الخشوع في الصلاة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...
أما بعد ...
أيها الناس اتقوا الله تعالى وأعلموا ان الله إنما خلقكم لتعبدوه قال الله عز وجل ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56) لم يخلقكم لتعمروا هذه الدنيا فإنها عمرها من كان قبلكم أكثر مما عمرتموها فبادوا وباد ما عمروه ولكن الأعمال الصالحة هي التي تبقي للعبد هي التي تنفعه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم أيها الناس إن الله قد فرض عليكم عبادته وأعظم من ذلك توحيده وهو شهادة أن لا إله إلا الله وكذلك توحيد اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم الذي تتضمنه شهادة أن محمد رسول الله إن الله تعالى أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أرسله بفرائض عظيمة فرضها عليكم فلا تضيعوها وحد لكم حدودها فلا تعتدوها فرض الله عليكم هذه الفرائض لتصلوا بها إلى أسمي الغايات وأعلي الدرجات في روضات الجنات ولتنجو بها من عذاب النار والهلكات وإن أعظم ما فرض الله عليكم بعد التوحيد هذه الصلوات الخمس وأمركم بإقامتها والمحافظة عليها فأدوها كما أمركم الله أدوها بشروطها وأركانها وواجباتها وأكملوها بمستحباتها ولا تتهاونوا بها فتخسروا الدنيا والآخرة يقول الله عز وجل : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم:59) ولقد فرض الله لهذه الصلوات الخمس فرض الله لها فرائض منها الوقت الذي حدده الله عز وجل أشارة في كتابه وتصريحا وتفصيلا في سنة رسول صلى الله عليه وسلم فوقت الظهر من زوال الشمس وهو تجاوزها لوسط السماء وعلامته أن تبتدئ زيادة الظل بعد أنتهاء قصره ويمتد قوتها من الزوال إلى دخول وقت العصر وذلك بأن يكون ظل الشيء ظل الشيء مساويا له إلى من ابتداء ظل الزوال أي أن ظل الزوال الذي زالت عليه الشمس لا يحتسب وينتهي وقت العصر باصفرار الشمس في حال الاختيار وبغروبها في حال الضرورة ثم يدخل وقت المغرب من غروب الشمس إلى وقت العشاء وذلك بمغيب الشفق الأحمر وهو ما بين ساعة ونصف إلى ساعة وربع بعد الغروب يختلف باختلاف الفصول ثم يدخل وقت العشاء من مغيب الشفق الأحمر إلى نصف الليل فهذه أربع صلوات أوقاتها متواليه لا فصل بينها كلما خرج وقت صلاة دخل وقت الصلاة الأخري أما وقت الفجر فإنه منفصل عن هذه الأوقات الخمسة فوقته فوقتها من طلوع الفجر الصادق وهو البياض المعترض في الأفق إلى طلوع الشمس وانفصالها عن بقية الصلوات واضح قال الله عز وجل :(أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ) ثم فصل فقال ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) (الاسراء:78) ولم يقل أَقِمِ الصَّلاةَ إلَىَّ طِلٌوْع ِ الشَّمْسِ (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى طلوعها) ولكنه قال إلى غسق الليل وهذا يدل على انفصال وقت الفجر عن بقية الأوقات والسنة طافحة واضحة بأن وقت العشاء إلى نصف الليل ولم يأتي عن النبي صلى الله عليه وسلم حرف واحد يدل على أن وقت العشاء يمتد إلى وقت الفجر هذه الصلوات الخمس التى فرضها الله عز وجل في أوقات معلومة لا يحل للمسلم أن يقدم من صلاته أن يقدم من صلاته جزئا قبل الوقت ولا ان يؤخر جزءا بعده فكيف بمن يؤخرون جميع الصلاة عن وقتها +لا وتهاونا وإيثارا للدنيا عن الأ على الآخرة يتنعمون بالنوم على فرشهم ويتمتعون بلهوهم ومكاسبهم كأنهما خلقوا للدنيا كأنهم لا يسمعون قول الله عز وجل : (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) (الماعون:4-5) كأني بهم لم تبلغهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في وعيد من أضاع الصلاة أو لم يبالي بها لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله) أي كأنما أصيب بفقد أهله وماله فيا سبحان الله ما أعظم الأمر ما أفتح الخسارة الذي تفوته صلاة العصر كأنما فقد اهله وماله فأصبح أعذب بعد التأهل وفقيرا بعد الغني هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم أيها الناس لو قيل لكم إن شخصا غنيا ذا مال وبنين وأهل فقد وأهله فقد ماله لوجدتم الناس يسرعون إليه يهرعون إليه يعزونه بما فقد من ماله وأهله ومع ذلك وللأسف الشديد تري كثير من الناس تفوتهم صلاة العصر وصلوات أخري ولا يحزنون لذلك ولا يبالون بما حدث وأخوانهم والمسلمون حولهم يشاهدونهم على ذلك فلا يرحمونهم ولا يخوفونهم من عذاب الله وعقابه على ان عذاب الله وعقابه يعم الناس جميعا إذا لم يقوموا بما أوجب الله عليهم أيها الناس إن كثيرا من المصلين ولا