زمنَ النِّفاقِ والمنافقين
الشيخ منصور حمادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الذي علا وترفَّع، وتجلّى بقدرتِه فيما أبدَع، وفيما خلقَ وسوّى وصنَع، وخالفَ بينَ خلقِه وجمَع، وميَّزَ البعضَ على البعضِ فيما أولى وأودَع، فأعلى وأعزَّ وميَّزَ ورفَع، وأذلَّ وأسفلَ ووضَع، وجمَّدَ وحرَّكَ وأصمَّ وأسمَع، وبصَّر فهدى وأعمى فطوَّع، وسوَّدَنا على ما خلقَ في أرضِه، وسدَّدَنا لاستثمارِ ما في الكونِ بطولِه وعرضِه، وأمدَّنا بما يعرِّفُنا بحلالِه وحرامِه وفرضِه، ووعدَنا بخيرِ الجزاءِ على طاعتِه في ما أمرَ به أوبرفضِه، وتوعَّدَنا بشَرِّ الجزاءِ على مخالفتِه، وتعدي حدودِه والخروجِ على شريعتِه، التي كلَّف ببيانِها خِيارَ وصفوةَ بريَّتِه.
أحمدُه حمدًا لا يَحمَدُ به غيرَه، إلّا مَن جهلَ نفسَه وغيَّبَ تفكيرَه، وعبدَ هواه فأفقدَه البصيرة، واتبعَ الشيطانَ فأوردَه مصيرَه، وأسألُ اللهَ أن يعطيَني وإياكم جميعَ خيرِ الدنيا وجميعَ خيرِ الآخرة، وأن يصرفَ عنّي وعنكم جميعَ شَرِّ لدنيا والآخرة، بجاهِ محمدٍ وآلِه خيرةِ الخِيَرة، صلواتُ اللهِ عليهم أجمعين. أشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه ورسولُه، وأنَّ خلفاءَه المعصومين عليٌّ وآلُه. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآله المعصومين، واكتبنا بهم عندَك مِن المرحومين، في الدنيا والآخرةِ يا أرحمَ الراحمين.
أما بعد، فيا أيُّها الإخوةُ والأحباب، أوصيكم ونفسيَ بتقوى اللهِ الذي خلقَنا مِن تراب، ورزقَنا الحياةَ والعقولَ والألباب، وطوَّقَنا بنعمِه وسبَّبَ لنا الأسباب، وأنطقَنا بما عرَّفَنا مِن الحكمةِ والصَّواب، ووفَّقَنا لمتابعةِ مَن أودعَ فيهم العصمةَ وعلَّمَ الكتاب، محمدٍ وعليٍّ وآلهِما الأئمةِ الأطياب، صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهم أجمعين.
فاتقوا اللهَ وكونوا معَ الصادقين، ولأقوالِكم بأفعالِكم مِن المُصدِّقين، ولعقيدتِكم وإيمانِكم بسلوكِكم مُحقِّقين، ولا تسلكوا طريقَ المنافقين، الذينَ لم يخلُ مِنهم زمنُ السابقين، وكثرَ وجودُهم في اللاحقين، وما أكثرَهم اليومَ في مجتمعِنا، وفي صفوفِ جماعاتِنا وجُمُعاتِنا، يغتبطُ بهم الجاهلُ إذ يحسبُهم معَنا، غيرَ أنَّ واقعَ حالِهم يقول، أنَّهم مع المؤمنين بأجسامِهم في المثول، ومع مصالحِهم ومشتهياتِهم بالقلوبِ والعقول، فأينَ ما وجدوا ما يرغبون فيه مِن متاعِ هذه الدنيا انصرفوا إليه، ومَن وجدوه عندَه أوظنّوه تضرَّعوا لديه، وتظاهروا أنَّهم فيما هوفيه وعلى ما هوعليه، وأقسموا كذبًا بما هومُعَظَّمٌ لديه، فإن كانَ مِن المُوحِّدين، أقسموا باللهِ خيرِ الشاهدين، كما أوضحَ اللهُ في كتابِه المُبين فقال: ((يَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٦٢﴾﴿سورة التوبة﴾)).
فاحذروهم أيُّها المؤمنون، وتعرَّفوا على وصفِهم في كتابِ اللهِ المصون، الذي كشفَ اللهُ فيه طبيعةَ فِعلِهم، وتناقضِهم في عملِهم وقولِهم، أذ يقولُ جلَّ مِن قائل: ((وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾ اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٥﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿١٦﴾﴿سورة البقرة﴾)).
وعرَّفَهم في مقامٍ آخر مِن القرآن، بموالاةِ الكافرين بدلًا مِن أهلِ الإيمان، وطلبِ العِزَّةِ مِنهم بدلًا مِن طلبِها مِن المَلِكِ الديّان، فقالَ سبحانَه في محكَمِ القرآن: ((بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٣٨﴾ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا ﴿١٣٩﴾﴿سورة النساء﴾)).
فتنبَّهوا أيُّها المؤمنون والمؤمنات، ولا تحسبوا أنَّ زمنَ النِّفاقِ والمنافقين قد غبرَ وفات، بل هم متواجدون نشِطون في جميعِ الأوقات، فيما ما مضى وفي الحاضرِ وما هوآت، ولذلكم ذكَّرَكم اللهُ بهم في سورةٍ حثَّكم على قرائتِها في الجُمُعات، وبيَّنَ لكم فيها نماذجَ مِن السلوكِ والتصرفات، التي تميِّزُ المنافقين والمنافقات، فعرَّفَهم بها للمُوحِّدين، القارئِ مِنهم والمنصتين لقراءتِه متعبِّدين، بأمرِ اللهِ أعلمِ وأنصحِ المُرشِدين، القائلِ في كتابِه المُبينِ المصون: ((وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿٢٠٤﴾﴿سورة الأعراف﴾)).
واعلموا أنَّ اللهَ فرضَ عليكم الاجتماع، في يومِ الجُمُعةِ وحسنَ الإنصاتِ والاستماع، لما يلقي الخطيبُ مِن التذكيرِ والوعظِ لنفسِه والأتباع، والتحذيرِ مِن الشيطانِ والاستجابةِ له والانصياع، ومِن ما تمليه الأهواءُ وتزيِّنُه مِن الأطماع، وجعلَ ما يُلقى مِن الخُطبتَين، قائمًا في الجُمُعةِ مَقامَ ركعتَين، فلا تكونوا عن شيءٍ مِنهما غائبين أوغيرَ مُنصِتين، وفرضَ عليكم أثناءَ قراءةِ الإمامِ أن تكونوا مُستمِعين، ولمعاني ما يُقرَأ متأمِّلين مُتابعين.
والتفِتوا جعلنيَ اللهُ وإيّاكم مِن المُوفَّقين، إلى أنَّكم مأمورون في الجمعةِ أوظُهرِها بقراءةِ الجمعةِ والمنافقين، وقد ركَّزَت الأولى على ذِكرِ اليهود، وما اتصفوا به مِن سوءِ الاعتقادِ ونَقضِ العهود، وركَّزَت الثانيةُ على ذِكرِ أهلِ النِّفاق، وسوءِ ما يُضمِرون مِن الكذبِ والشِّقاق، على خلافِ ما يُظهِرون مِن الصَّفاء والوفاق. فاحذروهم أيُّها الأحبةُ والرِّفاق، وأكِّدوا الالتزامَ والاعتناق، لدينِ اللهِ الخلّاقِ الرزّاق، فإنَّ إليه سبحانَه المَرجِعُ والمَساق، في يومٍ خَطَرُه عظيم، وشرُّه وعذابُه شديدٌ أليم، وثوابُه للطائعين جَنَّةُ النَّعيم، يلقاه مَن أتى اللهَ بقلبٍ سليم.
ألا وإنَّ خيرَ ما أختمُ به الكلام، مِن الوعظِ والتَّوجيهِ في هذا المقام، كلامُ اللهِ ذي الجلالِ والإكرام. أعوذُ باللهِ مِن الشيطانِ الرجيم: ((بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾﴿سورة العصر﴾)).
أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميعِ المؤمنين والمؤمنات، الأحياءِ مِنهم والأموات، إنَّه إلهُنا سميعُ الدَّعوات، وولِيُّ الباقياتِ الصالحات، وهوالغفورُ الرَّحيم، والتوابُ الحليمُ الكريم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الأعزِّ الأجلِّ الأعظم، المَلِيِّ القادرِ الأكرم، الوَلِيِّ المالكِ الأرحم، على ما تفضَّلَ به وأنعم، عليَّ وعلى آدمَ وبني آدم، بالخلقِ والإيجادِ مِن العدم، وما لا يحصيه أحدٌ مِن النِّعم، وما لا يستقصيه أحدٌ مِن الآلاءِ والكرم.
أحمدُه ما وفَّقني بأقوالي، وما وسعني إن شاءَ الله بأفعالي، وأمجِّدُه بإكباري وإجلالي، وأعبدُه بما أمرَني في جميعِ أحوالي. وأشكرُه على جزيلِ العطاء، وأستغفرُه مِن قليلِ الوفاء، وأستنصِرُه على جميعِ الأعداء، وعلى نفسيَ الأمارةِ بالأسواء، إنَّه سبحانَه نعمَ المعينُ والنَّصير، وعلى كلِّ ما يشاؤه قدير. أشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له في الملكِ والتقدير، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه ورسولُه المُنتدَب، بشريعتِه إلى العجمِ والعرب. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ يا ربَّ العالمين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحمَ الراحمين.
وبعد، فيا أعِزائي وأحبَّتي، وشركائي في جنسي وعقيدتي، أوصيكم بعدَ نفسي وأسرتي، وخؤولتي وعمومتي، بتقوى اللهِ وطاعتِه، والإخلاصِ لوجهِه في عبادتِه، فقد غمرَكم بواسعِ نِعمتِه، وأمرَكم بلسانِ رحمتِه، وعطفِه وحنانِه إلى جنتِه. واجتنِبوا مِن معصيتِه الكبائرَ والصغائر، بالأقوالِ والأفعالِ والسَّمعِ والنواظر، بل وبالقلوبِ والتفكيرِ والخواطر، فإنَّه سبحانَه العالمُ بالسرائر، كعلمِه المحيطِ بالظواهرِ والمظاهر، وهو المبدئُ وإليه معادُ الأوائلِ والأواخر، إذ يُحشَرُ بينَ يدَي عظمتِه العادلُ والجائر، والمؤمنُ المحسنُ والجاحدُ والمنافقُ والكافر، وبناءً على ما قدَّموا ينقسمون إلى رابحٍ وخاسر، كما أوضحَ ربُّكم ببيانِه، وأفصحَ عن ذلكم في قرآنِه، فقال: ((فَأَمَّا مَن طَغَىٰ ﴿٣٧﴾ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿٣٨﴾ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٤٠﴾ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴿٤١﴾﴿سورة النازعات﴾)).
فاتقوا اللهَ عبادَ الله، وتمسَّكوا بولاءِ مَن خلقَ اللهُ لأجلِهم الحياة، محمدٍ والمعصومين مِن آلِه الهداة، مُعتقِدين أنَّ في التمسكِ بولايتِهم النجاة، وأنَّهم الشفعاءُ لمَن آمنَ وصدَّقَ مِن العصاة، فاسلكوا الطريقَ إلى اللهِ بمحبَّتِهم، وتعبَّدوا إليه آخذين بسنَّتِهم، عاملين بما وردَ مِن أقوالِهم وسيرتِهم، مؤمنين موقنين بإمامتِهم مِن اللهِ وعِصمتِهم، وأحيوا بما أُبيح لكم ذكرياتِهم، وبما أُتيح لكم مناسباتِ مواليدِهم ووفيّاتهم، ووالوا في اللهِ مَن تمسَّكَ بولايتِهم، وعادوا في اللهِ مَن حجدَ ولايتَهم وكذَّبَ بإمامتِهم، ونشِّؤوا على ذلك البنين والبنات مِن أولادِكم، فإنَّهم مُنزَّلون في الحديثِ النبويِّ الشريفِ منزلةَ أكبادِكم، وأدِّبوهم بما يُنجيهم ويُنجيكم في يومِ معادِكم، وروِّضوهم وأنفسَكم بالتقوى فإنَّها خيرُ زادِكم، كما أوضحَ اللهُ سبحانَه في مُحكَمِ الكتاب، فقال: ((وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴿١٩٧﴾﴿سورة النازعات﴾)). فقوموا بإرشادِهم في أخلاقِهم وعبادتِهم، وبتحذيرِهم مِن رفقاءِ السوءِ ومصاحبتِهم، وراقبوهم في أزيائِهم وألفاظِهم وحركتِهم، وتأخُّرِهم عن البيت وفيه وفي غيرِه سهراتِهم، فإنَّ الشيطانَ وأعوانَه مِن الإنسِ يعملون على حَرفِ مسيرتِهم، مستغلينَ أوقاتِ فراغِهم، وانشغالَ آبائِهم وتسترَ أمهاتِهم.
واعلموا أيها الأخواتُ والإخوةُ الأكارم، أنَّه وفي يومِ الخميسِ القادم، ستوافيكم ذكرى استشهادِ الإمامِ موسى الكاظم، حيث قضى نحبَه مسجونًا مسموما، وفارقَ الحياةَ مكروبًا مظلوما، وأُلقِيَت جنازتُه مكبَّلَةً بالأقياد، للشماتةِ والتفرُّجِ على جسرِ بغداد. فجدِّدوا عليه العزاءَ والنياحةَ والتعداد، ولا تكترثوا بما يقولُه النواصبُ والحساد، الذين حملَهم النصبُ والتعصبُ والأحقاد، على الجفاءِ والتنكرِ لحججِ اللهِ على العباد، وعلى المساندةِ والدفاعِ عن الأعداءِ والأضداد، مِن الطغاةِ والجبابرةِ وناشري الفساد.
فاتقوا اللهَ وأعلنوا لأهلِ البيتِ ولايتَكم، وخذوا عنهم معاملتَكم وعبادتَكم، وأعلنوا مِن أعدائهم براءتَكم، واسألوا اللهَ مِن النارِ والعذابِ نجاتَكم، وأن يجعلَ بما يؤدي إلى رحمتِه وجَنَّتِه خاتمتَكم، مُقسِمين عليه بفضلاءِ خلقِه، الأدلّاءِ على عبادتِه ومستحقِّه، محمدٍ وآلِه المعصومين اللامعين، مكثرين مِن الصلاةِ والسلامِ عليهم أجمعين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على أولِ وأفضلِ مَن خَلقتَ وكرَّمت، وأكملتَ بما أنزلتَ عليه دينَك وأتممت، حبيبِك المحمودِ الأحمد، أبي القاسمِ المصطفى محمد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على أصفى أصفيائه، وأوفى أحبَّتِه وأوليائه، أولِ وأفضلِ أوصيائه، الشهابِ الثاقب، أميرِ المؤمنين بالنصِّ عليِّ بن أبي طالب.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيدةِ نساءِ العالمين، مِن المتقدِّمين والقادمين، الدرةِ القدسيَّةِ النوراء، البتولِ الإنسيَّةِ الحوراء، أمِّ الحسنَين فاطمةَ الزهراء.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على السبطِ ال+يِّ المؤتمَن، مُحيي وحامي الفرائضِ والسُّنَن، الإمامِ بالنصِّ أبي محمدٍ الحسن.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الدرِّ النضيد، سيدِ الأحرارِ قبلَ العبيد، مُنقِذِ الأمةِ والدينِ مِن يزيد، الإمامِ بالنصِّ الحسين الشهيد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سنامِ حوزةِ الدين، إمامِ الزاهدين والمتهجدين، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ زينِ العابدين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مُظهِرِ دينِك الزاهر، ناشرِ ذخائرِ المآثر، عامرِ طريقِك للعابدِ السائر، الإمامِ بالنصِّ محمدٍ الباقر.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على منبعِ المَعين الصافي، مِن شريعةِ المُعينِ الشافي، حجتِك وكتابِك الناطق، الإمامِ بالنصِّ جعفرٍ الصادق.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حاوي أنجعِ المراهم، مداوي النفوسِ بالمراحم، العابدِ الزاهدِ العالِم، الإمامِ بالنصِّ موسى الكاظم.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على ثامنِ أئمةِ المحقَّة، مَن بإمامتِه نجى الشيعةُ مِن الفُرقة، الإمامِ بالنصِّ المرتضى، عليِّ بنِ موسى الرضا.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مَن تسلَّمَ في صغرِ سنِّه الإمامة، فلم ينازعه أحدٌ مِن الأكابرِ مقامَه، المؤيَّدِ مِنك بالعصمةِ والسداد، الإمامِ بالنصِّ محمدٍ الجواد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على نورِ هداك البادي، لأهلِ الحضرِ والبوادي، حجتِك على الموالي والمعادي، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ الهادي.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على السيدِ السندِ السريّ، العالمِ المُلهَمِ العبقريّ، كمدِ وغيظِ الجاحدِ والمفتري، الإمامِ بالنصِّ الحسنِ العسكريّ.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على إمامِ زمانِنا المنتظَر، لقيادةِ أوليائك مِن الجِنِّ والبشر، ونشرِ عدالةِ دينِك في كلِّ مكان، أبي القاسمِ المهديِّ صاحبِ الزمان.
اللهمَّ عجِّل له الفرج، وسهِّل له المخرج، وأوضح به المقاصد، وأزِح به كلَّ كافرٍ وجاحد، واكتبنا في أنصارِه وشيعتِه، الثابتين على ولايتِه وإمامتِه، المجاهدين المستشهدين تحتَ رايتِه، وصلِّ عليه وعلى آبائِه الأكرمين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحمَ الراحمين.
عبادَ الله: ((إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾﴿سورة النحل﴾)).
هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم، ولجميعِ المؤمنين والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.