molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: غزة ومراجعة سبيل العزة - عبد الله بن فهد آل شويع/ وادي الدواسر الأحد 5 أغسطس - 4:59:55 | |
|
غزة ومراجعة سبيل العزة
عبد الله بن فهد آل شويع/ وادي الدواسر
الخطبة الأولى أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى واعبدوه حق عبادته، تفوزوا بدار كرامته. لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. كلمات جلجلت على مسامع العالم أجمع، عبر القنوات الفضائية، من أرض الإسراء والمعراج، من أرض العزة والكرامة، من أرضنا الجريحة منذ أكثر من ستين عامًا، أرض فلسطين. وها هم إخواننا في قطاع غزة الفلسطيني يذوقون ويلات العذاب، فيقصفون بالصواريخ من كل جهة، تهدم البيوت والمساجد، والمدارس والمستشفيات، يقتل الشيوخ والأطفال، والكبار والصغار، والنساء والرجال، إذ لا فرق عند اليهود بينهم لأنهم أعداء. وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. يحدث هذا والعالم كله يتابع ما يحصل، بدون مواقف جادة ومؤثرة، بل أعلن كبيرهم بأن الفلسطينيين يستحقون ما يحصل لهم، لأن إسرائيل تدافع عن نفسها بسبب صواريخهم. صبرا فلسطين إن جــاهدت كفرانه فليس ينساك رب العرش سبحـانه صــبرًا فـــإن لهــذا الــبــغــــي مـــرحـــــلــــة ويمــحــق الله صــهــيــونًــــا وأعـــــوانـــــه صــــبرًا فــإن خــيــول النــصــر قـــادمــة وترجع القدس بعد الحزن جذلانة لكم الله يا أحبتنا في فلسطين، لكم الله أيها الصامدون الأبطال، لكم الله يا من أرخصتم الدماء للدفاع عن مقدساتنا، لكم الله هو مولاكم ونعم النصير. أيها المسلمون، لا عجب أن يحصل هذا العدوان السافر من الكفرة، قتلة الأنبياء، فقد أخبرنا الله عنهم بذلك: وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ [البقرة: 61]. ولكن الغرابة كل الغرابة هي منا نحن. أتدرون لماذا؟ لأننا نحن السبب فيما يحصل لإخواننا، لأننا نحن السبب فيما نعيشه من ذل لأمتنا، ومع ذلك فنحن لا نتعظ، ولا نرتدع، مع كثرة ما أخذنا من الصفعات. عجبا لكم يا أمة محمد ! كيف تريدون العزة ولم تأخذوا بأسبابها؟! كيف تريدون العزة وأنتم تقرؤون قول الله سبحانه: مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا [فاطر: 10]؟! فمن أعظم أسباب العزة: اتباع أوامر الله جل في علاه، وعدم عصيانه، فهل رجعنا إلى الله؟! إن الناظر إلى واقع المسلمين اليوم ليرى بوضوح مقدار البعد عن دين الله، فمن العجب أن ترى كيف أن المسلمين يكرهون اليهود، ثم تجد أنهم يسيرون مخدرين وراء مخططات اليهود وينفذونها كما يريدها اليهود منهم، قد يتعجب البعض، ولكن اعلموا -يا مسلمون- أن غزو المسلمين بالقنوات الفضائية من مخططات اليهود، وأن إشاعة الأفلام وما تحويه من هدم للقيم والفضائل بل والعقائد وإثارة للشهوات من مخططات اليهود، وإن شئت فاسأل عن هوليود وأكبر شركاتها وممثليها ومنتجيها، وبكل أسف فقد أصبحت الأطباق الفضائية جزءا لا يتجزأ من بيوت المسلمين، والكلام هنا عن الفضائيات الماجنة المخالفة للدين، ألا ترى كيف أن هذه القنوات تعرض الأفلام والأغاني والمباريات وإخواننا في غزة يقتلون ويقصفون ليل نهار! بل حتى من ينقل ويتفاعل مع أحداث غزة ينقلها بالموسيقى والأغاني، فالله المستعان. ولم يقف اليهود عند هذا بل بادروا بإغراق العالم الإسلامي بالمخدرات، وبالأفكار المنحرفة والتيارات العلمانية والليبرالية، فبدأت بوادر هزيمة المسلمين من داخلهم تلوح، وليس أدل على ذلك من خروج أجيال لدينا تركوا الصلاة واتبعوا الشهوات، وساروا خلف منظري العلمانية والليبرالية ومحاربي الدين والفضيلة، ولنعلم أنه لم يتجرأ اليهود على هذه الاعتداءات السافرة إلا لعلمهم بوهن المسلمين جميعًا وما هم فيه من ضياع، حتى إن موشي دايان وهو أحد قادتهم قال في رد على فلسطيني يقول له: سيأتي يوم نخرجكم فيه من فلسطين، رد عليه هذا اليهودي بقوله: نعم، نعرف أننا سنخرج ولكنكم لستم أنتم من سيخرجنا، الذين سيخرجوننا هم أناس عدد مصليهم في صلاة الفجر هو نفس عددهم في صلاة الجمعة. لا إله إلا الله، إخوة الإيمان، بصدق وصراحة، كم عدد المصلين لصلاة الفجر مع الجماعة منا لهذا اليوم فقط؟! الأمر لم يعد خفيًا على أحد، بل أصبح من الأمور الطبيعية، حتى أصبح لا ينكر، بل حتى أصبح اليهود يعرفونه عنا. أرأيتم كيف أن اليهود قد عرفونا أكثر من أنفسنا. فإلى الله المشتكى، إلى الله المشتكى، ونريد العزة بعد هذا! ألا صبرًا -يا غزة- حتى يعرف المسلمون طريق العزة، لقد قالها الفاروق نبراسا للمسلمين: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله). نسأل الله أن يعز الإسلام وأهله، وأن يوقظ المسلمين من غفلتهم، وأن ينصر إخواننا في فلسطين، أقول ما تسمعون وأستغفر الله.