سيما في أوقات الحر يتهاونون بستر العورة وقد قال الله عز وجل : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) (لأعراف:31) أي عند كل صلاة قال العلماء محددين للعورة عورة الرجل ما بين الصرة والركبة وعورة المرأة البالغة جميع بدنها ما عدا الوجه فإن الوجه ليس عورة في الصلاة ولكنه عورة في النظر فإذا كان حول المرأة رجال أجانب كما لو كانت في السوق كما لو كانت في المسجد فإن عليها أن تستر وجهها في الصلاة لأن النظر إلى وجه المرأة من غير الرجال المحارم حرام فلا يجوز لها أن تكشف وجهها عند الرجال غير المحارم فاتقوا الله أيها المسلمون وتستروا في الصلاة بثوب مباح طاهر لا يصف لون الجلد من ورائه هذه ثلاثة شروط للثوب الذي تستر به الذي يتستر به الإنسان عند الصلاة ثوب مباح طاهر لا يصف لون الجلد من ورائه واحذروا التهاون في ذلك فإن كثير من المترفين يلبسون ثيابا ناعمة رهيفة أو صافية لا تستر لأن لون الجلد لا تستر لون الجلد يبين من ورائها وليس عليهم إلا سراويل قصيرة لا تصل إلى الركبة فيبين لون الفخذ من تحت الثوب وهؤلاء لم ياتوا بواجب الستر الذي هو من شروط الصلاة فعليهم أن يطيلوا السراويل من الصرة إلى الركبة ليستروا بذلك عوراتهم وإن مما يتهاون به بعض الناس والخشوع في الصلاة وهو حضور القلب وسكون الأعضاء فاما حضور القلب فإن من الناس من إذا دخل في صلاته بدأ قلبه يتجول يمينا وشمالا في التفكير والهواجيس ومن العجب أنه لا يفكر في هذه الأمور إلا إذا دخل في الصلاة وأعجب من ذلك أنها أمور ليس منها فائدة غالبا فهي لا تهمه في شئون دينه ولا دنياه ولكن الشيطان يجلبها إليه ليفسد عليه صلا ته ولهذا تجده يخرج من صلاته وما استنار قلبه بها ولا قرت بها عينه ولا أنشرح بها صدره ولا قوي بها إيمانه لأنها صارت عبارة عن حركات كحركات الآلة وإن هذا الداء أعني الهواجيس في الصلاة لداء مستفحل ومرض منتشر ليس بين عامة الناس وجهالهم ولكنه بين عامة الناس وخواصهم حتى من ذوي العلم والعبادة إلا إن يشاء الله أيها المسلمون ولكن الله جعل لكل داء دواء فإذا أحس الإنسان بذلك أي بالهواجيس تدك على قلبه فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ليقل ولو كان ساجدا أو راكعا ليقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وليستحضر أنه بين يدي الله عز وجل وأن الله يعلم ما توسوس به نفسه وما يخفيه صدره وليتدبر ما يقول في صلاته وما يفعل فلعل الله أن يذهب عنه ما يجد ولقد شكي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من الصحابة أفأمره أن يتفل عن يساره ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات ثلاث مرات قال ففعلت ذلك فذهب عني ما أجد وأما سكون الجوارح فإن كثير من المصلين لا تسكن جوارحه تجده يتحرك كثيرا وهو يصلي يعبث بيديه أو برجليه أو بعينيه أو برأسه يحرك يده ينظر إلى الساعة تارة وإلى القلم تارة اخري يعبث في لحيته يقدم رجله ويردها يرفع بصره إلى السماء يميل به يمينا وشمالا لا يستقر على حال واحدة وإنني أقول لكم إن الحركة الكثيرة إذا لم يكن لها ضرورة فإنها تبطل الصلاة وتفسدها ومن العجب أن بعض الناس إذا نسي شيئا ثم تذكره وهو يصلي أخرج القلم من جيبه ثم كتب ما نسيه في راحته أو أخرج قرطاسا من جيبه فكتب به ما نسية وهذا بلا شك عمل أقل أحواله الكراهة إن كثر فإنه يبطل الصلاة وليس بجائز بل ومن الأمور التي تنكر على المصلي أما رفع البصر إلى السماء في الصلاة فإنه حرا م ولا يحل للإنسان أن يرفع بصرة إلى السماء وهو يصلي لأن ذلك ينافي الأدب مع الله عز وجل ولقد حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم تحذيرا بالغا وقال فيه قولا شديدا فقال صلى الله عليه وسلم : ( ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال لينتهن عن ذلك أو لتخ أو لتخطفن أبصارهم) فاتقوا الله عباد الله وأحذروا أن تتعرضوا لعقوبة الله أما إذا كانت الحركة لمصلحة الصلاة فإنها لا بأس بها بل هي مطلوبة إما على سبيل الوجوب وإما على سبيل الاستحباب اللهم إنا نسألك أن ترزقنا الخشوع في صلاتنا اللهم اجعلنا من الخاشعين في الصلاة المحافظين عليها الدائمين عليها يا رب العالمين اللهم أجعل صلاتنا صلة بيننا وبينك تقربنا إليك و تنجينا من عذابك وتنير بها قلوبنا وتشرح بها صدرونا وتجعلها غرة أعيننا يا رب العالمين أنك جواد كريم اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أحمده واشكره و أتوب إليه واستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...
أما بعد ...
أيها الأخوة المؤمنون فإننا أشرنا إلى ما يقع من بعض المصلين من الحركات في الصلاة وإن العلماء رحمهم الله قسموا الحركات في الصلاة إلى خمسة أقسام قسم واجب وقسم مستحب وقسم مباح وقسم مكروه وقسم محرم أما القسم الواجب فهو كل حركة تتوقف عليها صحة الصلاة ومثالها إذا كان الإنسان متجها إلى غير القبلة فجاءه إنسان ثقة وقال له إن القبلة عن يمينك أو عن يسارك فحينئذ يجب عليه أن ينحرف ليتجه إلى القبلة اتجاها صحيحا لأنه لو بقي على الاتجاه غير صحيح لبطلت صلاته ودليل ذلك إن الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد قباء كانوا يصلون إلى بيت المقدس أي متجهين إلى الشام قبل إن ينسخ استقبال بيت المقدس فجاءهم رجل وهم يصلون صلاة الصبح فأخبرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أنزل عليه قرآن أمر به ان يتوجه إلى الكعبة فاستداروا وهم في صلاتهم إلى الكعبة فصار الإمام في مكان المأمومين والمأمومين في مكان الإمام أي أنهم استدبروا ما كانوا مستقبلين له في أول صلاتهم تماما لأن الذي يستقبل الكعبة يستدبر بيت المقدس تماما وهذه الحركة واجبة لأنه يتوقف عليها صحة الصلاة أما الحركة المستحبة فهي التي يتوقف عليها كمال الصلاة ومن ذلك إذا وجدت فرجة في الصف الذي أمامك بعد أن كبرت للصلاة فلا حرج عليك أن تتقدم أليها بل إن ذلك مستحب لأن فيه تكميلا للصلاة ومن ذلك ما وقع لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما مع النبي صلى الله عليه وسلم حين بات عنده عبد الله ابن عباس ذات ليلة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فقام ابن عباس رضي الله عنه ليصلي معه فوقف عن يساره فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأس ابن عباس فأداره إلى يمينه فهذه الحركة من النبي صلى الله عليه وسلم ومن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما حركة مطلوبة مامور بها لأنها من مكملات الصلاة وأما الحركة المباحة فهي الحركة اليسيرة إذا كانت لحاجة ومن ذلك إذا استأذن عليك أحد وكان الباب قريبا منك ولا يتوقف على فتحه شيء يخل بالصلاة فإنه لا حرج عليك أن تفتح الباب وانت تصلي لأن النبي صلى الله عليه وسلم فتح الباب لعائشة رضي الله عنها ولأنه صلي ذات ليلة وعائشة معترضة بين يديه فكان صلى الله عليه وسلم إذا قام تمد عائشة رجليها فإذا أراد أن يسجد غمزها فكفت رجليها فسجد فصلوات الله وسلامه عليه ورضي الله عن أم المؤمنين عائشة وعلى باقي أمهات المؤمنين والصحابة أجمعين إذا الحركة المباحة هي اليسيرة إذا دعت إليها الحاجة ومن ذلك إذا كان في الإنسان التهاب وحكة فإن صبر عليها صبر وقلبه مشغول بها وإن حكها بردت عليه وأقبل على صلاته فإن هذا لا بأس به بل ربما يكون مطلوبا لما فيه من إزالة المشغل في الصلاة وأما الحركة المكروهة فهي الحركة اليسيرة إذا لم يكن إذا لم يكن لها حاجة ومن ذلك ما يفعله بعض الناس وهو يصلي يفرقع أصابعه أي يغمزها حتي يكون لها صوت فإن هذا مكروه في الصلاة ومن ذلك ما أشرت إليه في الخطبة الأولي من أن بعض الناس إذا تذكر شيئا وهو يصلي أخرج قلمه فكتبه علي راحته أو كتبه في قرطاسة في قرطاسة يخرجها من جيبه أي من مخباته فإن هذه حركة مكروهة والإنسان إذا عود نفسه على ذلك لعب به الشيطان إذا كان لا يتذكر الشيء إلا وهو يصلي أنساه الشيطان أياه حتي يذكره به وهو يصلي فلعب به في صلاته واما الحركة المحرمة فهي الحركة الكثيرة إذا توالت أي صار بعضها يلي بعضها لغير ضرورة فإنها حركة مبطلة للصلاة لأنها تنافي الصلاة فاتقوا الله أيها المسلمون وأخشعوا بقلوبكم وجوارحكم لله رب العالمين لأنكم بين يدي الله كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الإنسان إذا قام يصلي فإن الله تعالى قبل وجهه وهو فوق عرشه جل وعلا ولكن صفاته لا تشبه صفات المخلوقين فهو فوق عرشه وقبل وجه المصلي ولذلك نهي المصلي أن يبصق أمام وجهه وهو يصلي نهي تحريم فلا يحل لأحد أن يبصق تلقاء وجهه وهو يصلي لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن ذلك ولأن في هذا سوء أدب مع الله عز وجل ولكن إذا دعت الحاجة إلى ذلك فأبصق عن يسارك إن لم تكن في المسجد فإن كنت في المسجد أو كان على يسارك أحد يصلي معك ولو في بيتك فإنه من الممكن أن تبصق في منديل والمناديل ولله الحمد كثيرة أو في ثوبك وتحك بعضه ببعض اللهم وفقنا للعمل الصالح الذي يرضيك عنا يا رب العالمين وأعلموا أيها المسلمون أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة عليكم بالجماعة عليكم بالجماعة وهي أن تجتمعوا على دين الله تتعاونوا على البر والتقوي تتناهوا عن المنكر والبغي والعدوان أيها المسلمون اجتمعوا على دين الله ومن ذلك اجتماعكم في صلواتكم الخمس على أمام واحد في بيت من بيوت الله فإن يد الله على الجماعة ومن شذ؛ شذ في النار وأعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) اللهم ايمانا بك وتسليما لأمرك وامتثالا له وقضاء لشيء من حقوق نبيك علينا اللهم بذلك نسألك اللهم ؛ اللهم إنا نسألك بهذا العمل الصالح أن تصلي وتسلم على نبينا محمد اللهم صلى وسلم على نبينا محمد اللهم صلى وسلم على نبينا محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في ذمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرض عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرض عنا معهم بمنك وكرمك يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم لولاتهم بطانتهم اللهم أصلح لولاتهم بطانتهم يا رب العالمين اللهم أبعد عن ولاة المسلمين كل بطانة سوء وابدلهم بخير منها يا رب العالمين اللهم أنصر المسلمين المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم اتمم لإخواننا الأفغانيين نصرهم اللهم أتم لهم النصر وألف بين قلوبهم واجمع كلمتهم على الحق وانصرهم على عدوهم يا رب العالمين اللهم أنصر إخواننا المسلمين في كل مكان على أعدائهم فإن أعدائهم أعداء لك أعداء لدينك أعداء لنا اللهم أنصر المسلمين في كل مكان على أعوانهم اللهم ألعن النصارى واليهود اللهم ألعن النصارى واليهود اللهم ألعن النصارى واليهود اللهم أزلهم اللهم اكبتهم اللهم خيب آمالهم اللهم أذقهم بعد العز ذلا وبعد ما ظنوه من الانتصار خذلانا يا ذا الجلال والإكرام إنك على كل شيء قدير اللهم أنصر أمتنا أمة الإسلام على أعدائها اللهم أنصر أمتنا أمة الإسلام على أعدائها اللهم أنصر أمتنا أمة الإسلام على أعدائنا اللهم أنهم يكيدون لنا كيدا وأنت أعظم كيدا اللهم فكد لنا عليهم يا ر ب العالمين اللهم كد لنا عليهم يا ر ب العالمين اللهم اجعلنا ممن يجاهدون لتكون كلمتك هي العليا حتى نعلو عليهم ونظهر عليهم ونشل عروشهم ونفرق جموعهم ونهزم جنودهم يا ذا الجلال والإكرام اللهم انصرنا بنصرك عليهم اللهم انصرنا بنصرك عليهم اللهم انصرنا بنصرك عليهم اللهم أجعلهم أمامنا أذلاء مخذولين موتورين يا رب العالمين اللهم صلي وسلم على عبدك ونبيك محمد خاتم النبيين وأمام المتقين اللهم اجعلنا من أنصار دينه واتباع ملته انصار شريعته يا ذا الجلال والإكرام عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وافوا بعهد الله بعد إذ عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ...