STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Ouuou10فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Uououo10فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Uooous10فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Ooouus10فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Ooouo_10فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Ouooo11فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Ooouo_11فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Uoou_u10فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Uoo_ou10فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Arkan_10الطـهـارةفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Uuooo_10فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Ouuuuo10فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Oouusu10فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Plagen10فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Uuouou10فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_rcapفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Voting_barفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_lcap 
molay
فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_rcapفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Voting_barفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_lcap 
must58
فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_rcapفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Voting_barفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_lcap 
bent starmust2
فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_rcapفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Voting_barفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_lcap 
sanae
فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_rcapفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Voting_barفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_lcap 
حليمة
فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_rcapفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Voting_barفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_lcap 
mam
فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_rcapفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Voting_barفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_lcap 
zineb
فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_rcapفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Voting_barفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_lcap 
aziz50
فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_rcapفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Voting_barفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_lcap 
mm
فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_rcapفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Voting_barفضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد 51365/1365فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد  (1365/1365)

فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Empty
مُساهمةموضوع: فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد   فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Emptyالأربعاء 16 نوفمبر - 5:11:05



فضل الإسلام

فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد Basmallah

صالح بن عبد الله بن حميد

الخطبة الأولى

أمّا بعد: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله عزّ وجلّ، فاتّقوا الله رحمكم الله، فالموعد يومُ المعاد، والحشر يومُ التناد، يوم يُنفخ في الصور، ويُنقَر في الناقور، أفضل الأعمال أداء ما افترضَ الله والورعُ عمّا حرَّم الله وصِدقُ النية فيما عند الله، والسّعيد من وُعِظ بغيره، والمالُ قد يجمعه غيرُ آكله ويأكلُه غير جامعه، والقويّ من داوَم على طاعة الله، والضعيف من غلَبَته محارمُ الله، ورأس التقوى مخافةُ الله، ورأسُ الفضائل حِفظ اللّسان، وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [الأنعام: 152].

معاشرَ المسلِمين، حُجَّاجَ بيتِ الله الحرام، في هذه الأيّام تتوافَدُ وفودُ الرّحمن وضيوفه إلى حرم الله، وإلى مسجدِ رسولِه صلّى الله عليه وآله وسلّم، حيث تلتهبُ الأشواق إلى مهبطِ الوحي وإلى طيبة الطيبة، إلى هذه البِقاع الطاهرةِ والمشاعر المُعظَّمة، بقاعٍ ومشاعِر قدَّسها الله وعظَّمَها، وخصَّها برسالته ومتنزَّل وحيه ومولد نبيّه ومرباه ومَبعثه ومُهاجَره.

تتوافَد هذه الحشودُ المسلمة من كلّ بقاع الدنيا، من مشارق الأرض ومغاربها، يحملها البَرّ والبحر والجوّ إلى مكة المكرمة بيت الله، والمدينة المصطفويّة مدينةِ رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فهنيئًا لهم الوفادَة، وهنيئًا لهم الكرامَة، وبُشراهم القبول بإذن الله.

وإنّ إخوانكم وأهلَكم في بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربيةِ السعودية ليُسعِدهم ويُشرِّفهم استقبالُكم وخدمتكم والعنايةُ بكم، فقادةُ البلاد وولاة الأمر فيها ورجال الدولة وشَعب المملكة يُرحِّبون بكم ويهنِّئونكم، تستقبلكم القلوبُ قبلَ البقاع، فالخدمات مَوفورة، والاستعدادات -ولله الحمد- تامّة، والجهود مبذولة، فعلى الرحب والسعة.

إنَّ أشواقَكم هي أشواق كل مؤمن، ومقصدَكم أعظم مقصد، فيسَّر الله مجيئكم، وسهَّل الله أمرَكم، وتقبَّل سعيَكم، وأحسَن مُنقلَبَكم، وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ [الحج: 27، 28].

ضيوفَ الرحمن، أيّها المسلمون، إنَّ مستقبَلَ الأمّة الإسلامية لا يصنعه بإذن الله إلا المسلمون، وإذا استقام الطريق وصحَّ المنهَج فإنَّ الزمن جزءٌ من العلاجِ طالَ الزمن أو قصُر، ذَلكم أنَّ دينَ الإسلام حقٌّ بذاته، برهانه من داخِلِه، وحُجَّته في نصوصِه وتطبيقاتِه، دينٌ وسِعَ نوره الأرجاءَ، وعمَّ ضِياؤه الآفاق، وربط نِظامُه المشرقَ بالمغرب والأقصى بالأدنى.

ومِن هنا -معاشر المسلمين والحُجَّاج- فإننا نقول بثقةٍ مقرونة بقوّة وقناعةٍ مُنبثقةٍ عن حُجّة: إنّ البشريّة ليست بحاجةٍ إلى مبادئ جديدة أو أنظمةٍ جديدَة، ولكنّها بحاجة إلى مصداقيّة في تطبيق العدل والقِسط والنظر في المصالح الحقيقية للأفراد والشعوب.

ألم تنظروا وتتأمَّلوا فيما نملكه نحن أهل الإسلام من خَيرٍ وما نختصُّ به من كنوزٍ ونستأثر به من مَبادئ ومُنطلقات؟! ألم تمتدَّ دولة محمّد في أقلَّ من قرن من جدارِ الصين إلى بحرِ الظلمات المحيط الأطلسيّ؟!

أشرقت دولةُ الإسلام حِقَبًا عديدة ودهورًا مديدة بنور الحقّ ودين الفضل ومبادئ النُّبْل وضياء الهدى، فلم يترك دينُ الله بيتَ مَدَرٍ ولا حَجرٍ إلا دخَله بالغًا ما بلَغَ الليل والنهار. دينُ الحق قبِلَته وقبِلَت لغتَه الأرواح قبل الأشباح، تتبعُ فتوحاتِه الحضارةُ والمدنيّة والعدل والرحمة والعلوم النقلية والعقلية والكونية، على أيدي هذه الأمّة الأمّية حديثةِ العهد بالعلم، قد +َّاها القرآن وعلَّمها أن صلاحَ الإنسان يتبعُه صلاحُ العالم، كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ [البقرة: 151، 152]، سبحانك ربَّنا عزَّ شأنُك، وهل يكون هذا الخير وهذا النور وهذا الحقّ إلا بوحيٍ من لدن حكيمٍ عليم؟! وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الشورى: 52].

معاشرَ الإخوة، نفوسُ المسلمين وأنفاسُهم تتدفَّق مع مجارِي دمائهم، تربِط الروحَ بالجسد والدينَ بالدنيا والأملَ بالعمل، في تلاحُمٍ أخَّاذ بين الفكر والجوارح والبدن والروح، في اتصالٍ من غير فِصال. دينٌ يؤكِّد كرامة البشرية وقيمةَ الحياة الإنسانية وحقوقَ الحرية الإنسانيّة الحقة، فلا عبوديةَ لبشرٍ على بشر، ولكن عبوديةٌ للواحِد الأحد.

معاشرَ الإخوة، حُجَّاجَ بيت الله، أما نبيّ الإسلام محمّد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم فهو المختار المصطفى والنبي المُجتبى، صادق اللهجة إذا تحدَّث، طَلقُ اليد إذا بَذَل، واسِع الحِلم إذا أُوذِي، عظيمُ النفس، راجح العقل، قد امتلأ رحمةً وبِرًّا وحكمةً وحِجَى، لم يُخالط شيئًا من سيرته شائبةُ عَبَثٍ أو لهو، إخلاصٌ شديد، وجِدٌّ راسخ، لم يُؤثَر عنه قولٌ ولا عمَل يدلّ على حبٍّ في الرئاسة أو تطلُّع إلى زعامة، منَحَه ربُّه من العقل والفَهم والإدراك في تدبير بَواطن الخلقِ وظواهرهم وسياستهم العامّة والخاصة، مع عجيب شمائله وبديعِ سيرته، علوٌّ في الذات وعلوٌّ في القدر، ومقامٌ أرفع في خُلُقٍ كريم وسيرةٍ حميدة، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا [النساء: 113]، وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم: 4]، فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: 159].

إخوةَ الإسلام، وليزدادَ منكم العَجَب فيما نكتَنِزه من مجد وننطلق به من مبادئ ويتجلَّى لكم فيه سرٌّ من أسرارِ الاصطفاء الإلهيّ لهذا النبي الأميّ فارقُبوا محمدًّا في آلِ بيته رضوان الله عليهم، لقد آثَر محمّدٌ في بَيتِه ومع آل بَيتِه حياةَ الزهد والقناعةِ والبذل والإيثارِ لأهلِه إلى يومِ القيامة، وكان من دعائه: ((اللهم اجعل رزق آل محمدٍ قوتًا))، وقال لهم جميعًا: ((لا أُغني عنكم من الله شيئًا)).

إنَّ محمدًا صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم لم يخُصَّ آل بيته بوسائلِ التنعُّم الأسريّة، ولم يجعل لهم مزايا دنيويّة خاصّة، بل رباهم على حياة الزهد والقناعة والإيثار، حتى إنّه لم يرضَ أن يتّخذ عليٌّ وفاطمة رضي الله عنهما خادمًا، وأرشدَهم إلى الاستعانةِ بذكر الله والتسبيحِ والتحميد. ولقد فقِهَ آلُ بيت رسول الله ورضي عنهم وأرضاهم، فقهوا عن نبيِّهم وأبيهم محمّدٍ ذلك، فكانوا في سِيَرهم وتاريخهم رضوان الله عليهم كانوا بعيدين كلَّ البُعد عن +ب الدنيا بانتسابهم وأنسابهم.

لقد كانوا غيارى على الرَّحِم الذي يصِلُهم برسولِ الله ، فما كانوا يستغلُّون هذا النسَب لمصالح دنيوية، شأنَ المعتاد في أبناء أُسَر الوجهاء والكُبَراء. يقول جويريةُ بن أسماء وهو من أخصّ خَدَم سيِّدنا علي بن الحسين المعروف بزين العابدين رضي الله عنه وعن آبائه، يقول جويرية: ما أكل عليُّ بن الحسين بِقرابته من رسولِ الله درهمًا قطّ.

وفضلُ أهل بيتِ رسول الله مِن المعلوم بالاضطرار عندَ أهل الإسلام في سيادتهم وفضلهم وفُضلائهم وحسن سيرهم وأخلاقهم وعلوّ هممهم وعزائمهم، فهم السادة أهل البيت، أسباط رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأولاد أسَدِ الله وأسَد رسوله الإمام الخليفة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرَّم وجهه، ورضِي عن العِترة الطاهرين وعن الصحابة الأكرمين أجمعين.

أهلُ البيت لهم مكانتهم في مرتَبَتهم الدينية ومقامهم العلميّ، فالأمة تحفَظ لهم الحبَّ والتقدير والاحترام والمودة، على حدِّ قوله سبحانه: قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى [الشورى: 23].

هذا هو محمّد ، وهؤلاء هم آل بيتِه، سرٌّ من أسرار هذا الدين وبقائه وحفظه وعلوّه وحُجَّته وبرهانه.

وبعد: فالإسلام دين الله، ومحمّد رسول الله، ورسالته خاتمةُ الرسالات، تولَّى الله حفظَ الدين، وتكفَّل بخلود كتابه، وحاط مَبادئه وشعائره ومقاصدَه بحياطتِه الصمديّة، وحفِظَها ويسَّرها غضَّةً سليمة، سهلةً تبهَر الناس بكمالٍ لا يُدانيه كمال، وصلاحية لا يُخالطها بِلَى، وتجدُّدٍ لا يُنازعه تقادُم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ [الزخرف: 43، 44].

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمّد ، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنبٍ وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية

الحمد لله مُجيبِ من دعاه، وهادِي من استهداه، أحمدُه وأشكره على جَزيل مِنَحِه ووافرِ عطاياه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا إله غيره ولا ربَّ لنا سواه، وأشهد أنّ سيّدنا ونبينا محمدًا رسول الله وخليله ومُصطفاه، صلى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، ومن دعا بدعوته واهتدى بهداه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم أن نلقاه.

أما بعد: فيا أيّها المسلمون، كما تتجلَّى خيراتنا وكنوزُنا ومنطلقاتُنا وبراهينُنا وحُججُنا في أولئك الكوكَبة الذين اختارهم الله لصحبةِ نبيِّه ، ليتلقَّوا الوحي غضًّا طريًّا من رسول الله ، ليكونوا المُبلِّغين الأوائلَ عن الله وعن رسوله، إنهم القوم الذين سَعدوا بتربية المصطفى عليه الصلاة والسلام، إنهم جيلٌ لم يَكن للإنسانيّة به عهد، دُعُوا إلى الإسلام فقَبِلوه، وقرؤوا القرآن فأحكموه وحكَّموه، واستُنفِروا للجهادِ فسَلُّوا السيوف من أغمادها، فأخذوا بأطرافِ الأرض زحفًا زَحفًا، وساروا إلى الهيجَاء صفًّا صفًّا، لا يُبشَّرون بالأحياء، ولا يُعزَّون في الموتى، بِيضُ العيون من البكاء، خُمصُ البطون من الصيام، على وجوههم صلاحُ الخاشعين، وعمَلُهم عملُ الوجِلين، حفَظَةُ الدّين وأمناؤه، رعيلُ الإسلام الأوّل، قلَّ نظيرهم، وعزَّ مثيلهم، أوفياءُ لله ولرسوله، محَوا رسومَ الجهل، وهدَموا أنصابَ الكهانة، هجَروا الديار والأموال، وتبوّؤوا الدار والإيمان، يؤثِرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصةٌ، استِقامةٌ على الدين، ولزومُ المنهج، ومحاسبةٌ للنفس، في تربيةٍ نبوية لا تطاولها تربيةُ الحكماء ولا خبراء التعليم ولا معلّمي الأخلاق، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الفتح: 29].

رضي الله عنهم ورضوا عنه، بلَغوا المستوى الأعلى في درجاتِ الرُّقيِّ الإنساني، بل يقول بكلِّ أمانةٍ وثقةٍ: كانوا في أدنى المستوى الإنساني ثم رفعهم محمد إلى أعلى درجات الرُّقيِّ الإنساني.

نعم أيها المسلمون، ونعم معاشرَ الحجيج، لم يكن المسلِمون هم الذين صنَعوا عظمةَ الإسلام، ولكن الإسلام هو الذي صنَعَ عَظَمَة المسلمين، وكذلك يفعَلُ دينُنا في قديم الزمان وحديثه، وفي شَرقِ العالم وغربه، وفي أقصاه وفي أدناه، لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ [الأنبياء: 10].

نعم، الإسلامُ هو الذي يصنَع عظمةَ المسلمين، ويحفظ مكانتهم، ويُعلِي قدرَهم، فالعزّة لله ولرسوله وللمؤمنين، العزّة للمؤمنين بإيمانهم، وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران: 139].

وبلادُ الحرمين الشريفين قِبلةُ المسلمين وحاضنة مُقدَّساتهم وخادِمَتها وراعيتها، وفي مقدِّمتهم ولاةُ أمرها، يشرُفون بذلك ويعتزُّون به خدمةً ورعايةً وعنايةً، يبذُلون الغاليَ والنفيس من أنفسِهم ومواردهم، ويأتي وليّ أمرِنا مليكُنا وإمامُنا خادم الحرمين الشريفين الملكُ عبد الله بنُ عبد العزيز -حفظه الله بحفظه وأعزَّه بدينه- ليشهدَ له العالَم بهذه المكانة، وليتبوَّأ هذه المنزلة، ويعترفَ بقوّته وتأثيره ومكانتِه في صدقه ومُنجَزاته وخدمتِه لأمته وقربه من شعبه واستمساكه بدينه وأخذه بركاب العلم والمشاركة الفاعلة في صناعةِ القرارات الدولية التي تنشُد السِّلم والحقّ والعدل وجمع الكلمة ومكافحة الإرهاب ومحاربة الفَقر والمبادرات المخلصة لإحقاق الحقّ، فهو في المقاييس العالمية يُمارس مسؤولياته ببراعة ومصداقيّة ونزاهة ومحبّة، وبأسلوب فعَّال وإدارة حازمة، دينًا واقتصادًا وسياسةً وعلمًا.

فلله الحمد والمنة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، والحمد لله على ما أعطى، والشكر له على ما أولى.

هذا، وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المُهداة والنعمة المُسداة...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضل الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الجمال في الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد
» الرحمة في الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد
» الإسلام وتحديات العصر - صالح بن عبد الله بن حميد
» الإعلام بيسر الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد
» منزلة الأخلاق في الإسلام - صالح بن عبد الله بن حميد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: