molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: أعراض ضعف الإيمان - سالم بن عبد الكريم الغميز الأحد 6 نوفمبر - 7:50:29 | |
|
أعراض ضعف الإيمان
سالم بن عبد الكريم الغميز
الخطبة الأولى
وبعد:
أيها المسلمون اتقوا الله تعالى حق تقواه وراقبوه ولا تعصوه، وقوموا بما أوجب الله عليكم من الواجبات وانتهوا عن المنهيات.
أيها المسلمون، أعز ما يملكه الإنسان في الحياة هو دينه وإيمانه بربه عز وجل
إن إيمان المرء هو ا لذي تكون به سعادته في الدنيا، ونجاته وفلاحه يوم القيامة، وبقدر ما يقدمه من إيمان وعمل صالح تكون سعادته في الدنيا ونجاته وفلاحه يوم القيامة. قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل:97].
وقد قيل: إن المقصود بالحياة الطيبة هو الرزق الحلال والقناعة في الدنيا، والأحاديث كثيرة في فضيلة الإيمان، وأنه سبب للسعادة في الدنيا الآخرة.
ولا شك أيها المسلمون أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، وقد ابتلي كثير من المسلمين اليوم بأنواع منوعة من المعاصي تنقص من إيمان المؤمنين حتى أصبحت ظاهرة ضعف الإيمان ظاهرة تكاد تنتشر بين أبناء المسلمين شباباً وشيباً، لذا أحببنا في هذه الخطبة إلقاء الضوء حول هذا الموضوع، وهو أعراض ضعف الإيمان، لعلنا نحذره ونعمل الأسباب التي تبعدنا عن هذا المرض الذي يفتك بأعز ما نملك، وهو ديننا الذي فيه عزتنا.
فضعف الإيمان أيها الإخوة له مظاهر وأعراض متعددة سنذكر طرفاً منها علنا نعمل على تلافيها، فمنها:
كثرة الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات مما يؤدي إلى تحولها إلى عادة مألوفة حتى يزول قبحها من القلب، فيغدو المرء إلى معصية الله يرتكبها ولا يشعر بمرارة المعصية، وحتى يقع في المجاهرة فيتبجح بالمعصية ويفتخر بها، فهو يضيف إلى معصيته معصية أخرى، روى الإمام البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله تعالى فيقول: عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه)).
الشعور بقسوة القلب وخشونته حتى يحس الإنسان أن قلبه قد انقلب حجراً صلداً لا يتأثر بموعظة ولا يبالي بنصيحة تتلى عليه آيات الله ولا يتحرك قلبه، ويرى الجنائز تحمل أمام عينيه ولا يتأثر قلبه، بل ربما حمل الجنازة بنفسه وواراها بالتراب ولكن سيره بين القبور +يره بين الحجارة.
ومن ذلك شرود الذهن أثناء الصلوات وتلاوة القرآن والأدعية ونحوها، وعدم النذير والتذكر، يقوم إلى الصلاة وقلبه يجول في أودية الأفكار والأماني الدنيوية، ويشرع في الدعاء وقلبه لاه ساه في مشاريعه المستقبلية، روى الترمذي والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلبه غافل لاه)).
ومن أعراض ضعف الإيمان التكاسل عن الطاعات والعبادات والتسويف في فعل الطاعات وإضاعتها، وإذا أداها فإنما يؤديها حركات جوفاء لا روح فيها، وقد وصف الله عز وجل المنافقين بقوله: وَإِذَا قَامُواْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ [النساء:142].
ويدخل ذلك في عدم الاكتراث لمواسم الخيرات كالذي يتأخر عن صلاة الجمعة ولا يحضر إلا بعد دخول الإمام، روى الإمام أحمد وأبو داود وغيره عن سمرة رضي الله عنه: (احضروا الجمعة وادنوا من الإمام، فإن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة، وإن دخلها).
ومن أعراض ضعف الإيمان عدم التأثر بآيات القرآن لا بوعده ولا بوعيده ولا بأمره ولا نهيه ولا وصفه للقيامة، فضعيف الإيمان يمل من سماع القرآن وتضيق نفسه عن مواصلة قراءته.
ومن أعراض ضعف الإيمان عدم الغضب إذا انتهكت محارم الله عز وجل، لأن لهيب الغيرة في القلب قد انطفأ فتعطلت الجوارح عن الإنكار، فلا يأمر صاحبه بمعروف ولا ينهى عن منكر ولا يتمعر وجهه قط في الله عز وجل، في حين لو انتقص من قدره أو انتقص من قبيلته بسوء لأ+د وأوعد، وأراك من غيرته وغضبه ما الله به عليم، فالله أحق أن يغضب لأجل حرماته، وما ذلك إلا لأن هذا الإنسان أشربت الذنوب والمعاصي في قلبه حتى أصبحت شيئاً اعتيادياً، وضعف الوازع الديني لديه من جهة أخرى. روى الإمام مسلم رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعرض الفتن على القلوب كالحصير، عوداً عوداً، فأي قلب أُشربها)) أي دخلت فيه دخولاً تاماً ((نكت في قلبه نكتة سوداء))، حتى يصل الأمر كما أخبر عليه الصلاة والسلام في آخر الحديث: ((أسود مرباداً، كالوز مجنباً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أُشرب في هواه)).
فهذا أزال من قلبه حب المعروف وكراهية المنكر واستوت عنده الأمور، فما الذي يدفعه إلى الأمر والنهي؟
ومن أعراض ضعف الإيمان: الشح والبخل، ولقد مدح الله الأنصار في كتابه فقال وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [الحشر:9]، وبين تبارك وتعالى أن المفلحين هم الذين وقوا أنفسهم.
ولا شك أن ضعف الإيمان يولد الشح بل قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبداً))، وإن صاحب الإيمان الضعيف لا يكاد يخرج شيئاً لله لو دعى داعي الصدقة وظهرت فاقة إخوانه رحلت بهم المصائب ولا أبلغ من قول الحق عز وجل: هَاأَنتُمْ هَـؤُلاَء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِىُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَـٰلَكُم [محمد:38].
ومن أعراض ضعف الإيمان: السرور والغبطة بما يصيب إخوانه المسلمين من فشل أو خسارة أو مصيبة أو زوال نعمة فيشعر بالسرور لأن النعمة قد زالت عن أخيه المؤمن.
فاتقوا الله عباد الله، واعملوا بطاعة الله.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين، أقول ما تسمعون.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وسلم.
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق تقواه وراقبوه ولا تعصوه واعلموا أنكم في آجال منقوصة وأنفاس معدودة.
أما بعد:
أيها المسلمون، ومن أعراض ضعف الإيمان الذي ابتليت به الأمة احتقار المعروف وعدم الاهتمام بالحسنة، فتجد أحدهم عندما يؤمر بفعل الرواتب يقول: هذه سنة لا أعاقب على تركها، وهذا مكروه لا أعاقب على فعله، وكأن هذه الرجل قد ضمن قبول أعماله الواجبة حتى لا يحتاج معها إلى إكمال وجبر لما نقص منها بفعل الحسنات.
ومن الأعراض أيضاً: عدم الاهتمام بمصائب المسلمين في سائر أصقاع الأرض وعدم التفاعل معها بدعاء أو صدقة أو إعانة، فهو بارد الإحساس تجاه ما يصيب إخوانه المسلمين .. فيكتفي بسلامة نفسه.
ومنها أيضاً عدم استشعار المسئولية في العمل لهذا الدين، فلا يسعى لنشره، ولا لخدمته ولا للدعوة إليه، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معطل عند هذا الإنسان، فلا تحتقر نفسك أيها المسلم في هذا المجال.
فاتقوا الله أيها المسلمون واعلموا الأسباب التي تبعدكم عن هذه الأعراض، فاسألوا الله عز وجل أن يجدد إيماننا، فإن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تجدد الإيمان في قلوبنا.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا.
| |
|