الحث على طاعة الله والتوبة والاستغفار
الشيخ منصور حمادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ المتردّي بالكبرياءِ والعظمةِ والمقدرة، المسدي لخلقِه الرحمةَ والعفوَ والمغفرة، كما أوضحَ قائلًا سبحانه فيما ضمَّنَ كتابَه: ((وَلَـوْ يُؤَاخِذُ اللَّـهُ النَّـاسَ بِظُلْمِهِم مَّـا تَـرَكَ عَلَيْهَا مِـن دَابَّـةٍ ﴿٦١﴾ ﴿سورة النحل﴾))، وقالَ جلَّ جلاله في محكمِ الكتاب: ((وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ۖ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ﴿٥٨﴾ ﴿سورة الكهف﴾)).
أحمدُه أن خلقَنا في أحسنِ تقويم، ورزقَنا التفضيلَ والتكريم، على كثيرٍ ممَّن خلقَ بمَنِّه العظيم، ولنشكرَه بيَّنَ لنا ذلكم في القرآنِ الكريم، فقالَ وهو الأصدقُ قيلا: ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴿٧٠﴾ ﴿سورة الإسراء﴾)).
أشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ولا نظير، ولا يفتقرُ إلى معينٍ ولا ظهير، ولا إلى مشيرٍ ولا إلى وزير، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) أولُ وأكملُ مخلوقاتِه، وأنبلُ عابديه في أرضِه وسماواتِه، وأفضلُ حاملي ومبلِّغي رسالاتِه، وخاتمُ الأنبياءِ المبعوثين من الخَلّاق، ومتمِّمُ ما جاؤوا به من مكارمِ الأخلاق. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمد، واكتبنا فيمَن آمنَ بهم فأخلصَ لكَ ووحَّد، وعلى دربِهم أذعنَ لك وتعبَّد، واغفر لنا ذنوبَنا وتوفَّنا مسلمين، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
أمّا بعد، فأوصي نفسيَ وذريّتي، ونسائي وأقاربي وأهلَ صحبتي، ومَن نزّلَهم الإسلامُ منزلةَ إخوتي، بتقوى اللهِ خالقِنا ووليِّ نعمتِنا، وإليه مرجعُنا يومَ قيامِ قيامتِنا، يوم يأتيه كلٌّ مِنّا حاملًا صحيفةَ أعمالِه، وما تلفَّظَ به من أقوالِه، منذ يومِ تكليفِه إلى يومِ زوالِه، قد خطَّها بيدِه في قبرِه، فخرجَ بها مُعلَّقةً على صدرِه، مُحدِّدًا ما فيها موقعَه بعد حشرِه، فإن كانَ فيها من المحسنين، وتسلَّمَ كتابَه باليمين، فسيسيرُ إلى الجنةِ مع المنعَّمين، الذين يتقلَّبون فيما أعدَّ اللهُ لهم مخوَّلين، كما وصفَ اللهُ واقعَهم في القرآنِ المبين، فقال: ((وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ﴿٢٧﴾ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ ﴿٢٨﴾ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ ﴿٢٩﴾ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ ﴿٣٠﴾ وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ ﴿٣١﴾ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ﴿٣٢﴾ لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ ﴿٣٣﴾ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ ﴿٣٤﴾ إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً ﴿٣٥﴾ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ﴿٣٦﴾ عُرُبًا أَتْرَابًا ﴿٣٧﴾ لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٣٨﴾ ﴿سورة الواقعة﴾)).
أمّا إذا لم يكن من الحامدين، وبما أمرَ اللهُ من المتعبِّدين، وكانَ باللهِ ونعمِه من الجاحدين، ولرسلِه وأوصيائهم من المعاندين، فسيُسلَّمُ كتابَه من وراءِ ظهرِه وبشمالِه، وعندها فيا لَسوءةِ أحوالِه، إذ يُسحَبُ في أقيادِه وأغلالِه، يصرخُ مستغيثًا فلا يُستجابُ لأقوالِه، ولا يدفعُ عنه أحدٌ من عصبتِه وأشبالِه، ولا ينتفعُ بشيءٍ ممّا جمعَ من أموالِه، قد أفردَه الجميعُ في العذابِ الأليم، كما وصفَ حالَه ربُّنا العظيم، فقالَ سبحانه في القرآنِ الكريم: ((وَأَصْحَـابُ الشِّمَـالِ مَـا أَصْحَـابُ الشِّمَـالِ ﴿٤١﴾ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ﴿٤٢﴾ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ ﴿٤٣﴾ لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ ﴿٤٤﴾ ﴿سورة الواقعة﴾)).
