molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: مفهوم الأمن - سعود بن إبراهيم الشريم الخميس 10 نوفمبر - 10:43:30 | |
|
مفهوم الأمن
سعود بن إبراهيم الشريم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده.
وبعد: فاتَّقوا الله أيّها المسلمون، واعلموا أن ثمَّة مسلَّماتٍ وثوابت، ينبغي أن تدركَها المجتمعات المسلمة بعامّة، نعني بذلك المجتمعاتِ التي جعلت شرعة الله غايتَها وبغيتها، وهذا التّأكيد ينبغي أن يتكرّر كلّما سنَحَت فرصة وادلهمّت خطوب.
فمِن تلك الثوابِت ـ عبادَ الله ـ أنّ عقيدةَ المسلمين أساسُها التّوحيد لله والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك، وهيهات هيهاتَ أن يُفلِح أيّ تجسيد عقديّ سواه، حُنَفَاء للَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَاء فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ أَوْ تَهْوِى بِهِ ٱلرّيحُ فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ [الحج:31].
وثابتٌ آخر يؤكّد أنّ الشريعة الإسلاميّة شريعة ثابتةٌ مستقرّة، تصلح لكلّ زمان ومكان، ويخضع لها كلّ شيء، وليس تخضع هي لكلّ شيء، منذ بعثة النبيّ إلى يومِنا هذا، وقد كان المسلمون عبرَ هذه القرون يعيشون بينَ انتصارات يتواضعون عندها، وبينَ هزائمَ وخسائر يسترجعون فيها ويحوقِلون، وهم صابرون على ذلك حتّى يأتيَ الله بالفتح أو أمرٍ من عنده، وشريعتُهم باقية لا تتبدّل ولا تتغيّر.
ومِن الثوابتِ أيضًا أنّ الأمّة الإسلاميّة مهما بلغت من أوجِ التسلّح العسكريّ والثورة الصناعيّة والعولمة الحضاريّة فإنّها لا غِنى لها عن العلماء الربانيّين والدعاة الصادقين الذين تجتمع عليهم القلوبُ وتتألّف حولهم النفوس، ينطلقون من فهمٍ صحيح ثابتٍ لكتاب الله وسنة رسوله ، فهم النجوم الثواقبُ والبدور المضيئة، ولولاهمُ بعد الله لمادت الأرض بأهلِها، ولكن هُمُ فيها أوتادٌ ورواسي، فهُم عدّة الأمّة في مكافحة الفِكر الإلحادي المنحرِف والدعواتِ المضلِّلة المسعورة، وهم عُدّتها في كَبح جِماح الغلوّ وتنشيط المفرّطين، والعلماء والدعاةُ لن يتمكّنوا مِن القيام بهذه المهمّة في ظلّ غِياب الثقة أو الاعتزاز بهم وسطَ مجتمعاتِهم.
ومِن الثوابتِ ـ عبادَ الله ـ أنّه لا يمكِن إدراك أيّ تلاحم وترابطٍ أو تمازج مبذول في المصالح الشرعيّة أو في درء المفاسد الطارئة دونَ أن تكونَ الوسيلة أو الغاية المتّفق عليها وفقَ الحقّ والشريعة، وإنّ أيَّ تصحيح مطروحٍ فإنّه يُعدّ وهمًا مع هذا الخروج على المقرَّرات الإسلاميّة والثوابت الشرعيّة، بل إن مثلَ هذا الخروج يُعدّ خيانة عظمى وجنونًا لا عقلَ معه وإغماءً لا إفاقة فيه، إذ شرفُ المرء وشرف المجتمع إنّما هو في الانتساب إلى الإسلام لا في الصدّ عنه، وَجَـٰهِدُوا فِى ٱللَّهِ حَقَّ جِهَـٰدِهِ هُوَ ٱجْتَبَـٰكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِى ٱلدّينِ مِنْ حَرَجٍ مّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرٰهِيمَ هُوَ سَمَّـٰكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِى هَـٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى ٱلنَّاسِ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءاتُواْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَٱعْتَصِمُواْ بِٱللَّهِ هُوَ مَوْلَـٰكُمْ فَنِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ [الحج:78].
هذا وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على خير البريّة وأ+ى البشريّة محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب، صاحبِ الحوض والشفاعة، فقد أمركم الله بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنّى بملائكته المسبّحة بقدسه، وأيّه بكم ـ أيها المسلمون ـ فقال: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهمَّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد...
| |
|