molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: لوط عليه الصلاة والسلام وقومه (2) - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي الثلاثاء 8 نوفمبر - 4:13:24 | |
|
لوط عليه الصلاة والسلام وقومه (2)
سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
الخطبة الأولى
أما بعد: فلا يزال الحديث موصولاً بسابقه عن أحد الرسل الكرام لوط عليه الصلاة والسلام الذي جاء ذكره مع قومه في عدد من سور القرآن الكريم، وسبق القول بأنه ابن أخي إبراهيم عليه السلام، أي: أن إبراهيم عمّه عليهما الصلاة والسلام، وقد آمن بعمّه إبراهيم واهتدى بهديه وهاجر معه من العراق وتبعه في أسفاره، ثم أرسل الله لوطًا إلى أهل سدوم في الأردن، الذين كانوا من أفجر الناس وأكفرهم، وأخبثهم طوية وسريرة، وأقبحهم فعلاً وسيرة، يقطعون السبيل أي: الطريق ويأتون في ناديهم المنكر علانية، ولا يتناهون عن منكر فعلوه، وارتكبوا جريمة من أقبح الجرائم وأشنعها على الإطلاق، ولم يسبقهم إلى فعلها أحد من العالمين، ألا وهي إتيان الذكور من دون النساء، حتى صاروا لا يستقبحون قبيحًا ولا يستترون من منكر، فغدت قلوبهم قاسية وأخلاقهم فاسدة، وجاهروا باللواط من غير خجل ولا حياء، فبعث الله إليهم لوطًا عليه السلام، فدعاهم إلى الله، وذكَّرهم ونصحهم، ونهاهم وخوَّفهم بأس الله تعالى ونقمته، فلم يأبهوا ولم يرتدعوا عن غيهم وإسرافهم وتعديهم ومجاوزتهم الحلال إلى الحرام قال تعالى: وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ [الأعراف: 80، 81]، وفي سورة العنكبوت: وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْعَالَمِينَ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمْ الْمُنكَرَ الآية [28، 29]، وفي سورة النمل: وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ [54، 55]، وفي سورة الشعراء: أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنْ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ [165، 166].
فلما ألح عليهم وكرّر النهي والتخويف والوعيد بالعذاب الأليم من الله عز وجل إن هم استمروا على ذلك عندها هدَّدوه بالطرد والإبعاد وإخراجه من بين أظهرهم هو ومن آمن معه إذا لم ينته عن نصحهم وإرشادهم؛ لأنه حسب سخافة عقولهم يدعو إلى شيء مخالف لهم حيث يدعوهم إلى الطهارة والتطهر، وذكر الله قولهم في مواضع من كتابه الكريم: قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنْ الْمُخْرَجِينَ [الشعراء: 167]، فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ [النمل: 56]، وفي سورة الأعراف: وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ [الأعراف: 82].
إن هذا منتهى السَّفَه والحماقة وقلَّة العقل والبصيرة والتفكير في عواقب الأمور، فأصبح القوم يعتبرون اجتناب الرذائل والبعد عن القبائح والفواحش جريمة، وعلى من يتطهر من ذلك ويبتعد عنها وعن ارتكاب الجرائم عمومًا عليه أن يُبْعَد ويُخْرج من الديار ويصبح هو منفيًا مطرودًا مجرمًا ينبغي تهجيره وإخراجه من الأوطان، فعندما وقعوا وانغمسوا في الفواحش والمحرمات وارتكبوا أقبحها وأشنعها تبلَّدت أحاسيسهم وانع+ت مفاهيمهم حتى غدا الباطل حقًا والحق باطلاً، والطهارة والعفة في نظرهم جريمة، أما الوقوع في القاذورات والمحرمات فهو أمر محمود ومقبول لا غبار عليه في نظرهم، وهذا منطق الطغيان، والطاغوت في كل وقت مع أي موقف صدق يبرز فيه الإخلاص والأمانة والدعوة الصادقة يهدّد بالنفي والتغريب والتضييق بشتى أنواع المضايقات والإهانات. وما كان من لوط عليه السلام مع إصرار أولئك القوم الخبثاء الأشرار إلا أن توعدهم بعذاب الله، ودعا الله أن ينصره على أولئك القوم المفسدين، ولكنهم استبعدوا نزول العذاب عليهم في الدنيا، وقالوا بكل وقاحة واستهتار واستخفاف: ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين، كما ورد ذلك في ردهم عليه كما قال الله عنهم في سورة العنكبوت: فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ [العنكبوت: 29، 30].