فاتقوا اللهَ أيها العوامُّ والخواصّ، واعلموا أنَّه ليسَ لأحدٍ مِنّا من محيصٍ ولا مناص، من الموتِ الذي ينقلُنا إلى يومِ الفصلِ والقصاص، والجزاءِ لمَن أشركَ باللهِ ومَن عملَ له بإخلاص، فاتقوه واغتنموا ما بقيَ من آجالِكم، مطيعين للهِ مستقيمين بأقوالِكم وأعمالِكم، تائبين مستغفرين من سيئاتِكم وضلالِكم، مؤمِّلين مغفرتَه وعفوَه يومَ حشرِكم ومآلِكم، متمسكين بولاءِ سادةِ خلقِه، متنسِّكين بما وردَ عنهم من عبادتِه وأداءِ حقِّه، سالكين طريقَهم في الالتزامِ بطاعتِه، ونشرِ أخلاقِ وأحكامِ شريعتِه، وتجسيدِها في السلوكِ والمعاملات، والحثِّ عليها في الخطبِ والمقالات، ومقابلةِ معارضيها وما يطرحونه من الإشكالات، بالبراهينِ الدامغةِ وناصعِ الدلالات، والابتعادِ بالأمةِ عن النَّصبِ والمغالاة، في العلاقةِ مع المعصومين الذينَ حمَّلَهم اللهُ الإسلام، وطهَّرَهم من النقصِ والرجسِ والآثام، وجعلَ في التمسكِ بحبلِهم نجاةَ الأنام، وعبرَ سفينتِهم الخلاصَ من الهلكةِ والغرق، وعدمَ التفككِ والانقسامِ إلى فِرَق، كما أوضحَت الصدّيقةُ الزهراءُ عليها السلام، ضمنَ خطبتِها التي أوضحَت فيها وجوهًا من حكمةِ اللهِ في تشريعاتِ الإسلام، وما أوجبَ سبحانه فيه على الأنام، فقالت: "فجعلَ اللهُ الإيمانَ تطهيرًا لكم من الشِّرك، والصلاةَ تنزيهًا لكم من الكِبر، والزكاةَ ت+يةً للنفسِ ونماءً في الرِّزق، والصيامَ تثبيتًا للإخلاص، والحجَّ تشييدًا للإسلام، والعدلَ تنسيقًا للقلوب، وطاعتَنا نظامًا للملَّة، وإمامتَنا أمانًا من الفُرقة".
فاتقوا اللهَ عبادَ الله، وتفهَّموا هذه الكلمات، لتتمكَّنوا بالبصيرةِ من تجاوزِ الظلمات، ولتغنموا ما عندَ اللهِ من الرحمةِ والمكرمات، وأكثروا من الأعمالِ الصالحات، وكلِّ ما يكونُ لميزانِ حسناتِكم من المرجِّحات، وتذكَّروا ما أنزلَه اللهُ من الوعدِ والوعيدِ في كتابِه، فهو خيرُ ما يستذكرُه المؤمنُ ويذكَّرُ به أعزَّ أحبابِه، ويجعلُه الخطيبُ المرشدُ ختامًا لخطابِه. أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم: ((بِسْـمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾ ﴿سورة العصر﴾)).
أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميعِ المؤمنين والمؤمنات، الأحياءِ منهم والأموات، إنَّه إلهُنا سميعُ الدعوات، ووليُّ الباقياتِ الصالحات، وهو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِّ الأولين والآخِرين، مانحِ القدرةِ للقادرين، كابحِ جماحِ المتطاولين المستكبرين، مانحِ السماحِ للمتذلِّلين المستغفرين، قامعِ الجائرين المتجبِّرين، رافعِ المتبصِّرين المتصاغرين، ومورثِهم مقاعدَ المفسدين العابثين، كما قالَ سبحانه: ((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴿٥﴾ ﴿سورة القصص﴾)).
أحمدُه على ما كوَّنَ وأمضى، وأعبدُه بما مكَّنَ وارتضى، وأوحِّدُه كما أعلنَ وقضى. أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه الذي فضَّلَه، ورسولُه الذي ختمَ به رسلَه، وجعلَه أعلاهم وأقربَهم إليه منزلة. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ المعصومين المطهَّرين، وثبتنا على ولايتِهم يا أقدرَ القادرين، وعلى البراءةِ من أعدائهم الأولين والآخِرين، واكتبنا بهم عندَك من المكرَمين، في الدنيا والآخرةِ يا أرحمَ الراحمين.
وبعد، فيا أيها الإخوةُ والأخواتُ في الدين، أوصيكم ونفسيَ بما دعا إليه سادةُ الموحِّدين، أن اتقوا اللهَ وكونوا له متعبِّدين، ولا تركنوا إلى الدنيا فلستم فيها بمخلَّدين، واسلكوا سبيلَ المتبصِّرين المهتدين، ولا تتبعوا الأهواءَ فتُلحقوا بالمعتدين، من المشركين والمنافقين والملحدين، واللاهين العابثين المفسدين، والمبدعين في شرعِ اللهِ تحت عنوانِ المجدِّدين، فجميعُ هذه الأصنافِ من الناس، قد سادَ فيهم الوسواسُ الخنّاس، وأفقدَهم التعقّلَ والتفكّرَ والإحساس، وغمسَهم في الباطلِ والضلالِ والأرجاس.
فاتقوا اللهَ أيها الإخوة المسلمون، ولا توقعوا أنفسَكم اليومَ فيما به غدًا تندمون، وبادروا ممّا سلفَ إلى التوبةِ والاستغفار، وأكثروا من العملِ الصالحِ فيما بقيَ من الأعمار، ولا تستكبروا عن التذلّلِ بين يدَي الجبّار، ولا تتنكروا لكونِه الرحيمَ الغفّار، فقد عرَّفَ نفسَه لعبادِه بالغفورِ الرحيم، وقالَ فاتحًا الأملَ أمامَهم في القرآنِ الكريم: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ ﴿سورة الزمر﴾)).
وإنَّني أيها الإخوة في الإسلام، وبما أوجبَه اللهُ عليَّ في هذا المقام، من التوجيهِ الواجبِ لمستمعيَّ الكرام، لأذكرُكم بما دأبَ عليه شيخُنا المدنيُّ –رحمه الله، في تربيتِنا على طاعةِ وتقوى الله، ملتزمين بخطِّ الإماميةِ الإثني عشرية، القائمِ على أساسِ الرفقِ والتناصحِ في معالجةِ الأمورِ الاجتماعية، والقضايا السياسيةِ والاقتصادية، فهو الخطُّ المستقيمُ بين الخطِّ الداعمِ للاستهتارات الأموية، والخطِّ القائمِ على الشعاراتِ الزيدية، والذين قد كثروا اليوم بيننا يتكالبون على حطامِ هذه الدنيا الدنية، والاقتتالِ على المواقعِ القيادية.
فاتقوا اللهَ وتعلَّموا وعلِّموا الشريعةَ الإسلامية، واهتمّوا بتجسيدِ أخلاقِها وآدابِها الأممية، واتهموا حملةَ لواءِ التفرقةِ الطائفيةِ والقومية، فإنَّها دعوةٌ ضالةٌ وثنية، وضارةٌ بالمصالحِ الفرديةِ والاجتماعية والوطنية، ومناقضةٌ للأخوةِ في الدين، ومقوِّضةٌ لريحِ وقوةِ الموحِّدين، ومعارضةٌ لما أنزلَ اللهُ في القرآنِ تبصرةِ المهتدين، إذ يقول: ((وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿٤٦﴾ ﴿سورة الأنفال﴾)).
فاتقوا اللهَ وكونوا لحكمِه مذعنين، وبأن لا صلاحَ لكم إلّا في اتباعِ أمرِه ونهيِه موقنين، واسألوه أن يكتبَنا في الدنيا والآخرةِ من الآمنين، معتقدين أنَّه تعالى خيرُ المسؤولين وأوسعُ المتكرِّمين، بادئين دعاءَكم وخاتمين، بالصلاةِ والسلامِ على محمدٍ وآلِه المطهَّرين المعصومين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على أولِ من كُوِّنَ وفُضِّل، وأكملِ من عُيِّنَ وأُرسِل، وأعدلِ من أخلصَ لك وتعبَّد، أبي القاسمِ المصطفى محمد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على أنبلِ الأولياءِ في عهدِه، وأولِ الأوصياءِ من بعدِه، وأكملِ خلفائه المؤتمَنين، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ أميرِ المؤمنين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على درةِ ذواتِ الكمال، مفخرةِ ربّاتِ الحجال، البتولِ الإنسيةِ الحوراء، أمِّ الحسنَين فاطمةَ الزهراء.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الناصحِ بقولِه لمَن اهتدى، "اعمل لدنياكَ كأنَّك تعيش أبدا، واعمل لآخرتِك كأنَّك تموت غدا"، السبطِ المعصومِ المؤتمن، الإمامِ بالنصِّ أبي محمدٍ الحسن.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على رجلِ السدادِ والصلاح، وبطلِ الجهادِ والكفاح، سيدِ شهداءِ الفضيلةِ المحتسبين، الإمامِ بالنصِّ الحسين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على رجلِ الدعاءِ والمناجاةِ والمحراب، المتجوِّلِ إذا هجعَت العيونُ ليلًا بالجُراب، على بيوتِ الفقراءِ المجهَدين، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ زينِ العابدين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الشبيهِ لحبيبِك في طلعتِه، النبيهِ في فقهِ وتبليغِ شريعته، الإمامِ المعصومِ الصابر، أبي جعفرٍ الأول محمدٍ الباقر.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على كنزِ الحقائق، ومركزِ نشرِ الدقائق، من دينِك الخاتمِ الفائق، الإمامِ بالنصِّ جعفرٍ الصادق.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على السميِّ للكليم، الوفيِّ الصابرِ الحليم، الوليِّ لكلِّ ذي قلبٍ سليم، جامعِ الفضائلِ والمكارم، الإمامِ بالنصِّ موسى الكاظم.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على شمسِ المناقبِ والإخلاصِ والإباء، المغرَّبِ عن وطنِ أشرفِ الآباء، المغيَّبِ بالإبعادِ والسمِّ حتى قضى، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ الرضا.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على خاشعِ الفؤاد، تاسعِ عمرةِ الأرضِ بالسداد، الإمامِ بالنصِّ والاعتماد، أبي جعفرٍ الثاني محمدٍ الجواد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حجتِك ونورِك البادي، للمؤمنِ الصادقِ والمنافقِ المعادي، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ الهادي.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على السيدِ السندِ السريّ، العالمِ الملهَمِ العبقريّ، مفحمِ العابثِ والملحدِ والمفتري، الإمامِ بالنصِّ الحسنِ العسكريّ.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على متمِّمِ عدةِ الأئمة، لتسلُّمِ سدةِ الحُكمِ والحكمة، بالعلمِ والمعرفةِ والعصمة، لإظهارِ الحقِّ والعدلِ والأمان، أبي القاسمِ المهديِّ صاحبِ الزمان.
اللهمَّ عجِّل له ولنا به الفرج، ولا تطوِّل له علينا بُعدَ المخرج، وأزل به عن طريقِنا الأمت والعوج، واكتبنافي أنصارِه ومؤيِّديه، واختم لنا بالشهادةِ بين يدَيه، وارحمنا به وبآبائه المعصومين المكرَّمين، بمنِّك ورحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
عباد الله: ((إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.