molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: قدوات نسائية - سعيد بن عبد الباري بن عوض السبت 12 نوفمبر - 9:37:42 | |
|
قدوات نسائية
سعيد بن عبد الباري بن عوض
الخطبة الأولى
عباد الله، إن القارئ في سير الصالحين والعُبّاد في هذه الأمة يجد العجب العجاب، من مواقف القوم في العبادة والخشية والصبر على البلاء والقوة في إظهار الحق وإنكار المنكر والبذل من المال والوقت والجهد والجهاد في سبيل الله وغير ذلك من سبل الخير وسنن الهدى والرشاد. ولا عجب إذا ما عرفنا أن القوم قد خالط الإيمان بشاشة قلوبهم، وسكنت الآخرة في قرارة نفوسهم، وانشغلت عقولهم بالتفكير في اللقاء بربهم، في يوم يقوم فيه الناس لرب العالمين ويُجْمَع فيه الأولون والآخرون. ومن كانت هذه حاله فلا جرم لتخرجن الحكمة من أقواله وأفعاله، ويكون قدوة في الخير وهاديا ودليلا إليه.
وإني اليوم أود الوقوف مع بعض مواقف لأولئك المؤمنين الصالحين المتقين، مواقف استوقفتني وتأملتها فعرفت قدر نفسي وقدر الكثير من الرجال عند المقارنة، مواقف تطرح تساؤلا يثير في النفس كوامن الحسرة والحرقة، ويحرك فيها عوامل المنافسة والمسابقة، تساؤلا يقول: أين نحن من هؤلاء؟!
وإمعانا في الإثارة لهذه الكوامن والعوامل التي ذكرتها فإني لن أحدثكم عن أبي بكر ولا عمر بن الخطاب ولا عثمان بن عفان ولا علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، ولن أحدثكم عن إبراهيم النخعي ولا ربيعة الرأي ولا الحسن البصري ولا ابن المبارك رحمهم الله جميعا، ولن أحدثكم عن الإمام أبي حنيفة أو مالك أو الشافعي أو أحمد بن حنبل رحمة الله عليهم، بل أقول لكم: إنني لن أتعرض لسيرة رجل واحد اليوم، ولكنني سأذكر لكم من سير بعض النساء الصالحات ممن سبقنا من الأمم ثم من هذه الأمة المباركة. نعم يا معشر الرجال، أحدثكم عن نساء لنرى ماذا يفعل الإيمان الصادق حين يسكن القلوب ويملأ الصدور.
وهذه أولاها قصة ماشطة بنت فرعون، وقد رواها ابن ماجه في سننه وابن حبان في صحيحه والطبراني في المعجم الكبير، وهي عند ابن حبان والطبراني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله : ((لما كانت الليلة التي أسري بي فيها وجدت رائحة طيبة، فقلت: ما هذه الرائحة الطيبة يا جبريل؟ قال: هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها، فقلت: ما شأنها؟ قال: بينا هي تمشط بنت فرعون إذ سقط المشط من يدها، فقالت: بسم الله، فقالت بنت فرعون: أبي؟ فقالت: لا ولكن ربي وربك ورب أبيك الله، قالت: وإن لك ربا غير أبي؟! قالت: نعم، قالت: فأعلِمُه ذلك؟ قالت: نعم، فأعلمته، فدعا بها، فقال: يا فلانة، ألك رب غيري؟ قالت: نعم، ربي وربك الله. فأمر بنقرة من نحاس فأحميت ثم أخذ أولادها يلقون فيها واحدًا واحدًا، فقالت: إن لي إليك حاجة، قال فرعون: وما هي؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد فتدفننا جميعا، فقال: وذلك لك علينا، فلم يزل أولادها يلقون في النقرة حتى انتهى إلى ابن لها رضيع، فكأنها تقاعست من أجله، فقال: يا أمه، اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة)).
فهذه امرأة ـ يا رجال ـ قد كان منها ما سمعتم عندما خالط الإيمان بشاشة قلبها، تتحمل أن يقتل أولادها أمام ناظريها، وليس قتلا عاديا بل هو ـ والله ـ من أبشع القتلات؛ يحمى على قدر من نحاس حتى يلتهب القدر ويحمر ويصبح كالجمر ثم ينزع الطفل من بين يدي أمه وهو يصرخ فزعا لرؤية ذلك المنظر المهول، ثم يلقى في ذلك القدر ليصيح صيحة مدوية لا يصرخ بعدها، ثم يذوب اللحم على تلك القدر الملتهبة حتى لا يبقى منه إلا العظم، كل ذلك والأم تنظر. ولك أن تتخيل قلب الأم في تلك الحالة، فهل استسلمت؟ وهل رضخت لفرعون وكفرت بربها؟ كلا، بل بقيت على إصرارها لتقول له: إنك لست برب خالق، بل أنت عبد مخلوق ولو فعلتَ ما فعلتَ. ثم يؤخذ الابن الثاني ويلقى كذلك في القدر الملتهب، والثالث حتى لا يبقى لها إلا الرضيع الذي في حضنها، فكأنها ترددت شفقة ورحمة بهذا الرضيع لا خوفا من الموت، فينطق الله هذا الرضيع ليقول لها: يا أمه، اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة. ينطق الله هذا الصبي الذي لا ينطق، ينطقه بحكمة كم نحن بحاجة إلى تدبرها اليوم: "إن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة"ز فأسألكم بالله: أين نحن من هذه المرأة؟
كم من إنسان اليوم يُطلبُ منه ترك محرم من المحرمات، يطلب منه ترك المسلسلات الهابطة والأفلام الفاجرة فيقول: لا أستطيع، والآخر يقال له: اترك الغناء المحرم فيقول: لا أستطيع حاولت ولم أفلح، وثالث يقال له: اترك التدخين فيقول أيضا: لا أستطيع حاولت مرارا وفشلت.
لا تستطيعون! لا ضير ولا بأس، فالله عز وجل ليس بحاجة لترككم لهذه المحرمات، ومُلْكُ الله لن يزيد بطاعة المطيع ولن ينقص بمعصية العاصي، يقول الله جل جلاله: وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا وليس إن تعصوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا يعني ليس أنتم فقط بل كل أهل الأرض لو كفروا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ [إبراهيم:8]. ويقول سبحانه: إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ [الزمر:7]. لا تستطيع ترك الجري وراء النساء والعبث بأعراض المؤمنين! حسنا اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [فصلت:40].
هذه ـ أيها المؤمنون ـ واحدة.
وأما الثانية فمع امرأة أخرى من المؤمنات الصالحات ذكرها الله في كتابه، قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره عند تفسير قول الله تعالى: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [التحريم:11]: "عن أبي عثمان النهدي عن سليمان قال: كانت امرأة فرعون تعذب في الشمس، فإذا انصرف عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها وكانت ترى بيتها في الجنة". ثم روى عن ابن جرير فقال: "قال ابن جرير: كانت امرأة فرعون تسأل: من غلب؟ فيقال: غلب موسى وهارون، فتقول: آمنت برب موسى وهارون. فأرسل إليها فرعون فقال: انظروا أعظم صخرة تجدونها فإن مضت على قولها فألقوها عليها، وإن رجعت عن قولها فإنها امرأتي. فلما أتوها رفعت بصرها إلى السماء فأبصرت بيتها في الجنة فمضت على قولها وانتزعت روحها، وألقيت الصخرة على جسد ليس فيه روح. فقولها: رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ قال العلماء: اختارت الجار قبل الدار. وقد ورد شيء من ذلك في حديث مرفوع. وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ أي: خلصني منه فإني أبرأ إليك من عمله. وهذه المرأة هي آسية بنت مزاحم رضي الله عنها. وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال: كان إيمان امرأة فرعون من قِِبَلِ إيمان امرأة خازن فرعون، وذلك أنها جلست تمشط ابنة فرعون فوقع المشط من يدها، فقالت: تعس من كفر بالله، فقالت لها بنت فرعون: ولك رب غير أبي؟! قالت: نعم، ربي ورب أبيك ورب كل شيء الله. فلطمتها بنت فرعون وضربتها وأخبرت أباها. فأرسل إليها فرعون فقال: تعبدين ربا غيري؟ قالت: نعم، ربي وربك ورب كل شيء الله وإياه أعبد. فعذبها فرعون وأوتد لها أوتادا فشد يديها ورجليها وأرسل عليها الحيات، فكانت كذلك فأتى عليها يوما فقال: ما أنت منتهية؟! فقالت له: ربي وربك ورب كل شيء الله، فقال لها: إني ذابح ابنك في فيك إن لم تفعلي، فقالت له: اقض ما أنت قاض، فذبح ابنها في فيها وإن روح ابنها بشرها فقال لها: أبشري يا أمه، فإن لك عند الله من الثواب كذا وكذا، فصبرت. ثم أتى عليها فرعون يوما آخر فقال لها مثل ذلك، فقالت له مثل ذلك، فذبح ابنها الآخر في فيها فبشرها روحه أيضا، وقال لها: اصبري يا أمه، فإن لك عند الله من الثواب كذا وكذا. قال: وسمعت امرأة فرعون كلام روح ابنها الأكبر ثم الأصغر فآمنت امرأة فرعون، وقبض الله روح امرأة خازن فرعون وكشف الغطاء عن ثوابها ومنزلتها وكرامتها في الجنة لامرأة فرعون، حتى رأت فازدادت إيمانا ويقينا وتصديقا. فأطلع الله فرعون على إيمانها فقال للملأ: ما تعلمون من آسية بنت مزاحم، فأثنوا عليها، فقال لهم: إنها تعبد غيري، فقالوا له: اقتلها. فأوتد لها أوتادا فشد يديها ورجليها فدعت آسية ربها فقالت: رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، فوافق ذلك أن حضرها فرعون فضحكت حين رأت بيتها في الجنة، فقال فرعون: ألا تعجبون من جنونها؟! إنا نعذبها وهي تضحك! فقبض الله روحها في الجنة رضي الله عنها". انتهى كلام ابن كثير رحمه الله.
وبعد: معاشر الرجال، أليس لنا حق في أن نتساءل: أين نحن من هؤلاء؟! امرأة تقتل وهي صابرة على إيمانها ومبادئها، تتزحزح الجبال الرواسي وهي لا تتزحزح عن موقفها. أي عظمة هذه؟! وأي سمو؟! إنه الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب، إنه اليقين حين يسكن النفس ويمازج الروح لتولد تلك النماذج الربانية، فتكون أقوى من الجبروت وأقوى من الطغيان، أقوى من الشيطان وجنوده، وأقوى من غرائز النفس ورغباتها وطبائعها، أقوى من الدنيا بأسرها.
الخطبة الثانية
معاشر المؤمنين، وننتقل إلى أنموذج من هذه الأمة المباركة، أنموذج رائع من روائع هذه الأمة وثمرة من ثمار نبيها صلوات الله وسلامه عليه، ألا وهي أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها. فقد أخبر القاسم بن محمد رحمه الله عنها قائلا: كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة ـ وهي خالته ـ أسلم عليها، فغدوت يوما فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ: فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ [الطور:27]، وتدعو وتبكي وترددها، فقمت ـ يعني ينتظرها ـ حتى مللت القيام، فذهبت إلى السوق لحاجتي، ثم رجعت إليها فإذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي. رضي الله عنها وأرضاها. فهذه امرأة من الصالحات فهل نقارن ونقتدي؟!
وكذلك كانت أم حسان من السلف رحمها الله، وكانت زاهدة عابدة، دخل عليها سفيان الثوري رحمه الله وهو من أئمة المسلمين وساداتهم في زمانه، فلم ير في بيتها غير قطعة حصير، فقال لها: لو كتبت رقعة إلى بعض بني أعمامك ليغيروا من سوء حالك، فقالت: يا سفيان، لقد كنت في عيني أعظم وفي قلبي أكبر من ساعتك هذه، أما إني لم أسأل الدنيا من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها، يا سفيان: والله ما أحب أن يأتي علي وقت وأنا متشاغلة فيه عن الله بغير الله، فبكى سفيان.
فهذه ـ يا رجال ـ امرأة لا كنساء اليوم، فلم تكن تعرف الجلوس أمام التلفاز ساعات، أو الحديث بالهاتف طول الأوقات، ولا قراءة مجلة ماجنة تثقل الميزان بالسيئات، أو التجول في الأسواق لقتل الأوقات، أو الجلوس في مجالس لتأكل فيها لحوم البشر وتقتات. كلا، ما كان هذا حالها، بل لم تكن ترضى بأن ينشغل وقتها بشيء غير ذكر الله، فرحمها الله من زاهدة عابدة.
وهذه امرأة ثالثة وحالها في مسألة تقاصر عنها الكثير من الناس رجالا ونساءً، وقضية أهملها العام والخاص، وهي من الأهمية بمكان في هذا الدين حتى عدها بعض العلماء الركن السادس من أركان الإسلام، ألا وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تلك الفريضة التي غابت اليوم إلا عند القليل.
فقد روت كتب السير عن السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنها أنها كانت سببا في توبة أحمد بن طولون حيث كان حاكما ظالما، فتوجه الناس إلى السيدة نفيسة يشكونه إليها، فقالت: متى يركب؟ قالوا: في غد، فكتبت رقعة ومضت بها في طريقه، وقالت: يا أحمد بن طولون، فلما رآها عرفها، فنزل عن فرسه وأخذ منها الرقعة وقرأها فإذا فيها: "ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخُوِّلتم فعسفتم، ورُدَّت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نافذة غير مخطئة، لا سيما من قلوب قد أوجعتموها وأكباد جوعتموها وأجساد عريتموها، فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم. اعملوا ما شئتم فإنا صابرون، وجوروا فإنا بالله مستجيرون، واظلموا فإنا إلى الله متظلمون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون". فتاب ابن طولون من ساعته وأصبح عادلا. فلله درها من امرأة، ولا عجب فهي سليلة الشجرة النبوية المباركة، وفرع من دوحة البيت الطاهر رحمها الله رحمة واسعة ورضي عنها.
وأختم حديثي هذا بسيرة هذه المرأة المباركة والسيدة الشريفة، فقصتها في مرض موتها عجب من العجب. قال أهل السير: احتضرت السيدة نفيسة رحمها الله وهي صائمة فألزمها أهلها بالفطر وألحوا عليها وأبرموا، فقالت: واعجبا! منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه وأنا صائمة أأفطر الآن؟! هذا لا يكون. ثم قرأت سورة الأنعام وكان الليل قد هدأ، فلما وصلت إلى قوله تعالى: لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:127] غشي عليها ثم شهدت شهادة الحق وقبضت إلى رحمة الله.
هكذا تكون الحياة يا رجال، وهكذا يكون الممات، نساء عابدات زاهدات، آمرات بالمعروف ناهيات عن المنكر، باذلات للنفس في سبيل الله. ونحن اليوم نتمنى على بعض الرجال أن يحافظوا على خمس صلوات مفروضات في الجماعة، نود لو حافظ شبابنا على صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد، ونود لو يحافظ آخرون على صيام رمضان، وأن يؤدي آخرون فريضة الحج والعمرة مرة في العمر. فلله ما أعطى ولله ما أخذ، وهو أعلم بمن يستحق كرامته ومن ليس أهلا لذلك. لا ضير أيها التارك للجماعة المضيع للصلوات، لا بأس أيها المتهاون بشعائر الله الوالغ في المحرمات، فقد خلق الله للجنة أهلها وخلق للنار أهلها، ولو أن أهل الأرض كلهم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منهم ما زاد ذلك في ملك الله شيئا، ولو أن أهل الأرض كلهم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منهم ما نقص ذلك من ملك الله شيئا.
أيأبى من روحه من عند الله وهي بيد الله إن شاء أخذها متى شاء، أيأبى من يعيش في أرض الله ويأكل من رزق الله ويسكن في ملك الله ويسمع ويبصر بفضل الله، أيأبى من حاله هذه أن يطيع الله؟! كلا والله، لا يليق بك ذلك يا عبد الله، ولست أهلا لذلك.
هؤلاء نسوة أيها المؤمنون، نساء مؤمنات صالحات قانتات:
فلـو كن النسـاء كمـن ذُكِرْنَ لفضِّلت النساء علـى الرجال
فمـا التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكيـر فخـر للهـلال
وبعد: عباد الله، فهذه نماذج فأين المقتدون؟ وهذه منارات فأين الهتدون؟ وهذه مسالك فأين السائرون؟ فيا لله، أين نحن من هؤلاء؟!
لا تعرضن بذكرنا مع ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالأعرج
| |
|