molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: لا إله إلا الله - حمدان بن محمد الحمدان الأربعاء 2 نوفمبر - 8:08:06 | |
|
لا إله إلا الله
حمدان بن محمد الحمدان
الخطبة الأولى
أما بعد: فلنتق الله أيها المسلمون، ولنجدّد إيماننا في المساء والصباح بتأمل معنى لا إله إلا الله.
فيا ذوي العقول الصحاح، ويا ذوي البصائر والفلاح، لننادِ بالفلاح، فلا فلاح إلا لأهل لا إله إلا الله.
فكلمة الإسلام ومفتاح دار السلام لا إله إلا الله، فلا قامت السماوات والأرض ولا صحت السنة والفرض ولا نجا أحد يوم العرض إلا بلا إله إلا الله، ولا جُردت سيوف الجهاد وأرسلت الرسل إلى العباد إلا ليعلموهم العمل بلا إله إلا الله.
فانقسم الناس عند ذلك فريقين وسلكوا طريقين: فريق انقاد والتزم بالعمل بلا إله إلا الله، والآخر حاد وغوى وضل؛ لأن دين آبائه وأجداده تبطله لا إله إلا الله.
فسبحان من فاوت بين عباده بمقتضى حكمته ومراده، وذلك من أدلة لا إله إلا الله.
فطوبى لمن عرف معناها فارتضاها، وعمل باطنا وظاهرا بمقتضاها، فيكون قد حقق لا إله إلا الله، وويلُ من صاده الشيطان بالإشراك والمصائد، فرماه في هُوة الإشراك والكفر، فأبى واستكبر عن الانقياد للا إله إلا الله، قال سبحانه: وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [الزخرف:86].
حقيقة لا إله إلا الله هي إفراد الله بالعبادات وتخصيصه بالقصد والإرادات، ونفيها عما سواه من جميع المعبودات التي نفتها لا إله إلا الله، وذلك هو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، وأن لا يبقى في القلب شيء لغير الله، ولا إرادةٌ لما حرّم الله، ولا كراهةٌ لما به أمر الله.
هذه ـ والله ـ هي حقيقة لا إله إلا الله، أما من قالها بلسانه ونقضها بأفعاله فلا ينفعه قول: لا إله إلا الله؛ فمن صرف لغير الله شيئا من العبادات وأشرك به أحدًا من المخلوقات فهو كافر ولو نطق ألف مرة بلا إله إلا الله. قيل للحسن: إن ناسًا يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة! فقال: "من قالها وأدى حقها وفرضها أدخلته الجنة"، وقال وهب بن منبه لمن قال له: أليست مفتاح الجنة؟! قال: "بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فُتح، وإلا لم يفتح لك"؛ لأنك في الحقيقة لم تقل: لا إله إلا الله.
فيا ذوي الأسماع العتيدة، لا نظن أن أمورَ الشرك عنا بعيدة، فإن ها هنا مهاوي شديدة تقدح في لا إله إلا الله. أين من وحد الله بالحب والخوف والرجاء والعبادة؟! أين من خصه بالذل والخضوع والتعظيم والقصد وأفرده بالتوكل فجعل عليه اعتماده؟! كل هذا من معاني لا إله إلا الله.
فلنسارع ـ أيها الإخوة ـ إلى مغفرة من ربنا وجنة عرضها كعرض السماوات والأرض أعدت للمتقين، الذين قاموا بواجبات لا إله إلا الله، ولا نجعل مع الله إلها آخر، فقد جاءنا النذير المبين، ولنتمسك بعرى لا إله إلا الله، فمن نفى ما نفته وأثبت ما أثبتته ووالى عليها وعادى رفعته إلى أعلى عليين: منازلِ أهل لا إله إلا الله.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ [محمد:19].
بارك الله لنا وللمسلمين وللعالمين في كتابه الكريم وفي سنة نبيه محمد ، أقول قولي هذا، ونستغفر الله لنا ولوالدينا وللمسلمين أجمعين.
الخطبة الثانية
| |
|