STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouuou10نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uououo10نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uooous10نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouus10نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouo_10نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouooo11نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouo_11نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uoou_u10نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uoo_ou10نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Arkan_10الطـهـارةنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uuooo_10نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouuuuo10نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Oouusu10نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Plagen10نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uuouou10نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
molay
نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
must58
نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
bent starmust2
نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
sanae
نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
حليمة
نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
mam
نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
zineb
نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
aziz50
نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
mm
نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barنصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض 51365/1365نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض  (1365/1365)

نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Empty
مُساهمةموضوع: نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض   نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Emptyالخميس 22 ديسمبر - 5:19:45



نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء

نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Basmallah

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

الخطبة الأولى

أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.

عباد الله، خلق الله أبانا آدم أبا البشر من تراب، خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وخلق منه زوجته، هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا [الأعراف:189]، وجعله وزوجتَه مصدراً لتكوين بني الإنسان، يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء [النساء:1]، يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـٰكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَـٰرَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَـٰكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات:13]، فمن هنا تكوّنت البشرية بإرادة الله جل وعلا.

أيها المسلمون، وشرع الله النكاح، وكان من أهدافه حصولُ الولد لامتداد بني الإنسان، واستمرارِ وجودهم إلى آخر نسمة من نسمات بني آدم، فعند ذلك تقوم الساعة.

أيها المسلم، فالولدُ امتدادٌ لحياة الإنسان، حياةٌ له بعد موته، يُكنَّى به في الدنيا، ويذكَر بعد موته بانتساب ولده إليه، ولا يزال اسمه باقياً ما بقي ذلك الولد، وتلك من نعمة الله على العباد، ولهذا نهى الله عن قتل الولد، وجعل قتلَهم من العظائم: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَـٰقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا [الإسراء:31].

وكان أهل الجاهلية يقتلون الأولاد، يئدون البنات خوفاً من العار بالنسبة للبنت، وخوفاً من الفقر بالنسبة للولد، وأخبر تعالى أن رزقهم ورزقَ أبنائهم قد تكفل به جل وعلا، نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم، فالرزق بيد الله، لم يكل الله الولدَ إلى أبيه ولا الأبَ إلى ابنه، بل تكفَّل الله برزق الجميع، ولهذا يأتي الملَك للجنين بعدما يمضي عليه مائة وعشرون يوماً يكتبُ رزقَه، ويكتب أجله، ويكتب عمله أشقيٌ أو سعيد.

أيها المسلمون، فحصول الولد نعمةٌ من نعم الله على عبده، ولهذا أثنى الخليل على ربه بقوله: ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِى وَهَبَ لِى عَلَى ٱلْكِبَرِ إِسْمَـٰعِيلَ وَإِسْحَـٰقَ إِنَّ رَبّى لَسَمِيعُ ٱلدُّعَاء [إبراهيم:39].

أيها المسلم، يفرح المسلم بالولد، وفرحُه به ليكون ذلك الولد طائعاً لله، ومؤدِّياً لما افترض الله عليه، يفرح به للانتفاع به في الدنيا، والانتفاع به بعد موته، فإن العبد بعد موته تنقطع أعماله إلا من أمور ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو لد صالح يدعو له.

وحذرنا الله جل وعلا أن نغترَّ بالأولاد، ونُخدع بهم، ونظنَّ أن مجرّد وجودهم هو النعمة من غير نظر للعواقب: أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِى ٱلْخَيْرٰتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ [المؤمنون:55، 56]، وأخبر أن الولد قد يكون عدواً لأبيه وفتنة لأبيه: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِنَّ مِنْ أَزْوٰجِكُمْ وَأَوْلـٰدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَٱحْذَرُوهُمْ [التغابن:14]، وقال: إِنَّمَا أَمْوٰلُكُمْ وَأَوْلَـٰدُكُمْ فِتْنَةٌ وَٱللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [التغابن:15].

