STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Ouuou10التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Uououo10التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Uooous10التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Ooouus10التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Ooouo_10التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Ouooo11التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Ooouo_11التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Uoou_u10التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Uoo_ou10التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Arkan_10الطـهـارةالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Uuooo_10التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Ouuuuo10التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Oouusu10التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Plagen10التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Uuouou10التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
molay
التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
must58
التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
bent starmust2
التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
sanae
التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
حليمة
التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
mam
التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
zineb
التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
aziz50
التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
mm
التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب 51365/1365التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب نعم  (1365/1365)

التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Empty
مُساهمةموضوع: التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب   التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Emptyالخميس 17 نوفمبر - 5:12:54



التحذير من البدع

التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب Basmallah

صالح بن محمد آل طالب

الخطبة الأولى

أمّا بعد: فاتَّقوا الله تعَالى ـ أيّها المؤمنون ـ لعلَّكم تُرحمون، وتزوَّدوا من الصالحاتِ لعلّكم تفلحون، وبادروا بأعمالِكم أعمارَكم، فإنَّ في تصرُّم الأيام لَعِبَرًا، وفي سرعة طَيِّ السنين مُدَّكرا، فرَحِم الله عبدًا آمَن بالله واستَقام، ولم تُلهِهِ الدنيا عن الآخرة.

أيّها المسلمون، إنَّ الله تعَالى بعَث رسولَه محمّدًا على حينِ فَترةٍ من الرسل حين استَحكمَت الضلالة واشتدَّت الظلمة، وتاه الخلق في جاهليّةٍ جهلاء وسُبُل عمياء، لا تعرِف من الحق رسمًا ولا نصيبا ولا قَسمًا، فكانت رسالة النبيِّ ووظيفتُه هي إخراجُ الناس من داعيةِ أهوائهم وتقليدِ آبائهم إلى اتِّباعِه واتّباع سنته.

وحين قام النبيُّ في الناس بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا فسرعانَ ما عارض الأشقياء معروفَه بالنُّكر وقابلوا دعوتَه بالكفر، لكنّ الله تعالى أعلى كلمتَه وأظهر دينه، فقام رسول الله بما أوجَبَ ربّه، وهدى الله به إلى الحقّ، وأنقَذ به كثيرًا من الخلق، ولم يمتِ النبي حتى بلّغ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصح الأمّةَ وأكمل الدّينَ وتركنا على المحجّة البيضاء، ليلُها كنهارها، وخاف على النّاس أن يعودوا لداعيَةِ أهوائهم ويتركوا اتِّباعَه، أو يقلِّدوا غيرَهم ويترُكُوا سنّتَه؛ لذا فقد أنذر وحذَّر وأخبر بظهور الفِتَن واندِراسِ السنَن وفشوِّ البدع، وحذَّر من أهل الأهواءِ الذين تشعَّبوا وتفرَّقوا بعد عصرِ النبوة.

ولم تَمضِ السّنون حتى ظهَرَ العقلانيّون وعلى رَأسِهم المعتَزِلَة، وغَلتِ المتصوِّفة، وخرَجتِ الخوارجُ، ونبَتَتِ المرجئة، وتشعَّبتِ الفرق، وتنكَّب بعضُ الخلق طريقَ السنة، وتاهوا في ضلالات الطّرُق، وهذا كلّه راجعٌ إلى ترك السنّة والجهل وتغليب الهوى وتحكيمِ العقل وتقليد الآباءِ وردِّ الحق لأجلِ الأشياخ والمتبوعين، وهذه رباعيّةُ البدع وعِدائيّة السّنن: الهوى وتحكيم العقل والتقليد والجهل.

لذا توافَرَتِ الأدلة من الكتاب والسنة وأقوالِ الصحابةِ والتابعين والأئمّة المهديِّين وتضافرت على الحثِّ على لزوم السنّة واتّباع هدي النبي واجتناب البدَع والمحدثات، وقد حفل القرآن العظيم بآياتِ الاتِّباع والطاعة وأنَّ اتِّباع النبيِّ هو علامة المحبّة الحقّة: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران:31]، وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا [النور:54]، وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7]. ولَيسَ بعد النبيِّ إلاّ اتباعُ الهوى، فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ [القصص:50]. وأهلُ الأهواء همُ المعرِضون عن السنَن، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124]. وهكذا هُم أهلُ البدع؛ ضيقٌ وضنك وحَرج، فلا انشراحَ في الصّدر ولا طُمأنينة؛ لأنَّ الهُدى لا يكون إلاّ في الاتِّباع، فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى [طه:123].

بل إنَّ الاتّباعَ ولزوم السنة هو مقتضَى شهادة أن محمدًا رسول الله، وهو طاعتُه فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتنابُ ما نهى عنه وزجَر وأن لا يُعبدَ الله إلاّ بما شرَع، فلا يجوز أن نتقرّبَ إلى الله بدينٍ أو عبادة لم يشرعها رسولُ الله ، وإلاّ كانت مردودةً موضوعَة، أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21]، فلا يجوز اتِّباعُ الأقوال المخالفةِ للسّنة مهما كان قائِلها، وكلٌّ يؤخَذ من قوله ويردّ إلا رسول الله ، كما قال الإمام مالك رحمه الله. وقد قَالَ الإمام الشافعيّ رحمه الله: "أجمَع العلماءُ على أنَّ من استبانت له سنّة رَسول الله لم يَكن له أَن يدَعَها لقولِ أحد"، وقال الإمامُ أحمد رحمه الله: "عَجِبتُ لقوم عرَفوا الإسنادَ وصحّتَه يَذهبون إلى رأيِ سفيانَ والله تعالى يَقولُ: فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63]، أتَدرِي مَا الفَتنَة؟ الفتنةُ الشّرك، لعلَّه إذا ردَّ بعضَ قوله أن يقع في قلبه شيءٌ من الزيغ فيهلك".

أيّها المسلمون، وكما أنّ الإسلامَ هو الاستسلام لله والانقيادُ له بالطاعة فإنَّ الدليل إذا قامَ والخبر إذا صحَّ عن المعصوم وجَب التسليم به والإذعانُ له، وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا [الأحزاب:36]. ولقَد كانَ النبيّ يقولُ في خطبَتِه: ((إنَّ أحسنَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمّد ، وكلَّ محدثة بِدعة، وكلّ بدعة ضلالة))، وفي الصحيح من حديث العرباض بن ساريةَ رضي الله عنه أنَّ النبي قال: ((عليكم بسنّتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديّين، عضّوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم ومحدثاتِ الأمور، فإنّ كلَّ بدعة ضلالة)).

عبادَ الله، السنةُ كلُّها خير، ولزومها هو الفلاحُ والنجاح. السنّة هي الاتباع وترك الابتاع. السنة هي الوقوف على حدودِ الشريعة، فلا يقصِّر فيها ولا يتعدّاها، وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ [الطلاق:1]. وفي مسندِ الإمام أحمد بسنَد صحيح أنّ النبيّ قال: ((لكنّي أنام وأصلّي وأصوم وأفطر، فمن اقتدى بي فهو مِنّي، ومن رغب عن سنتي فليس مني)).

صاحبُ السنة مجاب الدعوة، ساق ابن أبي عاصم في السنة بسنده الصحيح أن النبيَّ قال: ((إنّ الله تعالى يستحي من ذي الشيبةِ لَزوما للسنة أن يسأله شيئًا فلا يعطيه)). صاحبُ السنّة على خيرٍ وهدى ونورٍ وسلامة حتى لو +َل أو فتَر، روى الإمام أحمد وغيره بسند صحيحٍ أن النبيّ قال: ((لكلِّ عملٍ شِرة، ولكل شِرّة فَترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلَك)). وخرّج ابن المبارك وغيره عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه أنه قال: (عليكم بالسّبيل والسنة؛ فإنّه ما على الأرضِ مِن عبدٍ على السبيل والسنة ذكر الله ففاضَت عيناه من خشية الله فيعذِّبه الله، وما من عبدٍ على السبيل والسنة ذكَر الله في نفسه فاقشعرَّ جِلده من خشية الله إلا حطَّ الله عنه خطاياه كما تحطّ الشجرة ورقَها اليابِس إذا أصابته الريح الشديدة، فإنّ اقتصادًا في سبيل وسنةٍ خير منِ اجتهاد في خلاف السنّة). وقال الجوزجاني رحمه الله: "مِن علامات سعادةِ العبد تيسيرُ الطاعة عليه وموافقةُ السنة في أفعاله وأقوالِه وصحبتُه لأهلِ الصّلاح وحُسنُ أخلاقه مع الإخوانِ وبَذل معروفِه للخلق واهتمامُه للمسلمين ومراعاتُه لأوقاته"، وقال الكِرماني رحمه الله: "من غض بصرَه عن المحارم وأمسك نفسَه عن الشبهات وعمَر باطنه بدوام المراقبة وظاهرَه باتِّباع السّنَّة وعَوَّد نَفسَه أَكلَ الحلالِ لم تخطِئ لَه فِراسةٌ".

أيّها المسلمون، هذه بعضُ محاسن اتِّباع السنن، وفي كلام العلماء: "من أمَّر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة، ومن أمَّر الهوى على نفسِه نطَق بالبِدعة". أمّا خلاف السنة فهو التفرُّق في الدين والضلال المبين، وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام:153]؛ ذلك أنَّ تجاوزَ المأمور لهو الطغيانُ بنصّ القرآن: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا [هود:112]. وإنَّ التعبُّدَ بمجرَّدِ ما يَستحسِنه الإنسانُ ويميل إليه من غَير دليلٍ ولا هُدى لهو عينُ اتِّباع الهوى، أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ [الجاثية:23]، وهو على خطَر أن يكونَ مشمولاً بمن قال الله فيهم: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ [محمد:16].

وإنَّ النبي سمى البدَع ضلالة لأنَّ المبتدع يضلّ في الهوى، فيأخذ الأدلةَ المتشابهة مأخَذ الهوى والتشهي، لا مأخذَ الانقياد لأحكامِ الله، فيجعل الهوى والاستحسانَ أوّلَ مطالبه، ويأخذ الأدلّةَ بالتّبَع، فينزّل الأدلة على ما وافق عقلَه وهواه؛ لذا قال الله عز وجل: يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا [البقرة:26]. وحذّر سبحانه من طريق أهلِ الضلال في الاستدلالِ كما قال سبحانه: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ [آل عمران:7]. وقد استعَاذَ النبيّ مِن مُنكَراتِ الأخلاق والأهواءِ والأدواءِ.

عبادَ الله، إنّه لا رأيَ لأحدٍ مع سنّة رسولِ الله ، وفي الصحيحِ أنّه قال: ((من عمِل عملا ليس عليه أمرُنا فهو ردّ))، وفي رواية: ((من أحدَث في أمرنا هذا ما ليسَ منه فهو ردٌّ))، وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: (من أحدَث رأيا ليس في كتاب الله ولم تمضِ به سنة من رسول الله لم يَدرِ ما هو عليه إذا لقي الله عزّ وجل)، وقال الشاطبيّ رحمه الله: "إنّ المبتدعَ يُلقى عليه الذل في الدنيا والغَضَبُ لقول الله عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ [الأعراف:152]، فهو عامٌّ فيهم وفيمَن أشبَهَهم؛ لأنّ البدع كلَّها افتراء على الله"، ونقل ابن الماجشون عن الإمام مالك رضي الله عنه أنه قال: "مَن ابتَدَعَ في الإسلامِ بِدعةً يراهَا حسنةً فقد زَعَم أنَّ محمَّدًا خَانَ الرّسالةَ؛ لأنَّ الله تعَالى يَقول: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [المائدة:3]، فمَا لم يَكُن يومئذٍ دينًا فلاَ يكون اليَومَ دينًا". وقد أخبر النبيّ كما في صحيحِ مسلم أنّ المبدِّلين والمغيِّرين يُذادون عن حوضه ويُطردون.

وإنَّ البدع لتقضي على الدين الصحيح، وقد قال النبي : ((ما ابتَدَع قوم بدعةً إلا نزَع الله عَنهم من السنةِ مثلَها)) رواه أحمد وروي موقوفا. وهذا معلومٌ مشاهد؛ فإنّك ترى حرصَ بعض الخلق على البدع والمحدثات وتَركَهم للسنن الثابتاتِ بل للواجِبات المتحَتِّمات، كما ترَى نشاط الإذاعات والفضائيّات على نقل هذه البدع والترويجِ لها مع ما هم عليه من مخالفاتٍ، وينقُلون لطقوسها صوَرًا حيّة يغترّ بها العوام ويظنّها الناس من الدين، سيّما إذا شارك فيها المحسوبون على العلم والعلماء، فليتقّ الله من كان موضعَ اقتداءٍ أن لا يكون فتنةً للمؤمنين.

ألا فاتّقوا الله عباد الله، واعلموا أن فيما ثبت عن النبي غُنيةٌ للمسلم وخير كثير، فلا تلتفتوا لما سوى ذلك من الشّذوذات والمبتدعات وما لم يثبت من المرويات، وحسبُكم ما كان عليه نبيّكم وما كان عليه سلف الأمة.

بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة، ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا، وأستغفر الله تعالى لي ولكم.



الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن محمّدًا عبده ورسول، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أمّا بعد: فإنَّ مما يزِلّ بالناس في شَرَك البدع والأهواء تقليدَ الآباء والكبراء أو هَفواتِ العلماء أو التعصّبَ للمتبوعين، وقد أخرج أبو داود وغيرُه بسند صحيح أنّ معاذَ بن جبل رضي الله عنه قال: (إيّاكم وما ابتُدِع؛ فإنَّ ما ابتُدِع ضلالة، وأحذِّركم زَيغةَ الحكيم؛ فإنّ الشيطان يُلقي على الحكيمِ كلمةَ الضلالة، فاجتنبوا من كلام الحكيم كلَّ مُتشابِه، وقد يقول المنَافق كَلِمةَ الحقّ)، قلت: فما يُدريني أنَّ الحكيم يقول كلمةَ الضلالة؟ قال: (اجتنِب من كلام الحكيم المشتَهِرات التي يقال: ما هذه؟ ـ وفي رواية: المشتبهات ـ، ولا يثنِيَنَّك ذلك عنه؛ فإنه لعلّه أن يراجعَ، وتلقَّ الحقَّ إذا سمعتَه؛ فإنَّ على الحق نورًا) انتهى. وهذا فيمن كان أصلُ حاله السنة، أمّا من انتصب للبدع ولم يعرَف بالسنّن فلا ولا كرامة؛ لأنهم قومٌ يتّبعون المشتبهاتِ لأجل موافقةِ العادات ولو خالفتِ السننَ الواضحات، نعوذ بالله والخذلان.

عن مقاتلٍ بن حيان رحمه الله عنه قال: "أهلُ هذه الأهواء آفة أمّةِ محمّد ؛ إنهم يذكُرون النبيَّ وأهلَ بيته، فيتصيَّدون بهذا الذِّكرِ الحسَن عند الجهّال من النّاس، فيقذِفون بهم في المهالك، فما أشبَهَهم بمن يسقي السم باسم العسل".

وإنَّ من الحجج القديمة التي يزيِّن الشيطان بها سُبُلَه لصدّ الناس عن الحق والسنة تقليدَ الآباء والمتبوعين والتعصبَ لهم وإن خالفوا الهدَى، وهذه سنّة قديمةٌ يحتجّ بها الضُّلاَّل من قديم الدهر، وقد أخبر الله تعالى عن محاجّةِ إبراهيمَ لقومه حين قال لهم: مَا تَعْبُدُونَ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ [الشعراء:70-74]. فحادوا عن الجوابِ عن السؤال إلى التحجُّج بالتقليد. وفي سورة الزخرف: أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ [الزخرف:21-24].

ألا فاتَّقوا اللهَ تعالى أيَّها المسلِمون، واتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ [الأعراف:3]، واعلَموا أنَّ مخالفةَ السّنَّةِ في الظاهِرِ علامةُ رياءٍ في الباطن.

فاللّهمّ اهدنا فيمن هديتَ، وارزقنا مرافقةَ نبيّك محمّد ، اللهمّ وفِّقنا لاتباع سنّته والتمسّك بشِرعتِه، وتوفّنا وأنت راضٍ عنّا، واحشُرنا في زُمرته.

ثم صلّوا وسلّموا على الهادي البشير والسّراج المنير.

اللّهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب
» التحذير من اتباع الهوى - صالح بن محمد آل طالب
» التحذير من مقوضات الأمن - صالح بن محمد آل طالب
» دين الرحمة - صالح بن محمد آل طالب
» التحذير من البدع والمواسم المحدثة - سليمان بن سيدي محمد بن عبد الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: