STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouuou10فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uououo10فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uooous10فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouus10فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouo_10فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouooo11فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouo_11فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uoou_u10فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uoo_ou10فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Arkan_10الطـهـارةفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uuooo_10فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouuuuo10فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Oouusu10فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Plagen10فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uuouou10فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
molay
فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
must58
فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
bent starmust2
فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
sanae
فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
حليمة
فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
mam
فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
zineb
فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
aziz50
فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
mm
فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض 51365/1365فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض  (1365/1365)

فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Empty
مُساهمةموضوع: فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض   فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Emptyالإثنين 26 ديسمبر - 6:52:41



فضل الصيام وبعض أحكامه

فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Basmallah

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

الخطبة الأولى

أمّا بعد: فيا أيّها النّاس، اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى.

عبادَ الله، إنّ الله جلّ وعلا يقول: ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَوٰةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [الملك:2]، فبيّن تعالى حكمتَه من خلق الحياةِ والموت، ليبلوَنا أيّنا أحسن عملاً، وحُسنُ العمل إنّما يكون بموافقةِ شرع الله، وكون هذا العمَل خالصًا لله يبتغِي به عامله وجهَ الله والدارَ الآخرة.

والله جلّ وعلا قد أوجب على العبادِ عباداتٍ متنوّعة، بنى دينَ الإسلام على أركانٍ خمسة، أصلها وأساسُها تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، بأن يعتقدَ المسلم حقًّا أنّ الله وحده المعبود بحقّ، وكلّ ما عُبد سواه فمعبودٌ بالباطل، ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلْبَـٰطِلُ [لقمان:30]، ويحقِّق شهادةَ أنّ محمّدًا رسول الله، فيؤمن بهذا الرّسول الكريم، وأنّه عبدُ الله ورسوله، عبدٌ لا يُعْبَد، ورسول لا يكذَّب، بل يجب أن يطاعَ ويتَّبع، فيؤمن به وأنّه رسول الله حقًّا، وخاتم أنبياءِ الله ورسله، يؤمن بذلك إيمانًا يقتضي اتّباعَ ذلك الرسول ومحبّتَه وطاعتَه والاقتداءَ به ، ثمّ بقيّة أركان الإسلام التي أوجبها الله على العباد، إذا نظر المسلم إليها رآها عباداتٍ متنوِّعةً، وذلك لأنّ في هذا ابتلاءً لإيمان العباد، فمِن العباد مَن يقبل عبادةً ويرفض أخرى، يقبَل بعضَ العبادات ولا يقبَل بعضها، وأركان الإسلام لا بدّ من الإتيان بها كلِّها، ومَن جحد واحدًا منها لم يكن إسلامه صحيحًا.

فجعل من العباداتِ ما هو خاصّ بالبدن، عبادةٌ بدنيّة خالصة، وهي الصّلاة، وجعل منها عبادةً تتعلّق بإخراج ما تحبّه النّفوس وجبلت على محبّته، وهي ال+اة، وعبادة فيها البذل الماليّ وإتعابُ البدن، وهو حجّ بيت الله الحرام، وعبادةٌ تتعلّق بكفّ النّفس عن مشتهياتِها في زمنٍ مخصوص، ألا وهي عبادة الصيام.

فصيام رمضان أحدُ أركان الإسلام ومبانِيه العظام، افترضه الله على أمّة الإسلام في العام الثّاني من الهجرة، فصام محمّد تسعَ رمضانات.

هذه العبادةُ عبادةٌ عظيمة، تعبَّدنا الله بها كما تعبَّد بها من قبلنا مِن الأمم، ولكن لهذه الأمّة مزيدُ فضل وإحسانٍ من ربّ العالمين، فاسمَعوا الله يقول: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183].

يخبِرنا جلّ وعلا أنّه افترض علينا صيامَ رمضان، وأنّ هذه الفريضة لسنَا منفرِدين بها، بل تُعُبِّد بها من قبلَنا، وإن كنّا لا نعلَم مقدارَ صيامهم، ولكنّهم تُعُبِّدوا بالصيام. ونحن تُعُبِّدنا به كما تُعُبِّد به من قبلنا، كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ، لكي يكونَ المسلم على بصيرةٍ من أمره، فيرغب في هذا الخير، ثمّ قال: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، بيَّن جلَ وعلا في هذه الآية حكمتَه من فرضِ الصّيام على المسلمين بقوله: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، هذه الحكمةُ من صيام رمضان، ومهما كتَب الكاتبون وخطب الخطَباء وقال القائلون، لكن المرجع كلّه لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، كلمةٌ جامعة عامّة تبيِّن حكمةَ الله من افتراضِ الصيام علينا لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أي: ليكون الصيام سببًا لتقواكم لله، وليظهرَ مِن هذا الصّيام تقوى المسلمين لربِّهم.

أجل أيّها المسلمون، يحقِّق الصيام جانبَ التقوى في قلبِ المؤمن، فأوّلها: أنّه تعبَّدَ لله بتَرك مشتهَياتِ نفسه مِن الطّعام والشراب ومباشرةِ النساء طاعةً لله، رغم ميلِ النفسِ وحبِّه إليها، لكنّه تركها طاعةً لله وقربَة يتقرَّب بها إلى الله، فهو تعبَّد اللهَ بترك تلك الشّهوات، ذٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِى وَخَافَ وَعِيدِ [إبراهيم:14].

ومِن ذلك أيضًا أنّ الصيامَ يُحقِّق جانبَ التّقوى، إذِ الصيام الامتناع عمّا ذُكر من الشّهوات في مكانٍ لا يعلمه إلاّ الله، فالصائم في خلوتِه عنده طعامه وشرابُه، وبجواره امرأتُه، لكنّه يتغلّب على شهواتِ نفسه، لعلمِه أنّ الله يطَّلع عليه ويُراقبه ويعلَم سرَّه وعلانيّته، لذا قال الله جلّ وعلا: ((كلّ عملِ ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها، قال الله: إلاّ الصيام، فإنّه لي، وأنا أجزي به، يدَع طعامَه وشرابَه لأجلي))[1].

فالصائمُ عَظُم في قلبِه عِلمُ الله به واطلاعُه عليه، فلهذا ترَك تلك المشتهياتِ مع قدرتِه على تناولها، وأن يُظهر للنّاس أنّه صائم، ولكنّه يتركها في خلوتِه وفي حالِ غياب النّاس عنه لعلمِه أنّ الله مطّلع عليه، ٱلَّذِى يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِى ٱلسَّـٰجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ [الشعراء:218-220].

ويحقِّق الصيامُ التقوى لأنّه يضيّق مجاريَ الشيطان الذي يجري مِن ابن آدم مجرَى الدّم، فيضعف نفوذَه، ويكثر الخير والصّلاح في المؤمِن. ويحقّق الصيام جانبَ التقوى، إذِ الصائم في صيامِه تكثر طاعاتُه وأعماله الصّالحة، وذاك يقوِّي جانبَ التّقوى. ويقوّي الصيام التقوى أيضًا، فإنّ المسلمَ إذا ترَك تلك المشتهياتِ مع قدرتِه عليها عرَف عظيمَ فضل الله عليه وإنعامه وإحسانه إليه، ثمّ تذكّر الجائعين والبائسين، فطابت نفسه بالإحسانِ وبذل المعروف، ولله في شرعِه حِكَم وأسرار.

أيّها المسلمون، والله جلّ وعلا يقول لنا: أَيَّامًا مَّعْدُودٰتٍ [البقرة:184]، هي أيّام معدودات ما بين تِسع وعشرين يومًا إلى ثلاثين يومًا، فلا تستثقِلها، ولا تستطِلها، فإنّها أيّام معدودات، لم يُفرض عليك نصفُ العام، ولا ربع العام، ولا سُدس العام، ولكنّه شهر من اثني عشَر شهرًا.