وسنة رسول الله جاءت بإرشاد الرجل إلى أن يختار شريكتَه في الدنيا من ذوات الدين والتقى، ففي الحديث: ((تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك))[1].

فالمرأة الصالحة المستقيمةُ على الخير يُرجى منها ـ بتوفيق الله ـ أن تربِّي الأولادَ بنين وبنات تربيةً صالحة وتنشئة خيِّرة بما جُبلت عليه من الفضائل والأخلاق الكريمة.

وأرشدنا إلى اختيار الأسماء الحسنة للأولاد بنينَ وبنات، فالأسماءُ الحسنة خيرٌ، ونتجنبَ كلَّ اسم فيه ت+ية أو كلَّ اسم يشتمل على جفاء وغلظة، فأصدق الأسماء: حارث وهمام، وأبغضها إلى الله: حرب ومرّة، فكلُّ اسم مستحسَن فإنه يُرجى أن يكون له أثر حسن، وكلُّ اسم سيئ يُخشى أن يكون له أثر سيئ.

ثم أيها الأب الكريم، اعلم ـ أيها الأب الكريم ـ أنك مسؤول عن هذا الولد مسؤوليةً عظمى، فأنت راعٍ ومسؤول عن رعيتك، راعٍ في بيتك ومسؤول عن رعيتك، مسؤول عن الأولاد بنين وبنات، مسؤول عن التربية والتوجيه، مسؤول عن أخلاقهم وأعمالهم، فعليك بتقوى الله فيما تأتي وتذر، لتقوم بحق تلك الأمانة، يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ [التحريم:6]، يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَـٰنَـٰتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:27].

فأنت ـ أيها الأب الكريم ـ مسؤول عن هذا النشء، مسؤول عنه أمام الله، وفي الحديث: ((ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه))[2].

أيها الأب الكريم، تربية الأولاد تبدأ من صغرهم، تبدأ من سنينهم الأولى، التربية بإسماعهم القولَ الحسن، وإبعاد الأقوال الفاحشة والبذيئة عن مسامعهم، بأن يسمعوا منك قولاً طيباً، ويروا منك فعلاً حسناً، يسمعون من الأم الكلام الطيب، ويرون من الأم العمل الحسن، وكذلك من أبيهم قولاً حسنا وعملاً حسنا.

أيها المسلم، إن الله جل وعلا أرشدنا إلى أن نسأل ربنا صلاحَ ذرياتنا، قال تعالى في الرجل الصالح: حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَىٰ وٰلِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَـٰلِحاً تَرْضَـٰهُ وَأَصْلِحْ لِى فِى ذُرّيَّتِى إِنّى تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنّى مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ [الأحقاف:15]، وقال في دعاء المؤمنين: وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوٰجِنَا وَذُرّيَّـٰتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً [الفرقان:74]، ومع سؤال الله الصلاحَ والهداية لهم لا بد من سببٍ من الأبوين ليتحقَّق لهم دعاءُ الله جل وعلا، وفي الحديث: ((ما نحل والدٌ ولدَه خيراً من أدبٍ حسن))[3].

أيها الأب الكريم، الابن يتربَّى في حجرك، فاتق الله فيه، وراعِ الأخلاقَ والسلوك من الصغر، عوِّده فعلَ الخير، وأسمعه كلمةَ الخير، وتعاهده في كلِّ عام من أعوامه، وكل مرحلة انتقل إليها فلا بد لك من تعامل، فتعاملُك معه في طفولته غير التعامل بعد المراهقة، والتعامل بعد المراقبة غير التعامل في المرحلة التي بعدها، فلا بد للأب في تربيته أن يراعيَ مراحل الابن والبنت في التوجيه والتربية والإعداد الحسن، لينقل هذا الابن وتلك الفتاةُ عن الأبوين كلَّ خير وصلاح.

أيها الأب الكريم، فاتق الله في نفسك أولاً، وأصلح ما بينك وبين الله، واتق الله في ما تأتي وتذر، فإن هذا النشء يقتدون بك، ويتأسَّون بك، وينقلون أخلاقَك، فيبقى أثرها في نفوسهم، فاتق الله فيهم، وقمْ بما أوجب الله عليك.

في طفولة الطفل لا بد من الاهتمام به، وإسماعه القول الحسن، ثم بعد دخوله التعليم لا بد من رعايته، ولا بد من سؤالٍ عنه، وعن حاله وأعماله ودراسته، وعن من يجالس ومن يخالط إلى غير ذلك. فكونُ الأب يهتمُّ بالابن والبنت، هذا الابن مَن زميله؟ ومَن يجالسه؟ ومن يكون معه؟ ومَن يخالطه؟ حتى تعلمَ حاله، فتصلح الأخطاء بحكمة وبصيرة، وإقناعٍ لهذا الابن عن تلكم الأمور المخالفة للشرع، وإقناع الفتاة بذلك.

لا بد ـ يا أيها الأب الكريم ـ أن تهتمَّ بالبنت اهتماماً عظيماً، تهتمُّ بشأنها، وتهتم بسترها، وتهتمُّ بعفافها، وترعاها الرعاية المطلوبة، ثم إذا تقدَّم ذو الدين والخلق المكافئ فتحمد الله على هذه النعمة، وتزوِّجها من ترى فيه خيراً لها، ويغلب على ظنك أنه ذو صلاح وتقى، بعد استشارة الفتاة وأخذ رأيها، حتى يكون الأمر موافقاً لشرع الله.

ولا بد من عناية بالابن، وأيّ عناية؟ تعتني بأخلاقه، تحثُّه على الخير، ترغِّبه في الصلاة عندما يبلغ سبع سنين، وقبل ذلك من باب الترغيب، تأمره بها بعد السبع، وتغلظ عليه في تركها بعد العشر، ((مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع))[4] حفاظاً على أخلاقهم، لينشؤوا وقد رُبُّوا تربية صالحة طيبة.

أيها الأب الكريم، يندم البعضُ من الآباء بعد كبر الأبناء والبنات، يندمون إذا رأوا من بعض أبنائهم جفاءً وإعراضاً وسوءَ قول ومخاطبة سيئة، يندمون على ما حصل من أبنائهم، ويشكون حالَ الأبناء، وأنهم تمرَّدوا عليهم، لا يصغون لقولهم، ولا يستجيبون لأمرهم، ولا يلبُّون مطالبَهم، ولو رجع الأبُ إلى نفسه لعلم أنه مصدر الخطأ والتقصير والإساءة، أهمل التربية، ضيَّع الأخلاق، شغلته دنياهُ عن أبنائه، شغله جلساؤه عن أبنائه، سهرٌ في معظم الليل، وبعدٌ عن المنزل، وتركُ الأبناء والبنات والزوجة، ماذا يفعلون؟ وماذا يعملون؟ رقيبٌ غاب عنهم، وشُغِل عنهم بما شُغل به، ثم يندم على سوء الأخلاق وقلة الوفاء!! إنك مصدرُ الخطأ لو عدت لنفسك، فلو عدنا إلى أنفسنا وعرفنا أننا مصدر الخطأ، لأصلحنا من خطئنا، وعُدنا إلى رشدنا، فربَّينا الأبناء والبنات تربيةً إسلامية جيِّدة، وحملناهم على الخير، وكنَّا عيوناً ساهرة على أخلاقهم وأفعالهم.

أيها الأب الكريم، قد يُبتلى بعضُ الأبناء بأخلاق سيئة، إما يُبتلى بخلُق السرقة والعياذ بالله، أو يبتلى بخلق الانحراف السلوكي، أو يُبتلى بما يبتلى به، فاعلم ـ أيها الأب الكريم ـ أنك مسؤول أمام الله، أيُّ خطأ تشعر به من ابنك في أوَّل الأمر فحاول العلاج مبكراً، ولا تترك الخطأ يتمكَّن من النفس، ثم يتعذر العلاج، فالبدار البدار بمعالجة الأخطاء من الصغر، ولا تدَع غيرَك يتحكَّم فيهم، ولا تدع جلساءَ السوء يقودونهم للرذيلة، ويبعدونهم عن الفضيلة، ويعلِّمونهم طرق الشر ومسالكها.

أيها الأب الكريم، لا بد من اهتمامٍ وعناية، إن الأخطاءَ التي تقع من الأبناء الغالبُ أنها تقصيرٌ من الآباء، وإهمال من الآباء، وعدم يقظة من الآباء، هذا الولد خرج، مع من خرج؟ ومع من أتى؟ ومن صحب؟ فإن هناك فئةً ـ هدانا الله وإياهم ـ مجالستُهم بلاء، وصحبتهم شر، ومخالطتُهم سوء، فلا بد من حماية الأولاد عن تلك المجتمعات والسبل الفاسدة الهابطة، إن الحفاظ على الأخلاق والقيم من الصغر ـ بتوفيق من الله ـ ينشئ الابن على الفضائل والأعمال الطيبة.

أيها الأب الكريم، لا بد في المنزل أحياناً من اختلاف الزوجين، وسوء وجهة نظر بعضهم لبعض، فإياك أن تُشعر الأبناء بما بينك وبين أمِّهم، وإياك أن تعاتبَها أمامهم أو تضربَها كحال من لا يقدِّر قدرها أمام أبنائها وبناتها، فتلك مصيبة عظيمة، ينشؤون مبغضين لك، وموقفهم مع أمهم ضدّك والعياذ بالله، وهذا من تصرفاتك السيئة، فحاول النقاشَ بينك وبين الأم بعيداً عن الأطفال بنين وبنات، حتى لا تنع+ عليهم تلك الأمور في أنفسهم والعياذ بالله.

حاول الاتصال بالأبناء، والاختلاطَ بهم دائماً حتى تكون معهم وهم معك، يشاركونك في أكلك، يشاركونك في جلوسك، تعلم حالهم وتطمئن إليهم، [لابد أن] يظهر منك الرحمةُ والشفقة عليهم، مع العناية بالتربية، عدلٌ فيما بينهم، ثقة بهم في الحدود، عدم سوء ظنٍّ بهم في الحدود، حتى تكون التربية تربيةً طيبة، إن أحسّوا منك بالقسوة الشديدة ربما نفروا، وإن شعروا منك بعدم المبالاة ربما وقعوا في الخطأ، فلا بد أن يشعروا منك بشفقة وحنان، ثم يشعروا منك بأنك الأب المراقب عليهم، المهتمُّ بشأنهم، المعتني بأخلاقهم وفضائلهم، فتلك ـ يا أخي المسلم ـ من أسباب الصلاح بتوفيق من الله، والله جل وعلا قد رتَّب الأسباب على مسبباتها، فمن تعاطى الأسباب النافعة تحقَّق له الخير بتوفيق من الله.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.


[1] أخرجه البخاري في النكاح (5090)، ومسلم في الرضاع (1466) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[2] أخرجه البخاري في الجنائز (1358)، ومسلم في القدر (2658) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[3] أخرجه أحمد (4/78)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/422)، والترمذي في البر والصلة (1952)، وعبد بن حميد في المنتخب من المسند (362)، والعقيلي في الضعفاء (3/308)، وابن حبان في المجروحين (2/188)، وابن عدي في الكامل (5/86)، والقضاعي في مسند الشهاب (1295، 1296، 1297)، والبيهقي في الكبرى (2/18) من طريق عامر بن أبي عامر الخزاز عن أيوب بن موسى عن أبيه عن جده، وأعله البخاري والترمذي والبيهقي بالإرسال، وصححه الحاكم (7679)، وتعقبه الذهبي بقوله: "بل هو مرسل ضعيف، ففي إسناده عامر بن صالح الخزاز واه"، وذكر له الألباني في السلسلة الضعيفة (1121) علة ثالثة.

