molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: آداب النوم - عبد العزيز بن فهد الريس / الحائر الأحد 5 فبراير - 4:39:05 | |
|
آداب النوم
عبد العزيز بن فهد الريس / الحائر
الخطبة الأولى
عباد الله، الضعف في الإنسان صفة لازمة له لا تفارقه يقول الله تعالى: وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا؛ لذا فهو بحاجة ماسة إلى من ينصره ويقف معه عند حدوث المصائب والخطوب. والله جل وعلا هو خير ناصر وخير معين، وهو اللطيف الخبير سبحانه وتعالى كما يقول عن نفسه: أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ، وكما يقول أيضا: اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ.
ويتجلى ضعف الإنسان في صور عديدة، فإذا مرض ظهر ضعفه وعجزه، وإذا أصابته فاقة أيضًا، وإذا احتاج إلى أمر من أمور الدنيا وعجز عنه ظهر ضعفه وفقره إلى الغني الحميد سبحانه وبحمده.
وهناك صورة تتكرر علينا جميعًا في كل يوم وليلة يتجلى فيها ضعف المخلوق ويظهر عجزه واضحًا جليًا لا يحتاج إلى برهان، تلكم الصورة هي النوم يا عباد الله، فلا يستطيع النائم أن يدفع عن نفسه الاعتداء إذا وقع عليه، وقد يرى في منامه ما يزعجه ويكدر خاطره ولا يقدر على التحكم في رؤياه.
روى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه غزا مع النبي فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر، فنزل النبي تحت شجرة، فعلق بها سيفه ثم نام، فاستيقظ وعنده رجل وهو لا يشعر به، فقال النبي : ((إن هذا اخترط سيفي فقال: من يمنعك؟ قلت: الله، فشام السيف، فها هو ذا جالس)) ثم لم يعاقبه.
انظروا ـ يا رعاكم الله ـ إلى ضعف الإنسان وهو نائم، فهذا رسول الله عليه الصلاة والسلام ينام تحت شجرة معلقًا سيفه عليها، فيأتي هذا المشرك ويأخذ السيف، فينتبه رسول الله ، فيقول المشرك: ((من يمنعك مني يا محمد؟)) وبقلب الواثق بربه لم يتلعثم في الجواب أو يترجاه ليضع السيف أو يحتال عليه ليأخذه، مباشرة لجأ إلى ربه، فما هي النتيجة؟ ارتبك هذا المشرك، ولم يثبت السيف في يده، ووقع منه، فأخذه رسول الله وعفا عن المشرك ولم يعاقبه. هكذا هم الأنبياء؛ قلوب واثقة بالخالق، وتعامل رفيق بالخلق.
فالنوم ـ يا رعاكم الله ـ حالة لا يستغني عنها الإنسان السوي، ويظهر فيها ضعفه واضحًا جليًا؛ لذلك يشرع للإنسان إذا أوى إلى فراشه أن يفعل بعض الآداب ويقول بعض الأذكار المسنونة حتى لا يتضرر وتتسلّط عليه الشياطين.
نسأل الله جل وعلا أن يحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وشمائلنا ومن فوقنا، ونعوذ بعظمته أن نغتال من تحتنا، إنه أكرم من سئل وأجود من أعطى.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة، إنه كان غفارًا.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، والصلاة والسلام على نبينا محمد أشرف نبي من أشرف قوم.
عباد الله، النوم نعمة من نعم الله جل وعلا تستوجب الشكر والثناء، ومن صور شكر هذه النعمة أن نعمل بسنة النبي عليه الصلاة والسلام عند النوم.
ومن تلك السنن نفض الفراش قبل النوم عليه لما في ذلك من الفوائد، فقد يكون في الفراش ما يؤذي النائم من حشرة ونحوها، فإذا نفضه زال ما فيه وكان مهيّأً للنوم عليه.
ومن السنن أيضًا أن ينام على شقه الأيمن ويضع يده تحت خده ويقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك.
ومن السنن أيضًا أن يقول إذا أوى إلى فراشه: باسمك اللهم أموت و أحيا، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور.
وغير ذلك من الآداب التي صحت عن النبي عليه الصلاة والسلام، فإذا حافظ المسلم عليها كانت نومته هنيئة بإذن الله، ونال الأجر والثواب على اتباع السنة.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا اتباع السنة وشكر النعمة.
| |
|