ثمّ قال: فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:184]، فأباح للمسافر أن يفطر، وأباحَ للمريض الذي يشقّ عليه الصوم أن يفطرَ، ويقضيَا يومًا آخرَ مكانه، ولكن المسافر هو بالخيار، إن شاء صام وإن شاء أفطر، فإن أفطر فخيرًا فعل، وإن صام فخيرًا فعل، وكان أصحابُ رسول الله يسافرون معَه فمنهم الصائم ومنهم المفطر، فلم ينكر الصائم على المفطِر، ولا المفطر على الصائم[2]، ولكن إن حصَل بالصّوم مشقّة في السّفر فليفطِر وليقبَل رخصة الله، ((إنّ الله يحبّ أن تؤتَى رخصه، كما يكرَه أن تؤتَى معصيته))[3].

والمريض إن كان مرضُه يسيرًا لا يؤثّر على صيامه، مرض سنٍّ أو +ام يسير، فإنّ الواجبَ عليه أن يصومَ، ولا عذرَ له، وإن كان مرضه مرضًا يتعِبه الصيام، ويكون إذا صام تعِب في هذا الصّوم لأجل المَرض الذي يشقّ معه الصيام، فإنّ الأفضلَ له أن يفطرَ ويقضي أيّامًا أخَر، وأمّا إن كان مرضًا خطيرًا، لو صام لأدّى الصوم إلى هلاكه وموتِه فإنّ الواجبَ عليه أن يفطرَ، فإن استطاع القضاءَ وإلاّ أطعم عن كلّ يوم مسكينًا، إذا كان مرضًا لا يرجَى السلامة منه فليفطر وليطعِم عن كلّ يوم مسكينًا، وليعلَم أنّ هذا من فضلِ الله عليه، والله يكتب له أجرَ الصائمين القائمين بنيّته الصّالحة، وفي الحديث: ((إذا مرِض العبد أو سافر كتَب الله له ما كان يعمله صحيحًا مقيمًا))[4].

وكان في أوّل الإسلام مَن شاء صام ومَن شاء أطعم، ثمّ إنّ الله نسَخ ذلك، وأوجَب على المسلم المقيم الصّحيح البالغ العاقل القادر أوجَب عليه صومَ رمضان، شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ [البقرة:185]، وأمّا الذي لا يستطيع الصيامَ لمرضه فكما سبق أنّ المرضَ الذي لا يُرجى برؤه يجب [معه] الإفطارُ ويطعِم عن كلّ يوم مسكينًا، وأمّا الذي بلغ به السنّ مبلغًا فقَد فيه تمييزَه وفكرَه وأصبَح لا يميّز شيئًا ولا يعرف شيئًا بأن أصابَه الخرف من قريبٍ فهذا يفطِر ولا إطعامَ ولا قضاء عليه، وأمّا الذي كبِر سنّه وأعجَزه الصّيام لكِبر سنّه فإنّه يفطر ويطعِم عن كلّ يوم مسكينًا، وهذا من تيسير الله وتسهيله.

ثمّ قال جلّ وعلا: شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ، يرغّب المسلمين في صيامه، ويذكّرهم نعمتَه وفضلَه عليهم، أنّه أنزل في هذا الشهر المبارك كتابَ الله، فابتداءُ نزول القرآن في شهر رمضان الذي جعله الله بيّنات من الهدى والفرقان، يبيّن الحقَّ من الباطل، ويهدي مِن الضلالة، ويفرّق بين سبيل المتّقين وسبيل الضّالين، فهو كتابُ الله العزيز الذي لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَـٰطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42]. فكأنّه يذكّر الأمّة بأنّ هذا القرآنَ الذي جعله الله دستورًا لهذه الأمّة ونظامًا لها، تحكِّمه وتتحاكم إليه، وفيه أسبابُ سعادة دنياها وآخرتها، أنّه نعمةٌ من الله عليهم، فليشكروا الله بأن يصوموا هذا الشهرَ طاعةً لله وشكرًا له على هدايتِهم للإسلام وعلى إنزالِ هذا القرآن.

ثم يقول جلّ وعلا: يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ [البقرة:185]، يخبر جل وعلا أنّه يريد بنا اليسرَ فيما شرع لنا، ولم يشرع لنا ما فيه حرجٌ، بل رفع الآصارَ والأغلال عنّا بمبعَث محمّد ، فشريعته يُسرٌ في أوامرها، ويُسر حتى فيما نهَت عنه؛ لأنّها جاءت بكلّ خير وما يحقِّق للبشريّة السعادةَ في الدنيا والآخرة.

أيّها المسلمون، هذا شهر رمضان أقبَل عليكم، والمسلمون ينتظرونَه بمِلء الفرَح والسّرور والاغتباط، شاكرين الله أن بلّغهم رمضان، وأن جعلَهم في جملةِ الأحياء، ينافسون في صالح الأعمال، ألا إنّه شهرٌ عظّمه الله ورفع شأنَه وأعلى قدرَه وأودع لكم فيه من الخير والفضلِ ما هو أهل له جلّ جلاله، فاستقبِلوه بنيّة صادقة، استقبلوه بنيّة صالحة وعزيمةٍ صادقة وتوبةٍ نصوح وشكرٍ لله على فضله وكرَمه، وتذكّروا إخوانًا لكم صاموا معَكم ما مضى، اخترمَتهم المنيّة، فأصبحوا في الألحادِ مرتهَنين بأعمالهم، نسأل الله لنا ولهم المغفرةَ والتجاوز.

فيا أمّة الإسلام، قد أظلّكم شهرُ رمضان، شهرٌ عظيم خصّكم الله فيه بخصائصَ لم تكن لأمّة قبلكم.

فممّا خصَّ الله به هذا الشهر أنّه سببٌ لمغفرةِ ما مضى من الذنوب، أنَّ صومَه سبب لمغفرة ما مضى مِن الذنوب، ففي الحديث: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفَر الله له ما تقدّم من ذنبه))[5]، وفيه أيضًا: ((الصلواتُ الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفّارة لما بينهنّ ما اجتنِبَت الكبائر))[6].

وممّا خصّكم الله به في هذا الشهرِ ما بيَّنه النبيّ بقوله: ((أعطِيَت أمّتي خمسَ خصال في رمضان لم تعطَها أمّة قبلهم: خلوفُ فمِ الصّائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتّى يفطروا، ويزيّن الله جنّته كلَّ يوم ويقول: يوشِك عبادي الصّالحون أن يُلقوا عنهم المؤونةَ والأذى ويصيروا إليك، وتصفّد فيه مردةُ الشياطين، فلا يخلُصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة))، قيل: أهي ليلة القدر؟ قال: ((لا، ولكنّ العامل إنّما يوفَّى أجرَه إذا قضى عمله))[7].

أيّها المسلمون، هذا شهرٌ عظيم فعظِّموه، واغتنموه في الأعمال الصالحة، ففي الحديث: ((من صام رمضان وعرف حدودَه وتحفَّظ ممّا ينبغي أن يتحفّظ كفّر ما قبله))[8].

أيّها المسلمون، كان نبيّنا يبشِّر أصحابَه برمضان، ففي حديث عبادةَ بن الصامت أنّه قال يومًا وحضَر رمضان: ((أظلّكم شهرُ رمضان، شهرُ بركةٍ وخير، يغشاكم الله فيه، فينزِل الرحمة، ويحطّ الخطايا، ويستجيب الدّعاء، ينظر الله إلى تنافسِكم فيه، فيباهي بكم ملائكته، فأَروا الله مِن أنفسكم خيرًا، فإنّ المحرومَ فيه من حرِم رحمة الله))[9].

فيا أهلَ الإسلام، اشكُروا الله على بلوغِ هذا الشهر، وعظِّموه كما عظّمه الله، واحرِصوا فيه على الجدِّ والاجتهاد والتوبة النّصوح والإكثارِ من صالح العمل، عسى الله أن يجعله شافعًا لنا يومَ القدوم عليه، وأن يكتبَنا جميعًا من الصائمين القائمين بفضلِه ورحمتِه، يقول : ((أظلّكم شهر رمضان، بمحلوفِ رسول الله ما مرّ بالمسلمين شهرٌ خير لهم منه، ولا مرّ بالمنافقين شهر شرٌّ لهم منه. إنّ الله ليكتُب أجرَه ونوافله قبل أن يدخِله، ويكتب إصرَه وشقاءَه قبل أن يدخِله، وذلك أنّ المؤمن يعدّ فيه القوتَ للتقوّي على العبادة، ويعدّ فيه المنافق تتبُّعَ غفلات النّاس وعوراتِهم، فهو يغتنِمه المؤمن))، وفي لفظ: ((فهو غنمٌ للمؤمن يغتنِمه الفاجر))[10].

فاغتنِموه بطاعةِ الله, واغتنِموه بصالحِ الأعمال، وأكثِروا فيه مِن الدّعاء وتلاوة القرآن ونوافلِ العبادة والإحسانِ إلى عباد الله.

اللهمّ أهلَّه علينا بالأمنِ والإيمان والسّلامة والإسلام، وارزقنا فيه صالحَ الأعمال. اللهمَّ وفِّقنا فيه لكلّ خير، وأعنّا فيه على كلّ خير. اللهمّ إذ قرّبتنا مِن صيامه فبلّغناه بفضلِك ورحمتِك، واجعلنا ممّن يصومه إيمانًا واحتِسابًا، خالصًا لوجهِك الكريم، إنّك على كلّ شيء قدير.

أقول قولي هذا، وأستغفِر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه هو الغفور الرحيم.




[1] أخرجه البخاري في كتاب الصوم (1904)، ومسلم في كتاب الصيام (1151) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[2] أخرجه البخاري في كتاب الصوم (1947)، ومسلم في كتاب الصيام (1118) عن أنس رضي الله عنه. وأخرجه مسلم في الصيام أيضا (1116، 1117) عن أبي سعيد الجدري وجابر رضي الله عنهما.

[3] أخرجه أحمد (2/108)، والبيهقي (3/140) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وصححه ابن حبان (2742)، وقال المنذري في الترغيب (2/87): "رواه أحمد بإسناد صحيح، والبزار والطبراني في الأوسط بإسناد حسن، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما"، وصححه الألباني على شرط مسلم. انظر: الإرواء (564).

[4] أخرجه البخاري في الجهاد (2996) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

[5] أخرجه البخاري في الصوم، باب: من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا ونية (1901)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب: الترغيب في قيام رمضان (760) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[6] أخرجه مسلم في الطهارة (233) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[7] أخرجه أحمد (2/292)، والبزار (1/458 ـ كشف الأستار ـ)، ومحمد بن نصر في قيام رمضان (ص112)، والبيهقي في الشعب (3602)، وقال البزار: "لا نعلمه عن أبي هريرة مرفوعًا إلا بهذا الإسناد، وهشام بصري يقال له: هشام بن زياد أبو المقدام، حدث عنه جماعة من أهل العلم وليس هو بالقوي في الحديث"، وقال الهيثمي في المجمع (3/140): "رواه أحمد والبزار، وفيه هشام بن زياد أبو المقدام وهو ضعيف"، وقال الألباني في ضعيف الترغيب (1/294): "ضعيف جدًا".

[8] أخرجه ابن المبارك في الزهد (ص98)، ومن طريقه أحمد (3/55)، وأبو يعلى (1058) من حديث أبي سعيد الخدري، وصححه ابن حبان (3433)، لكن فيه عبد الله بن قرط لم يرو عنه غير يحيى بن أيوب، أورده ابن أبي حاتم (5/140) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، وقال الحسيني في الإكمال: "مجهول"، وضعفه الألباني في تمام المنة (ص395).

[9] عزاه المنذري في الترغيب (2/99) إلى الطبراني وقال: "رواته ثقات إلا محمد بن قيس لا يحضرني فيه جرح ولا تعديل"، وقال الهيثمي في المجمع (3/142): "رواه الطبراني في الكبير، وفيه محمد بن أبي قيس ولم أجد من ترجمته"، وذكره الألباني في ضعيف الترغيب (592).

[10] أخرجه أحمد (2/374)، وابن خزيمة (3/188)، والطبراني في الأوسط (9/21) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال الهيثمي في المجمع (3/141): "رواه أحمد والطبراني في الأوسط عن تميم مولى ابن زمانة، ولم أجد من ترجمه"، وفي إسناده أيضًا عمرو بن تميم قال الذهبي في الميزان (5/302): "عمرو بن تميم عن أبيه عن أبي هريرة في فضل رمضان وعنه كثير بن زيد، قال البخاري: في حديثه نظر"، وقال العقيلي في الضعفاء (3/260): "لا يتابع عليه"، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (590).

الخطبة الثانية

الحمد لله، حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أمّا بعد: فيا أيّها النّاس، اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى.

عبادَ الله، إنّ نبيّنا كان يبشِّر أصحابَه برمضان، ويبيّن لهم فضائلَه وخصائصَه، ترغيبًا لهم في هذا الشهر، وتشويقًا لهم إلى هذا الشّهر، فيروَى عن سلمان الفارسيّ رضي الله عنه قال: خطبَنا رسول الله في آخرِ جمعةٍ من شعبان فقال: ((قد أظلّكم شهرٌ عظيم مبَارك، شهرٌ فيه ليلة خيرٌ من ألفِ شهر، شهرٌ جعل الله صيامَه فريضة، وقيامَ ليلة تطوّعًا، من تقرّب فيه بخَصلة مِن خصال الخَير كان كمَن أدّى فريضةً فيما سواه، ومن أدّى فيه فريضةً كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهرُ الصّبر، والصبر ثوابُه الجنّة، وشهر المواساة، وشهرٌ يزَاد في رزقِ المؤمن فيه، من فطّر فيه صائمًا كان مغفرةً لذنوبه وعتقَ رقبته من النّار، وكان له من الأجرِ مثلُ أجر الصائم من غيرِ أن ينقصَ ذلك منه شيئًا، وهو شهرٌ أوّله رحمَة، وأوسطه مغفِرة، وآخرُه عتقٌ من النّار، مَن خفّف فيه عن مملوكِه غفر الله له وأعتقه من النّار، فاستكثِروا فيه من أربع خصال، خصلتين ترضون بهما ربَّكم، وخصلتين لا غِنى بكم عنهما، فأمّا اللتان ترضون بهما ربّكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفِرونه، وأمّا الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنّة وتتعوّذون به من النّار، ومن سقى فيه صائمًا شربةً سقاه الله من حوضِي شربةً لا يظمأ بعدها أبدًا))[1].

فاستقبِلوه ـ رحمكم الله ـ بالفرَح والسرور، استقبلوه مستبشِرين به، فرحين به، حامدين اللهَ على إدراكه، عازمين فيه على كلّ خير، تائبين إلى الله ممّا مضى من ذنوبكم، مستقبلين ذلك بعملٍ صالح وتوبة نصوح وحرصٍ على أسبابِ الخير، فعسى الله أن يمُنّ على الجميع بالتّوفيق للهداية والصّواب وقبولِ الأعمال، إنّه على كلّ شيء قدير.

واعلموا ـ رحمكم الله ـ أنَّ أحسنَ الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمّد ، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإنّ يد الله على الجماعة، ومن شذّ شذّ في النار.

وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على عبد الله ورسوله محمد كما أمركم بذلك ربّكم، قال تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وارضَ اللهمّ عن خلفائه الراشدين...

[1] رواه الحارث في مسنده (318 ـ بغية الباحث ـ)، وابن خزيمة (3/191-1887)، وابن أبي حاتم في العلل (1/249)، وابن عدي في الكامل (5/293)، قال أبو حاتم: "هذا حديث منكر"، وكذا قال الألباني في ضعيف الترغيب (589).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضل الصيام وبعض أحكامه - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خطورة اليمين وبعض أحكامها - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» إنه الصيام - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» مفسدات الصيام - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» كتب عليكم الصيام - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» صيانة الصيام - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: