الإمامة
الشيخ منصور حمادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الذي خلقَنا وأوجدَنا، الإلهِ الذي رزقَنا وأمدَّنا، وعن ذُلِّ معصيتِه أبعدَنا، بما فطرَنا عليه وبما أرشدَنا، فإن أطعناه أسعدَنا، وإن دعوناه أجابَنا كما وعدَنا، وإن عصيناه أمهلَنا، فإن تبنا إليه قبلَنا، وممّا استحققناه من عقالِه أخلى سبلَنا، وبالحسناتِ عن السيئاتِ أبدلَنا، كما قالَ سبحانه مضمنًا ذلك قرآنًا كريما: ((إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٧٠﴾ ﴿سورة الفرقان﴾)).
أحمدُه على كلِّ إنعامِه، وما تفضَّلَ به من إكرامِه، وما أجزلَ عليَّ وعلى جميعِ أنامِه، من الخلقِ والتكوين، والرزقِ والتمكين، وما لا يُحصى من النعم، ممّا خصَّ ببعضِها وببعضها عمّ، فخصَّنا بجعلنا في آخِر الأمم، التي شرَّفَها بمحمد وآلهٍ صلّى الله عليهم وسلَّم، فكشفَ بهم عنّا غياهبَ الظُّلَم، وهدانا بهم الصراطَ السَّويَّ الأعظم، وعلَّمَنا أنَّ الصلاةَ عليهم تدرُّ الرزقَ وتذهبُ الهمَّ والغمّ. أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه ورسوله. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمد، وثبِّتنا على ولايتِهم والبراءةِ من أعدائهم يا أكرمَ الأكرمين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحمَ الراحمين.
أما بعد، فيا إخوتاه، أوصيكم ونفسيَ بتقوى الله، الذي لا خالقَ غيرُه ولا إلهَ سواه، وتقرَّبوا إليه بما يُبعدُ عنكم سخطَه ويقرِّبُكم من رضاه، واعلموا أنَّه لا يتحققُ لكم ما تدَّعونه من الإيمان، إلا إذا اكتملت لكم في اعتقادِكم ستةُ أركان، وهي: أنَّ اللهَ واحدٌ لا شريكَ له ولا نظير، وأنَّه العدلُ فيما قضى في الدنيا ودارِ المصير، وأنَّه سبحانه بعثَ في كلِّ أمةٍ نبيًّا وجعلَه البشيرَ والنذير، وأنَّ المعادَ إليه في يومٍ أسماه يومَ القيامة، يحاسبُ فيه عقلاءَ خلقِه ثم يزفُّهم إلى المهانةِ أو الكرامة، وأنَّه كما عيَّنَ للنبوةِ عيَّنَ باصطفائه لمنصبِ الإمامة، وسادسُها ولايةُ المعصومين الصادقين، والبراءةُ من أعدائهم السابقين واللاحقين.
واعلموا أيُّها الإخوةُ في الإيمان، وليعلمَ الموافقُ والمخالفُ في أيِّ مكان، أنَّما نعتقدُه في مسألةِ الإمامة، أنَّها ولايةٌ في الدينِ وفي الدنيا قيادةٌ وزعامة، ويُشترَطُ في متولّيها شروطٌ منها: العلمُ والمعرفةُ والاستقامة، وأهمُّها أن يكونَ منصوبًا بنصٍّ ثابتٍ من الله، أو بنصٍّ ثابتٍ من المعصومِ السابقِ في مَن تلاه، فإذا ثبتَت الإمامةُ لشخصٍ عُلِمَ أنَّ اللهَ أوجبَ على المكلِّفِ اتباعَه، وأن يلقيَ إليه كلُّ مكلَّفٍ السمعَ والطاعة، إلا أن يحولَ بينه وبينَ أمرِه أو نهيِه عدمُ الاستطاعة، لقولِ اللهِ سبحانه: ((لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ ﴿٢٨٦﴾ ﴿سورة البقرة﴾)).
فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ وتمسَّكوا بولايةِ أئمتِكم، فإنَّهم المعصومون المنصوبون من اللهِ وليِّ نعمتِكم، وقدِّموا أفراحَهم في المظهرِ على فرحتِكم، وأحزانَهم أيَّام مصائبهم على أحزانِكم ومصيبتِكم، وتذكَّروا أنَّ اللهَ سبحانه قد فرضَ عليكم أن تُلقوا إليهم بمودتِكم، فقال فيما أنزلَ في كتابه، مخاطبًا خاتمَ رسلِه وسيدَ أحبابِه: ((قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴿٢٣﴾ ﴿سورة الشورى﴾)).
وجاءَ في خطبةِ الزهراءِ عليها السلام، في بيانِ ما أوجبَه اللهُ على عبادِه في دينِ الإسلام، وما تجنيه الأمةُ بتطبيقِ ما فيه من الأحكام، فبيَّنَت الغايةَ من متابعتِهم، والمصلحةَ الرّاجحةَ من طاعتِهم، فقالت: "وطاعتَنا نظامًا للملّة، وإمامتَنا أمانًا من الفُرقة".
فتأمَّلوا أيُّها المؤمنون والمؤمنات، في حالِ هذه الأمةِ وما أصابَ شملَها من الشتات، فتحوَّلَت إلى فِرقٍ وكلُّ فرقةٍ تحوَّلَت إلى فئات، وضلَّ الكثيرُ منهم في العملِ والاعتقادات، بسببِ ابتعادِهم عن سادةِ السادات، ونبذِهم الإمامةَ المفروضةَ كالعبادات، وتضييقِهم على المعصومين الخِناق، وبدلَ المودّةِ المفروضةِ لهم من الخلّاق، تتبَّعوهم وشرَّدوهم في الآفاق، وجاهروهم بالعداءِ الصريح، حتى غادروهم بينَ مسمومٍ وذبيح، يريدون بذلك إطفاءَ أنوارِهم، وإعفاءَ منزلتِهم وإخفاءَ آثارِهم، غيرَ أنَّ أثرَهم الإسلامُ الذي يأبى اللهُ له الإخفاء، ونورَهم من نورِ اللهِ الذي يأبى اللهُ له الإطفاء، كما أوضحَ الله سبحانه فقال في كتابِه المصون: ((يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّـهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿٣٢﴾ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴿٣٣﴾ ﴿سورة التوبة﴾)).
فاتقوا اللهَ أيها الإخوةُ في ولايةِ المعصومين، واعلموا –جعلني اللهُ وإياكم من المرحومين–، أنَّ يومَ غدٍ السابعِ عشرَ من شهرٍ صفر، يوافقُ ذكرى وفاةِ ثامنِ الأئمةِ الإثني عشر، إذ قُتِلَ مسمومًا مظلومًا في دارِ غربة، بعدما قاساه من الفجائعِ والغمّةِ والكربة، فأقيموا لمصابِه التعازي والمآتم، وأديموا النظرَ فيما أوضحَه للدين من الأحكامِ والمعالم، منذ صباه إذ كانَ أبوه يتنقلُ في سجونِ الظالم، حتى توفّاه اللهُ متأثِّرًا بسمِّ الآثمِ الغاشم، فسلام عليه يومَ وُلِدَ ويومَ سُقِيَ سمًّا نقيعًا، ويوم يُبعَثُ فيمَن تولّاه وزارَه شفيعًا.
ألا وإنَّ خيرَ ما يختمُ به الخطيبُ خطابه، في الجمعاتِ والأعيادِ ليعظَ به إخوتَه وأصحابَه، سورةٌ ممّا أنزلَ اللهُ في القرآنِ المجيد، موضحًا حقيقةَ التوحيدِ لأهلِ التوحيد. أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم. ((بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ. قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿١﴾ اللَّـهُ الصَّمَدُ ﴿٢﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿٣﴾ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤﴾ ﴿سورة الإخلاص﴾)).
أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميعِ المؤمنين والمؤمنات، الأحياءِ منهم والأموات، إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ خالقِ الأولين والآخرين، رازقِ الجاهلين والعالمين والضعفاءِ والقادرين، موفِّقِ السائلين المتوسِّلين المتصاغرين، مسقِطِ المتعالين والمستكبرين المتجبِّرين، رافعِ شأنِ ودرجةِ المتواضعين، واضعِ مكانةِ المتسلِّطين المجرمين المترفِّعين، ولا تنفعُهم عندَه شفاعةُ الشافعين، وما لهم بين يديه من مدافعين، يومَ يجزي الذين آمنوا بالنعيم، ويجزي الذين كفروا بالعذابِ الأليم، كما أوضحَ قائلًا في القرآنِ الكريم: ((إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَـرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَـذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُـوا يَكْـفُرُونَ ﴿٤﴾ ﴿سورة يونس﴾)).
أحمدُه كما هو أهلُه، وأمجدُه له الفضلُ والأمرُ كلُّه، وأعبدُه دون من سواه فأوحِّدُه وأجلُّه. أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه ورسوله. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيدِ الأولين والآخِرين، محمدٍ وآلِه المفضَّلين المطهَّرين، وثبتنا على ولايتِهم يا أكرمَ الأكرمين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحمَ الراحمين.
وبعد، فاتقوا اللهَ أيها المؤمنون، في كلِّ ما تُسِرون وما تُعلنون، واجعلوا قولَ الحقِّ وعملَ الخيرِ مما تدمنون، قبل أن تتصرَّمَ الآجالُ ويحلَّ بكم المنون، ويتخلّى عنكم الآباءُ والأزواجُ والبنون، ومَن كنتم تصاحبون وتنادمون، فلا يسمعونكم إذ تندبون، أو يسمعونكم فلا يستجيبون، أو يستجيبون فلا يذبّون، فليسَ من أحدٍ عن أحدٍ بدافع، وما من مالٍ ولا جاهٍ ولا عملٍ بنافع، إلا أن يأتيَ الفردُ ربَّه العظيم، بنفسٍ مطمئنةٍ بالإيمانِ وقلبٍ سليم، بالعقائدِ الحقةِ والسلوكِ القويم، كما أوضح ربُّنا العظيم، فقال سبحانه في القرآنِ الكريم: ((يَوْمَ لَا يَنفَـعُ مَـالٌ وَلَا بَنُـونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَـنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْـبٍ سَلِيـمٍ ﴿٨٩﴾ ﴿سورة الشعراء﴾)).
فاتقوا اللهَ يا ذوي الإيمانِ والعقول، ووثِّقوا الولاءَ والمودةَ للرسولِ وآلِ الرسول، وسابقوا إلى العملِ بما وردَ عنهم صحيحًا في الفعلِ والقول، فإنَّ ذلكم الجُنّةُ الواقيةُ في القيامةِ من العذابِ والهول، كما وردَ في خبرِ الصحابيِّ (ثوبان)، حين أظهرَ جزعَه من المحشرِ وعذابِ النيران، فسألَه النبيُّ (ص): "هل أعددتَ له كثيرَ عملٍ يا ثوبان؟ فقال: لا، ولكنَّني أحبُّكَ وأحبُّ أهلَ بيتِك، وأبغضُ مَن أبغضَكم، فقال له (ص): وإنَّه لكثير".
وتنبَّهوا أيها الإخوةُ الكرام، إلى أنَّنا وبعد ثلاثةِ أيام، ستوافينا ذكرى الأربعين لاستشهادِ الحسينِ (عليه السلام)، والتي جاءَ الحثُّ على زيارتِه فيها من أئمتنا الكرام، حتى وردَ في بعضِ النصوص أنَّها علامةٌ من علاماتِ المؤمنين، فمَن حالت الظروفُ بينَه وبينَ التواجدِ في الزائرين، فليُنِب عنه مَن يزورُ ويدعو له ولعيالِه، وأن يحفظَه اللهُ في نفسِه وأهلِه وأموالِه، ويحققَّ له في الدنيا والآخرةِ ما يصبو إليه من آمالِه، فقد وردَ ضمن الحثِّ على زيارته، وبيانِ فضلِه عندَ اللهِ ومنزلته، أنَّ اللهَ يسجيبُ الدعاءَ تحتَ قبتِه. ولِيَزُر الحسينَ من موقعِه أينما كان، ويحضر مآتمَه ويشارك في إظهارِ الأحزان، ويجدِّد له وللمهديِّ المنتظرِ إمامِ الزمان، بيعةً بالالتزامِ بدينِ الإسلامِ أشرفِ الأديان. ولندعُ لزوارِ الحسينِ بالقبولِ والأمان، من كيدِ الحاقدين وتدابيرِ الجاحدين، وأن يتقبلَ اللهُ مِنّا جميعًا الأعمال، ويصلحَ لنا في الدارَين الأحوال، مقسمين عليه بمحمدٍ والمعصومين من الآل، بادئين الدعاءَ وخاتمين، بالصلاةِ والسلام على محمدٍ وآلِه المعصومين.
اللهم صل وسلم على مَن فاقَ أنبياءَك ورسلَك، في كرمِ الأخلاقِ والتعبدِ لك، وفضلِه على الأولين والآخِرين، سيدِنا محمدٍ وآلِه الطاهرين.
اللهم صل وسلم على سيدِ الخلقِ من بعدِه، وصيِّه في الأمةِ ووليِّ عهدِه، المنصوبِ بالنصِّ المشهودِ المبين، عليِّ بنِ أبي طالبٍ أميرِ المؤمنين.
اللهم صل وسلم على الإنسيةِ الحوراء، الدرّةِ القدسيةِ النوراء، سيدةِ نساءِ العالمين فاطمةَ الزهراء.
اللهم صل وسلم على المجسدِ لمكارمِ الأخلاق، المجاهدِ في محوِ الفقرِ والإملاق، مكابدِ الفتنِ والمحن، الإمامِ بالنصِّ أبي محمدٍ الحسن.
اللهم صل وسلم على مَن جعلتَ الإمامةَ في ولدِه، واستجابةَ الدعاءِ في مشهدِه، والشفاءَ في تربةِ مرقدِه، مقابلَ ما قدَّمَ من التضحيةِ والفداء، الإمامِ بالنصِّ الحسينِ سيدِ الشهداء.
اللهم صل وسلم على سيدِ الساجدين، ممهِّدِ طريقِ المتهجدين، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ زينِ العابدين.
اللهم صل وسلم على مَن بشَّرَ حبيبُك برؤيتِه جابر، فحدَّثَ أنَّه مجسدُ نبيِّك في الباطنِ والظاهر، الإمامِ بالنصِّ محمدٍ الباقر.
اللهم صل وسلم على ملجأِ الموحِّدين، لكشفِ شبهاتِ الملحِدين، فبدَّدَها بنورِه البارقِ وعلمِه الفائق، الإمامِ بالنصِّ جعفرٍ الصادق.
اللهم صل وسلم على العابدِ الزاهدِ العالم، المجدِّ في نشرِ المكارمِ والمراحم، الإمامِ بالنصِّ موسى الكاظم.
اللهم صل وسلم على الضامنِ لشيعتِه من زوّارِه، بشفاعتِه بينَ يدَي اللهِ الخلاصَ من نارِه، ودخولَ الجنةِ فيمَن ارتضى، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ الرضا.
اللهم صل وسلم على سنامِ محجتِك الجليّ، ومقامِ حجتِك على العدوِّ والوليّ، الإمامِ بالنصِّ الجوادِ محمدِ بنِ علي.
اللهم صل وسلم على حجتِك على الحاضرِ والبادي، المجبَرِ على الإقامةِ بينَ جاحدٍ ومعادي، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ الهادي.
اللهم صل وسلم على السيدِ السندِ السريّ، القائدِ المسدَّدِ العبقريّ، الإمامِ بالنصِّ الحسنِ العسكري.
اللهم صل وسلم على من كلَّفَتنا النصوصُ المعصوميةُ بانتظارِه، وعرَّفَتنا لزومَ قيامِه بعدَ استتارِه، الحجةِ منك على الجِنِّ والبشر، إمامِ زمانِنا القائمِ المنتظر.
اللهم عجل له فرجه، وسهل له مخرجَه، وأزل به الضلالَ ومناهجَه، واكتبنا في أنصارِه من أوليائه، المجاهدين المستشهدين تحت لوائه، وأدخلنا الجنّةَ بشفاعتِه وشفاعةِ آبائه، وصلِّ عليهم يا ربَّ العالمين، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
عباد الله: ((إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.