امتازوا بولايةِ سادةِ المتقين
الشيخ منصور حمادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الملكِ الحقِّ اليقين، خالقِنا وخالقِ آبائنا السابقين، رازقِ المتقدِّمين واللاحقين، العالمِ بما في ضمائرِ المؤمنين الصادقين، وما في ضمائرِ الكافرين والمنافقين، ولا يخفى عليه شيءٌ من مكرِ المتجبِّرين وحقدِ الحانقين، وما أزمعوا عليه قبلَ أن يكونوا لفعلِه منطلقين، كما أخبرَ في القرآنِ قطعيِّ الصدور، موضحًا إحاطتَه بالمُعلَنِ والمستور: ((يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّـدُورُ ﴿١٩﴾ ﴿سورة غافر﴾)). غيرَ أنَّه سبحانه تكرَّمَ وستر، وأمرَ ملائكتَه أن لا يُدوِّنوا على عبدِه إلا ما أظهر، بالقولِ أو العملِ بما هو مُنكَر، دونَ ما خطرَ ببالِه أو نوى فعلَه من الشرّ.
أحمدُه لأنَّه خلقَني، وكرَّمَني فأمدَّني ورزقَني، وبصَّرَني وأسمعَني وأنطقَني، ومكَّنَني ممّا لأجلِه خلقَني، ولم يكلِّفني بما يُرهِقُني، فإن أطعتُه شكرَني، وفي جنةِ الخُلدِ أسكنَني، وإن عصيتُه عاقبَني، وإن شاءَ عفا عنّي ورحمني. أشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) أولُ مَن خلقَه وأفضلُ مَن أرسلَه، ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴿٩﴾ ﴿سورة الصف﴾)). اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ الطيبين الطاهرين، وثبِّتنا على ولايتِهم يا أقدرَ الأقدرين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحمَ الراحمين.
أمّا بعد، فيا إخوتي في الدين، اتقوا اللهَ وكونوا له موحِّدين، وبكلِّ ما أمرَكم به متعبِّدين، واسلكوا طريقَ سادةِ المتهجِّدين، محمدٍ وآلِه المعصومين المسدَّدين، وجاهدوا النفوسَ وروِّضوها بتقوى اللهِ العظيم، وذكِّروها بأنَّه هو الخلّاقُ الرزّاقُ الكريم، خلقَها وآتاها بفضلِه العميم، وأمرَها ونهاها لتُسعَدَ وتستقيم، وهيَّأَ لها ما تحتاجُه وهو بكلِّ شيءٍ عليم، فإن استقامَت شاكرةً حشرَها إلى جنةِ نعيم، تستقبلُها فيها ملائكتُه بالتقديرِ والتكريم، كما أخبرَ سبحانَه في القرآنِ الكريم، مبيِّنًا ما أعدَّه لها مقابلَ استجابتِها وطاعتِها له في هذه الدار، إذ يقول: ((وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٢﴾ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ﴿٢٣﴾ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٤﴾ ﴿سورة الرعد﴾)).
أمّا إذا كانَت كافرةً باللهِ جاحدةً لنعمتِه، مسفرةً له عن وجهِها في معصيتِه، ومتبعةً لأهوائها وما يوسوسُ لها الشيطانُ بعداوتِه، ليُرديَها فيما وقعَ فيه من طردِ اللهِ له من رحمتِه، فنقضَت عهدَ اللهِ وقطعَت ما أمرَ اللهُ بصلتِه، وأفسدَت في أرضِه بمخالفةِ شريعتِه، فيا بُؤسَ حالِها في أسوأ قرار، كما أخبرَ اللهُ في القرآنِ المنزلِ بالتبشيرِ والإنذار، فقال: ((وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴿٢٥﴾ ﴿سورة الرعد﴾)).
فاتقوا اللهَ عبادَ الله، وامتازوا بولايةِ سادةِ المتقين، الذين اجتازوا القناطرَ الكأداء فكانوا أوَّلَ السابقين، ورفعَهم اللهُ بما كانوا به من وعدِه مصدِّقين، لم تأخذهم في جَنْبِ اللهِ لومةُ الجاحدين والفاسقين، فقد داعكم اللهُ إلى ذلكم في كتابِه الحقِّ اليقين، فقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴿١١٩﴾ ﴿سورة التوبة﴾)).
واعلموا أنَّ القادةَ الذين دُعيتم لتكونوا بهم مقتدين، هو مَن جعلَهم اللهُ السادةَ للموحِّدين، محمدٌ وعليٌّ وآلُهما سادةُ المعصومين المسدَّدين، ومَن تبعَهم وكانوا بهديِهم من المهتدين. فروِّضوا أنفسَكم على مودتِهم وولايتِهم، وتعبَّدوا إلى اللهِ بإرشادِهم وعلى طريقتِهم، وابتعدوا عن كلِّ من تنكَّرَ لإمامتِهم، ومنعَهم حقَّهم وتجرَّأ على سيادتِهم، وعن خطِّ كلِّ مَن حاربَهم طلبًا لدنيا أو مال، عُلِمَ أنَّ مصيرَهما -عاجلًا أو آجلًا- إلى الزوال، فليسَ من بقاءٍ لأحدٍ في الدنيا ولا دوامَ على حال، والناسُ بينَ مَن تنتقلُ عنه وبينَ مَن تُشَدُّ به عنها الرحال، عندما تتصرَّمُ ما حدَّدَه اللهُ لها أو له من الآجال.
فاتقوا اللهَ يا ذوي الإيمانِ والنفوسِ الخيِّرة، وانظروا ما حولَكم بأعينِكم المبصرة، ثمَّ أعمِلوا عقولَكم المدركةَ النيِّرة، وتساءلوا أينَ الأكاسرةُ والجبابرة؟، أينَ الفراعنةُ والمتمرِّدون والكفرة؟، أينَ مَن خدموهم وباعوا بدنياهم الآخرة؟، لقد رحلوا منها جميعًا بصفقتِهم الخاسرة.
بينما خُلِّدَ الأنبياء والمعصومون، وأتباعُهم المستضعفون المظلومون. وأبرزُ مثالٍ يعتبرُ به ذووا العقولِ والأبصار، سيِّدُ الشهداءِ الحسين (ع) وأصحابُه الأخيار، الذينَ حوربوا حتى بعدَ قتلِهم من الأشرار، بإعفاءِ قبورِهم وتقصُّدِ من قدمَ إليهم من الزوّار، يريدون بذلك محوَ ما لهم من الآثار، وإطفاءَ ما حباهم اللهُ من الأنوار، فأبى اللهُ وأدارَ الأدوار، فأصبحَت ملايينُ المسلمين، تزحفُ إلى كربلاء خاصةً في ذكرى الأربعين، غيرَ جازعين ولا متمنِّعين، لا يبالون بما يدبِّرُه الحاقدون، معتقدين أنَّهم إلى اللهِ ورحمتِه وافدون. فأسألُ اللهَ أن يتقبَّلَ مِنّا ومنهم الأعمال، ويثبِّتَنا على ولايةِ المعصومين خيرِ نبيٍّ وخيرِ آل، ويدخلَنا الجنةَ يومَ المآل، فيمَن أخبرَ كتابُه بنجاتِهم من الخسارةِ والنكال، إذ تفضَّلَ سبحانه في القرآنِ الكريم فقال، وهو خيرُ ما أختمُ به الكلامَ في هذا المقال: أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم. ((بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾ ﴿سورة العصر﴾)).
أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميعِ المؤمنين والمؤمنات، الأحياءِ منهم والأموات، إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الأعزِّ الأجلِّ الأكرم، جازي مَن شكرَه بما هو أوسعُ وأعظم، ففي الدنيا بالبركةِ في الرزقِ والعمرِ والهِمَم، وفيما يُدرَك وما لا يُدرَكُ من النعم، وفي الآخرةِ بالوقايةِ من نارِ جهنم، وبدخولِ الجنةِ فيمَن صلّى عليهم وسلَّم.
أحمدُه بما لا يستحقُّه سواه، إذ لا مثيلَ له ولا مُعطيَ كما أعطاه، ولا مُغنِيَ لمَن أفقرَه ولا مُفقِرَ لمَن أغناه، ولا رافعَ لمَن أذلَّه ولا واضعَ لمَن أعلاه، كما بيَّنَ فيما أنزلَ على سيدِ كلِّ بشيرِ ونذير، فقال: ((قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٦﴾ ﴿سورة آل عمران﴾)). أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه ورسوله. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ المعصومين، واكتبنا بهم عندَك من المرحومين، في الدنيا والآخرةِ يا أرحمَ الراحمين.
وبعد، فيا أيها الآباءُ والأمهات العظام، ويا أيها الإخوةُ والأخواتُ في الإسلام، ويا أيها الأبناءُ والبناتُ الكرام، أوصيكم ونفسيَ بتقوى اللهِ ذي الجلالِ والإكرام، والالتزامِ والتقيُّدِ بدينِ الإسلام، وتطبيقِ أحكامِه ونظمِه في القعودِ والقيام، وتنظيمِ علاقاتِكم مع الخاصِّ والعامّ، ومعاملاتِكم من البيعِ والشراءِ والإقدامِ والإحجام، وضبطِ ألسنتِكم فيما أوجبَ فيه الصمتَ أو الكلام، بعدَ التفقُّهِ في كلِّ ما لذلكم من الأحكام، المنزلةِ على محمدٍ عليه وآلِه أفضلُ الصلاةِ والسلام.
واعلموا أنَّ محمدًا صلّى اللهُ عليه وآلِه الأطهار، ما خرجَ من دنياكم حتّى بلَّغَ كلَّ ما كلََّفه به العزيزُ الجبّار، لأمتِه من التوجيهِ والإنذار، رغمَ مقاومةِ المشركين والمنافقين والفجّار، باذلًا في ذلكم قُصارى جهدِه، مُفضِيًا بتفصيلاتِ الشريعةِ للإمامِ المنصوبِ من بعدِه، موصيًا الأمةَ بملازمتِه والوفاءِ بعهدِه، والتمسُّكِ بكتابِ اللهِ وسنتِه النيِّرة، والرجوعِ في معرفتِهما إلى المعصومين من عترتِه المطهَّرة، مبيِّنًا أنَّ في التمسُّكِ بالقرآنِ والمعصومين من الآل، نجاةَ الأمةِ من الانحرافِ والضلال، ومن التعرُّضِ لغضبِ اللهِ سبحانه وعذابِ النار، كما في قولِه (ص): "إنّي تاركٌ فيكم الثِّقلَين، ما إن تمسَّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبدًا، كتابَ اللهِ وعترتي أهلَ بيتي".
فاتقوا اللهَ أيها السالكون في طريقِ النجاة، وتنبَّهوا إلى أنَّ يومَ الأربعاءِ القادمِ يحملُ ذكرى مفارقةِ نبيِّكم هذه الحياة، بعدَ ما قاساه من المتاعبِ في تبليغِ رسالتِه، وما لاقاه من المصاعبِ في أداءِ أمانتِه، حتى أشعلَ مشاعلَ النورِ والهدايةِ في أمتِه، مؤثرًا إنقاذَ الأمةِ على حسابِ راحتِه، وحتّى عندَ الموتِ كما روى مَن حضرَه عندَ منيَّتِه، يخاطبُ ملكَ الموتِ (ع) حينما أخبرَ بأنَّه يخفِّفُ عليه السِّياق، عملًا بوصيةٍ من اللهِ الملكِ الخلّاق، فقال صلّى اللهُ عليه وآلِه: "ثقِّل عليَّ وخفِّف على أمتي".
فيا أيها المؤمنون الكرام، إنَّ أقلَّ ما تقدِّمونه لسيدِ كلِّ نبيٍّ وإمام، أن تطيعوه في تطبيقِ أخلاقِ وأحكامِ الإسلام، وتحفظوه في عترتِه وآلِه المعصومين العظام، وفي معاداةِ كلِّ أعدائه من الكفرةِ والمنافقين اللئام، واتخاذِ ما يسرُّه من المواقفِ تجاهَ المتجاهرين بكبائرِ الآثام، وتحقيقِ الأخوةِ التي أوجدَها بينَكم الإسلام، والتناصرِ والتآزرِ والتبادلِ بالتحيةِ والمواصلةِ ولو بالسلام، وإغاثةِ الفقراءِ والأراملِ وكفالةِ الأيتام، وأن تجهروا في كلِّ بدايةٍ وختام، بالإكثارِ من الصلاةِ والسلام، على محمدٍ وآلِه سادةِ الأنام.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مَن ألهمتَه عبادتَك، قبلَ أن تخلقَ لها ملائكتَك، فكانوا به فيها مقتدين، محمد بن عبدِ اللهِ سيدِ قادةِ الموحِّدين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مَن خلقتَه وإيّاه من شجرةٍ واحدة، ونصبتَه وزيرَه ونصيرَه في تبليغِ رسالتِه الخالدة، ووصيَّه من بعدِه في المسلمين، عليِّ بنِ أبي طالبٍ أميرِ المؤمنين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على بضعتِه وروحِه التي بينَ جنبَيه، كما وصفَها ليُظهِرَ فضلَها لمَن حوالَيه، فعاشَت بعدَه مظلومةً مهضومة، سيدةِ النساءِ فاطمةَ المعصومة.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سبطَي الرحمة، وإمامَي الهدى والإصلاحِ في الأمة، العلمَين المجاهدَين المستشهدَين، الحسنِ ال+ي، وسيدِ الشهداءِ الحسين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على قدوةِ الموحِّدين، وأسوةِ الصالحين المتهجِّدين، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ زينِ العابدين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الطهرِ الطاهر، ذي العلمِ والفضلِ والشرفِ والمفاخر، شبيهِ حبيبِك في الباطنِ والظاهر، الإمامِ بالنصِّ محمدٍ الباقر.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على نورِك البارق، وكتابِك الناطقِ بالحقائق، مرجعِ علماءِ المغاربِ والمشارق، الإمامِ بالنصِّ جعفرٍ الصادق.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على البحرِ المتلاطم، بالعلمِ والمعرفةِ والمكارم، المشارِ إليه بالعبدِ الصالحِ والعالم، الإمامِ بالنصِّ موسى الكاظم.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مهوى قلوبِ ذوي الإيمان، في حياتِه وبعدَ مدفنِه في خراسان، وارثِ علومِ وعدالةِ المرتضى، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ الرضا.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على المؤيَّدِ منك بالسداد، منذ صغرِ سنِّه فساد أهلَ الرشاد، الإمامِ بالنصِّ محمدٍ الجواد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حجتِك ونورِك البادي، الذائعِ صيتُه في أهلِ الحضرِ والبوادي، رغمَ محاولاتِ حجبِه من مستكبري الأعادي، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ الهادي.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على السَّريِّ ابنِ السَّريّ، السيدِ السندِ الحجةِ العبقريّ، مُخرِسِ لسانِ المُلحِدِ والمفتري، الإمامِ بالنصِّ الحسنِ العسكريّ.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على ذي الطلعةِ المحمدية، والشجاعةِ العلوية، والبراعةِ الفاطمية، والوداعةِ الحسنية، والمقارعةِ الحسينية، وارثِ جميعِ المعصومين الغرر، إمامِ زمانِنا القائمِ المنتظَر.
اللهمَّ عجِّل له الفرج، وسهِّل له المخرج، وأوضح به المنهج، واكتبنا في أنصارِه من أحبّائه، المجاهدين المستشهدين تحتَ لوائه، وصلِّ عليه وعلى آبائه المعصومين المكرَّمين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحمَ الراحمين.
عباد الله: ((إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾ ﴿سورة النحل﴾)).
هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.