وعندما لم يتنزه القوم عن تلك الفاحشة القبيحة مع وجود نسائهم لديهم وانحرافهم عن الحلال إلى الحرام ولم يحصنوا أنفسهم بهن ولم يُحصِّنوهُنَّ أيضًا فقد انتشر السِّحَاقُ بينهن واستغنين هن أيضًا عن الرجال كما ورد في بعض الآثار، وأصبح القوم رجالاً ونساءً ممسوخين، حيث استقبحوا الحسن واستحسنوا القبيح، وهبطوا إلى أسفل الدركات بما أقدموا عليه من انحطاط خلقي مُزْرٍٍ لا تصل إليه البهائم والحيوانات.
لذلك أرسل الله إليهم ملائكة ليقلبوا عالي تلك القرى سافلها نصرة لنبيه لوط عليه السلام وعقابًا لأولئك القوم المجرمين المفسدين الذين لم ينفع معهم النصح والوعظ والتذكير والتوجيه والإرشاد، وقيل بأن عدد القرى خمس قرى، وعددهم يزيد عن أربعمائة ألف، ولا يهمنا معرفة العدد الحقيقي للقرى والأفراد ما لم يثبت ذلك بدليل صحيح، وإن كان قد ورد العدد عند أهل التفسير بشكل غير قطعي، وقد ورد إفراد القرية في عدة مواضع من القرآن الكريم، ولا تعارض في ذلك بين الجمع والإفراد كما هو في الآيات الأخرى، ومنها قوله تعالى: إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [العنكبوت: 34]، وقوله عز وجل: قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ [العنكبوت: 31]، أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ [الأعراف: 82].
وقد مرّ الملائكة في طريقهم على إبراهيم عليه الصلاة والسلام وبشَّروه بغلام حليم، وأخبروه بأنهم ذاهبون للانتقام من قوم لوط الذين كانوا يعملون الخبائث، فتخوف إبراهيم عليه الصلاة والسلام على ابن أخيه لوط عليه الصلاة والسلام إذا قُلبت بهم الأرض أن يكون من ضمن الهالكين، فأخذ يجادلهم ويناقشهم ويخبرهم بأن فيهم لوطًا، ولكنهم أقنعوه بأن الله سيُنَجِّيه وأهله ومن معه من المؤمنين إلا امرأته قدّر الله أن تكون من الغابرين لخيانتها لزوجها لوط عليه السلام حيث لم تكن معه على الإيمان بالله، وتلك هي خيانتها في الدين، وليس في عرضها كما يظنه بعض الناس من وقوعها في الفاحشة، وهذا خطأ كبير في تأوُّل بعض ألفاظ القرآن وتفسيرها حيث يفسرون ويفهمون الظاهر لهم من بعض الألفاظ، وكانت زوجة نوح كافرة أيضًا، وقد ضرب الله المثل بهما في خيانتهما لهما في الدين حيث لم تتبعاهما فيه، وليس المراد أنهما كانتا على فاحشة؛ لأن تلوث العرض يؤذي سمعة الأنبياء الأطهار، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: (ما بغت امرأة نبي قطّ)، وهذا هو مذهب الأئمة من السلف، وإن كانت قد وردت آثار بأنها تخبر قومها إذا جاء ضيوف لديه بإيقادها النار وارتفاع الدخان أو تدعوهم علانية فقد تكون تلك هي خيانتها والله أعلم، قال تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ [التحريم: 10].
وينطبق الفهم الخاطئ أيضًا على عدد من آيات القرآن الكريم وألفاظه المفردة، ومنها في هذا الموضع عندما قال لوط عليه السلام لقومه عندما أرادوا الاعتداء على ضيوفه بفعل الفاحشة ولم يكن يعلم هو حتى تلك اللحظة أنهم ملائكة لأنهم أتوا في صورة شباب مُرْدٍ حِسَان قال للقوم: هؤلاء بناتي هُنَّ أطهر لكم، أي: تزوجوا من نساء القرية وأتوا نساءكم بالحلال واتركوا الحرام؛ فإن ذلك أكرم وأفضل وأشرف وأطهر مما تريدونه، ولم يكن قصده أن يستبدلوا فاحشة اللواط بفاحشة الزنا ولم يخص بناته هو، بل أرشدهم إلى نسائهم وهو بمنزلة الأب لهم جميعًا، كما قال ذلك بعض السلف ومنهم مجاهد وقتادة وسعيد بن جبير والسّدِّي ومحمد بن إسحاق والربيع بن أنس وغيرهم رحمهم الله، واستدلوا بما ورد في بعض القراءات في القرآن الكريم: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَهُوَ أَبٌ لَّهُمْ). فبهذا يزول الإشكال، حتى ولو عرض عليهم بناته زواجًا شرعيًا لما غطى عدد الرجال علمًا بأن لهم زوجات ونساء أخريات؛ لأن بناته ثنتان فقط كما ورد في بعض الآثار.
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، أحمده سبحانه وأشكره وأؤمن به وأتوكل عليه وأثني عليه الخير كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدًا عبد الله ورسوله، اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فعندما حلّ بلوط عليه السلام يوم عصيب وكرب شديد من هذا الموقف مع أولئك القوم الخبثاء وعرض عليهم النساء حلالاً وجادلهم وحاول فيهم بشتى المحاولات قال لهم كما ورد في القرآن الكريم: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ [هود: 78- 80]. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((رحمة الله على لوط، لقد كان يأوي إلى ركن شديد ـ يعني الله عز وجل ـ، فما بعث الله بعده من نبي إلا في ثروة من قومه)). وهذا دليل على ما تقدمت الإشارة إليه من أنه لم يكن منهم، بل أُرسل إليهم وهم غير عشيرته وقومه، وكان هذا هو قصده بالركن الشديد أي: القوم والعشيرة المدافعين عنه في مثل هذه الحالة.
فبينما هو في هذا الموقف العصيب أخبرته الملائكة بأنهم رسل من الله وعليه أن لا يخاف ولن يصلوا إليه بسوء ولا إليهم أيضًا، وإنما عليه أن يسري بأهله في الليل ولا يلتفتوا خلفهم، وأخبروه بأن امرأته سوف يصيبها ما يصيب القوم، ولهم موعد محدد هم مأمورون بتنفيذ العذاب والعقاب فيه لأولئك القوم الأشرار، ألا وهو الصبح، وطمس الله أعين القوم، وخرج لوط مع أهله بعد أن اطمأن على ضيوفه وعرفهم وعلم مهمتهم، وفي الوقت المحدد الذي أمر الله به قلب عالي تلك القرى سافلها وأرسل عليهم صيحة من السماء وأمطر عليهم حجارة من سجيل منضود. قال مجاهد: "أخذ جبريل قوم لوط من سرحهم ودورهم وحملهم بمواشيهم وأمتعتهم ورفعهم حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم، ثم كفأها، وكان حملهم على خوافي جناحه الأيمن"، قال: "ولما قلبها كان أول ما سقط منها شرفاتها، وتبعتهم الحجارة القوية الشديدة المنضودة المسومة المعلمة حتى أهلكتهم"، وما هذا العذاب والنقمة من الظالمين ببعيد ممن يفعل فعلتهم ويرتكب المنكرات ويقارف الآثام والمعاصي ويبارز بها رب الأرضين والسماوات.
وقيل بأن البحر الميت الآن هو مكان قرى قوم لوط الذي هو أخفض مكان في الأرض وأدناه عن سطح البحر بنحو أربعمائة متر تقريبًا، واكتشفت آثار حول تلك البحيرة وعلى حوافها تدل على تلك القرى، قال ابن كثير رحمه الله: "وجعل الله مكان تلك البلاد بحرة منتنة لا ينتفع بمائها ولا بما حولها من الأراضي المتاخمة لضفافها لرداءتها ودناءتها، فصارت عبرة ومثلة وعظة وآية على قدرة الله تعالى وعظمته وعزته في انتقامه ممن خالف أمره وكذب رسله واتبع هواه وعصى مولاه كما قال تعالى: فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيمَ [الذاريات: 35-37]".
ولنستمع ونُصْغِ إلى هذه الآيات الكريمة، قال تعالى: فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنْ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمْ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنْ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ [هود: 74-83].
| |
|