STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ouuou10شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Uououo10شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Uooous10شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ooouus10شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ooouo_10شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ouooo11شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ooouo_11شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Uoou_u10شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Uoo_ou10شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Arkan_10الطـهـارةشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Uuooo_10شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ouuuuo10شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Oouusu10شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Plagen10شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Uuouou10شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
molay
شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
must58
شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
bent starmust2
شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
sanae
شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
حليمة
شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
mam
شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
zineb
شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
aziz50
شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
mm
شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barشكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي 51365/1365شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي  (1365/1365)

شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Empty
مُساهمةموضوع: شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي   شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Emptyالأربعاء 9 نوفمبر - 4:27:29



شكر النعمة وكفرها

شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Basmallah

سعد بن عبد الله العجمة الغامدي

الخطبة الأولى

أما بعد: فإن الأشر والبطر مظهر لجحود النعمة وبادرة لسوء المصير، ولقد كان فيما قصّ الله في كتابه عن قارون وقد آتاه الله من كنوز المال ما قابله بالأشر والبطر كان له سوء العاقبة والمصير، قال تعالى: إِنَّ قَـٰرُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ وَءاتَيْنَاهُ مِنَ ٱلْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِٱلْعُصْبَةِ أُوْلِى ٱلْقُوَّةِ أي: أعطيناه من كنوز المال العظيمة التي مفاتيحها تُثْقِلُ في حَمْلِهَا الجماعةَ والعُصْبَةَ من الناس وذلك لكثرتها، إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ أي: إن الله لا يحبّ الأَشِرِينَ الذين أَبْطَرَتْهُمُ النِّعْمَةُ، وَٱبْتَغِ فِيمَا ءاتَاكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ أي: اطلب بما أعطاك الله من الأموال الجنة وبذل الأموال في رضا الله، وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا أي: خُذْ من مُتَعِ الدنيا ما أباحه الله لك بِقَدَرٍ، وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ أي: أحسن إلى عباد الله كما أحسن الله إليك، وَلاَ تَبْغِ ٱلْفَسَادَ فِى ٱلأرْضِ أي: لا تَكُنْ هِمَّتُكَ بما أنت فيه أنْ تُفْسِدَ في الأرض بالمعاصي، إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ [القصص: 76، 77]، وكل ذلك توجيه من صالحي قومه لِيَرْعَوِيَ وينتهيَ عن غَيِّهِ، ويسلك سبيل السداد والرشاد، وهو أيضًا توجيه للناس جميعًا إلى الأبد، ولا يعني قارون وحده، فكم في أعقاب الزمن من أمثال قارون من تُبْطِرُهُ النعمةُ ويستعملها في المعصية والإفساد في الأرض والتعالي على الخلق، فيكون خطرًا على نفسه وعُرْضَةً لأن يناله من غضب الله ما يُعَكِّر عَيْشَهُ، بل قد تُطْوَى صفحتُه إن لم يكن بالخسف الذي حلّ بقارون فَبِقَارِعَةٍ تأتي عليه وإذا به صِفْر اليدين، وهذه نتيجة لظلمه وأَشَرِهِ وبَطَرِهِ، وكم من هذه الأَنْمَاِط والألوان موجودة الآن.

وكانت خاتمة قصة قارون ما ذكره الله في قوله تعالى: فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ ٱلأرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُنتَصِرِينَ وَأَصْبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِٱلأمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَـٰفِرُونَ تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى ٱلأرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص: 81-83].

وقصة أخرى وردت في القرآن الكريم تتحدث عن بطر سبأ وكفرهم بالنعمة، وزوالها عنهم وتفرقهم بعد ذلك وتمزقهم كل ممزق، وهم كانوا على عهد الملكة التي جاء نَبَؤُهَا في سورة النمل مع سليمان عليه السلام حيث كانت في ملك عظيم وخير عميم، وقد قص الهدهد خبرها على سليمان كما ورد في القرآن الكريم: إِنّى وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلّ شَىْء وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ [النحل: 23، 24]. وقد أعقب ذلك إسلامُ الملكة مع سليمان لله رب العالمين.

فقصة سبأ في الآيات التالية تقع أحداثُها بعد إسلام الملكة لله رب العالمين، وتبدأ القصة بوصف ما كانوا فيه من رزق ورغد ونعيم، وما طُلِبَ إليهم من شكر المنعم عز وجل بقدر ما يُطِيقُون، قال الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِى مَسْكَنِهِمْ ءايَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رّزْقِ رَبّكُمْ وَٱشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ [سبأ: 15]. وسبأ اسم لقوم كانوا يسكنون جنوب اليمن، وكانوا في أرض مخصبة ما تزال منهم بقية إلى اليوم، وقد ارتقوا في سُلَّمِ الحضارة حتى تحكموا في مياه الأمطار الغزيرة، فأقاموا خَزَّانًا يتألف جانباه من جبلين، وجعلوا على فَمِ الوادي بين الجبلين سدًا به عيون تُفتح وتُغلق، وخزّنوا الماء بكميات عظيمة وراء السد، وتحكَّمُوا فيها وَفْقَ حاجتهم، فكان لهم من هذا سُورٌ مائيٌّ عظيمٌ عُرِفَ باسم: سد مأرب، عملوا ذلك مع صعوبة الإمكانات وقلة الموارد والآلات قياسًا مع هذا الزمن الذي تَوَفَّرَ فيه ما لم يكن في العصور الأولى، وما يُعمل الآن من سدود ما هو إلا نِتَاجُ تفكير الأقدمين وحدّ علمهم الذي علمهم الله إياه، فأهل هذا العصر مسبوقون في السدود وتخزين المياه خلفها وطريقة تصريفها واستخدامها من آلاف السنين، فلم يأتوا بجديد مع أن الآلات الحديثة والإمكانات الهائلة المتوفرة الآن كان من المفترض استغلالها لتخزين المياه بدلاً من هَدْرِهَا خاصة مياه الأمطار التي تذهب في الصحراء والبحر ولا يستفاد منها كما ينبغي، فما أعجز بني البشر الموجودين الآن! وما أقوى وأصبر الأقدمين! مع الفارق في الإمكانات والموارد واختلافها بين القديم والحديث، وتلك الْجِنَانُ عن اليمين وعن الشمال دلالةٌ على الخصب والوفرة والرخاء والمتاع الجميل، وفي تلك النعم آية تذكّر بالمنعم الوهاب سبحانه، وقد أُمِرُوا أن يستمتعوا برزق الله شاكرين له نعمه سبحانه وبحمده: كُلُواْ مِن رّزْقِ رَبّكُمْ وَٱشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ [سبأ: 15]. وذُكِّرُوا بالنعمة ـ نعمة البلد ـ وفوقها نعمة الغفران والتجاوز عن السيئات بالرغم من التقصير الواضح في شكر المنعم جل جلاله، وإنها لَمِنَّةٌ عُظْمَى لو استجابوا لذلك تتمثل في حياتهم الدنيا بالنعمة والرخاء، وفي الآخرة بالعفو والغفران، ولكنهم لم يشكروا ولم يذكروا الله، فماذا كانت نهاية كفران النعمة؟ قال تعالى: فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ وَبَدَّلْنَـٰهُمْ بِجَنَّـٰتِهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَىْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَىْء مّن سِدْرٍ قَلِيلٍ [سبأ: 16]. لما أعرضوا عن شكر الله وعن العمل الصالح والتصرف الحميد فيما أنعم الله عليهم سلبهم ذلك الرخاء الجميل الذي عاشوا فيه وأرسل السيلَ الجارفَ الْعَرِمَ الذي يحمل الحجارة لشدة تَدَفُّقِهِ، فحطَّم السد وانْسَاحَت المياه وانْسَابَت فَطَغَتْ وأغرقت، ثم لم يَعُدِ الماءُ يُخَزَّن بعد ذلك، فجفّت واحترقت وتبدلت تلك الجنان الْفِيحُ صحراءَ تتناثر فيها الأشجار البرية الخشنة. قال تعالى بعد أن ذكر إعراضهم وإرسال السيل العرم في آخر الآية نفسها: وَبَدَّلْنَـٰهُمْ بِجَنَّـٰتِهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَىْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَىْء مّن سِدْرٍ قَلِيلٍ، والخمط: هو شجر الأراك أو هو كل شجر ذي شوك، والأثل: شجر يشبه الطرفاء، والسدر: شجر النبق المعروف، وهو أجود ما صار لهم ولم يَعُدْ لهم منه إلا القليل.

