molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: مفهوم العبادة في الإسلام (2) - سعد بن عبد الله العجمة الغامدي الثلاثاء 8 نوفمبر - 7:36:24 | |
|
مفهوم العبادة في الإسلام (2)
سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
الخطبة الأولى
أما بعد: فلقد تعرفنا في الخطبة السابقة على مفهوم العبادة في الإسلام، وأن العبادة تشمل حياة المسلم كلها، وليست محصورة في الصلاة والصيام وال+اة والحج، مع ما لهذه الشعائر العظيمة وغيرها من أركان الإيمان والإسلام من منزلة وأهمية، ومع أن هذه الشعائر تمثل القاعدة الأساسية في الإسلام من غير شك، فليست العبادة محصورة فيها ولا بين جدران المسجد، وإنما هي كما عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بقوله: "العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة"، وأَتْبَعَ هذا التعريف بما يُعَدُّ في الإسلام عبادة وأن للعبادة أفقًا رحبًا ودائرة واسعة، وهذا ما فهمه وعرفه هو وغيره من العلماء الأقدمين والمعاصرين، وفهموا معنى قول الله عز وجل: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام: 162، 163]، وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56].
إن في استطاعة كل مسلم ومسلمة في كل لحظة وساعة من ساعات الليل والنهار أن يعمل عملاً من الأعمال المشروعة يكتب له بها حسنات كثيرة تضاف إلى رصيد عبادته وحسناته، فمنها ما يقتصر على نفس العامل المسلم، ومنها ما يتعدى نفعه إلى غيره من الآدميين والحيوانات والطيور وغيرها.
فأما أنواع الأعمال والأقوال التي تقتصر فائدتها ويعود نفعها إليه وبها ي+ب حسنات لشخصه فمثل أنواع الذكر من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار والصلاة على النبي والأذكار عند دخول المسجد والخروج منه ودخول البيت والخروج منه عمومًا لصلاة أو لغيرها والخلاء ونزول أي منزل كان وركوب الدابة وأذكار الصباح والمساء وبعد الصلوات المفروضة وعند النوم والاستيقاظ منه وعند الوضوء وسماع الآذان وعند الأكل والشرب وعند الجماع، وكذلك تلاوة القرآن الكريم والاستماع له والمشي إلى المساجد والجلوس فيها لانتظار الصلاة أو لاستماع الذكرى والموعظة، ومنها أيضًا التواضع في اللباس والمشي وعدم التبختر والكبر والخيلاء والإعجاب بالنفس وابتعاد الرجال عن الإسبال في الثياب وعدم التختم بالذهب أو التشبه بالنساء أو تشبه الجنسين بأعداء الله والمحافظة على الوضوء والسواك والنظافة والتطيب والاكتحال وسنن الفطرة الأخرى، ومنها اكتساب الحلال والسعي في مناكب الأرض لطلب الرزق الحلال والابتعاد عن الحرام والتحري في طلب الحلال واتقاء الشبهات، ومنها أيضًا محاسبة النفس على ما سلف من أعمالها والتوبة من الذنوب السالفة والإقلاع عنها وعدم العودة إليها والبكاء من خشية الله تعالى والتفكر في ملكوت السماوات والأرض وفي أمور الآخرة وما فيها من الوعد والوعيد ونحو ذلك مما يزيد الإيمان في القلب وينشأ عنه كثير من أعمال القلوب كالخشية والمحبة والرجاء والتوكل وغير ذلك، وقد قيل: إن هذا التفكر أفضل من النوافل البدنية، قال تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار [آل عمران: 190، 191]، وقال رسول الله لبلال: ((وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل الله علي في هذه الليلة إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)) الآية، ثم قال: ((ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها))، وقال تعالى: قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [يونس: 101]، وكذلك خلق الإنسان وفي نفسه ومن أي شيء خُلق وإلى أي شيء ينتهي في هذه الحياة وكيف يكون بعد الموت والبعث والنشور والآيات الموجودة فيه وخاصة ممن أوتي علمًا في هذا المجال، وكذلك من لم يكن لديه علم باستطاعته التفكر في نفسه وكم من الآيات في الأرض وما فيها كذلك، قال تعالى: وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ [الذاريات: 20، 21]. فهذه الأعمال التي سبق ذكرها فإن نفعها وفائدتها للشخص نفسه.
