molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: العفة والحرام - إسماعيل الخطيب الثلاثاء 25 أكتوبر - 11:29:27 | |
|
العفة والحرام
إسماعيل الخطيب
الخطبة الأولى
أما بعد:
فيقول ربنا سبحانه في كتابه الحكيم: ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً [الإسراء:70].
عباد الله: كرّم الله الإنسان بأن أحسن إليه وأنعم عليه، كرمه عندما خلقه، وأمر الملائكة أن تسجد له، كرّمه بأن وهب له العقل الذي استطاع به أن ينتج وينشئ ويعمر هذه الأرض. كرّمه بأن وفقه لاختراع مختلف وسائل النقل في البر والبحر والجو، كرّمه بأن رزقه من الطيبات التي لا عدّ لها: الشمس والهواء والماء، والصحة والحركة والحواس، والمشاهد الجميلة البديعة من جبال ووديان وأنهار وبحار، ثم هذه المطاعم والمشارب، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها [إبراهيم:74].
والإنسان إنما يكون إنساناً، إذا هو تفكر في هذا التكريم، واستخدم نعم الله في طاعة الله، وسار في حياته على المنهج والطريق الذي بيّنه وأوضح معالمه رُسُل الله عليهم صلوات الله وسلامه عليهم، وإن من أجلِّ نعم الله على عباده هذه الرابطة التي جعلها الله تعالى بين الذكر والأنثى، قال تعالى: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة [الروم:21]. ووضع سبحانه من التشريعات ما يضمن حقوق الرجل والمرأة، فلا يكون الاتصال بينهما إلا بعقد صحيح، وزواج شرعي، ولذلك فدين الله تعالى لا يقر بحمل المرأة إلا من زوجها، والقرآن الحكيم من الوقت الذي شدد فيه على أمر الزنا فقال سبحانه وتعالى: ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً [الإسراء:32]. دعا إلى العفة في مجال الممارسة الجنسية، فقال تعالى: وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله [النور:33]. والعفة هي الكف عما لا يحمل ولا يجْمُل، فالآية تطلب من الرجل والمرأة إذا لم يجدا سبيلاً إلى الزواج أن يمتنعا عن الزنا، ذلك أن الزنا فاحشة يتعدى أثرها إلى المجتمع كله، ولقد كان النبي يسأل الله في دعائه قائلا: ((اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى))[1]، ويقول: ((اللهم إني أسألك العفة والعافية في دنياي وديني وأهلي ومالي)) .
إذا علم هذا فما هو واقع العفة في مجتمعنا؟
إن الواقع يثبت أن هذا المجتمع ابتعد اتبعاداً كبيراً عن شرع الله، وأن العفة أصبحت عند طائفة من الناس من الأمور القديمة البالية، فالفتاة كالشاب لها مطلق الحرية في مصاحبة من تشاء من الذكور، وفي الذهاب للمراقص والسهرات، وتكون النتيجة – وفي كثير من الأحيان هي الحمل – ثم بعد ذلك العمل على التخلص من ذلك الحمل، ولا شك أن هذه الفتاة التي نشأت وترعرعت بطريقة عفوية، فلا الأب وجهها، ولا الأم أرشدتها، هذه الفتاة ستمر بأحرج مراحل حياتها، فالذي زنا بها تركها مع آلامها، وراح يبحث عن غيرها، ومجتمعها صار ينظر إليها بعين الاحتقار، بينما أهلها يبحثون عن وسيلة للتخلص من هذا الحمل الحرام، إن الأنثى في الواقع هي الضحية الأولى، فالذكر تُنسى جريمته ويستطيع بكل سهولة أن يتزوج متى شاء، وتبقى الأنثى مع همومها المدمرة لحياتها وصدق الله العظيم: وما أصابكم من مصيبة فبما +بت أيديكم [الشورى:30].
عباد الله: بقي لنا أن نعلم حكم الشرع في إسقاط حمل السفاح.
إن الواقع يثبت أن جل اللواتي يحملن من سفاح يعمدن إلى إسقاطه، وقد ذكرت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من مليوني امرأة يمتن سنوياً بسبب الاجهاض، كما أن الملايين من النساء يصبن بعاهات وأمراض منها العقم الدائم. ولقد بين علماؤنا أن الزانية التي تسقط جنينها تجمع بين السوأتين: الزنا والقتل، وأن إسقاط الجنين هو من الوأد، قال تعالى: وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت وقد جاءت امرأة – تعرف بالغامدية – إلى رسول الله وهي حبلى من الزنا، فقالت: يا نبي الله: أصبت حداً فأقمه علي، فأجّل رجمها حتى فطمت وليدها وأتت به النبي وفي يده +رة خبز، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ثم أمر الناس برجمها.
فليس في الإسلام رخصة للزانيات بأن يسقطن حملهن ليعدن بعد ذلك إلى ممارسة الفاحشة، بل إن الإسلام الذي كرم الإنسان يحميه وهو جنين كما يحميه في مراحل تكوينه، ولا ذنب له أن جاء عن طريق الزنا فربنا يقول: ولا تزر وازرة وزر أخرى .
[1] رواه مسلم وغيره.
الخطبة الثانية
لم ترد.
| |
|