قال تعالى: ذَلِكَ جَزَيْنَـٰهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نُجْزِى إِلاَّ ٱلْكَفُورَ [سبأ: 17]، لقد كفروا بنعم الله ولم يشكروها، ولكنهم إلى ذلك الوقت لا زالوا في قراهم وبيوتهم حيث ضيق الله عليهم الرزق وبدلهم من الرفاهية والنعماء خشونة وشدة، ولكنه لم يمزقهم ولم يغرقهم، وكان العمران ما يزال متصلاً بينهم وبين القرى المباركة: مكة في الجزيرة العربية وبيت المقدس في الشام، وكانت اليمن عامرة في شمال بلاد سبأ ومتصلة بالقرى المباركة، والطريق بينهما عامر مطروق مسلوك ومأمون، قال تعالى: وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ٱلْقُرَى ٱلَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَـٰهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا ٱلسَّيْرَ سِيرُواْ فِيهَا لَيَالِىَ وَأَيَّامًا ءامِنِينَ [سبأ: 18]. وغلبت عليهم الشِّقْوَةُ فلم ينفعهم النذير الأول فدعوا الله على أنفسهم فاسْتُجِيبَت الدعوة دعوة الأشر والبطر، قال تعالى مخبرًا عنهم: فَقَالُواْ رَبَّنَا بَـٰعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَـٰهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَـٰهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَـٰتٍ لّكُلّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [سبأ: 19].

أيها المسلمون، إن القرآن مليء بالعبر والعظات لمن يريد الاعتبار والرجوع إلى الله، والآيات كثيرة في هذا المعنى، فعلينا أن نرجع إلى الله ونفيق من غفلتنا ونتذكر نعم الله علينا ونشكره سبحانه وتعالى على نعمه، فبالشكر تدوم النعم، ويجب عند قراءتنا لهذه الآيات وغيرها أن نعتبرَ ونقرَّ ونعترفَ بنعم المنعم سبحانه علينا وعلى الخلق أجمعين، لا نعترف بها لأحد غير الله، سواء بقول الإنسان: إنها بقدرته ومعرفته وعمله وتصرفه الحكيم أو بإرجاعها لأحد من الخلق، فالبشر كلهم جميعًا لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا، وإنما هم أسباب ومظهر من مظاهر المنع أو العطاء، ضعفاء فقراء إلى الله، ونسمع ونقرأ عن بعض الأشخاص الذين تصدر منهم العباراتُ الشِّرْكِيَّةُ أو الجحُودِيَّةُ لنعم الله عز وجل ويرجعون عبارات الثناء والمدح والشكر إلى المخلوقين وينسبون ويسندون ذلك إلى البشر ويَتَفَوَّهُونَ بالعبارات والألفاظ التي يندى لها الجبين وتصدر من متعلمين مثقفين على حد زعمهم هُمْ، حتى في بلد التوحيد حيث يرجعون ذلك إلى فضل فُلان وحكمة علاَّن ولولاه لما حصل ما نحن فيه، ولا يرجعونها إلى الواحد الديان رب السماوات والأرض، ولا يُنَزِّهُونَ ألسنتَهم عما يقدح في عقيدتهم، فهم يعظمون المخلوقين وينسبون الأسباب والنعم إليهم مع أنهم عباد فقراء إلى الله مهما أُوتُوا ومهما رزقهم الله.

فعلى المسلمين أن ينسبوا النعم إلى الله عز وجل لأنه هو المنعم المتفضل بها سبحانه على عباده، وعليهم أن يقدروا الله حق قدره ويعلموا أن البشر إنما هم أسباب ومظهر من مظاهر المنع أو العطاء فقراء إلى الله كما قال تعالى: يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَاء إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيدُ [فاطر: 15]، وقال تعالى: وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الزمر: 67]. وعليهم أن ينسبوا النعم إليه سبحانه كما قال تعالى: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ [النحل: 53-56]، وقال تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم: 34]. وقال عز وجل: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات: 58]، وقال سبحانه وبحمده: وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ [الذاريات: 22، 23]، وقال تعالى: لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الشورى: 12]، وقال عز وجل: قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ: 39]، والآيات في هذا كثيرة.

فيجب علينا أن نشكر الله على نعمه بالاعتقاد بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح، وليس ذكرًا وشكرًا باللسان فقط، ولكن لا بد من التطبيق العملي لهذا الشكر الذي يجْرِي على اللسان، ولا يكون ذلك إلا إذا كان نابعًا من القلب، فعند ذلك نُجَازى من الله بالزيادة في النعم، وإن لم نفعل فعقاب الله شديد، قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ [إبراهيم: 7].



الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه.

أما بعد: فإن من كفران النعم الذي هو حاصل بيننا في هذه الأيام ما يفعله بعض الناس في حفلات الزواج من ولائم وغيرها وفي المناسبات الأخرى أيضًا، وذلك شيء يندى له الجبين، وهو كفران للنعمة وتعريضها للزوال حين تُرْمَى بقايا الموائد كما هي في النفايات بالسيارات أو في العربات مع وجود المحتاجين الذين يبيتون جياعًا لا أحد يعلم عنهم، تلك الولائم التي يُدعى إليها الأغنياء ولا يحضرها الفقراء، بل قد يُطْرَدُون لو حضروا أو قاربوا الأبواب، تلك الولائم التي يصدق عليها الحديث: ((شر الوليمة التي يدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء)) كما ورد في الخبر عن سيد البشر محمد ، وإنها لأعمال لا ترضي الله، وتصرفات مؤلمة ومحزنة لكل مؤمن غيور على دينه، تلك الولائم التي يحصل فيها الإسراف والتبذير والمظاهر الزائفة والمفاخرة الكاذبة التي يتحمل معها كثير ممن عملها الديون التي يسدِّدونها على مَرِّ السنين حبًا في الرياء والسمعة والمفاخرة والأشر والبطر، وإِنَّ وَعْدَ اللهِ وَوَعِيدَهُ لَحَاصِلٌ، فمن شكر فسوف يجزيه بالزيادة، ومن كفر النعمة فسوف يجد العذاب إنْ عاجلاً أو آجلاً.

ومن مظاهر الأشر والبطر وكفران النعمة أيضًا ما يقوم به بعض الآباء من إعطاء أبنائهم سيارات فخمة ومراكب فارهة بعشرات الآلاف من الريالات، يعطونهم ذلك ليستعملوها في معصية الله، وأول معصية هي تركهم للصلوات، وإلا فأين الشباب طوال أيام الأسبوع والمساجد منهم خالية، وقد لا ترى بعضًا منهم إلا أيام الاختبارات حيث يأتون إلى المساجد، فأين هم بعدها؟! يعقب تَرْكَ الصلوات إِهْدَارُ الأموال المُنْفَقة في هذه السيارات وإتلافها في الحوادث وإزهاق أرواح الأبرياء بالدَّعْسِ أو الت+ير وما يحصل في الحوادث المؤلمة، وكذلك تضييع الأوقات والساعات الطويلة في اللهو والعبث.

أيها الآباء، إن أولادنا ذكورًا وإناثًا أمانة في أعناقنا وخاصة الأبناء، سوف نسأل عنهم يوم القيامة وعن الأموال التي دفعناها لهم وفِيمَ استعملوها، ولا يعتقد أو يظن أحد أنه ناجٍ من هذه الأسئلة وهذه الأمانة، فَلْيُعِدَّ الجوابَ من الآن، وليحاسب نفسه ويرجع إلى ربه، قال تعالى: يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ [التحريم: 6]، وقال جل وعلا: وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَاء أَمْوٰلَكُمُ ٱلَّتِى جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَـٰمًا [النساء: 5]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع)) وذكر منها: ((عن ماله: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟)).

فلنتق الله، ولنتناصح فيما بيننا، ونحمد الله ونشكره على نعمه، ولنتذكر قول الله تعالى: وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ [الأنفال: 25]. ولنعتبر بالدول المجاورة وغيرها من دول العالم والتي كانت تعيش في رغد من العيش وما هي عليه الآن، ولنتذكر دائمًا أننا نتقلب في نعم الله العظيمة والتي لم تتوفر في أي قطر من أقطار هذه الأرض بهذه الكميات الرهيبة والانفتاح العجيب حيث تَفْرِضُ كثيرٌ من الدول قيودًا على منتجات بعض الدول الأخرى حفاظًا على اقتصادها وتأتينا نحن من جميع الأقطار والدول بهذه الكميات الهائلة والجودة التي قد لا تكون في البلد المنتج ولا يأكله أهلها بل نتمتع به نحن ومن يعيش في هذه البلاد المباركة، وهذه نعمة عظيمة ومِنَّةٌ كُبرى على ساكني الحرمين الشريفين وما جاورهما في هذه البلاد الطيبة حيث تحققت دعوة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، كما ورد في القرآن الكريم: رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ [إبراهيم: 37].

ولنشكر الله في كل حين ونقابل النعم بالشكر للمنعم سبحانه، الشكر الحقيقي المتمثل في القول والفعل والاعتقاد، والابتعاد عن الجحود وكفران النعم، والعمل بالطاعات وكل ما يقرب إلى رب الأرض والسماوات لئلا تتبدل الأحوال الطيبة بما يُضَادُّها، وتلك هي سنة الله في الأولين والآخرين، قال تعالى: وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ [النحل: 112].

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله...




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شكر النعمة وكفرها- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أصحاب الفيل وحماية الله للبيت الحرام- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
» وجوب طاعة ولاة الأمر في غير معصية الله (2)- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
» وجوب طاعة ولاة الأمر في غير معصية الله (1)- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
» احترام القرآن الكريم وأسماء الله - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
» قتل النفس التي حرم الله بغير حق (3)- سعد بن عبد الله العجمة الغامدي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: