molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: الخسوف - سعيد بن يوسف شعلان الأحد 13 نوفمبر - 4:02:06 | |
|
الخسوف
سعيد بن يوسف شعلان
الخطبة الأولى
أما بعد:
فهذه الصلاة التي صليناها قد ورد فيها في الصحيحين وغيرهما الحديث: كسفت الشمس على عهد رسول الله فقالوا: إنها كسفت لموت إبراهيم فقال النبي - وإبراهيم هو ابنه في معنى هذا الحديث -: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تن+فان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فأقبلوا على الصلاة والدعاء والاستغفار)) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
ولا شك أن هذه الآية العظيمة توشك أن تقع، وتوشك أن تكون نذيراً بيوم البعث، يوم النشور، يوم العرض على الله تبارك وتعالى، يوم الفصل، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد.
هذه الآية التي ورد في شأنها في سورة القيامة: فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر ماذا، ماذا يكون عندها. ماذا يكون عند وقوع هاتين الآيتين؟ يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر لا ملجأ ولا مكان يحول بين الإنسان وبين وقوفه بين يدي ربه تبارك وتعالى: كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر يُنبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر.
وفي سورة التكوير: إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت وإذا الجبال سيرت وإذا العشار عطلت وإذا الوحوش حشرت وإذا البحار سُجرت وإذا النفوس زوجت وإذا المؤودة سُئلت بأي ذنب قتلت وإذا الصحف نشرت وإذا السماء كشطت وإذا الجحيم سعرت وإذا الجنة أزلفت علمت نفس ما أحضرت فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون ولقد رآه بالأفق المبين وما هو على الغيب بضنين وما هو بقول شيطان رجيم فأين تذهبون إن هو إلا ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين.
آيات حريُّ بنا إذا ما شاهدناها في هذه الدنيا قبل انقضائها، حريُّ بنا أن نتذكر الساعة التي تكون فيها هذه الآيات مؤذنة بنهاية الدنيا وبداية القيامة، وبداية الحساب.
هذه الآيات كما قال الله تبارك وتعالى في أمر الشمس، وأنها إذا طلعت من مغربها فإنه لا يكون لعاصٍ فرصة أو رجاء أن يتوب أو يعود أو يرجع أو يستعتب قال في سورة الأنعام في الآية الثامنة والخمسين بعد المائة هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك هل ينظرون إلا هذا اليوم، هل ينظرون إلا هذا اليوم، لماذا لا يتوبون؟ ولماذا لا يعودون؟
يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانُها لم تكن آمنت من قبل أو +بت في إيمانها خيراً قل انتظروا إنا منتظرون وهذا الآية هي آية طلوع الشمس من مغربها، يوم يأتي بعض آيات ربك إذا طلعت الشمس من مغربها لا توبة، حيل بين العصاة وبين التوبة.
هذه الآيات التي تذكر بهذا الموقف الرهيب، المهيب، العظيم، حريُّ بنا إذا ما وقعت لنا أن تُحدث في قلوبنا رقة، وأن تحدث في قلوبنا شفقة وخوفاً ورهبةً من أن تكون هذه الآيات في مرة من المرات ليس لأجل أن تُقابل بأداء صلاة كالتي صليناها، ولكن لنسحب جميعاً إلى الحشر، إلى القضاء إلى أن يرى كل منا نتيجة عمله. هل أخلص فهو مقبول، أم أنه لم يخلص فيه وكان من المرائين أو المنافقين أو الذين يظهرون للناس ما لا يبطنون، إلى غير ذلك مما لا يظهر ولا يكون إلا يوم القيامة، نعوذ بالله من الفضيحة ومن الخزي ومن العار، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا من الذين تُحدث فيهم هذه الآيات رقةً وخوفاً ورهبةً وتبعثهم على أن يعودوا وأن يجدّدوا وأن يتوبوا إلى الله تبارك وتعالى – وأن يفارقوا تماماً كل ما هم عاكفون عليه من المعاصي التي يسترها الله عليهم ولا يعلمها أحد إلا الله تبارك وتعالى نسأل الله تبارك وتعالى ألا نكون إزاء هذه الآيات من الغافلين، ونسأله تبارك وتعالى أن يختم لنا بخير وأن يجعل عواقب أمورنا إلى خير وأن يتوفانا وهو راضٍ عنا، وأن يرد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى الحق رداً جميلاً، وأن يُقرّ أعيننا بحكم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في كل بلاد وربوع المسلمين. آمين. وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه.
الخطبة الثانية
لم ترد.
| |
|