أما التي يتعدى نفعها إلى الآخرين إما لشخص بعينه أو للمجتمع وتعتبر في الإسلام عبادة ويستطيع المسلم أن يضيف الشيء الكثير من الأجر إلى رصيده من الحسنات بعد توفيق الله له وقبول العمل متى صلحت النية وخلصت له سبحانه ووافقت السنة فتبدأ من بيت المسلم وأسرته بتعليم الزوجة أمور دينها وإرشادها وتوجيهها والإحسان إليها في المعاشرة والنفقة وإعفافها عن التطلع إلى الحرام وقضاء الشهوة التي تعتبر صدقة وعبادة متى أراد أن يعفَّ نفسه وزوجته وأن يخرج من صلبه الذرية الصالحة التي تعبد الله في الأرض ويقول الدعاء المأثور في ذلك، ثم مع أولاده في تربيتهم وتوجيههم وتعليمهم والعدل والمساواة بينهم وتنشئتهم التنشئة الإسلامية وحثهم على الالتزام بتعاليم الإسلام في الصلاة والصيام وال+اة والحج وجميع أركان الإيمان والإحسان، وتعليمهم كيفية التأدب في الحديث مع الناس ومعاملتهم الصغير والكبير وأدب الأكل والشرب وذكر الله في البداية والنهاية وعند النوم واليقظة ودخول المسجد والخروج منه ودخول البيت والخروج منه والخلاء وركوب السيارة وغيرها وجميع أنواع الذكر المأثورة والصحيحة، كل ذكر في موضعه اتباعًا للسنة وابتعادًا عن البدعة، مع تلقينهم ما أمكن من التعاليم الإسلامية التي تسير في عروقهم ودمائهم حتى يكونوا أعضاء صالحين مصلحين في المجتمع بإذن الله، وكذلك سعيه عليهم لطلب الرزق يعتبر عبادة، وإحسانه وبره لوالديه إن كانا أو أحدهما على قيد الحياة ومواصلة أصدقائهما وإنفاذ عهدهما بعد موتهما كل ذلك من العبادة، وصلة الأرحام عبادة، والإحسان إليهم وتحمل أذاهم والتصدق عليهم صلة وصدقة، والإحسان إلى الجار وكفّ الأذى عنه والهدية له وتفقد أحواله، والإحسان إلى اليتيم وخاصة إن كان تحت يديه هو أو ماله وحتى المسح على رأسه يعتبر صدقة وعبادة.
