STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ouuou10الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Uououo10الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Uooous10الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ooouus10الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ooouo_10الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ouooo11الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ooouo_11الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Uoou_u10الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Uoo_ou10الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Arkan_10الطـهـارةالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Uuooo_10الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Ouuuuo10الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Oouusu10الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Plagen10الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Uuouou10الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
molay
الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
must58
الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
bent starmust2
الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
sanae
الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
حليمة
الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
mam
الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
zineb
الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
aziz50
الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
mm
الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_rcapالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Voting_barالخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي 51365/1365الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي  (1365/1365)

الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Empty
مُساهمةموضوع: الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي   الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Emptyالثلاثاء 8 نوفمبر - 7:47:35



الخشوع في الصلاة

الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي Basmallah

سعد بن عبد الله العجمة الغامدي

الخطبة الأولى

أما بعد: فإن الخشوع أمر مطلوب من المسلم في مقامات العبودية المتعددة؛ في الصلاة والصيام والحج والعمرة والدعاء والذكر وقراءة القرآن والصدقة وغير ذلك من المقامات التي ينبغي أن يكون الخشوع ملازمًا لها، الخشوع بمعناه الشرعي الواسع المصاحب للأمور التعبدية التي يُظهر فيها العبدُ المسلمُ الذلَّ والانكسارَ والخضوعَ والتواضعَ والاستكانةَ والتطامنَ، وليس كما يفهمه بعض الناس ويقصرونه على الخشوع الظاهر على الشخص في الصلاة، إنما هو أوسع من ذلك، وأصلُ الخشوع لينُ القلب ورقَّتُه وسكونُه وخضوعُه وان+ارُه وحرقتُه، فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء مثل السمع والبصر واللسان وغيرها من الجوارح والأعضاء، قال رسول الله : ((ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)) رواه البخاري ومسلم وابن ماجة والدارمي.

والناس في مقامات متعددة يخشعون ويذلون وين+رون وينيبون إلى ربهم، سواء اختاروا ذلك لأنفسهم وهو الأجدر بهم أو عَرَض لهم وقُدِّر عليهم في أزمنة وأمكنة ومواقف معينة وخاصة يوم القيامة؛ يوم البعث والنشور والجزاء والحساب ونصب الموازين يخشع البَرُّ والفاجر والرئيس والمرؤوس والظالم والمظلوم والغني والفقير، كما قال تعالى: يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِي لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتْ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا [طه: 108]. من هول ذلك اليوم العظيم لا ترى إلا الأبصار شاخصة إلى السماء، ولا تسمع إلا صوت الأقدام الخفية الخافتة، كل ينتظر كتابه وما قدمت يداه.

والصلاة قد أمرنا الله عز وجل بالاستعانة بها على أمور الحياة ومشاقِّها إضافة إلى الصبر، والصلاة شاقة ثقيلة إلا على الخاشعين من المؤمنين فإنها سهلة ميسرة على نفوسهم، لا يجدون الأنس والراحة والطمأنينة إلا فيها وبها، لا تنقضي صلاة فرض إلا وقلوبهم معلّقة بالتي تليها، ولا ينتهون من فريضة إلا وينتقلون إلى نافلة، جُعلت قُرَّةُ عيونهم في الصلاة كما أمرهم الله بذلك وكما سنّ لهم ذلك رسول الله بفعله وقوله وإقراره، قال تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة: 45، 46].

وقد جاء الخبر عن سيد البشر محمد بالسنة القولية والفعلية بأن قُرَّةَ عينه كانت في الصلاة، فقال : ((وجعلت قرة عيني في الصلاة))، وكان إذا حَزَبَهُ أمرٌ فَزِعَ إلى الصلاة، وكان يقول عليه الصلاة والسلام: ((أَرِحْنَا بالصلاة يا بلال))، ولم يقل: "أرحنا من الصلاة" كما هو حال بعض المسلمين اليوم، فالفرق واضح بين "أرحنا منها" و"أرحنا بها"، ولا أعتقد أن المعنى غامض بعد هذا ولا حتى عند الذين يريدون أن يرتاحوا منها بسرعة أدائها والخروج منها وثقلها عليهم عندما يقرأ الإمام آيات أطول مما اعتاده كثير من المسلمين اليوم، أو أولئك الذين ما إن يدخل أحدهم من باب المسجد إلا ويلتفت يمينًا وشمالاً يريد إقامة الصلاة للتخلص منها بسرعة ثم يخرج منها بعد السلام كأنه كان في سجن أو قد رُبط وقُيِّدَ بالأغلال، مع علمه بأن الخشوع في الصلاة هو روحُها ولبّها، والصلاة بلا خشوع في القلب كالقشور بلا لُبٍّ وكالجسد بلا روح، وقد وصف الله المؤمنين المفلحين الفائزين بالخشوع في الصلاة، وكذلك وصف رسلَه وعبادَه الصالحين وكذلك أهل العلم الذين هم أكثر الناس خشية لله عز وجل خاصة عندما يسمعون كلام الله يُتلى عليهم، قال تعالى: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء: 90]، وقال عز وجل: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون: 1، 2]، وقال تبارك وتعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر: 28]، وقال عَزَّ شَأنُه: قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا [الإسراء: 107-109].

ويجب أن يكون الخشوع نابعًا من القلب لا يريد به العبد إلا وجه الله تعالى والإخلاص له والتقرب إليه عز وجل وفْقَ سنة رسول الله ، لا أن يكون الخشوع متكلّفًا في الجوارح والأطرافِ والقلبُ منه خاوٍ، فمتى تكلَّف الإنسانُ الخشوعَ في جوارحه وأطرافه وفي حركاته وذكره وقراءته للقرآن أثناء الصلاة حتى يظهر أمام الناس خاشعًا وقلبه وفكره وعقله ليس موافقًا وشاهدًا على ذلك فإن ذلك رياء وسمعة، بل قد يكون نفاقًا أو شركًا عياذًا بالله من ذلك، وليس الخشوع في انحناء الرقبة وتنكيس الرأس في الصلاة وخلافها، ولقد رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه شابًا نا+ًا رأسه ورقبته، فقال له: يا هذا، ارفع رأسك فإن الخشوع ليس في الرقاب، وقيل بأنه قال: ارفع رأسك لا تُمِتْ علينا ديننا.

والخشوع الحاصل في القلب إنما يحصل من معرفة الله عز وجل ومعرفة عظمته، فمن كان بالله أعرف كان له أخشع، ومن أعظم الأسباب لحصول الخشوع تدبر كلام الله عز وجل، قال الله تعالى: لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [الحشر: 21]، وكما ورد في الآية السابق ذكرها عن المؤمنين من علماء أهل الكتاب الذين يخشعون عند سماع هذا القرآن، كما ذم الله عز وجل من لا يخشع عند سماع كلامه تعالى وذكره ونهى المؤمنين عن سلوك طريق القاسية قلوبهم، قال تعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد: 16]، قال ابن مسعود رضي الله عنه: ما كان بين إسلامنا وبين أنْ عُوتِبْنَا بهذه الآية إلا أربع سنين. رواه مسلم. وتوعد الله أصحاب القلوب القاسية بقوله: فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الزمر: 22]، وذكر من أوصاف الذين لا يؤمنون بالآخرة وما فيها من العذاب أو النعيم بأن قلوبهم تشمئز عندما يسمعون ذكر الله عز وجل في القرآن والمواعظ التي فيها قال الله وقال رسوله، ولكن عندما يُذكر ما دون ذلك من لغو الحديث ولهوه والغناء وما إلى ذلك تنشرح صدورهم، نعوذ بالله من حالهم الذي هو حال المنافقين، قال تعالى: وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ [الزمر: 45]. أما المؤمنون الذين شرح الله صدورهم للإسلام ونوّر قلوبهم فإن جلودهم تقشعر وتلين هي وقلوبهم عند ذكر الله أو سماع كلامه عز وجل، قال تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [الزمر: 23].

ولقد كان رسول الله في دعائه يستعيذ بالله من قلب لا يخشع كما ورد عنه في قوله: ((اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن عين لا تدمع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها))، وكان يقول في ركوعه في الصلاة: ((خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وما استقلَّ به قدمي)) رواه مسلم وأبو داود والترمذي وأحمد، وروى الإمام مسلم رحمه الله من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي أنه قال: ((ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله)) رواه أحمد والترمذي.

فالشاهد قوله: ((وخشوعها))، فللخشوع في الصلاة أسباب، من أعظمها استحضار عظمة الله تبارك وتعالى حيث يشعر المصلي بأنه واقف بين يديه عز وجل، وأن الله قريب منه محيط بجميع عباده بعلمه وقدرته وتدبيره وسمعه وبصره وغير ذلك من معاني الربوبية وإن كان مستوٍ على عرشه استواءً يليق بجلاله سبحانه وتعالى، فإذا استشعر العبد المسلم أن الله يسمعه ويراه ويطلع على ما في قلبه وضميره واستحيا من الله عز وجل حق الحياء فإنه يخشع قلبه وجوارحه ويكبّر ويضع يده اليمنى على اليسرى فوق الصدر ويذل وين+ر بين يدي الله تبارك وتعالى ويلزم السكون ويترك الحركة والعبث في الثوب والعمامة والبشت واللحية والأنف والساعة وغيرها من الحركات التي تُعَدُّ بالعشرات وقد تتجاوز مائة حركة عند بعض المصلين، تلك الحركات التي تَبْطُلُ الصلاةُ بكثرتها ويذهب معها الخشوع الذي هو لبُّ الصلاة وروحُها، وقد يتدهده بعض الناس ويتحرك يمينًا وشمالاً وإلى الأمام والخلف ويحرك يديه ورجليه ورقبته ورأسه أيضًا كالصوفية ويؤذي من يجاوره ويشغله، وأحيانًا يرفع صوته بالقراءة والأذكار ويحرك شفتيه ولسانه ويشغل غيره إما لوسواس به أو ليُظهر الخشوع وحضور القلب والجوارح أمام الناس، وهذا من الشيطان ونزغاته التي يدخلها على الشخص ليورده المهالك وليفسد عليه وعلى غيره الصلاة، وأقل ما هناك إشغال المصلين من حوله ليذهب عنهم الخشوع بتفكيرهم في حاله واهتمام بعضهم بنصحه وإرشاده بعد الصلاة، ولو خشع قلبه حقًّا لخشعت جوارحه وسكنت.



الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، أحمده سبحانه وبحمده وأشكره وأؤمن به وأتوكل عليه وأثني عليه الخير كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدًا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه.

أما بعد: فمن أسباب الخشوع في الصلاة وحضور القلب فيها عدمُ الانشغال بهموم الدنيا وأعمالها وإن كان لا يسلم من ذلك أحد إلا من شاء الله، وأن يُقْبِلَ المسلمُ بقلبه على الله وكذلك بأعضائه وجوارحه. ومنها النظرُ إلى موضع السجود وعدمُ الالتفات وأن لا يشتغل بغير الصلاة، ولنتذكر جميعًا حال كثير من الناس خاصة في هذه الأيام عندما يقفون أو يجلسون أمام رئيس أو ملك أو أمير أو غيرهم سواء هم يتكلمون معهم أو يسمعون وينصتون إلى كلامهم وحديثهم كيف يُطْرِقُ ذلك السامعُ ويكون في غاية من الخشوع والإنصات وذلِّ العبد للعبد ومسكنته، ولا يلتفت يمينًا أو شمالاً ولا يحرك ساكنًا ولا يعبث بشيء من ملابسه أو أطرافه ولا يكثر حتى الحركات التي قد يحتاج إليها ضرورة لإصلاح ملابسه أو هيئته في الجلوس أو الوقوف خوفًا من العبد المسكين الذي أمامه وقد يكون إجلالاً واحترامًا له، هذا وأكثر هو حال كثير من الناس مع العبيد أمثالهم، ولو فعل أحد غير ذلك ولم يستمع وينصت ويطرق ويَكُنْ حاضرًا بجميع حواسه وجوارحه لحصل أمر لا تُحمد عقباه، فلله المثل الأعلى وتعالى الله سبحانه وعز شأنه وعظم سلطانه، أليس الله بأحق أن يكون له الذل والان+ار وإظهار الحاجة والفقر والخضوع والسكون وحضور القلب والجوارح وعدم العبث وكثرة الحركات والالتفات في الصلاة؟! إن ذلك وغيره مما يقرب إلى الله جدير بكل مسلم أن يفعله وأن يراقب الله في سره وعلانيته.

إن الالتفات في الصلاة نوعان:

أحدهما: التفات القلب عن الله جلَّ جلاله بالانصراف إلى الدنيا وأشغالها وعدم التفرغ لله عزّ شأنه وتعالى سلطانه، جاء في صحيح الإمام مسلم رحمه الله عن النبي أنه قال في فضل الوضوء وثوابه بعد أن ذكره وقال: ((فإن هو قام وصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجَّده بالذي هو أهله وفرّغ قلبه انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه)).

والنوع الثاني من الالتفات في الصلاة: الالتفات بالنظر يمينًا وشمالاً، وكذلك الجوارح والحواس والأعضاء الأخرى إنما يحدث لها الالتفات عندما يلتفت القلب والفكر والعقل وتنشغل بغير الله، أو يلتفت الشخص ببصره ثم يتبعه القلب والعقل للتفكير فيما انصرف إليه، وعندها تنشغل الأعضاء الأخرى بالحركات وكثرتها.

والمشروع للمصلي أن يقصر نظره على موضع سجوده، ولا يلتفت يمينًا أو شمالاً، ولا يرفع بصره إلى السماء، ولا ينظر فيما هو أعلى من موضع السجود؛ لأن ذلك من لوازم الخشوع وقطع الاشتغال بالمناظر والأشياء التي حوله وأَدْعَى إلى كمال الصلاة ونفعها للعبد وانتفاعه بها أجرًا وسلوكًا وتأثرًا في العاجل والآجل وتأثيرًا في غيره أيضًا، وهذا من ثمرات الخشوع في الصلاة التي يجنيها المسلم ويجدها جزاءً من جنس العمل.

ويكثر بعض المصلين الالتفات بالبصر يمينًا وشمالاً ورفعًا إلى السماء وخفضًا إلى المقصود رؤيته، وقد يكون الالتفاف بالرأس أو بعض أجزاء الجسم مع البصر، وقد يُصْلِحُ أحدهم عمامته وعقاله في الصلاة أمام الزجاج العاكس الموجود في نوافذ بعض المساجد وأبوابه التي أمامه أو البلاط اللامع الذي يع+ صورته، فمن كان هذا حاله فليس في قلبه شيء من الخشوع، روى الإمام البخاري رحمه الله من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي عن الالتفات في الصلاة فقال: ((هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد)) رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وأحمد رحمهم الله، وقال : ((لا يزال الله مقبلاً على العبد في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه)) رواه أحمد وأبو داود والنسائي والدارمي، وقد سبقت الإشارة إلى بعض أنواع الحركات وكثرتها والاشتغال بها في الملابس وبعض أجزاء الجسم حتى من الذين يُرى عليهم الصلاح واهتمامهم بالصلاة حيث يقومون بحركات تتعدى العشرات وأصبحت روتينًا في صلاتهم تعلموها من غيرهم تقليدًا وأخذها عنهم غيرهم كذلك، ومنها إصلاح العمامة من الجوانب ووضعها على بعض وفوق الرأس بعد تكبيرة الإحرام وقبل أن يضع أحدهم يده اليمنى على اليسرى، وبعد القيام من الركوع في كل ركعة، وبعد الاعتدال للجلسة بين السجدتين وعند التشهد، ويعتبرونها من مكملات الصلاة وهيئتها.

ومن الأسباب المذهبة للخشوع أيضًا لهم ولغيرهم كثرة حركات إصبع السبابة اليمنى عندهم بسرعة متناهية في التشهد، فَلا هُمْ عرفوا السنة وطبقوا الحديث في وضع اليد اليمنى على الفخذ، ولا التزموا الرفع والتحريك للإصبع بعد انتهاء الجُمَل لعدم معرفتهم بنهاية كل جُمْلة وبداية الجملة الأخرى في الدعاء الوارد في جمل التشهد وبعده. ومنها تَتَبُّعُ أحدهم بقدميه مَنْ بجانبه وإشغاله غيره بذلك حتى يذهب الخشوع عن الجميع، وكذلك مضايقة الآخرين يمينًا وشمالاً بالتوسع في الفتحة فيما بين القدمين في الوقوف كأن أحدهم يمارس ألعابًا رياضية ولا يكتفي بما يقابل عرض منكبيه في مكان وقوفه بل يتعدى ويظلم غيره ويضايقه، وأيضًا يمدُّ أحدُهم جسمَه في السجود ويفرده حتى يكوِّنَ زاوية قائمة لفخذيه من الخلف ويؤذي من أمامه في الصف برأسه ومن خلفه بقدميه خاصة عندما يكون طويلَ القامة، والمسافةُ بين الصفين لا تتعدى المتر والرُّبْع غالبًا، وكذلك الحال في الجلسة بين السجدتين وعند التشهد وفي السجود أيضًا حيث يفتح أحدهم ما بين ركبتيه وفخذيه حتى تكون كالعدد سبعة ويضايق جَارَيْه في اليمين والشمال، وكذلك وضع المنكبين والمرفقين كالحربة لمضايقة المُجَاوِرَيْنِ بهما أثناء الوقوف والسجود، ويمارس ذلك فعلاً بعضُ المصلين، فهذه الحركات والهيئات والأنانية الممقوتة التي تزعج المصلين وتضايقهم وتؤذيهم هي من الأسباب المُذْهِبَةِ للخشوع في الصلاة والمَنْهِيِّ عنها.

ومنها أيضًا إحضار بعض المصلين للأطفال الصغار وإيقافهم بين كبار السن، وقد يكون ذلك خلف الإمام، ثم يقوم أولئك الأطفال بالعبث والحركات الكثيرة في الصلاة والتي تسبب ذهاب الخشوع عن المصلين في اليمين والشمال والخلف، ولو كان أولياؤهم الذين أحضروهم أو الذين أرسلوهم للمسجد حريصين حقًّا على تعليمهم وتعويدهم الصلاة لعلموهم أولاً آداب الصلاة والجلوس في المسجد واحترامه ثم جعلوهم في طرف الصف إلى الجدار وهم بجوارهم حتى يعلِّموهم ويوجّهوهم بعد ملاحظة ما يَبْدُرُ منهم من حركات وعبث في الصلاة، وثانيًا: لو كان ذلك حرصًا حقيقيًّا لاصطحبوا أبناءهم الذكور البالغين إلى المساجد وَلَمَا تركوهم في البيوت أو في الشوارع والطرقات.

ومن الأسباب المذهبة للخشوع أيضًا في الصلاة عدم إغلاق أجهزة الهاتف المحمول قبل الدخول في الصلاة، خاصة تلك الأجهزة المحمَّل عليها النغمات الموسيقية المحرمة والتي يتسابق التافهون إلى تغييرها واستبدالها بين حين وآخر، وبعضهم لا يعرف كيف يُقْفل الهاتف عندما يتم الاتصال عليه، ثم يعيد المتَّصِلُ الاتصالَ مرات ومرات وهو في الصلاة، فيشغل مَنْ في المسجد ويذهب عنهم الخشوع بسبب عدم إقفال الجهاز ولصدور تلك الأصوات المؤذية سواء المحرمة كالموسيقى أو المباحة كالمنبهات العادية أو تلك المقاطع الممتهنة وإن كانت من القرآن أو الأذان أو الدعاء والأذكار لأنها تُقْطَعُ وليس هذا مكانها، فصاحب الهاتف يتحمل إثمًا خاصة عندما يتعمد تحميل جهازه المقاطع الموسيقية وتشغيلها وخاصة في المساجد وأماكن الطاعات وإن كانت محرمة في كل الأوقات، والمتصل أيضًا يتحمل إثمَ الاتصال خاصة إن كان رجلاً وفي نفس المدينة؛ لأنه من المُفْتَرَضِ عليه أن يحضر الصلاة جماعة في المسجد، أما إن كان الاتصال من امرأة وليس لديها ما يمنعها من الصلاة فإنها تكون راكعة ساجدة مؤدية للصلاة في بيتها، وإن كان المتصل في مدينة أخرى فالمتعين عليه أن يعرف فوارق التوقيت بين المدن ومواعيد الصلاة قبل أن يتصل.

وإن كان الذي ذكرته آنفًا من الآداب المرعية التي ينبغي للمسلم أن يتحلَّى بها ويمارسها ولكنها تلاقي الاستهتار وعدم المبالاة بين كثير من المسلمين لأنها أمور صعبة المنال في نظر أصحاب المظاهر الزائفة والغرور الزائد عند بعض الناس الذين يهمُّ بعضُهم بالردِّ على المتصل وهو في الصلاة، وأقلُّهم من يخرج الهاتف من جيبه وينظر إليه ليعرف المتصل ورقمه ثم يقفله، أما مَنْ كان مِنْ هذا النوع في المسجد ولم يدخل في الصلاة أو بعدها فإنه يقوم بالردّ أو الاتصال بصوت مرتفع يشغل المصلين والذاكرين الله، ولو عرف هذا الصنف من المصلين معنى الصلاة والخشوع لغيّروا هذا السلوك وكل سلوك خاطئ دون تردد، والحقيقة أنه لن يُوقِفَ هذه الأصنافَ من الناس إلا قوَّةُ النظام والعقاب الذي طُبِّقَ في الطائرات وسمعنا عن العزم على تطبيقه على قائدي السيارات، أو تعطيل شبكة الإرسال للهواتف المحمولة كما هو معمول به في المستشفيات، فعسى أن يعمم ذلك على المساجد، وإني لأتمنى أن يكون كل مسلم مستشعرًا عظمة الوقوف بين يدي الله عز وجل ويبتعد عن كل ما يسيء لغيره ويؤذيه وينقص من أجره أو يذهبه ويراقب ربه تبارك وتعالى ويخاف منه بدلاً من الخوف من البشر.

ومن أسباب ذهاب الخشوع أيضًا الصادرة ممن هم خارج المسجد ما يسمعه المصلون في بعض المساجد من وصول قراءة الأئمة في الصلاة الجهرية عبر مكبرات الصوت في مساجد قد تبعد عن المسجد المسموع فيه القراءة عدة كيلومترات بحيث لا يستطيع المصلون في هذا المسجد متابعة قراءة إمامهم ولا تمكين أحدهم من قول الأذكار في الركوع والسجود والاعتدال والتشهد لانشغالهم بما يصلهم من أصوات والتشويش عليهم، فهذا يعتبر في الحكم بالقياس من الجهر بالقراءة المنهي عنه في الصلاة الوارد في الحديث النبوي الشريف حيث نهى عن ذلك رسولُ الله الصحابةَ الذين يُصَلُّون النافلةَ في المسجد وسمع رَفْعَ أصواتهم بالقراءة، فقال : ((لا يَجْهَرْ بعضُكم على بعض بالقراءة في الصلاة؛ فكلٌّ يُنَاجِي رَبَّهُ)).

وأيضًا من الأسباب ما يصدر من بعض العمال أو من الآلات التي يستخدمونها في العمارات التي تحت الإنشاء أو الترميم المجاورة للمسجد أو في الحفريات لأي تمديدات مجاورة ممن لا يحضرون الصلاة مع أنه من المفترض إلزامهم بالحضور للصلاة في المسجد إن كانوا مسلمين أو التوقف عن العمل إن كانوا غير ذلك احترامًا لشعيرة الصلاة ولمشاعر المسلمين.

من الأسباب أيضًا كثرة الزخارف الموجودة في جدران المساجد وفرشها والتي تشغل المصلين وتلهيهم عن صلاتهم، وقد نزع رسول الله الإنبجانية التي لبسها في الصلاة وقال عليه الصلاة والسلام: ((إنها أَلْهَتْنِي آنفًا عن صلاتي)) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.

فكل ما ذُكِرَ ومما لم يُذْكَرْ ومما هو سبب في عدم الخشوع في الصلاة منذر بالخطر ووقوع صدق الخبر عن سيد البشر محمد حيث نعيش ما أخبرنا به رسولنا وحبيبنا محمد ، قال : ((أولُ ما يُرفع من الناس الخشوعُ)) رواه الطبراني، وله شاهد في المسند عند أحمد رحمه الله، قال : ((تنقض عرى الإسلام عروة عروة، وأول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدونه الصلاة))، فالأمانة قد ذهبت من سنين عديدة عند كثير من الناس، والصلاة والخشوع فيها كما نعلمه ونشاهده، وليتأملْ كلٌّ مِنَّا حَالَهُ وحالَ غيرِه ليرى صِدْقَ ما أخبر به رسولنا محمد .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الخشوع في الصلاة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صفة الصلاة وما يتعلق بها - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
» الأذكار بعد الصلاة المفروضة - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
» نوح عليه الصلاة والسلام - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
» قوم لوط عليه الصلاة والسلام (1) - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
» لوط عليه الصلاة والسلام وقومه (2) - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: