molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: عظم فضل الصلاة- إسماعيل الخطيب الأربعاء 26 أكتوبر - 5:45:06 | |
|
عظم فضل الصلاة
إسماعيل الخطيب
الخطبة الأولى
أما بعد:
لما أراد الله تعالى أن يفرض الصلاة على أمة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، لم ينزل بأمرها ملكاً إلى الأرض، بل أنعم الله على رسوله بمعراج إلى السماء، وهناك في سدرة المنتهى فرضت الصلاة، ويحدثنا الصادق الأمين عن ما حدث له في تلك الليلة فيقول – في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري -: "فُرج عن سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغه في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا.." وهكذا أُعد النبي الكريم لمشاهدة ذاك المقام العظيم الذي قال عنه: "ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام" أي ارتفع إلى مكان سمع فيه ما تكتبه الملائكة من أقضية الله تعالى قال سبحانه: ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى.
إنه أمر لا نستطيع – ونحن في هذه الأرض – أن ندرك كيفيته، ولا أن نعي حقيقته، فنبينا عليه الصلاة والسلام في ليلة المعراج رأي جبريل – مرة ثانية – على صورته التي خلقه الله عليها، بعد أن رآه المرة الأولى يسد الأفق بخلقه الهائل في ليلة القدر حيث أوحى إلى عبد الله ما أوحى.
وفي ليلة المعراج رآه عند سدرة المنتهى، وهي شجرة تنبع من أصلها الأنهار التي ذكرها الله تعالى في كتابه: أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى شجرة إليها ينتهي علم كل عالم ملك مقرب، أو نبي مرسل، ما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله. وعندها الجنة التي هي مأوى المؤمنين.
عند سدرة المنتهى انتهت صحبة جبريل لرسول الله، وقف جبريل وتقدم النبي درجة أخرى هي أقرب وأدنى إلى عرش الله.
هناك في السماوات العلى في ليلة المعراج التقى نبينا بالرسل الكرام: آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم صلوات الله عليهم، وهناك فرض الله الصلاة وحق للصلاة أن تفرض في السموات وفي ليلة المعراج، فهي معراج لكل مسلم إلى ربه، بها تسمو الروح، وبها يتحقق للمؤمن أن الدعاء الذي هو مخ العبادة لا يكون إلا لله، وأن الركوع والسجود لا يستحقه إلا الخالق المدبر الحكيم، وبها يتميز المسلم من الكافر قال عليه الصلاة والسلام: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))، وبها يحقق المؤمن لنفسه الأمن والراحة، ولقد كان النبيإذا ح+ه (أهمه) أمر فزع إلى الصلاة وإذا عاد منهك القوى من قتال الأعداء، قال: ((يا بلال أرحنا بالصلاة))، أي أذن بالصلاة لتكون الصلاة راحة لنا من معاناة الحياة ومشكلاتها.
والصلاة هي أصل أركان الإسلام، وأم القربات وأشهر شعائر الدين، وأفضل أعمال الإسلام، سئل رسول الله: أي الأعمال أفضل قال: ((الصلاة على وقتها)) نعم، قال تعالى: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا أي إن الصلاة كانت في حكم الله، ومقتضى حكمته في هداية عباده كتاباً – أي فرضاً – مؤكداً ثابتاً، يؤدى في أوقات محدودة لابد من أدائها فيها بقدر الإمكان، قال ابن مسعود: إن للصلاة وقتاً كوقت الحج. والملاحظ لأهل البصائر أن الله الحكيم العليم جعل لكل أمر وقتاً فالأعمال تعرض عليه سبحانه في أوقات معينة، ورحماته تتنزل أكثر في ساعات معينة، ومن هذه الأوقات ما يدور بدوران الأسبوع +اعة الجمعة التي ترجى فيها استجابة الدعاء، ومنها ما يدور بدوران السنين كليلة القدر، وفي انتظام أوقات الصلاة تنبيه إلى وجوب اغتنام الوقت وأداء كل عمل في وقته، فالوقت هو رأس مال الإنسان إن استغله فيما ينفع ربح وفاز وإن ضيعه خاب وخسر.
عباد الله: في الحديث الصحيح، قال: ((ثم عُرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام)) ثم قال: ((ففرض الله على أمتى خمسين صلاة)) فرجعت بذلك حتى مررت على موسى فقال: ما فرض الله لك على أمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة، قال: ((فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك)) فراجع نبينا عليه الصلاة والسلام ربه فخفف خمساً ثم خمساً وهكذا حتى صارت خمس صلوات، ومع ذلك قال موسى لرسول الله: راجع ربك، فقال عليه الصلاة والسلام: ((استحييت من ربي)). أي أن التخفيف لما وقع خمساً خمساً، فلو سأل التخفيف بعد أن صارت خمساً لكان سائلاً في رفعها لذلك استحيى من ربه، وهو يخاطبه بقوله: ((هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي)) فهي خمس باعتبار الفعل، وخمسون باعتبار الثواب، فالحسنة بعشر أمثالها.
هذا، والصلاة زكاة الوقت، وحق الله الراتب في كل يوم، فالمؤمن يقتطع من وقته الذي هو رأس مال الحياة فيجعله خالصاً لله، ويقتطع جزءاً من ماله فيجعله خالصاً لله، لذلك وجدنا آيات الكتاب الحكيم تقرن الصلاة والزكاة في آيات عدة، قال تعالى: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون ال+اة وهم راكعون.
الخطبة الثانية
لم ترد.
| |
|