STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Ouuou10التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Uououo10التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Uooous10التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Ooouus10التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Ooouo_10التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Ouooo11التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Ooouo_11التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Uoou_u10التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Uoo_ou10التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Arkan_10الطـهـارةالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Uuooo_10التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Ouuuuo10التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Oouusu10التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Plagen10التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Uuouou10التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
molay
التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
must58
التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
bent starmust2
التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
sanae
التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
حليمة
التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
mam
التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
zineb
التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
aziz50
التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
mm
التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Voting_barالتحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب 51365/1365التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب نعم  (1365/1365)

التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Empty
مُساهمةموضوع: التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب   التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Emptyالخميس 17 نوفمبر - 5:19:39



التحذير من الفتن

التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب Basmallah

صالح بن محمد آل طالب

الخطبة الأولى

أما بعد: فاتقوا الله تعالى حقَّ التقوى، وأخلِصوا له في السر والنَّجوى، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران: 102].

حقيقٌ بمن اتَّقى اللهَ أن يعلمَ أنَّ لله يومًا تُكَعُّ فيه الرجال، وتُنسَف فيه الجبال، وتترادف الأهوال، وتَشهَد الجوارح والأوصال، وتُبلَى السرائرُ، ويُكشفُ ما في الضمائر، فرحِم الله من عمل لآخرته ولم تُلْهه الدنيا عن الآخرة الباقية.

أيّها المسلِمون، لما خلق الله الأرضَ ودحاها ووضَع فيها زينَتها وقدَّر فيها أقواتها أسَكنَها خلقَه من الجنِّ والإنس، وحتى يُتمَّ نِعمته ويقيمَ حجَّته والى فيهمُ النبواتِ، وأنزل فيهم الشرائعَ، وبعث إليهم الرِّسالات، وجعل الهدى والنورَ الذي جاء به الأنبياءُ هو تاجُ نِعَمه وذروةَ سَنامِ فضله، فلا زينةُ الدنيا ولا ممالكُ الأرضِ ولا خيراتُ الحياة ولا كنوزُها تَعدِل نعمةَ الهدَى والنور الذي جاء به رُسُل الله من لَدُنْه؛ إذ كيفَ تُسَاوَى هداية السماء بمتاع الأرض؟! وكيف يُقايَس ما عَاقِبتُه الحسنى وجنةُ الخُلد بما مآله الفناءُ والزوال؟!

وجعَل الله حمَلةَ ميراثِ الأنبياء ومعتَنقي شِرْعةِ السماء هم خيارُ أهل الأرض في الأرض؛ فهم الذين خالط وحيُ الله شغافَ قلوبهم، واستضاؤوا بنور الله في دروبهم، وهم الذين ذلَّت جوارحهم وانقادت نفوسهم لشرع الله.

عبادَ الله، ولما كان دينُ الله عزيزًا وشريعتُه غالية، فإنّه لا يستحقّ حملَها إلا خيارٌ من خِيار، فكانت الابتلاءاتُ والمحن تعرِض للمؤمِنين، والأذيةُ والفِتن تحيط بالمصدِّقين؛ حتى لا يبقى على الدين إلا من يستحقه، وليعلم الله الذين صدقوا.

الفتنة والابتلاء سنّة جاريةٌ في الأولين والآخرين. بسم الله الرحمن الرحيم، الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [العنكبوت: 1-3].

إنَّ الإيمانَ ليس مجرّدَ كلمةٍ تقال، بل هو حقيقةٌ ذات تكاليفَ، وأمانةٌ ذات أعباء، وجهادٌ يحتاج إلى صبر، والله تعالى يعلَم حقيقةَ القلوبِ قبل الابتلاءِ، ولكنَّ الابتلاءَ يكشِف في عالَم الواقع ما هو معلومٌ لله تعالى، فيحاسِب الناسَ على ما يقع من عملهم؛ فهو فضلٌ من الله وعدل وتربيةٌ للمؤمنين وصَقل.

والفتنُ والابتلاءات أنواعٌ وصور، وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [الأنبياء: 35]، فمنها السراء والضراء، ومنها الفتنةُ بانتشار المنكرات وغلبةِ الأهواء وكثرةِ الدعاة على أبواب جهنم وكثرةِ الاختلاف وخلطِ الحقّ والباطل، ومن الفتنةِ أن يتعرَّض المؤمن للأذى من الباطل وأهله ثم لا يملكُ النصرَ لنفسه ولا المنعة، ومن الفتنةِ أن يعيشَ المؤمن بدينه كالغريبِ بين الناس، قال رسول الله : ((بَدَأَ الإسْلامُ غرِيبًا، وسَيَعُودُ غرِيبًا كَمَا بَدَأ؛ فَطُوْبَى لِلْغُربَاء)) رواه مسلم.

أيّها المسلمون، الحديثُ عن الثباتِ وقتَ المحنِ والصبرِ في البلاءِ والفتن حديثٌ موجَّه إلى عمومِ المؤمنين من الأخيار والصالحين والدّعاة وطلبةِ العِلم والمحتسِبين حينَ يتسرَّب الوَهن والإحباط إلى بعض المسلمين، ويرون تسلّط الأعداءِ والمرجفين ومن يُشعِل فتيلَ الخلافات ويثير النزاعات ويطرحون الأفكار الغريبة المشتِّتة.

وإذا كان أثرُ العلماءِ والمصلحين ظاهرًا في تسكِين النّاس وتثبيتِهم على الحقّ حين الشدائدِ وكثرةِ الفتن، فإنَّ ثمةَ مُرجفين يجِدون في أوقاتِ ضعفِ الأمّة وتكالبِ الأعداء عليها فُرصًا لترويج باطلهم وتشكيكِ الناس في عقائدهم؛ يسخَرون من الدّين، ويلمِزون المطّوِّعين من المؤمنين، ويُسهمون في إحباط الأمة وتخاذُلها وتمييع مبادئها لتضييع هويتها.

لا تحْذُوا حذَو عصـــابةٍ مفتـــونةٍ يجـدون كــلَّ قديمِ أمـــرٍ منكــــرَا

ولَوِ اسْتَطَاعُوا في المجَامِعِ أنْكَرُوا مَنْ مَـاتَ مِنْ آبَائِهِم أوْ عُمِّرَا

منْ كـلِّ مَاضٍ في القدِيمِ وهَـدْمِهِ وإِذَا تقَـــــدَّمَ لِلْبِنَــــــايةِ قَــــصَّـــــرَا

أيّها المسلمون، أيّها الأخيار والصالحون، لقد قصَّ الله علينا في كتابه وروى لنا رسوله في سنّته من سِيَر الأمم السابقةِ وأتباعِ الدياناتِ السالفة وقوَّة اطمئنانِ القلب لما جاء عن المرسَلين على كثرةِ الصَّوارف وشدّة بأس المخالفِ ما يَبين معه أنَّ إيمانهم لو وُزِنَ بالجبال لرجح بها، فهذا يُنشَرُ بالِمنشار من رأسِه إلى قدمَيه ما يتزحزَح عن دينه، وأولئك تُخدَّد لهم الأخاديدُ فتُسجَر بالنار ثم يقذفون فيها.

كما ضرَب لنا نبيُّنا محمدٌ وصحابتُه الكرام أروعَ الأمثلة في الثبات على الدين؛ مما أوصل لنا الدينَ كاملا والعقيدةَ نقيّة صافية، حتى اعتنقها ملايين البشر وعمَّتِ السهلَ والوعر.

وفي كلّ زمان فتنٌ وابتلاءات، ومع ذلك يبقَى الدّينُ ويبقى الخير، وفي زماننا هذا، ويا لزماننا! زمنِ زلزلة المفاهيم وخلخلةِ الثوابت وتقلُّبِ الآراء وانتكاس المبادئ، زمنِ إعادةِ النظر في كلّ شيء دينيٍّ وإِرْثٍ عقديٍّ، زمنِ السّخرية من الدّين وأهله وانتقاصِ الشريعة وحَملتِها، حتى كثُر المتساقِطون على الطريقِ واستَحكم اليأسُ في بعض النفوس؛ فصار الباعثُ على إعادة النظر في بعضِ أحكام الشريعة المستقرَّة ليس دليلا راجِحا أو مأخذًا واضحًا، إنما الباعِث ضغط الواقِع أو اتّباع الهوى ومسايرةُ الناس.

أيّها المسلمون، أيّها المؤمنون، أيّها الأخيار والصالحون، المؤمِن لا يهِن ولا يُحبَط، ولا يستكين ولا ييأس، ولا يستوحش من الطريق لقلَّة السالكين، ولا ينظر إلى الهالك كيف هلك، بل ينظر إلى الناجي كيف نجا.

إننا اليوم أحوجُ ما نكون إلى الفأل والعمل والبِشارة وتحفِيز الهمم ومعرفةِ السنن سننِ الله في أوليائه وأعدائه، سننِ الإدالة والنّصر والمد والجزر؛ حتى يطمئنَّ مؤمن ولا يغترَّ فاجِر، ولئلا يكونَ كثرةُ الباطل مدعاةً لليأس والقنوط، وقد قال الله تعالى لنبيِّه : وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف: 103]، وقال: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ: 13]، وقال سبحانه: وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ [الأنعام: 116].

لا يجوز أن يضعُف صاحبُ الحقّ أو يهين؛ فإنّ لهذا الدين إقبالا وإدبارًا وامتدادًا وانحسارًا، ضعفٌ وقوّة، وفرقة واجتماع، وغُربة وظهور، وابتلاء وتمكين، ينطِق بذلك وحي السماء ويؤيِّده تاريخُ البشر، وفي الخبر المتفق عليه: قال هرقل لأبي سفيان: هل قاتلتموه؟ قال: نعم، قال: فكيف الحرب بينكم؟ قال: سِجال، يُدال علينا مرةً ونُدَالُ عليهِ أخرى، قال: كذلك الرسلُ تُبتَلَى ثم تكونُ لهمُ العاقِبة.

حكمةٌ بالغة وسنةٌ ماضية: فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا [فاطر: 43]، وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ [آل عمران: 140].

أخرج الترمذيّ بإسنادٍ صحيح أنَّ النبيَّ قال: ((يأتي على النَّاسِ زمَانٌ الصَّابرُ فيهِم عَلى دِينِه كالقَابِضِ على الجَمْر))، وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ قال: ((ويلٌ للعرَبِ منْ شرٍّ قد اقترَب؛ فِتنًا كقِطعِ الليل المظْلمِ، يُصبِحُ الرَّجلُ مؤمِنًا ويمسِي كافرًا؛ يبيعُ قومٌ دينَهُم بعَرَضٍ منَ الدُّنيا قليل، المتمسِّكُ يومئذٍ بدينِهِ كالقَابِضِ على الجمر)) أو قال: ((على الشَّوك)) حديث صحيح رواه الإمام أحمد.

إنها ابتلاءاتٌ وإدالات، والشّدائد كاشفاتٌ لأصحابِ النفوس الكبيرة، والذين لا تزيدهم إلا صبرًا ويقينا وحزمًا وعزما.

إخوةَ الإسلام، إخوةَ الإيمان، إنّنا بحاجةٍ إلى تجديدِ الإيمانِ في قلوبنا وفي أعمالِنا؛ سيَّما في وقتِ الشدائدِ والفتن: معاني الإيمانِ واليقين وحُسن الظنِّ بالله والتسليم والصبر وصدق الولاء والتضرع لله والدعاء وحسن المجاهدة وتهذيبِ النفوسِ وإصلاحِها والعبوديّةِ لله والاستعانة به وحُسن التوكّل عليه والعمل بجدٍّ وفأل وتوحيد الصفّ وجمع الكلمة ومدافعة الباطل بلا يأس.

