[ltr]وقفة مع آية\ العزة لله[/ltr]
[ltr]قال تعالى ((بَشّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الّذِينَ يَتّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزّةَ فَإِنّ العِزّةَ للّهِ جَمِيعاً)) النساء138\139 [/ltr]
[ltr]جاء في تفسير ابن كثير :{بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً} يعني أن المنافقين من هذه الصفة، فإنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم، ثم وصفهم بأنهم يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، بمعنى أنهم معهم في الحقيقة يوالونهم ويسرون إليهم بالمودة، ويقولون لهم إذا خلوا بهم: إنما نحن معكم، إنما نحن مستهزئون، أي بالمؤمنين، في إظهارنا لهم الموافقة، قال الله تعالى منكراً عليهم فيما سلكوه من موالاة الكافرين {أيبتغون عندهم العزة}، ثم أخبر الله تعالى بأن العزة كلها له وحده لا شريك له ولمن جعلها له، كما قال تعالى في الاَية الأخرى {من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً}. وقال تعالى: { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون}، والمقصود من هذا التهييج على طلب العزة من جناب الله والإقبال على عبوديته والانتظام في جملة عباده المؤمنين الذين لهم النصرة في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد، ويناسب هنا أن نذكر الحديث الذي رواه الإمام أحمد: حدثنا حسين بن محمد، حدثنا أبو بكر بن عياش بن حميد الكندي، عن عبادة بن نسيء، عن أبي ريحانه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من انتسب إلى تسعة آباء كفار يريد بهم عزاً وفخراً، فهو عاشرهم في النار» تفرد به أحمد، وأبو ريحانة هذا هو أزدي، ويقال أنصاري . [/ltr]
[ltr]إن من الآفات الخطيرة أن ينتشر النفاق في المجتمع والأشد خطراً أن يصاحب هذا النفاق الولاء للكفار وفي هذه الآيات البينات يبين الله سبحانه وتعالى ما أعده للمنافقين من عذاب أليم وما هم صائرون إليه من ذل وصغار يصيبهم من أوليائهم بدل أن ينالوا العزة التي يظنونها عندهم فتصبح أمنياتهم حسرات تصيبهم بما صنعوا لو كانوا يفقهون : [/ltr]
[ltr]1ـ يقول الله سبحانه وتعالى في الآية الأولى ((بَشّرِ الْمُنَافِقِينَ )) وهي للتبكيت وزيادة في الأهانة للمنافقين فإن البشرى هي الخبر السار المفرح لمن يبشر به , فإذا تليت في موضع الإخبار بوقوع الشر للمخاطب كانت للإهانة وهي قوية للدلالة على المصير الأسود للمنافق [/ltr]
[ltr]2ـ ثم بين الله سبحانه وتعالى صفة المنافقين وواقع حالهم فهم يوالون الكفار ظناً منهم أن العزة عند هؤلاء الأولياء متوهيمين قدرة الكفار على ذلك , وحقيقة الأمر أنهم لا يستطعيون ذلك بل يزيدون أعوانهم ذلة [/ltr]
[ltr]3ـ إن الله سبحانه وتعالى يبين في آخر الآية أن العزة لله جميعاً وأنها لا ولن تكون للكفار ((أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزّةَ)) هذا إستفسار إستنكاري للتقريع أي كيف يطلبون العزة ممن ليست عندهم عزة ((فَإِنّ العِزّةَ للّهِ جَمِيعاً )) وهذه آية غاية في الإحكام فيه تأكيد وحصر وتعميم فلم تبقي للكفار لأي جزء من العزة الحقيقية مهما قل هذا الجزء بل هي لله سبحانه وتعالى خالصة كاملة تامة غير منقوصه .[/ltr]
[ltr]نسأله سبحانه وتعالى العزة بالإسلام والقوة بالإسلام والنصر بالإسلام , والله سبحانه وتعالى هو أعلم وهو الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب [/ltr]