STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouuou10التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uououo10التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uooous10التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouus10التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouo_10التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouooo11التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouo_11التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uoou_u10التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uoo_ou10التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Arkan_10الطـهـارةالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uuooo_10التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouuuuo10التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Oouusu10التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Plagen10التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uuouou10التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
molay
التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
must58
التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
bent starmust2
التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
sanae
التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
حليمة
التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
mam
التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
zineb
التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
aziz50
التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
mm
التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barالتحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض 51365/1365التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض  (1365/1365)

التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Empty
مُساهمةموضوع: التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض   التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Emptyالجمعة 23 ديسمبر - 5:33:07



التحذير من المكاسب الخبيثة

التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Basmallah

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

الخطبة الأولى

أمّا بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى.

عبادَ الله، يقول الله جلّ جلاله وهو أصدقُ القائلين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا [النساء:29].

في هذه الآيةِ خطابٌ لأهلِ الإيمان السامعين المستجيبين لله ورسوله، ينهاهم ربُّهم أن يأكلَ بعضُهم مالَ بعض بالباطل، والمرادُ بالباطل ما كانَ الأكلُ بغير حقٍّ، أكلٌ لمالِ الغير ظلمًا وعدوانًا.

ذلك ـ يا عبادَ الله ـ أنَّ مالَ المؤمن محتَرمٌ، والتعدِّي عليه ظلمٌ وعدوان، ولا يحلُّ مال امرئ مسلمٍ إلاَّ بطيبةٍ من نفسه.

أيها المسلم، إنّ الواجبَ عليك احترامُ أموال الغير، ولتعلمْ أنَّ أكلَها بغير حقٍّ مِن أكلِ الحرام، وأكلُ الحرام أمرٌ محرَّم على المسلم؛ لأنَّ الله أمرنا أن نأكلَ من طيّبات ما رزَقنا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:172]. والطيّبُ هو الحلالُ المباح، حلالٌ أحلَّه الله، مباحٌ تناولُه، فالمال الحرام حرامٌ عليك؛ لأنه محرَّمٌ شرعًا، وإذا كان هذا مالَ الغير فحرامٌ عليك أيضًا لكونِه مالَ أخيك، فلا يجوز التعدِّي عليه وظلمُه.

أيها المسلم، إنَّ نبيَّنا محمّدًا حذَّرنا من المكاسب الخبيثة، حذّرنا من أكلِ الحرام، وتوعَّد آكلَ الحرام بوعيد شديد، من أعظمِها أنَّ أكلَه للحَرام عائقٌ من إجابةِ الدعاء وسببٌ لردِّ الدعاء، فأكلُ الحرام يمنَع إجابةَ الدعاء، مع ما يترتَّب على أكلِ الحرام من ظلمٍ وعدوان، وأنَّك بأكلِ المال الحرام تُغدِّي نفسَك بهذا المال الخبيث وتُطعِمه أولادَك، فتتحمَّل الأوزارَ والآثام.

أيها المسلم، أكلُ مالِ الغير بالباطلِ بالظلم والعدوان يكونُ في أمور:

فمنها اغتصابُ أموالِ الغير، فاغتصابُك لمال غيرك وأخذُك مالَه قهرًا وعدوانًا تُعتبر بهذا آكلاً للحرام؛ لأنك تعدَّيتَ على مالٍ لا يحقّ لك، فأخذتَه ظلمًا وعدوانا، فأنتَ بهذا آكلٌ للحرام.

سرقتُك لمال الغير خفيةً تعتَبر بهذا آكلاً للمال الحرام.

جَحدُك الحقَّ الواجبَ عليك والمتعيِّن عليك أداؤُه تعتَبر بهذا آكلاً للحرام؛ لأنَّ هذا الحقَّ الذي يجب عليك أن تؤدِّيه لصاحبه لكونه عِوَضًا عن قِيَم المبيعات أو أجره أو نحو ذلك، فإذا جحدتَه كنتَ بذلك آكلاً للحرام.

معاملتُك الربويَّة بالفوائدِ تُعتبَر ظلمًا وحرامًا عليك، وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا [البقرة:275]، فالفوائدُ الربويّة أكلُها حرام؛ لأنّ الله حرَّمَ ذلك في كتابه وحرَّمه رسولُه .

عدمُ إعطاءِ الأجير حقَّه والمماطلةُ بذلك تعتبَر آكلاً للحرام؛ لأن الأجيرَ يجبُ أن يُعطَى حقَّه كاملاً، فالمراوغةُ والمماطلةُ والمحاولةُ للاستنقاصِ وجَحد البعض تعتبَر بهذا آكلاً للحرام.

خيانتُك لما ائتُمنتَ عليه من مال، عندما تخون الأمانةَ التي ائتمنتَ على حفظِها وإيصالها لمستحقيها تعتبر بتلك الخيانةِ مع [عِظم] الخيانة وقبحِها آكلاً للمال الحرام.

أكلُ مالِ اليتيم وعدمُ إعطائه حقَّه تعتبَر بهذا آكلاً للحرام.

أيّها المسلم، غِشُّك في البيوع وكذبُك وتدليسُك يعتبر آكلاً للحرام؛ لأنّ الواجبَ على البائع الصدقُ في بيعه، وأن لا يخدَع ولا يغشَّ ولا يخون، بل يكون إخبارُه صحيحًا صِدقًا، فإن دلَّس وغشَّ وخان كان آكلاً للمال الحرام.

يبيعُ بيعًا يعلَم أنَّ هذا البيعَ فيه عيوبٌ قد لا يطَّلع المشتري عليها إلاّ بعد حين يُعتبر بهذا آكلاً للحرام؛ لأن الواجب عليه أن ينصَحَ لإخوانه، وأن يحبَّ لهم ما يحبُّه لنفسه.

قبولُ الرِّشوة أو طلبُ الرِّشوة والسعيُ لأجلها والتوقُّف عن تنفيذ الحُقوقِ والمعاملات للأفراد إلى أن يُعطى رشوةً على قدرِه تُعتبَر تلك الرِّشوة آكلاً للمال الحرام؛ لأنك أخذتَ مالاً بغير حقِّه.

أيّها المسلم، تدبَّر في وضعك، واعلم أنَّ كلَّ مالٍ أخذتَه بغير طريقٍ مشروع فإنّه حرامٌ عليك، والمؤمنٌ يتَّقي الله في نفسِه، ويراقبُ الله قبلَ كلّ شيء.

أيّها المسلم، شفاعتُك للغير وجعلُ تلك الشفاعةِ متوقِّفةً على مالٍ يُدفَع إليك، لولا هذا المالُ ما شفعتَ لمحتاج ولا نفعتَ محتاجًا، هذا المالُ حرام عليك؛ إذ المطلوبُ منك السعيُ في الخير، ((من شفَع لأخيه شفاعةً فأهدى له هديَّة فقبلها فقد أتى بابًا من أبواب الربا))[1].

أيّها المسلم، كم أناسٍ عُهد إليهم بحقوقٍ للغير لكنّهم يماطلون ويظلِمون ويكذِبون ويساومون الناسَ على حقوقهم، إن أعطُوا نفَّذوا المهمَّة، وإن لم يُعطَوا حاولوا تمليل ذلك الإنسان وإقلاقَ راحته، وربَّما تَرَك حقَّه لأنه لا يستطيع أن يدفعَ لهم ما يريدون، وكلُّ هذا من أكل الحرام.

العاملُ والموظَّف يؤدِّي عملَه، يؤدِّي وظيفتَه على الوجهِ المرضِيّ، فإن طَلَب مالاً لأجلِ تنفيذ عمَل كان ذلك المالُ الذي يأخذه حرامًا عليه.

فمن اتَّقى الله في مكاسبِه بجميعِ أنواعها وراقب اللهَ وخافَ الله فذاك السعيدُ الذي نفع نفسَه وأنقذها من عذاب الله.

أيّها المسلم، ليس المهمُّ وصولَ المال إليك، المهمُّ أن تعلمَ أنَّ هذا المالَ الذي وصَل إليك: بأيِّ طريق وصل؟ بأيّ سببٍ نِلتَ المال؟ أبطُرق شرعية وأسباب مؤذونٍ فيها شرعًا؟ فذاك الم+َب الطيب، أم طرق ملتوية وأسبابٌ محرَّمة ومحاولات بكلِّ أنواع المحاولاتِ للحصول على هذا المال؟ فإنك بذلك قد ظلمتَ نفسَك وتحمَّلت الأوزارَ والآثام، وستَندم ولا ينفعُك الندم.

أيها المسلم، اسمَع نبيَّك وهو يحذِّرك من هذه المكاسِب الخبيثة، يقول : ((إنَّ الله طيبٌ لا يقبل إلا طيّبا، وإنّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ [المؤمنون:51]، وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:172]))، ثم ذكر النبيّ الرجلَ الذي يطيل السفرَ أشعثَ أغبر، يمدُّ يديه إلى السماء: يا ربِّ، يا ربِّ، يا ربِّ، مطعَمه حرَام، وملبَسه حَرام، وغُذِّي بالحرام: ((فأنَّى يُستجاب لذلك؟!))[2].

يا أخي، أكلُ الحرام سببٌ لقسوةِ القلب، أكلُ الحرام سَببٌ لضَعف الأعمال، أكلُ الحرام سببٌ للبلايا، أكلُ الحرام سببٌ لمَحقِ البركة، أكل الحرامِ سببٌ لحُلولِ العقوبات والمثُلات، أكلُ الحرام يُقلِق راحتَك وتشقَى بأمراضٍ متعدِّدة وهموم وغموم، وعندما يحين انتقالُك من الدنيا إلى الآخرة وتشاهد تلكَ الأمور تتذكَّر تلك الأموالَ التي طالما جمعتها من الحرام، وتعلمُ أنك تفارقُ الدنيا وقد تحمّلتَ الأوزارَ والآثام، وخلّفتَه إلى من قد يُحسِن فيه لنفسِه أو يفسِد والعياذ بالله، ففسادُهم إن فسَدوا أو صلاحهم عليهم، وأنت تحمَّلت الآثام والأوزارَ، وتلقَى اللهَ بالتَّبعات يومَ القيامة.

أخي، خلِّص نفسَك، واتَّق الله، ولتكُن القناعةُ خلُقًا لك في الحلال، واعمد إلى المكاسبِ الطيّبة، ففيها الخير والبركةُ في الدنيا والآخرة، أما المكاسبُ الخبيثة فممحوقةٌ بركتُها، ولا توفَّق فيها لعمل صالح؛ لأن الله يقول: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ [البقرة:276].

أيّها المسلم، اعلَم أنَّ اللهَ سائلُك عن هذه الأموال في يومِ وقوفِك بين يديه حافِيًا عاريًا، سيسألك عن كل دِرهَم وصَل إليك، يسألك: [مِن] أين أتاك؟ وفيم أنفقته؟ [مِن] أين أتاك هذا المال؟ من أيِّ الطرُق أتى؟ وما طرقُ الإنفاق؟ هل أتاك المال من طريقٍ مشروع حلالٍ طيِّب أو من طريق خبيث سيِّئ؟ ثم [في] ماذا أنفقته؟ هل أنفقتَه في الواجبات؟ هل أنفقته في الأمور الطيبة أم أنفقتَه في باطلٍ وتبذير وأمور محرَّمة؟

فاتَّق الله في مالِك، فهو فتنةٌ وبلاء، لا ينجو من فتنته إلاّ من ملأ الله قلبَه يقينًا، وقنَّعه الله بالحلال.

نسأل الله أن يكفيَنا وإياكم بحلاله عن حرامِه، وبطاعتِه عن معصيتِه، وبفضلِه عمّن سواه.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.


[1] أخرجه أحمد (5/261)، وأبو داود في البيوع (3541)، والروياني (1228)، والطبراني في الكبير (8/238) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود (3025).

[2] أخرجه مسلم في ال+اة، باب: قبول الصدقة من ال+ب (1686) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.



الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أمّا بعد: فيا أيّها الناس، اتقوا الله حقَّ التقوى.

عبادَ الله، المؤمنُ حقًّا في قلبِه إيمانٌ يحجزه عن الحرام، فطرتُه السليمة ترفُض الحرامَ وتكرهه، إيمانُه الصادقُ يرفض المكاسبَ الخبيثة ولا يرضى بها ولا يطمئنّ إليها، كلَّما عَرَض له م+بٌ خبيث تذكَّر الله والدارَ الآخرة، فعفَّ عن الحرام، وترفَّعت نفسُه عن الحرام.

إنَّ المالَ فتنةٌ وبلاء إلاَّ من عصَم الله، فما أكثَرَ المفرّطين، وما أكثرَ المتساهلين، وما أكثَر المتأوِّلين لاستحلال أموال الغير ظُلمًا وعدوانا، يستغلُّون ضعفَ الإنسان أحيانًا، ويستغلّون قوَّتهم ونفوذَهم، ويستغِلُّون قدرتَهم على التأثير، فحقوقُ الناس يساوَم عليها، إن أُعطُوا نفَّذوا، وإن لم يُعطَوا جحَدوا وأنكَروا، فهم لصوصٌ والعياذ بالله، ولا يعلَمون أنّ هذا المالَ الذي حَازُوه هو حرامٌ عليهم، سيكونُ حَطَبًا يتأجَّج عليهم في نارِ جهنَّم.

جاء صحابيٌّ إلى النبيّ ـ وابصةُ بن معبَد ـ فقال له النبيّ: ((جئتَ تسأل عن البرِّ والإثم؟)) قال: نعم، أعلَمَ الله نبيَّه بذلك، قال: ((البرّ ما اطمأنَّت إليه النفسُ واطمأنّ إليه القلب، والإثمُ ما حاك في النفسِ وتردَّد في الصدر، وإن أفتَاك الناسُ وأفتَوك))[1].

يا أخي، كم من أناسٍ يسهِّلون الحرامَ، ويتعدَّون الحدودَ، ويقول قائلهم: هذا مالٌ نِلتَه، ومالٌ لم تُجبِر عليه أحدًا، ولم تغصِبه من أحدٍ، ولم تسرِقه، إنما مالٌ أخذتَه في سبيل تنفيذِ مهمَّةٍ أو في سبيل إعطاءِ أمانة، أنت في هذا المركَز لا بدّ أن تأخُذَ، ولا تفُتِ الفرَص عليك.. إلى آخر ذلك، فيستحلّون أموالَ المسلمين، ويأخذونها ظلمًا وعدوانًا.

فيا إخواني، هذه أمورٌ خطِيرة، يجحَدُ الإنسانُ حقوقَ الغير، عُمّالٌ لهم حقوقٌ لا يُعطَون إيّاها، لماذا؟ لأنهم ضعفاءُ وفقَراء ولا يستطيعون، فيذهَبون وأموالهم عند ذلك الجائرِ الظالم، ثم يندَمُ بعد ذلك ولا ينفعه ندَمه.

يا إخواني، أماناتٌ ومواريثُ عند آخرين يجحَدون وينكِرون ويماطِلون ويلفُّون ويدورون ويأتون بطرق ملتويةٍ، والله يعلم خائنَةَ الأعين وما تخفى الصدور.

مهما [فعلتَ] من حِيل واتَّخذتَ من أساليبَ اللهُ يعلَم سرَّك وعلانيتك، قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران:29]. فلا مهربَ لك، الله محيطٌ علمُه بك، أنقِذ نفسَك، وخلِّص م+َبك، واتقِ الله فيما بقي من عمُرك، فعسى أن تلقَى ربَّك ومكاسبُك طاهرةٌ نظيفَة، تسعَد بها في آخرتك، ويسعَد بها من بعدَك من ورثتك.

أيّها المسلمون، كان سلفُكم الصالحُ يتحرَّون المكاسبَ الطيّبة بكلِّ جُهدِهم، ويتوقَّون الحرامَ بكلِّ مُمكن، ولذا نالُوا السعادةَ في الدّنيا والآخرة بتوفيقٍ من الله.

نبيُّهم كان يتَّقي الحرامَ بكلِّ وسيلة، رأى تمرةً في الطريق فقال: ((لولا أني أخشى أن تكونَ مِن الصدقةِ لأكلتها))[2]؛ لأنَّ الصدقةَ محرّمةٌ عليه، ويقول لنا: ((دَع ما يَريبك إلى ما لا يَريبك))[3].

صِدِّيق هذه الأمّة أبو بكر رضي الله عنه خيرُ الخلقِ بعد الأنبياء، كان له غلامٌ في الجاهلية، وقد باعه نفسَه وأصبحَ قيمتُه خراجًا يعطيه أبا بكر كلَّ يوم، فجاءه يومًا بطعام، وكان الصدِّيق لا يأكل شيئًا حتى يسألَ عنه، فجاءه يومًا وهو صائمٌ بطعامٍ فأكلَه بعد ما أفطَر، فقال: ألا تسألني عن هذا؟! قال: نعم، ما شأنه؟ قال: كنتُ تكهَّنتُ لأناسٍ في الجاهليّة وأنا لا أحسِنُ الكهانة غيرَ أنِّي كذبتُ عليهم، فهذا جُعلٌ أعطَونيه عن تلكِ الكهانة [التي] ادَّعيتُها وأنا لا أحسنُ الكهانة، فأدخَل أبو بكر يدَه في جوفِه، وتقيَّأ كلَّ ما دخل، فقيل له: يرحمك الله يا خليفة رسول الله، أهذا من لقمةٍ واحدة؟! قال: والله، لو لم تخرُج إلا بخروجِ نفسي لحاولت، إنِّي سمعتُ رسولَ الله يقول: ((كلّ لحمٍ نبتَ من سُحتٍ فالنار أولى به))[4]. ولذا قال بعضُ السّلف: "والله، ما سبَقهم أبو بكرٍ بكثرةِ صلاةٍ ولا صيام، ولكن بإيمان وقَر في قلبه"[5].

قالوا: إنَّ الإمامَ أبا حنيفة النعمانَ بن ثابت رحمه الله أحد الأئمة الأربعةِ المتبوعين كان يشتغِل في تجارة البزّ، وكان عنده نوعٌ من البزِّ فيه خروقٌ وشيء من النَّقص، باعَه وكيلُه من غير أن يُشعِر المشتريَ بما فيه من العَيب، وكان أبو حنيفةَ يعلَم ذلك، لكنه ما ظنَّ أنه سيشتريه إلاَّ بالسؤال عنه، فجاء إلى عامِله فقال: ما فعَل هذا البزّ؟ قال: بِعتُه، قال: هل أعلمتَ المشتريَ بالنّقص الذي هو فيه مِن بعض الخروقِ في ذلك؟ قال: لا، قال: لماذا؟ قال: ما سألني فبعتُه وقبضتُ ثمنَه، قال: وكم ثمنُه؟ قال: عشرةُ آلاف، قال: يا هذا، تصدَّق بها، فإني لا أحبُّ أن يدخلَ م+بي شيءٌ من حرام.

هكذا النفوسُ العالية، والنفوسُ التي تراقب الله، والنفوسُ التي امتلأت قلوبُهم إيمانًا وتقوى. فلنتَّق الله جميعًا في مكاسبنا، ولنتواصَ بالحقِّ والصِّدق والأمانةِ، ولنؤدِّ الحقوقَ كاملة.

يا إخواني، كم يسأَل السائلون، يقول هذا السائل: سألتُ من شخصٍ أن يشفَع لي لعملٍ مَا فطلب مني مبلغَ كذا وكذا لكي يعطيَني ذلك العملَ ويجعلني في تلك الوظيفة.

فيا إخواني، كيفَ يستحلُّ المسلمُ مالَ مسلِم بغير حقّ؟! إذا كان من طَلب منك الشفاعةَ مستحقًّا لها وأنت قادرٌ على أن تنفَع هذا المسلم فانفعه إيمانًا وطاعةً لله، وأما أن تستغلَّ حاجتَه، فتأخذ منه مبلَغًا ما، تقول: إنها تعقيبٌ وإنها وإنها، والله يعلمُ أنك كاذبٌ في ذلك، فإنَّ هذا حَرامٌ عليك، سواء كان كلُّه لك، أو سواء لك جزءٌ ولغيرك جزء، المهمُّ أنك سعَيتَ في اقتطاعِ مالٍ من مسلِم بلا حقّ وإن طابت به نفسُه، لكنها لم تطِب به نفسُه عن قناعة، لكنَّ الحاجةَ ألجأته إلى ذلك، فخَفِ الله وراقبِ الله، واعلم أنَّ ما أخذتَه من مالِ هذا المسلم ظلمٌ وعدوانٌ، وأنك تأكلُ بذلك حرامًا.

فاتقوا الله في مكاسبكم يا عبادَ الله، وخلِّصوا أنفسَكم قبلَ لقاءِ الله، أسأل اللهَ أن يجعلَنا وإياكم من الصادِقين في القولِ والعمل.

واعلموا ـ رحمكم الله ـ أنّ أحسنَ الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يدَ الله على الجماعة، ومن شذّ شذّ في النار.

وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على عبد الله ورسوله محمّد كما أمركم بذلك ربكم، قال تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهمّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين...





[1] أخرجه أحمد (4/227، 228)، وأبو يعلى (1586، 1587)، والطبراني في الكبير (22/147، 148)، وحسن إسناده المنذري في الترغيب (2/351)، وقال الألباني في صحيح الترغيب (1734): "حسن لغيره". ويشهد له حديث مسلم في البر (2553) عن النواس بن سمعان رضي الله عنه بنحوه.

[2] أخرجه البخاري في اللقطة (2431)، ومسلم في ال+اة (1071) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

[3] أخرجه أحمد (1/200)، والترمذي في صفة القيامة (2518)، والنسائي في الأشربة (5711)، وقال الترمذي: "حسن صحيح"، وصححه ابن حبان (722)، والحاكم (2/13)، ووافقه الذهبي، وهو مخرج في الإرواء (2074).

[4] أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (2/61)، وابن عدي في الكامل (5/297) بدون القصة عندهما، وأبو نعيم في الحلية (1/31)، والبيهقي في الشعب (5760، 5761) من طريق زيد بن أرقم عن أبي بكر، وفي سنده عبد الواحد بن زيد متروك، ولذا ضعفه المناوي في الفيض (5/17)، وقد أخرج البخاري نحو هذه القصة في المناقب (3842) عن عائشة رضي الله عنها من غير اللفظ المرفوع، وقد ورد الجزء المرفوع عن عدد من الصحابة منهم: عمر وجابر وابن عباس وابن عمر وعبد الرحمن بن سمرة وكعب بن عجرة رضي الله عنهم.

[5] هذا من كلام أبي بكر بن عياش، انظر: المنار المنيف (ص92).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التحذير من المكاسب الخبيثة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التحذير من ظلم العمال - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» التحذير من الربا - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» التحذير من الرشوة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» التحذير من التألي على الله - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» التحذير من مسابقة الإمام- عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: