المدير العام المديرالعام
الجنس : عدد المساهمات : 12412 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 الموقع : https://starmust2.ahlamontada.com
بطاقة الشخصية الدرجة: (4620/4620)
| موضوع: الآذان الرجل يأتم بالإمام ويأتم الناس بالمأموم الجمعة 20 نوفمبر - 6:23:20 | |
| باب الرجل يأتم بالإمام ويأتم الناس بالمأموم ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم |
| | | فتح الباري بشرح صحيح البخاري قَوْلُهُ : ( بَاب الرَّجُل يَأْتَمُّ بِالْإِمَامِ وَيَأْتَمُّ النَّاس بِالْمَأْمُومِ ) قَالَ اِبْن بَطَّال : هَذَا مُوَافِقٌ لِقَوْلِ مَسْرُوقٍ وَالشَّعْبِيّ : إِنَّ اَلصُّفُوفَ يَؤُمُّ بَعْضُهَا بَعْضًا خِلَافًا لِلْجُمْهُورِ . قُلْتُ : وَلَيْسَ الْمُرَاد أَنَّهُمْ يَأْتَمُّونَ بِهِمْ فِي التَّبْلِيغِ فَقَطْ كَمَا فَهِمَهُ بَعْضهمْ بَلْ الْخِلَاف مَعْنَوِيّ ; لِأَنَّ الشَّعْبِيَّ قَالَ فِيمَنْ أَحْرَمَ قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ الصَّفّ الَّذِي يَلِيهِ رُءُوسَهُمْ مِنْ الرَّكْعَةِ : إِنَّهُ أَدْرَكَهَا وَلَوْ كَانَ الْإِمَام رَفَعَ قَبْلَ ذَلِكَ ; لِأَنَّ بَعْضَهُمْ لِبَعْضٍ أَئِمَّة . اِنْتَهَى . فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَرَى أَنَّهُمْ يَتَحَمَّلُونَ عَنْ بَعْضِهِمْ بَعْضَ مَا يَتَحَمَّلُهُ الْإِمَامُ , وَأَثَرُ اَلشَّعْبِيّ الْأَوَّل وَصَلَهُ عَبْد اَلرَّزَّاق , وَالثَّانِي وَصَلَهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة , وَلَمْ يُفْصِحْ الْبُخَارِيّ بِاخْتِيَارِهِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ ; لِأَنَّهُ بَدَأَ بِالتَّرْجَمَةِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ " وَيَأْتَمُّ اَلنَّاس بِأَبِي بَكْر " أَيْ : أَنَّهُ فِي مَقَامِ الْمُبَلِّغِ , ثُمَّ ثَنَى بِهَذِهِ اَلرِّوَايَةِ الَّتِي أَطْلَقَ فِيهَا اِقْتِدَاء اَلنَّاسِ بِأَبِي بَكْر , وَرَشَّحَ ظَاهِرهَا بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ الْمُعَلَّقِ , فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ يَذْهَبُ إِلَى قَوْل اَلشَّعْبِيّ وَيَرَى أَنَّ قَوْلَهُ فِي اَلرِّوَايَةِ الْأُولَى " يَسْمَعُ النَّاس اَلتَّكْبِير " لَا يَنْفِي كَوْنَهُمْ يَأْتَمُّونَ بِهِ ; لِأَنَّ إِسْمَاعَهُ لَهُمْ اَلتَّكْبِير جُزْء مِنْ أَجْزَاءِ مَا يَأْتَمُّونَ بِهِ فِيهِ , وَلَيْسَ فِيهِ نَفْيٌ لِغَيْرِهِ . وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ مِنْ طَرِيقِ عَبْد اللَّه بْن دَاوُد الْمَذْكُورِ وَوَكِيع جَمِيعًا عَنْ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ فِيهِ " وَالنَّاس يَأْتَمُّونَ بِأَبِي بَكْر وَأَبُو بَكْر يُسْمِعُهُمْ " . قَوْلُهُ : ( وَيُذْكَرُ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ) هَذَا طَرَفٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ قَالَ " رَأَى رَسُول اَللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا فَقَالَ : تَقَدَّمُوا وَائْتَمُّوا بِي وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ " الْحَدِيثَ أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَأَصْحَاب السُّنَنِ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي نَضْرَةَ عَنْهُ . قِيلَ : وَإِنَّمَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيّ بِصِيغَة التَّمْرِيض ; لِأَنَّ أَبَا نَضْرَةَ لَيْسَ عَلَى شَرْطِهِ لِضَعْفٍ فِيهِ , وَهَذَا عِنْدِي لَيْسَ بِصَوَاب ; لِأَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِهِ عَلَى غَيْرِ شَرْطه أَنَّهُ لَا يَصْلُحُ عِنْدَهُ لِلِاحْتِجَاجِ بِهِ , بَلْ قَدْ يَكُونُ صَالِحًا لِلِاحْتِجَاجِ بِهِ عِنْدَهُ وَلَيْسَ هُوَ عَلَى شَرْطِ صَحِيحِهِ اَلَّذِي هُوَ أَعْلَى شُرُوطِ الصِّحَّةِ . وَالْحَقُّ أَنَّ هَذِهِ الصِّيغَةَ لَا تَخْتَصُّ بِالضَّعِيفِ بَلْ قَدْ تُسْتَعْمَلُ فِي اَلصَّحِيحِ أَيْضًا . بِخِلَافِ صِيغَة الْجَزْم فَإِنَّهَا لَا تُسْتَعْمَلُ إِلَّا فِي اَلصَّحِيحِ , وَظَاهِره يَدُلُّ لِمَذْهَب اَلشَّعْبِيّ . وَأَجَابَ النَّوَوِيّ بِأَنَّ مَعْنَى " وَلْيَأْتَمّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ " أَيْ : يَقْتَدِي بِكُمْ مَنْ خَلْفَكُمْ مُسْتَدِلِّينَ عَلَى أَفْعَالِي بِأَفْعَالِكُمْ , قَالَ : وَفِيهِ جَوَاز اِعْتِمَاد الْمَأْمُومِ فِي مُتَابَعَةِ الْإِمَامِ الَّذِي لَا يَرَاهُ وَلَا يَسْمَعُهُ عَلَى مُبَلِّغٍ عَنْهُ أَوْ صَفٍّ قُدَّامَهُ يَرَاهُ مُتَابِعًا لِلْإِمَامِ , وَقِيلَ : مَعْنَاهُ تَعَلَّمُوا مِنِّي أَحْكَامَ اَلشَّرِيعَةِ وَلْيَتَعَلَّمْ مِنْكُمْ اَلتَّابِعُونَ بَعْدكُمْ وَكَذَلِكَ أَتْبَاعهمْ إِلَى اِنْقِرَاض الدُّنْيَا . |
| |
|