وكلُّ هذه المعاني حقَّقها المؤمنون السابقون في مُثُلٍ تُقوِّي العزائمَ وتشحَذ الهمم، واقرؤوا ما قصَّ الله في القرآن من سيرةِ الرسُل الكرام حتى قال الله تعالى في الختام: وَكُـلًا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ [هود: 120]. قال الماوردي رحمه الله: "أي: نقوِّي به قلبَك وتسكُن إليه نفسك؛ لأنهم بُلوا فصبروا، وجاهدوا فظفروا" انتهى كلامه رحمه الله.

واقرأ في سيرةِ الرسول الكريم وكيفَ كان الفأل والعملُ في أحلك الظروف والمواقف:

فيبشِّر بظهور الدين وهو طريدٌ بين مكّة والطائف كما أخرجه ابن سعد في الطبقات، ويعِد سُراقةَ بسوارَي كِسرى وهو مُطاردٌ في الهجرة، وتحاصَر المدينة بعشرةِ آلاف مقاتل وتنقُض اليهود عهدها فيبشِّر ببشارته الثلاث عند ضربهِ الصخرةَ التي عرضَت كما في صحيح البخاري.

ودرجَ الصحابة رضي الله عنهم وتربَّوْا على هذه المثُل، فهذا أبو بكرٍ الصدّيق رضي الله عنه يقِف في أحلكِ المواقف حين ارتدَّتِ العربُ ووقَف جيشُ أسامة بين خطَر الروم وبلاءِ المرتدين، فيثبُت أبو بكرٍ وحدَه حتى يثبِّت الله المؤمنين، وينفِذ للرّوم جيشَ أسامةَ، ويقاتل المرتدين في اليمامة، ويحفظ الله الدين بمواقف المؤمنين. إنّ الثبات يحتاج إلى عزيمةٍ وجدّ وإيمانٍ ويقين.

أيها المؤمنون، وللدعاء أثرٌ عظيم في الثبات والنصر، والاستعاذةُ من الفتن واردةٌ في الصحيحين، وفي الحديث المتفق عليه: ((وأعُوذُ بِكَ مِنْ فتنةِ المحيَا والممَات))، وما انتصَر النبي في بَدر حتى سقط رداؤه من على منكبه دعاءً وتضرّعا. والعلمُ النافِع يميِّز به المسلمُ بين الحقّ والباطل حين تلتبِس الأهواء، والسيرُ في ركاب جماعةِ المسلمين أمنٌ من الفتنة، كما في حديثِ حذيفة المُخرَّج في الصحيحين.

ومِن سيماء المؤمنين: التثبتُ من الأخبار، خاصة فيما يتعلَّق بالدين وحمَلته، أمّا التَّخوُّض في الباطل واعتماد أخبار الفساق والاتكاءُ على الحكايات والقصَص الغريبة فذلك شأن الجهلة والغوغاء.

عباد الله، إنَّ مرحلةَ الضَّعف والانحسار تدعو إلى إعادةِ بناءِ الأمّة وتسهِم في مراجعةِ حالها مع ربها، وكلّما اشتدَّت الفتن وتلاحقت كلّما اشتدّت الحاجة للعبادة حيث ينشرِح صدرُ المؤمن ويطمئنّ قلبه، ويحرسه الله من وسوسةِ الشياطين وإغوائهم.

والعبادة وقتَ الفتن هي وصيّة النبي لأمته حيث قال: ((بادِرُوا بالأعمالِ الصالحةِ فتنًا كقِطعِ الليلِ المظْلِم، يصبحُ الرجلُ مؤمِنًا ويُمسِي كافِرا)) رواه مسلم، وقال : ((العبادةُ في الهَرْج كهجرة ٍإليَّ)) رواه مسلم.

فرقٌ بينَ مَن يتخوَّض في لُجَّة الفتن وبَين من يركَن إلى الله تعالى ويهاجِر بقلبِه إليه، ويتملَّق بين يدَيه، ويدعو إلى سبيله، ويسعى إلى الإصلاح وتسكين الفتن وتثبيت الناس على الحقّ ودِلالتهم عليه، فرقٌ بين من ينشُر الخير وي+يه وبين من ينشر العيوب والإحباط والتثبيط، إنها سلبيّة لا تليق بالمسلم، ومن قال: ((هلَك الناس فهو أهلكُهم))، والمؤمن أبدًا قائمٌ على سفينة المجتمع ن لا تكثر خروقها، وليس عليه إلا السعيُ، وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ [هود: 117]، لقد قيل لمن هو خيرٌ منا: إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ [الشورى: 48]، وقال من هو خيرٌ منا: إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ [هود: 88].

والمسلم يلزِم نفسَه بمجالس الصلاح، ويهرب من مواطن الريَب والفساد، وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [الكهف: 28].

وجِماعٌ كل الوصايا ما وصَّى الله تعالى به رسولَه محمدًا في آخر سورة الحجر، حيث قال الحقّ سبحانه: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلـهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر: 87-99].

إنَّ النبيَّ بشرٌ لا يملِك نفسَه أن يضيقَ صدره وهو يسمَع الشركَ بالله والاستهزاءَ بدَعوةِ الحقّ، فيغار ويضيق بالشّرك والانحرافِ؛ لذلك يؤمَر بالتسبيحِ والحمدِ والعِبادةِ والثباتِ حتى يأتيَه الأجَل، فيُعرِض عن الكافرين ويلوذ بجوارِ الربِّ الكَريم، ويؤمَر بالصّدع والبيان؛ لأنَّ الصدعَ بالحقّ والجَهر به ضرورةٌ في الدّين لتتنبّهَ الفطرة الغافيَة وتتعلمَ الأمَم اللاهية: لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ [الأنفال: 42].

أمّا جعلُ العقيدة والشريعة عِضين يُعرض جانب ويُوارى جانب مراعاةً للجماهير وأهواءِ الناس فهذا خلاف ما أُمِر به الرسول .

والصدعُ بالحقّ لا يَعني الغِلظةَ المنفّرة ولا الخشونةَ والتعالي، كما أنّ الدعوة بالحسنى لا تعني إخفاءَ الحقّ وكتمانه، إنّه البيانُ الكامل في حِكمةٍ ولطف ولينٍ ويسر، وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ [الحجر: 88].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَنا بسنة سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله تعالى لي ولكم.



الخطبة الثانية

الحمد لله، الحمد أوّل كتابه وآخر دعوى أحبابه ساكني دار ثوابه، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له توحيدًا وتقديسًا لجنابِه، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.

أمَّا بعد: أيّها المسلِمون، فإنَّ الصبرَ وصيّة الله للرّسل والأنبياء والصّلَحاء والأولياء: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة: 153].

الصّبر رفيق الدَّرب حين تظلم الدنيا، والصبرُ منحةٌ من الله للثبات على الحقّ، وحين يغترّ الدّهماء بالباطل إذا تكاثر واستشرفَت له النفوس وتطاولت له الأعناق، إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف: 90]، وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة: 24].

الصبرُ هو الواحة الخضراء لمن فقد الظلَّ في الصحراء، وفي خطابِ الله لرسوله الكريم: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ [الأنعام: 34]، وبعد أن ذكَر الله قصةَ نوحٍ عليه السلام والذي دعَا قومَه عشرةَ قرون حتى نصرَه الله قال الله تعالى لنبيه: فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ [هود: 49]، وبعد المعارك الطاحنةِ في سورة آل عمران ونزالِ المشركين وجدالِ الكتابيِّين وذكر أحوال المنافقين ختَم الله السورة بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران: 200].

وإذا علِم الله صدقَ النوايا وتميَّز الصابرون الصادِقون وانقطعَتِ العلائق بأسبابِ الأرض وتعلَّقت بالله القلوب تحقّقت سنة الله، حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا [يوسف: 110].

وأخيرًا، فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [الزخرف: 43].

اللهم يا مقلب القلوب، ثبِّت قلوبنا على دينك.

ثم صلّوا وسلِّموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التحذير من الفتن - صالح بن محمد آل طالب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وصايا للشباب في الفتن - صالح بن محمد آل طالب
» التحذير من البدع - صالح بن محمد آل طالب
» التحذير من اتباع الهوى - صالح بن محمد آل طالب
» التحذير من مقوضات الأمن - صالح بن محمد آل طالب
» روح الحج - صالح بن محمد آل طالب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: