molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: وجوب طاعة ولاة الأمر في غير معصية الله (2)- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي الأربعاء 9 نوفمبر - 4:36:41 | |
|
وجوب طاعة ولاة الأمر في غير معصية الله (2)
سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
الخطبة الأولى
أما بعد: فإن الناس في أي زمان أو مكان لا يصلحون ولا تستقيم أمورهم وشؤونهم وهم فوضى لا سراة لهم، وجميع البشر على وجه الأرض جعلهم الله درجات فمنهم الحاكم والمحكوم والأمير والمأمور والرئيس والمرؤوس، وهذه سنة كونية من الله عز وجل في عباده، والمسلمون إذا طبقوا إسلامهم كاملاً ورضوا به حكمًا في جميع شؤونهم فإنهم يعيشون في غاية العزة والسعادة والرفعة بإذن الله في الدنيا، ولهم في الآخرة من الله الأجر العظيم.
الإسلام خير كله على أهله العاملين به وغير العاملين، خير كله على البشرية جميعها، لم يُتْرَكْ فيه شَيْءٌ إلا طُرِقَ، ولا مسألة أو مشكلة إلا وُجِدَ لها فيه الحلُّ الأمْثَلُ.
وإنّ من أَهَمِّ الأمور التي يَشْطَحُ فيها أبناءُ الإسلام خاصة في هذا الزمان وتَزِلَّ بهم الأقدام وتتباين حولها الآراء والاتجاهات والأهواء طاعةَ أولي الأمر وبيعتَهم في جميع المجتمعات الإسلامية، ولو أنهم أنصفوا من أنفسهم واتبعوا كتاب الله وسنة رسوله محمد قراءةً وتدبرًا واستنباطًا بعد الْفَهْمِ الصحيح الذي لن يكون إلا على أيدي العلماء المخلصين الخائفين من الله عز وجل والذين لا تطيش بهم الأهواء والاعتبارات أيًا كانت، لو فعلوا ذلك لما تفرقوا شيعًا وأحزابًا كُلٌّ بما لديهم فرحون، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [الأنعام: 159]، وقال عز وجل: وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [الروم: 31، 32].
وإننا في هذا البلد الطيب المبارك محسودون بين الأمم ويُوشكُ أَنْ تَدَاعَى علينا تلك الأمم كما تداعى الأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِهَا، محسودون حسد غبطة بين المؤمنين في بقاع الأرض حيث يتمنَّوْنَ الحياةَ الكريمةَ الآمنةَ التي يُحَكَّمُ فيها شَرْعُ الله بيننا ويريدون أن يكون حالهم كحالنا أو أفضل، ومحسودون حَسَدَ تَمَنِّي زوال هذه النعم المتعددة التي نعيشها من قبل أعداء ديننا ابتداء من بني جلدتنا أصحاب الشهوات والشبهات والمنكرات والمعاصي ثم اليهود والنصارى والشيوعيين وجميع مِلَلِ الكفر ونِحَلِهِ، ولن يرضوا عما نحن فيه وعليه ولَنْ يَقِرَّ لهم قَرَارٌ أو يَهْدَأَ لهم بَالٌ في ليل أو نهار حتى يَسْعَوْا لِتَقْوِيضِ معالمِ ديننا الإسلامي الحنيف سواء منهم وبأيديهم أو بأيدي بني جلدتنا. ولكنَّ اللهَ حافظٌ دينَه وناصرٌ لأهل طاعته، وهو يدافع عنهم عز وجل وينصرهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وهو معهم بتسديده وتوفيقه وهدايته وعلمه الذي يحيط بكل شيء، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ [الحج: 38]، وقال عز وجل: وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ [الحج: 40، 41]، وقال عز وجل: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ [غافر: 51]، وقال سبحانه وبحمده: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر: 9]، وقال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت: 69]، وقال عز وجل: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل: 128]، وقال جل جلاله: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا [الطلاق: 12].
والمقصود من هذه التوطئة هو الذكرى التي ينتفع بها المؤمنون وشكر الله عز وجل على جميع النعم التي أنعم الله بها وأسبغها علينا نعمًا ظاهرة وباطنة، ومن تلك النعم نعمة تطبيق الشريعة الإسلامية، وهذا الترابط والتآلف بين ولاة الأمر من الحكام والعلماء وبين المؤمنين الصادقين، ومنها بشائر الخير والبركة في كل يوم تطلع شَمْسُهُ إذا بالأخبار السَّارَّةِ التي يفرح بها المؤمنون وتنشرح صدورهم ويزداد المنافقون والكافرون بها غيظًا وحقدًا وكفرًا ونفاقًا، هذا التلاحم والاعتزاز بالإسلام وأحكامه الذي يزيدهم عزة ورفعة ويشيع الأمن والطمأنينة بين أفراد المجتمع. إن الشورى والاعتصام بحبل الله والتعاون على البر والتقوى من دعائم الأمن التي نَنْعَمُ بها ونَتَفَيَّأُ ظِلالَهَا، قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة: 2]، وقال عز وجل: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [آل عمران: 103].
وأَوَدُّ الإشارةَ إلى كلمة لذلكم العالم الورع الزاهد الذي ألقى اللهُ محبَّتَهُ في قلوب العباد وجعله الله سببًا من أسباب الخير في جميع بقاع العالم لما فيه صالح الإسلام وصلاح المسلمين وقدوة يُقْتَدَى به في العلم والورع والدعوة الصادقة المخلصة والحكمة التي حُرِمَهَا كثيرٌ من الناس، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، قال تعالى: يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلألْبَـٰبِ [البقرة: 269]. ذلكم هو سماحة العالم الفاضل عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله وجعل الجنة مثواه ونفع الله المسلمين بعلمه وفتواه، إن الله سميع قريب مجيب من دعاه. اللهم آمين.
أما الكلمة فقد تناقلتها الإذاعات والصحف والمجلات حول الواجب على المسلمين نحو طاعة ولاة الأمر بالمعروف، وفيها الكلام الشافي الْمُسْتَنْبَطُ من كتاب الله ومن سنة رسول الله محمد بن عبد الله ، والذي ينبغي لكل مسلم أنْ يَطَّلِعَ عليه ليعرف الحق والصواب لما قد يَرِدُ عليه من غيره أو من داخل نفسه من استفسارات وتساؤلات، وخلاصة قوله رحمه الله بعد أنْ حَمِدَ اللهَ وأثنى عليه وصلى على النبي محمد رسول الله أنه أورد الآية القرآنية التالية، وهي قول الله عز وجل: يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِى ٱلأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِى شَىْء فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء: 59]، ثم قال رحمه الله: هذه الآية نَصٌّ في وجوب طاعة أولي الأمر، وهم الأمراء والعلماء، وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله تُبَيِّنُ أنَّ هذه الطاعةَ لازمةٌ، وهي فريضة في المعروف، والنصوص من السنة تبين المعنى، وتفيد الآية بأن المراد طاعتهم بالمعروف، فيجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور في المعروف لا في المعاصي، فإذا أُمِرُوا بالمعصية فلا يُطَاعُونَ فيها، لكن لا يأتي الخروج عليهم بأسبابها ـ أي: بأسباب المعصية ـ لقول رسول الله : ((من رأى من أميره شيئًا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا يَنْزَِعَنَّ يدًا من طاعةٍ، فإن من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية))، وقال عليه الصلاة السلام: ((على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، في اليسر والعسر، في المنشط والمكره، إلا أن يؤمر بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة))، وسأله الصحابة لما قال رسول الله : ((إنه يكون أمراء تعرفون منهم وتنكرون)) قالوا: فما تأمرنا؟ قال: ((أَدُّوا إليهم حقهم واسألوا الله الذي لكم))، وقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: بَايَعْنَا رسولَ الله على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وعلى أَثَرَةٍ علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عندكم من الله فيه برهان، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا، لا نخاف في الله لَوْمَةَ لائِمٍ. رواه البخاري ومسلم رحمهما الله رحمة واسعة.
وهذا يدلّ على أنه لا يجوز للمسلمين منازعة ولاة أمرهم ولا الخروج عليهم إلا أن يروا كفرًا بواحًا عندهم من الله فيه برهان، وما ذاك إلا لأن الخروج على ولاة أمرهم يسبّب فسادًا كبيرًا وشرًّا عظيمًا، فيختلّ به الأمن وتضيع الحقوق ولا يتيسّر ردع الظالم ولا نصر المظلوم وتختلّ السبل ولا تأمن، فيترتب على الخروج على ولاة الأمور فساد عظيم وشر عظيم، إلا إذا رأى المسلمون كفرًا بواحًا عندهم من الله فيه برهان، فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان لإزالته إذا كان عندهم قدرة، أمّا إذا لم يكن لديهم قدرة فلا يخرجون، أو كان الخروج يسبّب شرًا أكثر فليس لهم الخروجُ رعايةً للمصالح العامة، والقاعدةُ الشرعيةُ الْمُجْمَعُ عليها أنه لا يجوز إزالة الشرّ بما هو أشرّ منه، بل يجب درء الشرّ بما يزيله أو يخفّفه، أما درء الشرّ بشرِّ أكثر فلا يجوز بإجماع المسلمين، والقاعدة الأصولية في هذا: (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح)، فإذا كانت هذه الطائفة التي تريد إزالة هذا السلطان الذي فعل كفرًا بواحًا ويكون عندها قدرة تزيله وتضع إمامًا صالحًا طيبًا من دون أن يترتب على هذا فساد كبير على المسلمين وشرّ أعظم من شرّ هذا السلطان فلا بأس، أما إذا كان الخروج يترتّب عليه فساد كبير واختلال الأمن وظلم الناس واغتيال من لا يستحقّ الاغتيال إلى غير هذا من الفساد العظيم فهذا لا يجوز، بل يجب الصبر والسمع والطاعة في المعروف ومناصحة ولاة الأمر والدعوة لهم بالخير، والاجتهاد في تخفيف الشر وتقليله وتكثير الخير، هذا هو الطريق السوي الذي يجب أنْ يُسْلَكَ؛ لأن في ذلك مصالح للمسلمين عامة، ولأن في ذلك تقْليلَ الشرّ وتَكْثيرَ الخير، ولأن في ذلك حفظَ الأمن وسلامةَ المسلمين من شر أكثر.
وقال رحمه الله عن الدعاء لولي الأمر: من مقتضى البيعة النُّصْحُ لوليِّ الأمر، ومن النصح الدعاء له بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل وصلاح البطانة؛ لأن من أسباب صلاح الوالي ومن أسباب توفيق الله له أن يكون له وزير صدق يعينه على الخير ويذكّره إذا نسي، ويعينه إذا ذكر، هذه من أسباب توفيق الله له، فالواجب على الرعية وعلى أعيان الرعية التعاون مع ولي الأمر في الإصلاح وإماتة الشر والقضاء عليه، وإقامة الخير بالكلام الطيب والأسلوب الحسن والتوجيهات السديدة التي يرجى من ورائها الخير دون الشر، وكل عمل يترتب عليه شر أكثر من المصلحة لا يجوز؛ لأن المقصود من الولايات كلّها تحقيق المصالح الشرعية ودرء المفاسد، فأي عمل يعمله الإنسان يريد به الخير ويترتب عليه ما هو أَشَرّ مما أراد وما هو أعظم وما هو أنكر لا يجوز له.
وقال في الامتناع عن الدعاء لولي الأمر: هذا من الجهل، الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات ومن أفضل الطاعات ومن النصيحة لله ولعباده، والنبي لما قيل له: إن دوسًا عَصَتْ قال: ((اللهمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بهم، اللهم اهد دوسًا وأت بهم))، يدعو للناس بالخير، والسلطان أَوْلَى مَنْ يُدْعَى له؛ لأن صلاحه صلاح للأمة، فالدعاء له من أهم الدعاء، ومن أهم النصح أنْ يُوَفَّقَ للحق، وأنْ يُعَانَ عليه، وأنْ يُصْلِحَ اللهُ له البطانة، وأن يَكْفِيَهُ اللهُ شرَّ نفسِه وشرَّ جلساءِ السوءِ، فالدعاء له بأسباب التوفيق وبصلاح القلب والعمل من أهم المهمات ومن أفضل القربات. اهـ.
نعم، إن الدعاء لولاة الأمر بالهداية والصلاح والسداد والتوفيق وصلاح البطانة التي تدلّ على الخير وتعين عليه وإبعاد بطانة السوء والشر والفساد لهو أمر مُهمّ سواء دعاه المسلم لوحده وفي خلوته، أو في المجتمعات والتأمين على ذلك، وخاصة في زمن الْمِحَنِ والفتن لأنّ تسديدهم وتوفيقهم وهدايتهم وصلاحهم وصلاح بطانتهم خير للمجتمع بأكمله وليس لأشخاصهم وذواتهم فقط، والعكس بالع+، إذا فسدوا وفسدت بطانتهم عَمَّ الشَّرُّ والفوضى والظلم والطغيان وعدم الأمان، بل قد يذهب الإيمان عن كثير من الخلق، وهذا هو المشاهد الآن في عالم اليوم.
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وله الأمر كله وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدًا عبد الله ورسوله، اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله.
أما بعد: فإن واجب الجميع التعاون على البر والتقوى والنصيحة المخلصة الخالية من كل شائبة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، النصيحة التي يعرف الجميع طرقها، وذلك من صميم ديننا الإسلامي الحنيف، وقد رَدَّدَ ذلك رسول الله مرارًا وقال : ((الدين النصيحة)) ثلاثًا، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
فالواجب هو التعاون والتكاتف والتآلف حول من ولاه الله أمرنا من الحكام والعلماء والأمراء والوزراء وغيرهم ممن له ولاية علينا في غير معصية الله عز وجل. وإن الكلام حول هذا الأمر يحتاج إلى خطب عدة لإيفاء الموضوع حقه في الواجب على الجميع في ذلك رُعَاةً وَرَعِيَّةً حكامًا ومحكومين، وأسأل الله أن يتحقق ذلك قريبًا.
أورد أحاديث متعددة شاملة من قول رسول الله الذي قال الله عنه: وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَىٰ [النجم3، 4]، قال رسول الله : ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)) متفق عليه، وفي رواية: ((فلم يُحِطْهَا بنصحه لم يجد رائحة الجنة))، وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله يقول في بيتي هذا: ((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به)) رواه مسلم، وقال : ((من ولاه الله شيئًا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة)) رواه أبو داود والترمذي، وقال رسول الله : ((إن المقسطين عند الله على منابر من نور: الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولُوا)) رواه مسلم، وقال : ((خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلّون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم))، قال الراوي: قلنا: يا رسول الله، أفلا ننابذهم؟ قال: ((لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، لا، ما أقاموا فيكم الصلاة)) رواه مسلم. تصلون عليهم أي: تدعون لهم. وقال : ((على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحبّ وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)) متفق عليه، وقال رسول الله : ((من خلع يدًا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجّة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)) رواه مسلم، وفي رواية أخرى له: ((ومن مات وهو مفارق للجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية))، وقال رسول الله : ((اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه +يبة)) رواه البخاري، وقال رسول الله : ((من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني)) متفق عليه، وقال : ((من كره من أميره شيئًا فليصبر؛ فإنه من خرج من السلطان شبرًا مات ميتة جاهلية)) متفق عليه، وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ فضرب بيده على منكبي ثم قال: ((يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خِزْيٌ وندامة، إلا من أخذها بحقها وأَدَّى الذي عليه فيها)) رواه مسلم، وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله : ((إذا أراد الله بالأمير خيرًا جعل له وزير صدق؛ إن نسي ذكّره، وإن ذكر أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء؛ إن نسي لم يذكّره، وإن ذكر لم يُعِنْهُ)) رواه أبو داود، وقال رسول الله : ((ما بعث الله من نبي ولا كان بعده من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه ـ وفي رواية: وتنهاه عن المنكر ـ، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، والمعصوم من عصم الله)) وفي رواية: ((وبطانة لا تألوه خبالاً, فمن وُقِيَ شرها فقد وقي، وهو إلى من يغلب عليه منهما)) رواه البخاري والنسائي.
فعلى كل مسلم في زمن الفتنة وغيرها أَنْ يُوَطِّنَ نفسَه، وأن لاَّ يكون كالريشة في مَهَبِّ الريح تذهب بها معها أو تعصفها وتقذفها في أي مكان، عليه أن لا يسير خلف أي مفسد أو ينعق مع كل ناعق، عليه أن يكون مثل الجبال الرواسخ في تفكيره وتعامله وَرَوِيَّتِهِ وثباته، وعليه أن يبتعد عن الشائعات وترويجها، وأن لا يكون جِسْرًا يُسَارُ عليه أو سُلَّمًا يُصْعَدُ عليه أو مَمْسَحَةً يُمْسَحُ بها ومنشفةً يُتَنَشَّفُ فيها، عليه أن يكون أَعْلَى وأَسْمَى من أن يُنَالَ منه بأي صورة من الصور وشكل من الأشكال، عليه أن يكون دِرْعًا واقيًا وصَخْرَةَ صلبةً ومُرتَفَعًا صعبًا لا يمكن الصعود إليه، ولا يُتَّخَذ مَطِيَّةً لأي شخص كائنًا من كان، في زمن الفتنة على المسلم أن يقف بالمرصاد لكل من يريد النَّيْلَ من أمن بلده الإسلامي، وعليه أن يحفظ لسانه وسمعه وبصره ويده ورجله بكل ما أوتي من الْوُلُوغِ في أعراض ولاة الأمر من العلماء والقادة على اختلاف مراتبهم؛ لأنهم يُحَكِّمُونَ شَرْعَ الله وهم أعلم وأعرف بالمصالح العامة والخاصة وأحرص منا جميعًا على كل ما يدفع الشر عن ديننا وبلادنا وأمنها، علينا أن نثق بهم وبجهودهم التي ليس من الحكمة أنْ تُنْشَرَ وتُعْلَنَ بين الناس، وليس لنا أن نعرف ونطلع على كل صغيرة وكبيرة في أمورٍ ليست من مسؤوليتنا، علينا أن نقف عند حدود مسؤولية كل واحد منا ونقوم بها خير قيام، علينا أن نسعى في البناء النافع بأفكارنا وعقولنا وأجسامنا وأموالنا، وأن لا نكون معاول هدم وتدمير على أنفسنا وعلى غيرنا، علينا أن نبتعد عن مظاهر الشقاق والنفاق والإثارة وتفريق الصفوف واختلاف الكلمة بأي شكل من الأشكال في الخفاء أو العلن كما هو حاصل الآن في أكثر الدول الكافرة أو المتسمية بالإسلام؛ لأنهم ليس لهم إلا الظاهر في مثل هذه الأمور ولا يعلمون أو يطلعون على الحقائق والدوافع وراء كل هذه الحروب والشرور، وبعد أن تنتهي العاصفة قد يعلم بعضٌ منهم ذلك، وقد يموتون وهم لا يعرفون شيئًا.
علينا أن نحمد الله ونشكره على جميع النعم التي لا تعد ولا تحصى، ومن أعظمها بعد نعمة الإسلام نعمة الأمن والرخاء التي نتفيأ ظلالها بينما تعيش المجتمعات في الدول المجاورة والبعيدة ما نراه ونسمعه من الفوضى والحروب والخوف والجوع، علينا أن نشكر الله حق الشكر ونقوم بما أوجب علينا حتى تدوم النعم وتتم الزيادة كما وعد عز وجل وتوعد من خالف ذلك في قوله تبارك وتعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم: 7]. علينا أن نبتعد عن كل ما يُهَدِّدُ ويُخِلُّ بالأمن في هذه البلاد المباركة في أرض الحرمين الشريفين، حتى لو ذهبنا إلى بلد من البلاد سواء بلاد المسلمين أو الكفار علينا أن نحافظ على الأمن والاستقرار ونعطي صورة ناصعة عن الإسلام والمسلمين، علينا في هذه البلاد أن نقف ضد كل من يحاول إثارة الفوضى والشغب والفتن وتقويض الأمن وزعزعته، علينا أن نحافظ على سفينة المجتمع وأن لا نخرقها أو نسمح لأحدٍ بخرقها ونحن نعلم؛ لأن في خرقها غَرَقَ الجميعِ ثم الهلكة.
علينا أن نتقي الله تعالى وأن نضعَ أيديَنَا في أيدي ولاة أمرنا من القادة والعلماء، وأن لا ننازع الأمر أهله، وعلينا أن لا نَغْتَرَّ بدعاة الحرية والديمقراطية الذين يستغلُّون الفرص عبر الوسائل الإعلامية المختلفة بدعوى الإصلاح حيث يدّعون أنهم سيقدِّمون الخيرات للشعوب؛ لأنهم يريدون المشاركة في الحكم من الجنسين، يريدون أن تعيش بلاد المسلمين تلك الفوضى التي تعيشها دول الكفر، فوضى الشوارع والانتخابات المزعومة التي أشغلتهم طوال السنين فلا يَنْتَهُونَ منْ تَسَلُّمِ قائد ورئيس دولة إلا وتراهم قد بَدَؤُوا حملة انتخابية جديدة، وكُلٌّ يدعو لتنصيب نفسه في الأعمال القيادية بتلك المهازل المستمرة طوال الحياة، وعلى كل عاقل أن ينظر في حقيقة تلك الادعاءات وما جَلَبَتْهُ لتلك المجتمعات وما يعيشونه فعلاً من حياةِ بُؤْسٍ وشَقَاءٍ، علينا أن نحمد الله عز وجل ونشكره على هذا الأمن الذي نعيشه حيث ينام عَامَّةُ الشعب ومن يعيش على أرض هذا الوطن المبارك ينام الجميع الليل الطويل في غاية الهدوء والأمن والطمأنينة، آمنين على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم متنقلين في الليل أو النهار من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب أو الع+ ولا يخاف الواحد على نفسه وأهله إن كانوا معه، ولا يعرف قدر هذه النعمة التي نعيشها ـ نعمة الأمن ـ لا يعرفها حق المعرفة إلا من ذهب إلى خارج هذه البلاد أو عاش في غيرها أو عاش قديمًا في هذه البلاد قبل توحيدها وإقامة شرع الله فيها، هذا الأمن الذي نعيشه لو فقدناه يومًا من الأيام فضلاً عن شهر أو سنة لعرف أحدُنا أنَّ بَطْنَ الأرض خيرٌ له من ظهرها، هذا الأمن الذي لم يأت من فراغ وإنما هو بفضل الله عز وجل الذي وفق قادة هذه البلاد لتحكيم كتاب الله وسنة رسوله محمد ، تحكيم هذا الشرع المطهر إلى جانب وَازِعِ السلطان وهيبته وقيام الرجال المخلصين على حماية هذه البلاد من عبث أي عابث بأمنه، أولئك المخلصون لا ينام أكثرُهم في الليل ولا يعرف كثير منهم نوم الليل الذي فيه تهدأ أعصاب البشر ويستمتعون بالنوم فعلاً، يسهرون لينام الناس، وإذا استمر الشخص على عدم النوم في الليل فإن ذلك سيؤثر على صحته مستقبلاً، وهذا ثابت علميًا وقد ورد في القرآن الكريم ما يدل على ذلك في عبارات وكلمات دقيقة حيث جاءت الإشارة إلى النوم والسكن فيه ولا يُغْنِي النومُ في النهار عن نوم الليل ولا النوم في الضوء عن النوم في الظلام، قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ [الروم: 23]، والآيات من سورة القصص وكذلك سورة النبأ وغيرها. وكلما كَبُرَتْ مرتبةُ الشخص منهم عَظُمَتْ مسؤوليتُه أمام غيره ممن يعلوه مرتبة، ابتداء من أصغر جندي في الميدان إلى مشرفه ومراقبه، إلى العاملين في تلك الغرف القيادية، إلى المدير الأمني في أي جهة؛ لأن الجهات متعددة وليست واحدة، إلى ذلك الوزير، إلى ولي العهد، إلى الملك، معظم تلك القيادات لا يعرفون نوم الليل طوال حياتهم، بل هي سُوَيْعَات في النهار لحرصهم الشديد على توفير الراحة والأمن والطمأنينة لعامة من يعيش على أرض هذه البلاد.
وعلينا أن نتذكر أمثلة بسيطة عن طريق السؤال والجواب لنكون على معرفة في معنى طاعة ولاة الأمر في غير معصية الله، هل يريد أحد منا أنْ تَعْصِيَهُ زوجتُه وتخالف أوامرَهُ وكلَّ ما يقوله لها بصفة مستمرة، وكذلك أولاده الذكور والإناث ويبقى على هذه الحال طوال حياته؟ يخالفونه ويعصونه مهما كان مُحِقًّا؟! هل أحد يرضى بهذه الحياة؟! وهل يمكن أن يعيش بسلام وأمان في أسرته ومجتمعه الصغير الْمُتَوَحِّشِ؟! هل يرضى مدير مدرسة أو إدارة أيًا كانت أو مؤسسة أو شركة أنْ يُوجَدَ مُعْظَمُ من يعمل لديه من المخالفين له والسَّاعِين في السِّرِّ والْعَلَنِ بالعصيان وعدم السماع له في أي أمر من الأمور التي تُسَيِّرُ وتُدِيرُ عَمَلَهُ في إدارته؟! هل يريد أي مدير ومسؤول في تلك المؤسسات والإدارات الصغيرة أنْ يُوجَدَ عُنْصُرٌ واحدٌ يَخْرُجُ عن نظام تلك المؤسسة والإدارة فضلاً عن الغالبية والأكثرية أو الجميع؟! إذا كان لا أَحَدَ يُقِرُّ ذلك ولا يرضاه وكلُّ العقول ترفض هذه التصرفات والخروج عن النظام المقرر في تلك الإدارة والمؤسسة، ويقول العاقل بأنه إذا كان هناك اختلاف في وجهات النظر فعلى الجميع أن يضعوا ما لديهم على طاولة المفاوضات القابلة للأخذ والرد والتعديل وقبول الآراء الصائبة التي ترجع على الجميع بالفائدة، أقول: إذا كان ذلك التصرف وتلك المخالفات لا يرضى بها أحد على مستوى الأسرة أو القبيلة أو الإدارة والمؤسسة أو الشركة فما بالنا بذلك على مستوى القيادة في المجتمع المسلم؟! لا شك أن العصيان والتمرد وإحداث البلبلة بأي أسلوب ومظاهر وتصرفات لا تجوز في الشريعة الإسلامية، وقد سبقت الأدلة على ذلك من القرآن الكريم والسنة المطهرة، فهل أدرك كثير من الناس هذه الحقائق الغائبة عن تفكيرهم وما يدور حولهم؟! هل علمنا عظم المسؤولية الملقاة على عواتقهم وقيامهم بها دون أن نشعر بذلك؟! هل علمنا أنه كلما ازداد الشخص مرتبة أمنية أو غيرها ازدادت مسؤوليته وقلقه وتفكيره وكان من أقل الناس راحة وطمأنينة نظرًا لمركزه الذي هو فيه ويحسبه الناس أنه في غاية الهناء والراحة؟! هل أدرك الشخص منا كيف ينام قرير العين في ليل أو نهار وخاصة في الليل متى شاء وكيف شاء ويذهب لصلاة الفجر وإلى أعماله ليلاً أو نهارًا في غاية الهدوء والطمأنينة والأمن والرخاء؟! هل علمنا أن نعمة الأمن بهذا الشكل إذا انضمت إلى نعمة الإيمان لو علمها الملوك وأبناء الملوك وما يعيشه الفقراء وعامة الشعب لَجَالَدُوهُمْ عليها بالسيوف فعلاً؟!
إن كثيرًا من الناس لا يعلمون ولا يدركون ما يقوم به القائمون على أمن هذه البلاد وعلى قيادتها والسير بها نَحْوَ بَرِّ الأمان، فعلينا أن نستشعر مسؤولياتنا كل فيما يخصه ويستطيعه ويقدر عليه ويكون عامل بناء لا وسيلةَ هَدْمٍ وتدميرٍ، علينا أن نقوم بما أوجب الله علينا نحو ولاة أمرنا ونقف ضد كل ما يخل بالأمن وزعزعته ونكون نحن رجال أمن في الإبلاغ عن أي شيء نعتقد أنه إخلال فعلاً بالأمن صادر من أي شخص حتى ينعم الجميع بالأمن، وما لم نَكُنْ كذلك فإنَّ العواقبَ الضِّدِّيَّةَ تَلْحَقُ بالجميع؛ لأنه لا يُوجَدُ رجلُ أمنٍ مع كل شخص وعند كل محل تجاري أو مسكن أو أجهزة مراقبة في كل مكان، وما أَمْرُ الدولِ المجاورةِ لنا والبعيدة عنا والتي تعيش أحوالاً مأساوية في جميع المجالات ما أمرها بغائب عنا بل هو معلوم للجميع.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب: 69، 70].
| |
|