ومن أنواع العبادة ردُّ السلام وغضُّ البصر وتشميت العاطس وكف الأذى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإماطة الأذى عن الطريق، وحتى صلة الحبل وما كان في معناه في هذا الزمن وشسْع النَّعْلِ والإفراغ من الدَّلْوِ في إناء المستسقي وإن كان هذا غير موجود في المدن ولكن قد يكون في أي مكان وقد يُحتاج لاستعمال الأباريق وأي إناء آخر، فالإفراغ منها يعتبر صدقة وعبادة، وتَبَسُّمُكَ في وجه أخيك صدقة، والوجه المنطلق وكف الأذى عن الناس عمومًا باليد أو باللسان، والعدل بين الناس وإصلاح ذات البين، وإعانة الرجل على دابته وسيارته ومساعدته في أي عمل مباح والكلمة الطيبة كل ذلك من العبادة، وإخراج الأذى من المسجد وتنظيفه وتبخيره وتجميره، وإعانة ذي الحاجة الملهوف، وإسماع الأصم وتبصيرُ المنقوصِ بَصَرُهُ وهداية الأعمى أو غيره الطريقَ، والبيان عمَّن لا يطيق الكلام فيما يحتاج لبيانه لوجود آفة في لسانه أو لِعُجْمَةٍ في لغته، وزيارة المريض واتباع الجنازة والصلاة على الميت وإجابة الدعوة ما لم يكن فيها محرّم، وبذل النصيحة، إبرار القسم، الكف عن الظلم ونصرة المظلوم، إرشاد الضال، تعليم الجاهل، إيواء الغريب، إهداء الحائر، الإحسان إلى كل ذي كبد رطبة من البهائم والحيوانات، إنظار المعسر وإقراض المسلم، المشي مع المسلم لقضاء حاجة بحق، الصدق والأمانة والإخلاص والوفاء بالعهد والوعود والإيثار والمواساة والحلم والأناة والرفق واحتمال الأذى والصبر والعفو والإعراض عن الجاهلين والوقار والسكينة وإكرام الضيف والورع وترك الشبهات، وكل ما له علاقة بخلق المؤمن من صفات محمودة مع الابتعاد عن المذموم من صفات وأخلاق المنافقين والفاسقين وغيرهم كل ذلك يعتبر من العبادة، والابتعاد أيضًا عن الغيبة والنميمة والتجسس وشهادة الزور وسوء الظن والكذب والافتراء والبهتان واللعن والسب الشتم والمنّ بالعطية والحسد واحتقار المسلمين وإظهار الشماتة بهم والطعن في الأنساب وسماع الأغاني، وحبس اللسان والسمع والنظر وجميع الجوارح والابتعاد عن ذلك يعتبر عبادة وقربة إلى الله عز وجل، والابتعاد عن الربا وجميع المعاملات المحرمة في البيع والشراء وأكل أموال الناس بالباطل وعن اللواط والنظر المحرم والاختلاط وشرب الخمور وعن الشفاعة في الحدود وحبس النفس وكبح جماحها وعدم ترك العنان لها وكل محرم من المحرمات والابتعاد عنها يعتبر عبادة.
وأعجب من هذا أن النبي أخبر بأن الأعمال الدنيوية التي يقوم بها المسلم لمعيشته والسعي على نفسه وأهله تعتبر من أبواب العبادة والقربات إلى الله تعالى، فالزارع في حقله والعامل في مصنعه والتاجر في متجره والسائق في سيارته والجندي في حراسته والطالب في مدرسته ومعمله والمعلم في قاعته وفصله والموظف في مكتبه وكل ذي حرفة في حرفته، كل هؤلاء وغيرهم في استطاعتهم أن يجعلوا من أعمالهم المعيشية عبادة وجهادًا في سبيل الله ويحوِّلوها من العادة إلى العبادة إذا التزموا الشروط التالية:
1- أن يكون العمل مشروعًا في الإسلام، لا أن يكون محرمًا كالعمل في الربا والحانات والمراقص ونحوها.
2- أن تصحبه النية الصالحة، ونية المسلم إعفاف نفسه وإغناء أسرته ونفع أمته وعمارة الأرض كما أمر الله.
3- أنْ يُؤَدِّيَ المسلمُ العملَ بإتقان وإحسان وأمانة وإخلاص.
4- أن يلتزم فيه حدود الله، فلا يظلم ولا يغش ولا يخون ولا يجور على غيره، وأن يلتزم العدل والمساواة بين الناس في المعاملة.
5- أن لا يشغله عمله الدنيوي عن واجباته الدينية الأخرى مثل الصلاة، رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ الآية [النور: 37]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ [المنافقون: 9]. عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: مَرَّ على النبي رجلٌ فرأى أصحاب رسول الله مِنْ جَلَدِهِ ونشاطه فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله! ـ أي: في الجهاد لأنه من أفضل العبادات وهو ذروة سنام الإسلام ـ فقال رسول الله : ((إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياءً ومفاخرةً فهو في سبيل الشيطان)).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ [المزمل: 20]، فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ [الجمعة: 10]، لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ [البقرة: 198].
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي فطر الخلق على الدين القيم ملة محمد وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام، ووفق من شاء برحمته فاستقام على هدي النبيين والمرسلين، وخذل من شاء بحكمته فَرَغِبَ عن هديهم وسنتهم فكان من الخاسرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أرجو بها الفوز بدار النعيم والنجاة من العذاب الأليم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل الخلق طريقة وأقومهم شريعة وأقربهم إلى الخير العميم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا.
أما بعد: فإن خير الحديث كلام الله وكتابه، وخير الهدي هدي محمد ، وشرّ الأمور محدثاتها.
فخير الهدي هدي رسولنا محمد ، والهدي هو الطريقة والشريعة والسنة التي كان عليها رسول الله في العبادات والمعاملات والأخلاق الظاهرة والباطنة، فعلى المسلم أن يهتدي بهدي رسول الله ، ومعلوم أن العمل لا يقبل إلا إذا كان خالصًا لله تعالى وصوابًا على سنة رسول الله لقوله عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رَدٌّ)) أي: مردود عليه.
لقد ذكر ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه المشهور المسمى: زاد المعاد في هدي خير العباد، ذكر هدي رسول الله في كل مجالات الحياة وطريقة عبادته لله رب العالمين،وكيفية تعامله مع الخلق أجمعين؛ المسلم والكافر، المؤمن والمنافق، اليهودي والنصراني، الإنس والجن، الطير والحيوان، الحجر والشجر والمدر، السحاب والرياح والمطر، الشمس والقمر، كل شيء في الكون كيف كان يتعامل معه في عبودية كاملة لله رب العالمين، وكيف كان هديه في كل أموره وشؤونه الخاصة والعامة، ومما قاله رحمه الله تعالى حول هدي رسول الله : "لقد كان رسول الله أكمل الخلق ذكرًا وعبادة لله عز وجل، بل كان كلامه كله في ذكر الله وما والاه، وكان أمره ونهيه وتشريعه للأمة ذكرًا منه وعبادة لله عز وجل، وإخباره عن أسماء الرب وصفاته وأحكامه وأفعاله ووعده ووعيده ذكرًا منه له سبحانه وتعالى، وثناؤه عليه بآلائه وتمجيده وتحميده وتسبيحه ذكرًا منه لله تعالى، وسؤاله ودعاؤه إياه ورغبته ورهبته ذكرًا منه له جل جلاله، وسكوته وصمته ذكرًا منه له بقلبه، فكان ذاكرًا لله في كل أحيانه وعلى جميع أحواله، وكان ذكره لله يجري مع أنفاسه قائمًا وقاعدًا وعلى جنبه، وفي مشيه وركوبه وسيره ونزوله وظعنه وإقامته، وعند نومه ويقظته، وعند دخوله وخروجه، هكذا كانت عبادة رسول الله ".
فعلى المسلم أن يتبع هدي رسول الله ، وعليه الابتعاد عن البدع، فكتب الحديث الصحيحة زاخرة بالكثير والكثير بما يفيد المسلم ويستطيع معه أن يضيف إلى رصيده من الحسنات الشيء الكثير في كل وقت من الأوقات آناء الليل وأطراف النهار دون رسوم ودون مراسيم معتادة، بل الكل في ذلك سواء، ولن يأتي أحد بأفضل مما أتى به غيره إلا إذا سبقه ونافسه بكثرة الحسنات في مجاله، ولكن كما سبق يجب أن يضع المسلمُ نصْبَ عينيه إخلاصَ العمل لله تعالى وصوابَه بأن يكون على ما جاء به رسول الله ؛ لأن الله جل جلاله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا وصوابًا، والأدلة على إخلاص العمل وصوابه معلومة لدى كل مسلم ولا يتسع المقام لذكرها، قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام: 162، 163].
وصلى الله وسلم على رسولنا محمد وآله...
| |
|