الخطبة الثانية الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد: فيا عباد الله، اعلموا -رحمني الله وإياكم- أن المسلم الحق من شعر بمصاب إخوانه ووقف معهم ينصرهم بما يستطيع، فعن النعمان بن بشير قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ((تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْو تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)) رواه البخاري. وهذا هو حال أغلب المسلمين ولله الحمد والمنة، ولكن نحن لا نريد ردة فعل عاطفية تؤثر في المسلمين مؤقتًا ثم تزول، نحن نريد ردة فعل توقظ المسلمين من غفلتهم التي طالت، وتنع+ على حياتهم فيعملون للإسلام، ويهدمون خطط اليهود في مسخ المسلمين من دينهم، نريد مسلمون ينطقون بلا إله إلا الله ويعملون بها ولها. إخوة الإيمان، ولا نغفل أن هناك أسبابًا أخرى لنصرة إخواننا في غزة حسب قدرتنا واستطاعتنا، ومن هذه الأسباب: الدعاء لهم بقلب صادق موقن بالإجابة، فمن منا تذكر أن يدعو لإخوانه في فلسطين بالنصر والفرج، أن يدعو لهم في سجوده وفي آخر الليل وبين الأذان والإقامة ويكثر من الدعاء لهم يوم الجمعة، وفي كل وقت، فهم في أمس الحاجة لذلك الآن، والدعاء سلاح المؤمن، وعلى المؤمن أن يحرص على بذل الأسباب التي تجعله مجاب الدعوة. ومن أسباب نصرتهم أيضًا التبرع لهم، وقد يجهل البعض أنه يوجد لدينا بعض المؤسسات الحكومية التي تستقبل التبرعات وتوصلها إلى مستحقيها في غزة تحديدًا، ومن هذه الجهات الندوة العالمية للشباب الإسلامي وفقهم الله، فالله الله في البذل لإخواننا هناك فهم في حاجة شديدة وكرب شديد نسأل الله أن يعجل بفرجهم. وختاما إخوة الإيمان، ففي مثل هذه المصائب العظيمة تغلب العواطف لدى الناس، وقد يتأثر بعض طلبة العلم فيصدر فتاوى ضررها أكبر من نفعها على أمة الإسلام، ولذلك فلينتبه المسلم أن يأخذ أي فتوى في مثل هذه الظروف إلا من كبار العلماء الراسخين في العلم، فديننا: قال الله وقال رسوله ، ولا مجال فيه للعواطف، وهو دين العدل حتى في حال الحرب. ألم يقل الله جل في علاه: وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ[البقرة: 190]؟! ألم يمت النبي ودرعه مرهونة عند يهودي مع أنه عليه الصلاة والسلام قد أجلاهم بعد محاولتهم قتله؟! ولكنه عليه الصلاة والسلام لا يظلم أحدا بذنب أحد، والله جل وعلا يقول: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِّزْرَ أُخْرَى. إذا فلنرتبط بفتاوى سماحة مفتي المملكة وهيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء، ونترك باقي الفتاوى التي قد يغلب عليها العواطف. هذا من جهة، وأما من جهة أخرى فينبغي علينا أيضا أن نوحد الصفوف ولا نتفرق، فنقف مع ولاة أمرنا، وندعو لهم في ظهر الغيب بأن يوفقهم الله لنصرة إخواننا في فلسطين، بل ونكثر من الدعاء لهم، فإنهم هم من بيدهم إقامة الجهاد ضد اليهود، ونحن مأمورون بطاعتهم وعدم نزع يد الطاعة عنهم، نسأل الله أن يوفق ولاة أمور المسلمين جميعا لإقامة علم الجهاد. اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، وفق ولاة أمور المسلمين لنصرة إخواننا في فلسطين، اللهم وفقهم لنصرة إخواننا في فلسطين، اللهم وفقهم لنصرة إخواننا في فلسطين. اللهم يا جبار السماوات والأرض ندعوك وأنت القاهر القادر، ندعوك وأنت لعبادك المؤمنين ناصر، أن تنصر إخواننا في فلسطين على اليهود الغاصبين، اللهم انصرهم يا قوي يا متين...
| |
|