دعوة إلى إنقاذِ البلادِ والعباد
الشيخ منصور حمادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ذي العزةِ والجلال، والهيمنةِ التي لا تتأثرُ بالظروفِ والأحوال، منزلِ دينِ الحكمةِ والاستقامةِ والاعتدال، على خيرِ مَن خلقَ في الذواتِ والعقولِ والخصال، فمَن تبعَهم مُخضِعًا لحكمِه الأقوالَ والأفعال، فقد فازَ برضا اللهِ في يومٍ لا ينفعُ فيه ولدٌ ولا مال، وتحقَّقَ له ما علَّقَ عليه الآمال، ومَن خرجَ عن طاعتِه فإلى الهوانِ والعذابِ والنّكال، جزاءً لما أوقعَ نفسَه فيه من الضلال، ولقد أنذرَنا اللهُ في القرآنِ المجيدِ حيث قال: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ﴿٣٦﴾ ﴿سورة الأحزاب﴾)).
أحمدُه على ما أعطى من نعمتِه، وما لا يُحصى من آلائه ومكرمتِه، وأمجدُه بما اختصَّ به من عظمتِه، ومن جلالِه وقدرتِه وسمتِه، وأناتِه وحنانِه ورحمتِه، وأوحدُه في أزليتِه وسرمديتِه، وتفرُّدِه بخالقيتِه وصمديتِه، وغناه عن كلِّ شيءٍ وكلُّ شيءٍ خاضعٌ لسيادتِه. أشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) أولُ مَن أوجدَه وعدَّلَه، وأفضلُ مَن أرشدَه وأنبلُ مَن أرسلَه، وأكملُ مَن تعبَّدَه فوحَّدَه وأخلصَ له، وجاهدَ في سبيلِه حتى أتاه اليقين، فرفعَه اللهُ إلى أعلى درجاتِ الصّدّيقين، وآتاه الوسيلةَ والشفاعةَ فيمَن عدا الكافرين والمنافقين. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ المعصومين، واكتبنا بهم عندَك من المرحومين، في الدنيا والآخرةِ يا أرحمَ الراحمين.
أما بعد، فيا عبادَ الله، أوصيكم ونفسيَ قبلَكم بتقوى الله، الذي خلقَ كلًَّا مِنّا وسوّاه، وكرَّمَه وفضَّلَه على كثيرٍ ممَّن خلقَه وهداه، وذلَّلَ له الصعابَ فيما خوَّلَه وآتاه، ورزقَه من الطيباتِ يتلذَّذُ بها في دنياه، كما أوضحَ قائلًا فيما أنزلَه وأوحاه: ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴿٧٠﴾ ﴿سورة الإسراء﴾)).
فاتقوا اللهَ أيها الإخوةُ الكرام، وسابقوا إلى ما أمرَكم به في دينِ الإسلام، الذي أوحى أصولَه إلى جميعِ الأنبياءِ عليهم الصلاة والسلام، مَن تقدَّمَ منهم ومَن تأخَّرَ إلى خيرِ خِتام، وطبِّقوا الدينَ الأفضلَ الذي دلَّكم عليه، وأخبرَكم عنه في القرآنِ الذي أوجبَ عليكم الإصغاءَ والإنصاتَ إليه، وتدبُّرَ آياتِه والعملَ بمعانيه، فقالَ جلَّت عظمتُه ومننُه وآياديه: ((شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴿١٣﴾ ﴿سورة الشورى﴾)).
واعلموا يا أحبتي من أهلِ هذه الجزيرة، أنَّ اللهَ سبحانه أنعمَ عليكم بنعمِه وأجزلَ لكم خيرَه، حيث هدى أهلَها إلى الدخولِ في دينِ الإسلام، فلبَّوا الدعوةَ بكتابٍ وردَ إليهم من سيدِ الأنام، محمدٍ عليه وآلِه أفضلُ الصلاةِ والسلام، وعاشوا في ظلِّه يرفلون بالإيمانِ والأمنِ والسلام، ولمّا انقسمَ المسلمون إلى مذاهبَ في طريقِ معرفةِ الأحكام، وأصبحَت البحرينُ كغيرِها من الحواضرِ الإسلامية، يقطنُها أبناءُ المذاهبِ السنيةِ والجعفرية، كانَ أهلُها يعيشون أفضلَ طرقِ التعايشِ الحضارية، متعاونين في الأمورِ الاجتماعيةِ والخيرية، ويمارسُ كلٌّ منهم شعائرَه بكلِّ حرية، عبرَ المساجدِ والجوامعِ والمآتم، متبادلين التزاورَ والتواصلَ والتراحم، والتحيةَ والتقديرَ والدعواتِ والولائم، والبيعَ والشراءَ والشراكةَ في التجارة، وسائرِ المعاملاتِ كالعمالةِ والإجارة، حتى نتجَ عن ذلكم التوافقُ والاجتماع، وصوَّتَ الكلُّ على استقلالِ البحرينِ بكلِّ اندفاع، وغادرَها مندوبُ الأممِ ينقلُ عنهم الإجماع، وأنَّهم يرفضون التبعيةَ لمستعمرِهم، أو لمَن يدّعي حقًّا تاريخيًّا في معمرهم.
غيرَ أنَّه وبعد وجودِ المتحزِّبين، من المستشرقين والمستغربين، والعلمانيين والشيوعيين، وعبدةِ الذاتِ الانتهازيين، الذين يتلوَّنون كالحياتِ والثعابين، وهم اليومَ قد رفعوا شعارَ الطائفية، واستثاروا في الكثيرين الحميةَ المذهبية، وجرَّوهم إلى العدوانِ والعصبية، مستغلين مواقعَهم العلميةَ والإعلامية.
وإنَّني ومن خلالِ هذا المنبر، الذي كُلِّفَ خطيبُه بالدعوةِ إلى الصلاحِ والبر، والتحذيرِ من عواقبِ الفسادِ والشر، لأدعو جميعَ حكامِ ومواطني هذه البلاد، من المسلمين السنةِ والشيعةِ الأجواد، أن يتحرَّكَ منهم العلماءُ وذووا السداد، بتعاونٍ صادقٍ إلى العملِ الجادّ، الهادفِ لإنقاذِ البلادِ والعباد، من شرورِ أهلِ الدسائسِ والإحَن، ومن بذورِ التفرقةِ والتباغضِ والفتن، سائلين اللهَ العليَّ القدير، أن يسدِّدَ خطانا إلى كلِّ خير، ويرشدَ نوايانا بدينِه القويمِ المنير، ويمدَّنا بتوفيقِه ومنِّه الكريم، ويهديَنا صراطَه المستقيم، إنَّه سبحانه الموفِّقُ والهادي الرحمنُ الرحيم.
ألا وإنَّ خيرَ ما تُختَمُ به الخطبُ والمواعظ، وما يقدِّمُه في العيدِ والجمعةِ الواعظ، سورةٌ ممّا أنزلَ في القرآنِ العزيزُ الحافظ. أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم: ((بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ﴿١﴾ وَطُورِ سِينِينَ ﴿٢﴾ وَهَـٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ﴿٣﴾ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴿٤﴾ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ﴿٥﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴿٦﴾ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ﴿٧﴾ أَلَيْسَ اللَّـهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ﴿٨﴾ ﴿سورة التين﴾)).
أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميعِ المؤمنين والمؤمنات، الأحياءِ منهم والأموات، إنَّه إلهُنا سميعُ الدعوات، ووليُّ الباقياتِ الصالحات، وهو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ خالقِ المتحرِّكاتِ والجمادات، مُطلِقِ فيها القدراتِ والاستعدادات، مُغدِقِ النعمِ والتوجيهاتِ والإرشادات، إلى ما يحقِّقُ لخلقِه المنافعَ والإفادات، فاستحقَّ أن يخلصَ له العقلاءُ التوجُّهَ والعبادات، كما وردَ في مناجاةِ ثاني سادةِ السادات، أميرِ المؤمنين وقدوتِهم في السجايا والعادات، إذ يقولُ عليه السلام: "إلهي ما عبدتك خوفًا من نارِك، ولا طمعًا في جنَّتِك، ولكنّي وجدتك أهلًا للعبادةِ فعبدتك".
أحمدُه حمدًا كثيرا، وأمجدُه وأكبرُه تكبيرا، وأعبدُه ذالًّا ذليلًا مستكينًا حقيرا، وأوحدُه إذ لم أجد له سميًّا ولا نظيرا. أشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه ورسولُه، الذي جسَّدَ حكمَ اللهِ فعلُه وقولُه. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمد، صلاةً لا يحصيها غيرُك أحد، وثبتنا على ولايتِهم يا ربَّ العالمين، والبراءةِ من أعدائهم الظالمين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحمَ الراحمين.
وبعد، فيا ذوي العقولِ والإحساس، من أبناءِ خيرِ أمةٍ أُخرِجت للناس، اتقوا اللهَ الذي خلقَ من أصلٍ واحدٍ متعددًا في الأنواعِ والأجناس، فمن الترابِ خلق الأشجارَ والأطيارَ وسائرَ الحيوانِ والناس، وتعبدوا إليه بتنقيةِ النفوسِ والقلوبِ من الأرجاس، وانبذوا ما يوحيه الجنُّ والإنسُ من جنودِ الوسواسِ الخنّاس، واستعيذوا منهم ومن شرورِهم بربِّكم العظيم، وبقراءةِ المعوذتين المنْزَلتين في القرآنِ الكريم، وبأنواعِ المقرِّبات إلى ذي الجلال، المأذونِ بها من الأفعالِ والأقوال، في القرآنِ أو السنةِ الثابتةِ عن النبيِّ ومعصومي الآل، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
فاتقوا اللهَ أيّها الإخوةُ والأخوات، ولا تُطلِقوا العنانَ لأنفسكم في طلبِ الشهوات، فتعرِّضوها بذلكم إلى الكبوات، واسترشدوا دينَكم قبلَ تحريكِ أولى الخطوات، في الاستجابةِ أو الرفضِ لما يُلقى إليكم من الدعوات، فإنكم في زمنٍ كثُر فيه الدّجلُ والخداع، وتفنَّن في ذلكم ذوو المآربِ والأطماع، فكم أُتخم بالملذاتِ هاتفٌ باسم الجياع؟، وكم أذرف دموعَ التماسيحِ متسببٌ للدماء بالهدر والضياع؟، وكم متباكٍ على الظلِّ وهو مزيلُ سببه بالهدمِ أو الاقتلاع؟.
وها أنتم ترون اليومَ ما يحدُث في المنطقةِ العربيةِ والإسلامية، في مواقفِ الدولِ العظمى المستكبرةِ في البشريّة، المتشدقةِ بتصديرِ الديمقراطيةِ والحرية، وحقوقِ الإنسانِ الفرديةِ والمجتمعية، وواقعُ الحالِ يقولُ أنها لا تسعى إلا إلى الهيمنةِ على الشعوبِ ومواردِها الحيوية، ومثالُ ذلك واضحٌ في تأجيجِها الفتنَ والصراعاتِ داخلَ الدولِ الإسلامية، ولائحٌ في تأييدِها الدولةَ اللقيطةَ العبرية، ومساندتِها فيما تمارسُه من الجرائمِ والانتهاكاتِ الوحشية.
فاتقوا اللهَ واخشوا العاقبةَ أيّها المسلمون، وانطلقوا بالتعقّلِ والرويةِ أيّها الحكامُ والمحكومون، وسابقوا إلى حمايةِ ثرواتِ أرضِكم التي إليها تنتمون، قبل فوتُ الفوتِ فلا ينفعُكم الندمُ إذ تندمون، واجلسوا للتفاهمِ والتشاورِ والحوار، مؤثرينَ حفظَ النفوسِ والوطنِ من الهلاكِ والدمار، واضربوا بدينِكم المَثَلَ الأروعَ للمشركين والكفار، وكونوا خير مصداقٍ للمسلمين وخيرَ مثال، كما حكاه اللهُ ربكم المتعال، وأنزله في القرآنِ الكريمِ حيث قال: ((مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾ ﴿سورة الفتح﴾)).
وخير ما يُبدأ ويُختم به كلامُ المؤمنين، بعد الحمدِ والثناءِ للهِ ربِّ العالمين، الصلاةُ والسلامُ على محمدٍ وآلهِ المعصومين.
اللهم صل وسلم على سيدِ خلقِك، أعرفِ العارفينَ بك وبحقِّك، من أوطأتَ نعلَه بساطَ قدسِك، حبيبِك المفضّلِ على العالمين، محمدِ بنِ عبد الله سيد المرسلين.
اللهم صل وسلم على من آخيتَ بين نبيِّك وبينَه، من فدى الرسولَ بدمِه وحَمى دينَه، أسدِك الغالبِ وسيفِك الضارب، أمير المؤمنين بالنصِّ علي بن أبي طالب.
اللهم صل وسلم على بنتِ النبي وأحبِّ الخلقِ إليه، بضعتِه وروحِه التي بين جنبيه، الإنسيةِ الحوراء، أم الحسنين فاطمةَ الزهراء.
اللهم صل وسلم على سبطَي الرحمةِ وإمامَي السُّعداء، الإمامين الفاضلين قاما أو قعدا، أبي محمدٍ الحسن أولِ فرقدٍ بدا، وأبي عبدِ الله الحسينِ سيدِ الشهداء.
اللهم صل وسلم على ذي الثفناتِ لطولِ سجوده، الباذلِ لتصحيحِ مسارِ الأمةِ قُصارى جهودِه، ومعلِّمِها الحقوقَ والمناجاةَ والأوراد، الإمام بالنص علي السجاد.
اللهم صل وسلم على باقرِ علومِ الأنبياء، ومظهرِ ومجسدِ مفهومِ الأوصياء، الإمام بالنص المعتبر الجلي، أبي جعفرٍ الأول محمد بن علي.
اللهم صل وسلم على بيرقِ الحقِّ الخافق، منيرِ دربِ المؤمنين في الليلِ الغاسِق، بما أبرزَ من دقائقِ الحقائق، الإمام بالنص جعفرٍ الصادق.
اللهم صل وسلم على بحرِ علمِك وحكمتِك المتلاطم، مظهر حلمِك وكلمتِك في العوالم، الإمام بالنص الذي لا يزاحمه مزاحم، أبي الحسنِ الأول موسى الكاظم.
اللهم صل وسلم على واعدِ زائره في غربتِه، إذا كان مقرًا بعصمتِه ومرتبتِه، بالشفاعةِ بين يدي مالكِ النفوس، عليٍّ الرضا غريبِ طوس.
اللهم صل وسلم على قصيرِ العمرِ عظيمِ الأثر، في تأييدِ الحقِّ بما بيَّنَ وأظهر، الإمام بالنص الثابت مما يؤثر، محمدٍ الجوادِ المكنّى بأبي جعفر.
اللهم صل وسلم على الإمامَين المعصومَين، المغربَين المظلومَين، المعذبَين المسمومَين، السيدَين السندَين السريَّين، أبي محمدٍ عليٍ وأبي محمدٍ الحسنِ العسكريَّين.
اللهم صل وسلم على المنبعِ الصافي لعينِ الحياة، وارث وخاتِم سفنِ النجاة، المغيبِ المدخرِ لإظهارِ الحقِّ وأخذِ الترات، المكنى بأبي القاسم، الملقبِ بالمهديِّ والمنتظرِ القائم.
اللهم عجِّل له الفرج، وسهِّل له المخرج، وأيِّد بِه الحُجج، وأظهر به المنهج، وانصره على أعدائِك وأعدائِه، واجعلنا من أهلِ نصرتِه وفدائِه، المستشهدين في مقاومةِ أعدائِه، واكتبنا في الدنيا والآخرةِ من المرحومين، به وبآبائِه المعصومين، صلواتُك عليهِم يا ربَّ العالمين، وارحمنا بهم في الدارين يا أرحمَ الراحمين.
عباد الله: ((إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.