حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بِكِتَابِهِ رَجُلًا وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى فَلَمَّا قَرَأَهُ مَزَّقَهُ
فَحَسِبْتُ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قَوْله : ( حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه )
هُوَ اِبْن أَبِي أُوَيْس , وَصَالِح هُوَ اِبْن كَيْسَانَ .
قَوْله : ( بَعَثَ بِكِتَابِهِ رَجُلًا )
هُوَ عَبْد اللَّه بْن حُذَافَة السَّهْمِيّ كَمَا سَمَّاهُ الْمُؤَلِّف فِي هَذَا الْحَدِيث فِي الْمَغَازِي . وَكِسْرَى هُوَ أَبَرْوِيز بْن هُرْمُز بْن أَنُوشُرْوَان , وَوَهَمَ مَنْ قَالَ هُوَ أَنُوشُرْوَان . وَعَظِيم الْبَحْرَيْنِ هُوَ الْمُنْذِر بْن سَاوَى بِالْمُهْمَلَةِ وَفَتْح الْوَاو الْمُمَالَة , وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَى هَذَا الْحَدِيث فِي الْمَغَازِي .
قَوْله : ( فَحَسِبْت )
الْقَائِل هُوَ اِبْن شِهَاب رَاوِي الْحَدِيث , فَقِصَّة الْكِتَاب عِنْده مَوْصُولَة وَقِصَّة الدُّعَاء مُرْسَلَة . وَوَجْه دَلَالَته عَلَى الْمُكَاتَبَة ظَاهِر , وَيُمْكِن أَنْ يُسْتَدَلّ بِهِ عَلَى الْمُنَاوَلَة مِنْ حَيْثُ إنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاوَلَ الْكِتَاب لِرَسُولِهِ , وَأَمَرَهُ أَنْ يُخْبِر عَظِيم الْبَحْرَيْنِ بِأَنَّ هَذَا كِتَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ سَمِعَ مَا فِيهِ وَلَا قَرَأَهُ .