[4] أخرجه أحمد (2/187)، وأبو داود في الصلاة (495)، والدارقطني (1/230)، والحاكم (1/311)، والبيهقي (2/228، 229) من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه، وصححه الألباني في الإرواء (247).



الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.

عباد الله، يقول الله جل وعلا: وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرّيَّتُهُم بِإِيمَـٰنٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَـٰهُمْ مّنْ عَمَلِهِم مّن شَىْء كُلُّ ٱمْرِىء بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ [الطور:21].

فأخبر تعالى أن المؤمنين تتبعهم ذريتهم المؤمنة، قال جل وعلا: أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَـٰهُمْ مّنْ عَمَلِهِم مّن شَىْء، فالله جل وعلا يُكرم الآباءَ فيرفع منازل الأبناء وإن قصرت بهم أعمالُهم إذا كانوا من المؤمنين، يرفعهم في درجات آبائهم إكراماً لهم، وقد يرفع درجةَ الآباء بمنزلة الأبناء إذا كان الآباء مؤمنين لكن قصرت درجتُهم عن أن يلحقوا بدرجات أولادهم، وهذا من فضل الله، وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرّيَّتُهُم بِإِيمَـٰنٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرّيَّتَهُمْ.

أيها الأب الكريم، بُلي الناس بالقنوات الفضائية المتعدِّدة التي تحمل في طياتها شروراً كثيرة، وبعض القنوات الفضائية متمحّضة لإفساد الأخلاق وتدمير القيم والفضائل، فيا أخي المسلم، حذّر البنين والبنات من النظر إلى تلك القنوات المنحرفة، القنوات المنحلَّة، القنوات التي تعرض مسلسلاتٍ إجرامية، وبرامجَ هابطة، تحارب الأخلاقَ والفضائل، وتهدم المعتقدات، وتنشر كلَّ بلاء.

بصّر الأولاد بنين وبنات بالآثار السيئة لتلكم القنوات الفاجرة التي هي دعوة للفجور والعياذ بالله، يقوم عليها شياطين الإنس ليضلوا الناس عن سواء السبيل، قنوات تحكي أخلاق المجتمعات الهابطة والمجتمعات المنحرفة، ينقلونها عبرَ الشاشات ليفسدوا بها أخلاق أبنائنا وبناتنا.

تُبالغ بعضُ هذه المحطَّات إلى أن ينقلوا العلاقات الجنسية أمام الجميع بلا خجل ولا حياء والعياذ بالله، قومٌ لا دين لهم، ولا حياء عندهم، ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت))[1]. فهم لا حياء عندهم، يصنعون ما يشاؤون، وينشرون ما يهوون، ولو كان فيه إفساد للأخلاق والقيم، فحذّر النشء، حذر بناتك وأبناءك من تلكم المحطات الهابطة، واحرصْ أن تسأل وتفتِّش فإنها قنوات تنشر البلاء، تنشر هدم الأخلاق والفضائل، فلا بد أن نحصِّن أبناءنا وبناتنا من هذه القنوات بالتوعية والتوجيه، وتبيين الأخطار والأضرار لكي يقتنعوا فيتركوها عن قناعة ومعرفة بأضرارها ومفاسدها. وفق الله الجميع لما يرضيه.

واعلموا ـ رحمكم الله ـ أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ شذ في النار.

وصلوا ـ رحمكم الله ـ على محمد امتثالاً لأمر ربكم إذ يقول: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين...

[1] أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (3484) من حديث أبي مسعود رضي الله عنه.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نصيحة الآباء بحسن تربية البنات والأبناء - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حقوق البنات - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» تربية الأولاد - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» طاعة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» رعاية البنات - عبد الله الهذيل / الرياض
» رعاية البنات - عبد الله الهذيل / الرياض

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: