُوا الوصولَ إليها وعملوا على توفير الأسباب الدافعة إليها دون النظر في عواقبها الوخيمة على الجميع في الدنيا والآخرة، فلنتصوّر ولنتأمّل هذه الأمور الشائكة والمعقدة ونستخدم الحلول الموجودة في كتاب الله وسنة رسوله محمد .

أعود للقول بأن طريقة الحصار والتجويع هي طريقة الشيوعيين أيضًا في حرمان المتمسكين بالإسلام ليموتوا جوعًا أو يكفروا بالله ويتركوا الصلاة، وهي الوسيلة نفسها التي استخدمتها دول الكفر الآن بالحصار الاقتصادي لبعض بلاد المسلمين وديارهم وحرمانهم من العيش الكريم في بلادهم وعلى أرضهم، تلك الطريقة اللئيمة الخسيسة التي تستخدمها الدول الكبرى الكافرة وتنساق معها الدولُ الصغيرةُ الْمُشَكِّلَةُ في النهاية لما يسمى بالأمم المتحدة، وهي في حقيقتها وعلى هذه الكيفية تستحق أنْ تُسَمَّى بعصبةِ الأممِ الظالمةِ الشِّرِّيرَةِ، لأنها تتعاون في كثير من الأحيان على الباطل والإثم والعدوان والظلم الواضح للعيان، وهكذا يتفق على هذه الوسيلة الخسيسة كل خصوم الإيمان من قديم الزمان إلى هذا الزمان إلى قيام الساعة نَاسِينَ الحقيقة التي يذكرهم الله بها في القرآن الكريم، وهي قوله تعالى: وَلِلَّهِ خَزَائِنُ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ [المنافقون: 7]. فمن خزائن الله في السماوات والأرض يرتزق هؤلاء الذين يحاولون أن يتحكموا في أرزاق المؤمنين، فليسوا هم الذين يخلقون رزق أنفسهم، فما أغباهم وأقل علمهم وهم يحاولون قطع الرزق عن الآخرين، قال تعالى: قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبّى إِذًا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ٱلإِنفَاقِ وَكَانَ ٱلإنْسَـٰنُ قَتُورًا [الإسراء: 100].

وهكذا يُثبِّتُ اللهُ المؤمنين ويُقَوِّي قلوبَهم على مواجهة هذه الخطة اللئيمة والوسيلة الخبيثة التي يلجأ إليها أعداء الله في حربهم ومعاداتهم، ولكي يُطَمْئِنَ المؤمنين إلى أن خزائن الله في السماوات هي خزائن الأرزاق للجميع، وهو سبحانه الذي يعطي أعداءه ولا ينسى أولياءه، وقد أوضح ذلك في عدة آيات من القرآن الكريم وأقسم عليه سبحانه وأنه هو الرزاق يرزق الإنس والجنّ وجميع مَنْ دَبَّ على هذه الأرض من حيوانات برية أو بحرية وحشرات وطيور وديدان، فقال تعالى: وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي ٱلأرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ [هود: 6]، وقال عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مّن رّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ [الذاريات: 56-58]. كما أقسم سبحانه لعباده على هذا الرزق ليطمئنهم عليه ويَثِقُوا ويَتَيَقَّنوا منه ويعلموا حقيقة ذلك كما أنهم متيقِّنُون من نُطْقِهِمْ فقال جل ثناؤه: وَفِى ٱلسَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبّ ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ [الذاريات: 22، 23].

وفي ختام هذه السورة التي فيها أوصاف المنافقين نادى الله عباده المؤمنين بأن لا تلهيهم أموالهم ولا أولادهم عن ذكره سبحانه وتعالى، وعليهم أن ينفقوا مما منحهم الله ورزقهم إياه قبل فوات الأوان ومجيء الموت وقبل أن يتركوا كل شيء وراءهم لغيرهم وقبل أن يرجوا ويتمنوا التأخير وأنى لهم ذلك، قال تعالى: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوٰلُكُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَـٰكُمْ مّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبّ لَوْلا أَخَّرْتَنِى إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ وَلَن يُؤَخّرَ ٱللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون: 9-11].

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله...




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في ظلال سورة المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صفات المنافقين- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
» سورة التكوير - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
» وجوب طاعة ولاة الأمر في غير معصية الله (1)- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
» أصحاب الفيل وحماية الله للبيت الحرام- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
» وجوب طاعة ولاة الأمر في غير معصية الله (2)- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: