molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: الجهاد في سبيل الله (1)- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي الأربعاء 9 نوفمبر - 5:06:16 | |
|
الجهاد في سبيل الله (1)
سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
الخطبة الأولى
أما بعد: فإن الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات ومن أعظم الطاعات، بل هو أفضل ما تقرب به المتقربون إلى الله وتنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض، وهو ذروة أعمال الخير التي يتقرب بها المسلم إلى ربه عز وجل كما قال رسول الله : ((رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)) رواه الطبراني والترمذي وقال: "حديث حسن صحيح".
واقتضت حكمة الله البالغة أن يمتحن عباده المؤمنين ويختبرهم بأهل الإلحاد والكفر والنفاق طوال الحياة على هذه الأرض من حين لآخر ومن فترة لأخرى في أي مكان على وجه الأرض؛ ليظهرَ بذلك صدقُ المؤمنين في إيمانهم وتُرفَعَ درجاتُهم، وإلا فهو سبحانه قادر على أن ينتقم من الكفار فيهلكهم عن آخرهم في لحظة واحدة، ولكنه الابتلاء والامتحان والاختبار للمؤمنين كما قال سبحانه وتعالى: ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ [محمد: 4-8].
إذًا فالجهادُ في سبيل الله ذروةُ سنام الإسلام، ومنازلُ أهله أعلى المنازل في الجنة، كما أن لهم الرفعة في الدنيا، فلا يستوي أبدًا القاعد والمتخلف عن الجهاد من المؤمنين مع من يجاهد في سبيل الله كما قال عز وجل: لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء: 95، 96].
وقد أمر الله بجهاد الكفار والمنافقين كما في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [التحريم: 9]، وجهاد هؤلاء يكون على أربع مراتب: بالقلب واللسان والمال والنفس، فجهاد الكفار يكون بالمال والسلاح والنفس، وجهاد المنافقين يكون بالحجة والجدال والتوضيح والبيان.
وقد شرع الله الجهاد لإعلاء كلمته سبحانه وبحمده حتى يعبد وحده لا شريك له، قال تعالى: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ [البقرة: 193]، وشرعه أيضًا لقمع الكفار والمشركين والملحدين وأعداء دين الإسلام من أولياء الشيطان من الطواغيت جميعًا، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا [النساء: 76]. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "والتحقيق أنَّ جنسَ الجهاد فَرْضُ عَيْنٍ: إما بالقلب وإما باللسان وإما بالمال وإما باليد، فعلى المسلم أن يجاهد بنوع من هذه الأنواع".
وقد ورد في فضل الجهاد في سبيل الله وفضل المجاهدين من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ما يحفز الهممَ العالية ويحرك كَوَامِنَ النفوس المؤمنة إلى المشاركة في هذا السبيل والصدق في جهاد أعداء رب العالمين. وقد ورد الترغيب فيه في آيات عدة من كتاب الله، ومنها قوله عز وجل: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة: 111]، وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ [الصف: 10-13].
وورد الأمر لعباد الله المؤمنين في الكتاب الكريم بأن ينفروا إلى الجهاد خفافًا وثقالاً أي: شيبًا وشبابًا من غير أصحاب الأعذار وأن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، وذلك في قوله سبحانه وتعالى: انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوْ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ [التوبة: 41-45].
وقال عز وجل محذرًا عباده المؤمنين من الركون إلى الحياة الدنيا وما فيها من متاع زائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [التوبة: 38، 39]، وقال عز وجل: قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة: 24].
والآيات في فضل الجهاد والترغيب فيه وبيان فضل المجاهدين كثيرة، والأحاديث كثيرة أيضًا، وأذكر طرفًا منها:
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها)) رواه البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله : أي العمل أفضل؟ قال: ((إيمان بالله ورسوله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور)) رواه البخاري ومسلم. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أتى رجل رسول الله فقال: أي الناس أفضل؟ قال: ((مؤمن يجاهد بنفسه وبماله في سبيل الله تعالى))، قال: ثم من؟ قال: ((ثم مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله ويدع الناس من شره)) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والحاكم. وقال رسول الله : ((إن الشيطان قعد لابن آدم بطريق الإسلام فقال: تُسلم وتذر دينك ودين آبائك؟! فعصاه فأسلم فغُفر له، فقعد له بطريق الهجرة فقال له: تهاجر وتذر دارك وأرضك وسماءك؟! فعصاه فهاجر، فقعد له بطريق الجهاد فقال: تجاهد وهو جَهْدُ النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال؟! فعصاه فَجَاهَدَ))، فقال رسول الله : ((فمن فعل ذلك فمات كان حقًا على الله أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقًا على الله أن يدخله الجنة، وإن وَقَصَتْهُ دابةٌ كان حقًا على الله أن يدخله الجنة)) رواه النسائي وابن حبان في صحيحه والبيهقي. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: مَرَّ رجل من أصحاب رسول الله بشعب فيه عُيينة من ماء عذبة فأعجبته، فقال: لو اعتزلتُ الناسَ فأقمتُ في هذا الشعب، ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله ، فذكر ذلك لرسول الله فقال: ((لا تفعل، فإن مقام أحدكم في سبيل الله تعالى أفضل من صلاته في بيته سبعين عامًا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة؟! اُغزوا في سبيل الله، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة)) رواه الترمذي وقال: "حديث حسن" والحاكم وقال: "صحيح على شرط مسلم". ((فَوَاقَ الناقة)) هو ما بين رَفْعِ اليد عن ضَرْعِهَا وَقْتَ الْحَلْبِ وَوَضْعِهَا، وقيل: هو ما بين الْحَلْبَتَيْنِ. وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((مقام الرجل في الصف في سبيل الله أفضل عند الله من عبادة الرجل ستين سنة)) رواه الحاكم وقال: "صحيح على شرط البخاري".
الخطبة الثانية
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، أحمدك اللهم وأشكرك ولا أكفرك وأؤمن بك وأتوكل عليك وأثني عليك الخير كله، وأشهد أن لا إله إلا أنت سبحانك أنت قيوم السماوات والأرض، وأشهد أن محمدًا عبدك ورسولك، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله.
أما بعد: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض)) رواه البخاري. وروى البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قيل: يا رسول الله، ما يعادل الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((لا تستطيعونه))، فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثًا، كل ذلك يقول: ((لا تستطيعونه))، ثم قال: ((مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله)). وقال رسول الله : ((مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم، وتكفل الله للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالمًا مع أجر وغنيمة))، وفي لفظ آخر: ((تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة)) جزء من حديث رواه مسلم وغيره. وقال : ((ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمى، اللون لون دم، والريح ريح مسك)) رواه البخاري ومسلم. وقال : ((ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار)) رواه البخاري. وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: ((من مات ولم يَغْزُ ولم يحدّث به نفسه مات على شعبة من النفاق)) رواه مسلم وأبو داود. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: ((إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه شيء حتى ترجعوا إلى دينكم)) رواه أبو داود وغيره.
ففيما مَرَّ من الأحاديث بيان فضل الجهاد وما أعده الله للمجاهدين الصادقين من المنازل العالية والثواب الجزيل، وبيان أن الإعراض عن الجهاد وعدم تحديث النفس به من شعب النفاق، وأن التشاغل عنه بالتجارة والزراعة والمعاملات الرِّبَوِيَّةِ من أسباب ذُلِّ المسلمين وتَسَلُّطِ الأعداء عليهم كما هو الواقع، وأن الذل لن ينزع عنهم حتى يرجعوا إلى دينهم بالاستقامة على أمر الله والجهاد في سبيله.
وعلينا أن نعلم أن الجهاد فرض كفاية على المسلمين، إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين، ويكونُ فَرْضَ عَيْنٍ على كل رجل مسلم بالغ قادر ليس له عذر يمنعه من عمى أو عرج أو شلل أو أيّ مرض يعذر فيه عن التخلف أو لأمر يراه وليّ الأمر لتخلّفه أو غير ذلك من الأسباب المبيحة. فحكم الجهاد في هذه الأيام ومحاربة أعداء الله ورسوله من الملحدين والعلمانيين والقوميين العرب والكفار عمومًا هو فرض كفاية إذا قام به المكلفون رسميًا ومن قام معهم سقط عن البقية، أما إذا اسْتَنْفَرَنَا وليُّ الأمر فإنه يصبح فرضَ عينٍ على الجميع ممن ليس له عذر شرعي، ولا يجوز للمسلم التخلف إلا بعذر شرعي.
فليتنبه كل مسلم إلى فرضية الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس متى طُلب منه واستنفره ولي الأمر، وليكن هدف الجميع إعلاء كلمة الله وقمع أعداء الله ورسوله ونصرة المسلمين وإحياء فريضة الجهاد وابتغاء مرضاة الله عز وجل وطلب الثواب منه سبحانه وتعالى والإخلاص في ذلك لله عز وجل.
وصلى الله وسلم وبارك على رسولنا محمد وآله، ورضي الله عن الصحابة أجمعين...
| |
|