STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Ouuou10قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Uououo10قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Uooous10قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Ooouus10قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Ooouo_10قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Ouooo11قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Ooouo_11قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Uoou_u10قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Uoo_ou10قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Arkan_10الطـهـارةقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Uuooo_10قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Ouuuuo10قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Oouusu10قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Plagen10قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Uuouou10قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_rcapقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Voting_barقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_lcap 
molay
قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_rcapقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Voting_barقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_lcap 
must58
قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_rcapقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Voting_barقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_lcap 
bent starmust2
قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_rcapقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Voting_barقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_lcap 
sanae
قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_rcapقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Voting_barقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_lcap 
حليمة
قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_rcapقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Voting_barقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_lcap 
mam
قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_rcapقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Voting_barقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_lcap 
zineb
قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_rcapقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Voting_barقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_lcap 
aziz50
قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_rcapقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Voting_barقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_lcap 
mm
قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_rcapقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Voting_barقلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 قلبك في رمضان - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل 51365/1365قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل  (1365/1365)

قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Empty
مُساهمةموضوع: قلبك في رمضان - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل   قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Emptyالأربعاء 25 يوليو - 5:58:08



قلبك في رمضان

قلبك في رمضان   - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل Basmallah

عبد الله بن راضي المعيدي / حائل


الخطبة الأولى
أما بعد: نعم إنه قلبك يا عبد الله، نعم إنه قلبك محطّ نظر الإله ومنبع العمل ومحركه وأصله وأساسه المخاطب بأوامر الله جل وعلا، قال : ((إن الله لا ينظر إلى أعمالكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم)). فما حال قلبي وقلبك في أعز وأشرف زمان في رمضان؟!
ولهذا ـ أيها الصائم وأيتها الصائمة ـ هذه وقفة محاسبة مع النفس، بل مع أعز شيء في النفس، مع ما بصلاحه صلاح العبد كله، وما بفساده فساد الحال كله. وقفةٌ مع ما هو أولى بالمحاسبة وأحرى بالوقفات الصادقة، يقول : ((ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)). قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "وخُصّ القلب بذلك لأنه أمير البدن، وبصلاح الأمير تصلح الرعية، وبفساده تفسد، وفيه تنبيه على تعظيم قدر القلب والحث على صلاحه والإشارة إلى أن لطيب ال+ب أثرًا فيه والمراد المتعلق به من الفهم الذي رُكب فيه". ويقول عليه الصلاة والسلام: ((لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه)). ويقول الحسن رحمه الله: "داوِ قلبك؛ فإن حاجة الله إلى العباد صلاح قلوبهم، ولن تحب الله حتى تحب طاعته".
أيها الصائم، من عرف قلبه عرف ربَّه، وكم من جاهل بقلبه ونفسه والله يحول بين المرء وقلبه، يقول ابن مسعود : (هلك من لم يكن له قلبٌ يعرف المعروف وينكر المنكر). إذًا لا بد في هذا من محاسبةٍ تَفُضُّ تغاليق الغفلة وتوقظ مشاعر الإقبال على الله في القلب واللسان والجوارح جميعًا. من لم يظفر بذلك فحياته كلها ـ والله ـ هموم في هموم وأفكارٌ وغموم وآلامٌ وحسرات.
أيها الأخ الصائم، وأيتها الأخت الصائمة، إن في القلب فاقةً وحاجةً لا يسدها إلا الإقبال على الله ومحبته والإنابة إليه، ولا يلمّ شعثها إلا حفظ الجوارح واجتناب المحرمات واتقاء الشبهات. وإن معرفة القلب من أعظم مطلوبات الدين ومن أظهر المعالم في طريق الصالحين؛ معرفة تستوجب اليقظة لخلجات القلب وخفقاته وحركاته ولفتاته، والحذر من كل هاجس، والاحتياط من المزالق والهواجس، والتعلق الدائم بالله فهو مقلب القلوب والأبصار، جاء في الخبر عند مسلم رحمه الله من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: ((إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل كقلب واحد يصرفه حيث يشاء))، ثم قال رسول الله : ((اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك)).
ولا ينفع عند الله إلا القلب السليم: يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ[الشعراء:88، 89]. يقول الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم: "والقلب السليم هو السالم من الآفات والمكروهات"، وقال ابن القيم رحمه الله: "وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم، والأمر الجامع لذلك أنه الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه، ومن كل شبهة تعارض خبره، فسلم من عبودية ما سواه، وسلم من تحكيم غير رسوله، فسلم من محبة غير الله معه ومن خوفه ورجائه والتوكل عليه والإنابة إليه والذل له وإيثار مرضاته في كل حال والتباعد عن سخطه بكل طريق، وهذا هو حقيقة العبودية التي لا تصلح إلا لله سبحانه وتعالى وحده". فالقلب السليم هو الذي سلم من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما.
والقلوب ـ أيها المحب ـ أربعة:
1- قلب تقي نقي فيه سراج منير، قلب محشو بالإيمان ومليء بالنور الإيماني، وقد انقشعت عنه حجب الهوى والشهوات وأقلعت عنه تلك الظلمات، مليء بالإشراق ولو اقترب منه الشيطان لحرقه، وهذا هو قلب المؤمن.
2- وقلب أغلف مظلم؛ وذلك قلب الكافر، وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ [البقرة:88]. وهذا القلب قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس فيه، ولهذا قيل لابن عباس رضي الله عنهما: إن اليهود تزعم أنها لا توسوس في صلاتها، فقال: وما يصنع الشيطان بالقلب الخرب؟!
3- قلب دخله نور الإيمان وألقى النور فيه، ولكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف من الهوى، وللشيطان عليه إقبال وأدبار، وبينه وبين الشيطان سجال، فهو لِما غلب عليه منهما، وقد قال الله في أقوام: هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإيمَانِ [آل عمران:167].
4- وقلب مرتكس منكوس فذلك قلب المنافق، عرف ثم أنكر وأبصر ثم عمي، فَمَا لَكُمْ في المنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أر+هم بِمَا كَسَبُواْ [النساء:88].
وفي القلب قوتان: قوة العلم في إدراك الحق ومعرفته والتمييز بينه وبين الباطل، وقوة الإرادة والمحبة في طلب الحق ومحبته وإيثاره على الباطل. فمن لم يعرف الحق فهو ضال، ومن عرفه وآثر غيره عليه فهو مغضوب عليه، ومن عرفه واتبعه فهو المنعم عليه السالك صراط ربه المستقيم. يقول ابن القيم رحمه الله: "وهذا موضع لا يفهمه إلا الألبّاء من الناس والعقلاء، ولا يعمل بمقتضاه إلا أهل الهمم العالية والنفوس الأبية ال+ية".
إذا كان الأمر كذلك ـ أيها المحب ـ فاعلم أن صاحب القلب الحيّ يغدو ويروح ويمسي ويصبح وفي أعماقه حسٌ ومحاسبة لدقات قلبه وبصر عينه وسماع أذنه وحركة يده وسير قدمه، إحساس بأن الليل يدبر والصبح يتنفس، قلب حي تتحقق به العبودية لله على وجهها وكمالها؛ أحب الله وأحب فيه، يترقى في درجات الإيمان والإحسان، فيعبد الله على الحضور والمراقبة، يعبد الله كأنه يراه، فيمتلئ قلبه محبةً ومعرفةً وعظمةً ومهابةً وأُنسًا وإجلالا، ولا يزال حبه يقوى وقربه يدنو حتى يمتلئ قلبه إيمانًا وخشية ورجاء وطاعة وخضوعًا وذلاً، قال : ((قال الله تعالى: ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه)). كلما اقترب العبد من ربه اقترب الله منه، ((من تقرب إليّ شبرًا تقربتُ إليه ذراعًا)). فهو لا يزال رابحًا من ربه أفضل مما قدّم، يعيش حياة لا تشبه ما الناس فيه من أنواع الحياة، فاذكروني أَذْكُرْكُمْ [البقرة:152]، ((من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه)).
أصحاب القلوب الحية صائمون قائمون خاشعون قانتون، شاكرون على النعماء صابرون في البأساء، لا تنبعث جوارحهم إلا بموافقة ما في قلوبهم، تجردوا من الأثرة والغش والهوى، اجتمع لهم حسن المعرفة مع صدق الأدب، وسخاء النفس مع رجاحة العقل، هم البريئة أيديهم، الطاهرة صدورهم، متحابون بجلال الله، يغضبون لحرمات الله، أمناء إذا ائتمنوا، عادلون إذا حكموا، منجزون ما وعدوا، موفون إذا عاهدوا، جادون إذا عزموا، يهشون لمصالح الخلق ويضيقون بآلامهم، في سلامة من الغل وحسن ظن بالخلق وحمل الناس على أحسن المحامل، +روا حظوظ النفس وقطعوا الأطماع في أهل الدنيا، جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة عن رسول الله قال: ((يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير))، فهي سليمة نقية خالية من الذنب سالمة من العيب، يحرصون على النصح والإخلاص والمتابعة والإحسان، همتهم في تصحيح العمل أكبر منها في كثرة العمل، لِيَبْلُوَكُمْ أيكم أَحْسَنُ عَمَلاً [الملك:2]. أوقفهم القرآن فوقفوا، واستبانت لهم السنة فالتزموا، يُؤْتُونَ مَا أتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبّهِمْ راجِعُونَ [المؤمنون:60]. رجال مؤمنون ونساء مؤمنات بواطنهم كظواهرهم بل أجلى، وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى، وهمتهم عند الثريا بل أعلى، إن عُرفوا تنكَّروا، تحبهم بقاع الأرض وتفرح بهم ملائكة السماء، هذه حياة القلوب وهذه بعض آثارها.
أما القلوب المريضة فلا تتأثر بمواعظ ولا تستفزها النذر ولا توقظها العبر. أين الحياة في قلوب عرفت الله ولم تؤد حقه، قرأت كتاب الله ولم تعمل به، زعمت حب رسول الله وتركت سنته؟! يريدون الجنة ولم يعملوا لها، ويخافون من النار ولم يتقوها. رُب امرئ من هؤلاء أطلق بصره في حرام فحُرم البصيرة، ورب مطلق لسانه في غيبة فحرم نور القلب، ورب طاعم من الحرام أظلم فؤاده. لماذا يُحرم محرومون قيام الليل؟! ولماذا لا يجدون لذة المناجاة؟! إنهم باردو الأنفاس غليظو القلوب ظاهرو الجفوة، القلب الميت الهوى إمامه والشهوة قائدة والغفلة مركبه، لا يستجيب لناصح، ويتَّبع كل شيطان مريد، الدنيا تُسخطه وترضيه، والهوى يصمه ويعميه، ماتت قلوبهم ثم قبرت في أجسادهم، فما أبدانهم إلا قبور قلوبهم، قلوب خربة لا تؤلمها جراحات المعاصي، ولا يوجعها جهل الحق،ّ لا تزال تتشرب كل فتنة حتى تسود وتنت+، ومن ثم لا تعرف معروفًا ولا تنكر منكرًا.
يا أيها الصائم، وأيتها الصائمة، إن غفلة القلوب عقوبة، والمعصية بعد المعصية عقوبة، والغافل لا يحس بالعقوبات المتتالية، ولكن ما الحيلة؟! فلا حول ولا قوة إلا بالله. يقول بعض الصالحين: "يا عجبًا من الناس يبكون على من مات جسده ولا يبكون على من مات قلبه ". شتان بين من طغى وآثر الحياة الدنيا وبين من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، تمرض القلوب وتموت إذا انحرفت عن الحق وقارفت الحرام، فَلَمَّا أزاغوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ [الصف:5]، تمرض القلوب وتموت إذا افتتنت بآلات اللهو وخليع الصور، نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُم[التوبة:67]. كل الذنوب تميت القلوب وتورث الذلة وضيق الصدر ومحاربة الله ورسوله. يقول الحسن رحمه الله: "ابن آدم، هل لك بمحاربة الله من طاقة؟! فإن من عصى الله فقد حاربه، وكلما كان الذنب أقبح كان في محاربة الله أشد، ولهذا سمى الله أكلة الربا وقطاع الطريق محاربين لله ورسوله لعظم ظلمهم وسعيهم بالفساد في أرض الله"، قال: "وكذلك معاداة أوليائه فإنه تعالى يتولى نصرة أوليائه ويحبهم ويؤيدهم، فمن عاداهم فقد عادى الله وحاربه".
أخي المسلم، إن هناك علامات تدل على مدى الحياة في القلب، وهذه العلامات مستقاة ومستخلصه من النصوص القرآنية التي سيقت في معرض بيان قلوب المؤمنين.
فمن تلك المظاهر حسن الانتفاع بالعظة والاستبصار بالعبرة والظفر بالثمرة، فإن العمل الصالح هو ثمرة العلم النافع.
ومن تلك العلامات أو المظاهر وجَلُ القلب من الله وشدة الخوف منه، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ [الأنفال:2]، وَبَشِّرْ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ [الحج:34، 35]، وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [المؤمنون:60].
ومنها القشعريرة في البدن عند سماع القرآن ولين الجلود والقلوب إليه، اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر:23].
ومنها خشوع القلب لذكر الله، أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ[الحديد:16].
ومنها الإذعان للحق والخضوع له، وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ [الحج:54].
ومنها كثرة الإنابة إلى الله، مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ [ق:33].
ومنها الأنس بذكر الله خلاف الذين يشمئزون منه، وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ [الزمر:45].
ومنها تعظيم شعائر الله، ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32].
ومنها التضرع إلى الله والفزع إليه وقت الشدة، فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا [الأنعام:43].
ومنها الطمأنينة بذكر الله، الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ[الرعد:28].
ومنها السكينة والوقار، فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ [الفتح:18].
ومنها شدة التعلق بالله ودوام ذكره واطمئنان القلب بذلك والاهتمام بصحة العمل بتصحيح النية وتحقيق المتابعة.
عباد الله، وكما أن هناك علامات لحياة القلب كذلك هناك علامات تدل على موت القلب وفساده، نسأل الله العافية.
فمن تلك العلامات قلة الانفعال في الرغائب وقلة الإشفاق والرحمة، فقلوب أهل المعاصي معرضة عن كتاب الله وسنة رسوله، فهي مظلمة بعيدة عن الحق لا يصل إليها شيء من نور الإيمان وحقائق الفرقان.
ومنها إيثار الدنيا على الآخرة، كما في حديث جابر قال: قال : ((تكون فتنة يموت فيها قلب الرجل كما يموت فيها بدنه؛ يصبح مؤمنًا ويمسي كافرًا، أو يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا)).
ومنها حب الشهوات، وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف:28]، وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ [القصص:50].
ومنها شدة الغفلة.
ومنها هوان القبائح عليه والرغبة في المعاصي.
ومنها عدم إنكار المنكر، فإن كان القلب لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا ن+ فجعل أعلاه أسفله.
ومنها انحباس الطبع وضيق الصدر والشعور بالقلق والضيق بالناس، وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ [الأنعام:125].
ومنها عدم التأثر بآيات القرآن.
ومنها عدم التأثر بالموعظة عامة وبالموت ولا رؤية الأموات خاصة.
ومنها التكاسل عن أعمال الخير، وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ[التوبة:54].
ولله در العلامة الشيخ محمد بن عتيق حينما قال قصيدة له بهذا الشأن، هذه بعض أبياتها:
فيـا أيهـا الباغـي استنارةَ قلبـه تدبّـر كلا الوحيين وانقَد وسلِّمـا
وعين امتراض القلب فقد الذي لـه أريـد من الإخلاص والجد فاعلمـا
وموثِر مَحبـوب سـوى الله قلبـه مريض على جرف من الموت والعمى
فجمـاع أمراض القلـوب اتّباعها هواهـا فخالفهـا تصح وتسلمـا

الخطبة الثانية
أيها المسلمون، اعلموا أن أمراض القلوب على نوعين:
1- أمراض شبهة، وهذا أشد أنواع المرض؛ وما ذاك إلا لكثرة الشبهات في عصرنا الحاضر، ما بين تيارات فكرية ضالة صارت تشغل الناس من علمانية وقومية واشتراكية وشيوعية، وممارسات إعلامية على مستوى العالم الإسلامي اليوم تبث الشبة وتشكك بالثوابت، فالمسلم اليوم كالقابض على الجمر من كثرة المعارضين وكثرة الفتن المضلة، فتن الشبهات والشكوك والإلحاد، وفتن الشهوات، حيث يترتب على كثير من هذه الفتن اعتقاد غير الحق المفضي إلى مرض القلب، بل موته أحيانا كثيرة، عياذًا بالله.
عباد الله، ذكر العلماء جملة من العلامات تدل دلالة واضحة على مرض القلب بالشبهات، وينبغي لمن وجد في نفسه أي علامة منها أن يسارع إلى معالجة قلبه، ومن أبرز تلك العلامات وأظهرها اتباع المتشابه من القرآن وإظهار الإيمان باللسان دون مواطأه القلب والتمرد على حكم الله ورسوله والمسارعة في موالاة الكافرين والرغبة في المعصية والتقاعس عن الجهاد.
2- أمرض الشهوات، الشهوات باب واسع يدخل تحته كل مشتهى، ومن المشتهيات مباح ومنها ما هو محرم. ومفسدات القلوب هي الشهوات المحرمة، ومنها تتولد أمراض القلوب كالشح والبخل والحسد والغل والحقد والجهل والغي والغم والهَمَّ والحزن والغيظ والكبر والعجب والظلم، وغيرها من الأمراض التي لا تدخل تحت حصر أعاذنا الله منها. ولكن يجمعها اتباع الهوى بغير هدى من الله، وفي ذلك يقول الله جل جلاله: أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ [الجاثية:23].
أيها الإخوة، إذا أردت ـ يا عبد الله ـ شفاء قلبك وعافيتك فعليك بصدق اللجوء إلى الله والإكثار من النوافل وبسحّ الدموع والصلاة بالليل والناس هجوع، ودواء قلبك أيضًا بملازمة الأذكار وصحبة الأخيار فإنهم خير معين بعد الله على شفاء القلب السقيم وسلوك الصراط المستقيم، قال تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الكهف:28]. يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: "ومن أسباب حياة القلوب الإقبال على الله وتعظيمه، وتدبر الوحي بشقيه القرآن والسنة، والشوق إلى الله والإنابة إليه والندم على المعاصي والحذر من الوقوع فيها، ومخالفة هوى النفس، والاستعداد للآخرة، وصحبة الصالحين. ومن أسباب موت القلوب الغفلة عن الله، وإيثار محبوب سوى الله، وترك الاغتذاء بنافع وترك الدواء الشافي الوحي وذكر الله، وكثرة الضحك. وأما حقيقة مرض القلوب فهي فقدان الإخلاص لله والحب له، وجامع أمراض القلوب اتباع الهوى. نسأل الله أن يحيي قلوبنا بنور معرفته وذكره وشكره، فحياة القلب وإشراقه مادة كل خير، وموته وظلمته مادة كل شر".
عبد الله، احرس قلبك ـ أخي المسلم ـ أن يتسلل إليه الشيطان بشبهة خبيثة أو شهوة محرمة أو آفة مفسدة، احذر الغفلة والغافلين، قال الله تعالى: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا[الكهف:28]. وسُئل بعض العلماء عن عِشقِ الصور فقال: "قلوب غفلت عن ذكر الله فابتلاها الله بعبودية غيره". فالقلب الغافل مأوى الشيطان، يقول الحسن رحمه الله: "المؤمن قوَّام على نفسه يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على أقوام حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وشق الحساب على أقوام يوم القيامة أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة".
فحاسبوا أنفسكم رحمكم الله، وفتشوا في قلوبكم، وعليكم بالاهتمام بأعمال القلوب. كثير من الناس يهتم بالأعمال الظاهرة وهذا أمر حسن ومطلوب، ولكن هؤلاء يغفلون عن أصل هذه الأعمال ومادتها وهي الأعمال القلبية، فهذه الأعمال هي الأصل وهي الأهم. ((إن الله لا ينظر إلى أعمالكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم))، ((ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)).
ومن ثم فتأمل معي ـ رعاك الله ـ هذا الحديث العظيم، والذي من خلاله نعرف أهمية أعمال القلوب، أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن أنس بن مالك قال: كنا جلوسًا عند رسول الله فقال: ((يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة))، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه بيده الشمال، فلما كان من الغد قال النبي مثل مقالته أيضًا، فطلع ذلك الرجل على مثل حالة، فلما قام النبي تبعه عبد الله بن عمرو ـ أي: تبع ذلك الرجل ـ فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت أني لا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي، قال: نعم. قال أنس: فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليالي فلم يره يقوم من الليل شيئًا، غير أنه إذا تعار من الليل ذكر الله عز وجل وكبر حتى نام لصلاة الفجر. قال عبد الله: فلما مضت الثلاث الليالي وكدت أن أحتقر عمله قلت: يا عبد الله، لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر، ولكن سمعت رسول الله يقول ثلاث مرات: ((يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة))، فطلعت أنت، فأردت أن آوي إليك فأنظر عملك فأقتدي بك، فلم أرك عملت ثمة عملا، فما الذي بلغك ما قال رسول الله ؟! قال: ما هو إلا ما رأيت، فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشًا ولا حسدًا على خير أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "لا يخلو جسد من حسد، فالكريم يحصيه، واللئيم يبديه". فالله الله بأعمال القلوب، والحذر الحذر من معاصيها.
عباد الله، هناك إشكال عند بعض الناس وهو أن بعض الناس عنده فهم خاطئ، ومن ذلك أنك إذا حدثت أحدًا ونصحته بالالتزام بالسنة الظاهرة كاللحية مثلاً أجابك قائلاً: المهمّ القلب والحديث يقول: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم، ولكن ينظر إلى أعمالكم))، والتقوى ها هنا، ويشير إلى قلبه. فنقول لهؤلاء: هذا فهم خاطئ؛ نعم المهم والأصل صلاح القلب، وصلاح المظهر مع خراب الباطن لا ينفع، لكن نقول إن صلاح القلب له علامات، ومن أشد وأهم علاماته صلاح الظاهر، يقول النبي : ((ألا أن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله)). إن صلاح الظاهر دليل على صلاح القلب، وفساده نتيجة فساد باطنه.
وصلى الله على نبينا محمد...




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قلبك في رمضان - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قلبك في رمضان - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل
» التوكل - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل
» النهاية - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل
» النهاية - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل
» من قصص التائبين - عبد الله بن راضي المعيدي / حائل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: