molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: أضرار التلفزيون- حسين بن غنام الفريدي الأربعاء 2 نوفمبر - 7:18:19 | |
|
أضرار التلفزيون
حسين بن غنام الفريدي
الخطبة الأولى
أما بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فهي الوصية الخالدة، وهي حبل النجاة، وهي دعوة الأنبياء والمصلحين لأقوامهم، فاتقوا الله في أنفسكم، وفي أولادكم ومن ولاكم الله أمرهم.
والله إنه لم يعد يجدينا أن نتناول قضايانا بطريقة ملفقة، نفيض في العموميات ونتحاشى التفصيلات، ولا أن نتناولها بأسلوب الرمز والإشارة والتلميح من بعيد والكنايات المبهمة التي لا تجدي مع الكثيرين شيئاً، فلا بد أن يكون حديثنا في ذلك جامعاً بين الصدق والوضوح، فنضع اليد على الجرح وإن أوجع، ونصف الوضع وإن أحرج، ونخرج من الإجمال إلى التفصيل ونسمي الأشياء بمسمياتها، ولابد أن نتجرع مرارة الدواء وإن لم نستسغه إذا كنا نريد الشفاء.
ومن هذا المنطلق فسيكون حديث اليوم عن خطب جليل خطير وإن قال الناس عنه يسير حقير، إنه نافذة من نوافذ الفساد، نافذةٌ اليومَ وبوابةٌ غداً، يتقاطر منها الفساد اليوم وسينهمر غداً، إنه الحديث عن برامج التلفزيون، الذي لطول إِلْفِنَا له فقدنا الإحساس بكل خطأ فيه أو خطر منه، فكثر الإمساس وقل الإحساس.
عباد الله، لقد تأملت حالنا فرأيت أننا منذ أن تفتحت أبصارنا ووعت مداركنا ونحن نوقف أسماعنا وأبصارنا وأفئدتنا على ما يبث في هذا الجهاز ونسينا بل تناسينا قول الحق تبارك وتعالى : إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].
فهل من الحكمة أن نكون بهذه السذاجة ونتعامل مع هذا الخطر بعفوية بل بسلبيّة بالغة.
إن ما فيه من المحاسن لا يكاد يذكر أمام ما فيه من الشرور والمفاسد.
معاشر المصلين، إن التلفاز يحتل اليوم المكانة الأولى من بين وسائل الإعلام، وهو من أخطرها وأقدرها على السيطرة على الإنسان، فهو يجمع السيطرة على حاسّتين من أهم حواس الإنسان، وأشدها اتصالاً بما يجري في نفسه من أفكار ومشاعر.
لقد ألغى دور الأب والمدرسة والقيم فأصبح يتولى أمور التربية وشؤونها.
عباد الله، إن الله سبحانه وتعالى خلقنا لحكمة ولم يخلقنا عبثاً: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـٰكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ [المؤمنون:115]، وحياتنا ينبغي أن لا تنفك عن العبودية للواحد الجبار قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162، 163].
وعلى هذا فكل ما يتعارض أو يخل بهذه العبودية ممنوع شرعاً، وإن مما يضعف هذه الحكمة في نفوسنا ما نشاهده على هذه الشاشة الصغيرة من دعوى صريحة للفساد العقدي والخُلُقي والاجتماعي، فتعالوا بنا نتأمل بعض ما انطوى عليه هذا الجهاز من أخطار لا ينكرها إلا مكابر.
أهل الإيمان، أهل القرآن، أيها الآباء، أيها الأزواج، أيها الغيورون، يقول الله جل جلاله: قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لّلْمُؤْمِنَـٰتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـٰرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:30، 31].
أين حظنا من هذه الآيات في حالنا مع التلفزيون، أليست العيون تسمر على الشاشة تنظر إلى فاتنات الدنيا ممن لا نكاد نجد منهن في الألف إلا واحدة، وهي في حالة استنفار جمالي واستعراض للأنوثة صارخ.
أيها الإخوة، لنكن صرحاء فلا نقول إن هذه المشاهد إثارة لغرائز الشباب فحسب؛ ولكنّ الحقيقة أن فيها فتنة لنا جميعاً شباباً ورجالاً وكهولاً، وكل منا يعترف بما ركب الله فيه من غريزة جنسية وفحولة فطرية، وأما من أنكر ذلك فله حال أخرى.
حتى إذا جاءت الطامة الكبرى يوم تجلس نساؤنا من بنات وأخوات وزوجات أمام التلفزيون تتوالى عليهن مشاهد الشباب في ميعة[1] الصبا وغاية الإناقة، إن الرجل ليغار مرة واحدة أن ينظر رجل إلى امرأته ويغار مائة مرة إذا نظرت امرأته إلى رجل، وإننا لنشعر بالخزي والله يوم تجلس النساء وينظرن إلى المصارعة الحرة أو المغني العربي أو الأجنبي ولا ننكر عليهن فلماذا؟
الجواب: أننا شركاء في الإثم، فاسكت عني وأسكت عنك.
إذا كان رب البيت للدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلّهم الرقص
إن هذا ضرر من أضراره؛ ولو اقتصر الأمر على ذلك لهان الأمر وما هو وربّي بِهَيِنَ، ولكن القدر الأكبر يوم يغلف الفساد ويسوّغ الانحراف من خلال أفلام تعرض تدور كلها حول الحب الذي يتم في الجامعات أو في المتنزهات بغفلة من الأهل ثم تكون نهايته الزواج السعيد، يعرض هذا على مجتمع محافظ يعلم بناته منذ صغرهن أن رؤية الرجل وجه المرأة حرام.
بل أشد من ذلك يوم يعرض وضع الزوج والزوجة وهما على فراش واحد في غرفة النوم ما موقف الطفل من هذا ونحن نعلمه الاستئذان ثلاث مرات؟ فأي احترام وأي تعامل مع تعاليم الإسلام؟
إن هذه دروس خاصة في تفتيت الأخلاق، وقد وقع في هذه الدروس قوافل من الشباب والشابات يوم يخرجون إلى الأسواق ليحصل منهم ما نعلم بعضَه وتعلم هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جُلَّه.
إنه مصيبة ولكن المصيبة أكبر، فهناك بلاء آخر هو أدهى وأمر، وهو إذابة الأمة بزعزعة ثقتها بأخلاق ودينها وتاريخها وعرض تاريخ الفاتحين على أنهم أهل عشق ومجون ولم يسلم من ذلك حتى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
نعم إذابة الأمة بتعميق الهزيمة النفسية أمام الغرب ومحاولة اقتباس أنماط حياتهم واستبراء سلوكياتهم وتحطيم حاجز البراء والنفرة من الكفار، فمشاهدتهم ومشاهدة واقعهم تجعلنا نألف عاداتهم وتقاليدهم والله يقول: وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ [المائدة:51].
إننا نرى أثر ذلك في تقليد بعض شبابنا ذكوراً وإناثاً لفنانين وفنانات من الغرب في لباسهم وقصات شعورهم، بل صاروا يقلدون القوم في طريقة كلامهم.
لا بل هناك ما هو أعظم من ذلك إنه تسليم فلذات أكبادنا إلى هذا الجهاز ليدمر حياتهم ويزرع بذور الشر في نفوسهم من زعزعة اعتقادهم بوجود خالقهم وتدريبهم على الجرائم وجعلهم يعيشون في الأوهام والتخيلات، بل بتخويفهم وإرعابهم بتكوين العقد النفسية لديهم من جراء ما يشاهدون من أفلام الرعب والمطاردات.
عباد الله، إننا حينما نذكر ذلك فإننا لا ننسى تلاوة القرآن الكريم في مقدمة البث وختامه ولا ننسى برامج الوعظ التلفزيوني المُمِلّ التي نعرف جميعاً كيف يتعامل المشاهدون معها، ولكن هذا كله لا يغمض العيون عما يعقبها من برامج، ولذا تعالت الصيحات في الغرب قبل الشرق أن التلفزيون يشاركنا في تربية أولادنا، اقرأ إن شئت: "أربع مناقشات لإدناء التلفزيون" لِـ (ماندر).
وكتاب "الأسرة المسلمة أمام الفيديو والتلفزيون" وكتاب "بصمات على ولدي" وغيرها كثير لكي تعرف خطر هذا الجهاز وضرره في العاجل والآجل.
عباد الله، إننا نذكر ذلك كله ونحن نتلقى هذه الأيام نُذُر البث المباشر الذي أوشك أن يغرقنا، هذه النذر نرها من خلال الأطباق التي فوق سطوح العمارات وخلف أسور البنايات، وعندما نتحدث عن ذلك فلابد أن نتذكر ما سيواجهنا جميعاً إذا لم نخرج هذا الجهاز من بيوتنا من الخطر العقدي، فقد عقد في هولندا مؤتمرٌ عالمي حضره أكثر من ثمانية آلاف منصر، وكان هدف هذا المؤتمر هو دراسة الإفادة من البث المباشر في التنصير.
وهناك الخطر الخُلُقي، حيث ينشر الأنموذج الغربي للحياة من خلال الأفلام والبرامج، إن ذلك دعوة للانحطاط الخُلُقي، فأي فِلم غربي لا يخلو من مشاهد الإغراء الجنسي وشرب الخمور وتناول المسكرات والمخدرات فما الذي يمكن أن يوحي به كل ذلك وهو يتوالى أمام عين المشاهد وينحت في ذاكرته ويكوّن شخصيته.
وهناك خطر آخر وهو الخطر الأمني فأفلام العنف والجريمة هي جرعات منشطة للنفوس الشريرة، فأفلام رعاة البقر والكاراتيه والبوليسية كلها تصور الجريمة والعنف، لذا قال أحد الإحصائيين النفسيين من الغرب قال: "إذا كان السجن هو جامعة الجريمة فالتلفزيون هو المرحلة الإعدادية لها".
هذه بعض الأضرار التي تمطرنا بها القنوات الفضائية ونتلقاها بالصحون الهوائية.
أمة القرآن، إن بذور الهدم توضع في العقول وتنمو داخل النفوس، تلك النفوس التي تواظب على متابعة هذه البرامج السامة، فينشأ الأفراد نشأة غير سوية ويتصرفون تصرفات فوضاوية، ويكونون مجتمعاً مريضاً مستغرقاً في غيبوبة الغرائز منحدراً في المستنقعات البالغة الآسن والهبوط.
أيها الإخوة، إن هذا خطر لا ينفعنا أن نتجاهله ولا أن نتعامل معه بمنطق النعامة، لقد عقدت ندوات ودارت حوارات حول هذا الخطر الجسيم، أجمعت كلها على أنه قادم وشامل وتنوعت سبل العلاج، فمن قائل إن علينا أن لا نفزع فقيمنا ليست هشة إلى الحد الذي يجعلنا نقلق من هذا البث المباشر وهذا منطق الكثير، إذاً فلنسمح بكل ممنوع من المسكرات والمخدرات بحجة أن قيمنا ليست هشة.
ماذا نقول بالمجتمع النقي مجتمع الصحابة وهم أكمل إيماناً وأ+ى نفوساً وأتم خلقاً ومع ذلك تتوالى نذر القرآن عليهم، تحذرهم لا من الوقوع في الفواحش، ولكن من مجرد القرب منها.
عباد الله، إننا نقف في هذا الموضوع أمام حقائق يجب علينا أن نعيها:
أولاً: إن جهاز التلفزيون سلاح ذو حدين، ولكن الذي يعمل منه حد واحد فقط وهو الحد القاتل الضار.
ثانياً: إن هذا الجهاز فيه إثم كبير ومنافع للناس، وإثمه أكبر من نفعه، فالحليب إذا مزج بالخمر كان حراماً.
ثالثاً: إن هذه الشاشة الصغيرة أصبحت فوهة كبيرة تقصف من خلالها مُسَلَّماَت ديننا وثوابت عقيدتنا وكرائم أخلاقنا.
رابعاً: إن التلفزيون قد انتزع السلطة الأبوية من الأب والسلطة التعليمية من المعلم.
إن علينا أن نركب سفينة النجاة قبل أن ينهمر الطوفان.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَـئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].
[1] مَيْعَة الشباب: أوّله. (القاموس المحيط، مادة : ميع).
الخطبة الثانية
أما بعد:
فاتقوا الله ـ عباد الله ـ وأجيبوا أمره وأطيعوه واجتنبوا نهيه فلا تعصوه.
أخي المسلم، أخي صاحب الدش، أخي صاحب التلفاز، أخي بائع الأفلام، إليكم جميعاً أبعث بهذه الرسالة، فإليك هذه الكلمات التي خرجت من قلبي فلعلها تصل إلى قلبك.
يا من تشاهد في هذه الشاشة ما ينكت في قلبك النكتة السوداء، فتتوالى حتى يغلب السواد على البياض، فيموت قلبك ويبقى جسمك، فتكره كل خير وتحب كل شر، وتبتعد عن كل معروف، وتقترب من كل منكر، ويبدو عليك الضيق والهم، فمن أين لك السعادة، وقد قال خالقك: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ أَعْمَىٰ [طه:124].
قف يا أخي مع نفسك لحظة واسألها إلى متى أجري خلف الشهوات وألهث وراء المنكرات.
تخيل نفسك وقد نزل بك الموت، تذكر يوم مذلتك يوم العرض الأكبر بين يدي الله، فبأي لسان تجيب، أم بأي جنان ستثبت؟ فما تقول للجبار غداً عندما يقول لك: يا عبدي لماذا لم تُجلّني؟ لماذا لم تستحِ مني؟ لماذا لم تراقبني؟ هل استخففت بنظري إليك؟ ألم أُحسٍن إليك؟ ألم أنعم عليك؟
إني أخاطب فيك دينك الذي يحرم هذه المنكرات، وأخلاقك التي تترفع عن هذه الشهوات، وعقلك الذي يأبى هذه الترهات، وقلبك الذي يخاف من جبار السموات، وغَيْرَتك على نسائك المحصنات.
فانتصر على نفسك وتغلّب على هواك واتخذ قراراً يشكره لك رب الأرض والسموات، وهو إخراج هذا الجهاز من بيتك، فإني أناشد فيك المسؤولية التي وضعها في عنقك محمد صلى الله عليه وسلم يوم قال: ((والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته))[1]، أناشدك أن تتخذ قراراً شجاعاً وإن كان شاقاً بإخراج هذا البلاء من دارك، وأنزل طبق الاستقبال من سطحك، وتخلَّ عن المتاجرة بهذه الخبائث التي تنشر الفساد والانحلال.
نعم، إنه قرار شاق ولكن ليس مستحيلاً، لقد أخرج أناس هذا الجهاز فلم يصابوا بأذى ولم يفقدوا إلا الخزي والعار والشنار.
تذكر ـ أيها الأخ الكريم ـ أن هذا الجهاز يوم يوجد في بيتك فلن تستطيع التحكم في آثاره، لا في نفسك ولا في نسائك ولا في أولادك، وإياكم وتخذيل المخذلين، حينما يقولون: إنك ستمنحهم الوعي عما فيه أو قولهم يخرج أولادك إلى الشارع فتفسد أخلاقهم، وأي فساد أعظم من ذلك الفساد الذي ذكرنا لكم قليلاً منه. ولولا خشية الإطالة عليكم لذكرت لكم غيرها.
أما هذه الأطباق التي على السطوح فلا أقول إنها تخالف ديننا وأخلاقنا فحسب، بل أقول إن القائمين عليها لا يحترمون دينا ولا يراعون خلقاً ولا يوقرون خالقاً، حسبك أن منّ الله عليك بالإسلام إذ أضلهم، وأكرمك بالطاعة إذ أهانهم، فعقيدتك وحياؤك وغيرتك لدينك لا تجتمع مع التلذذ مع كثير مما تصبه هذه القنوات الفاجرة.
أخي الكريم، لا تغتر بكثرة الهالكين إنهم يخربون بيوتهم بأيديهم، يخربون آخرتهم بلذة عاجلة، إنهم يدمرون أخلاقهم بأموالهم، ويسلمون أولادهم إلى هذه القنوات، تعبث بعقائدهم، وتدمر سلوكهم حتى ينشأ جيل قد ألف سمعهُ كلماتِ الكفر والعلمنة، وألفَ بصرُه مناظرَ الانحلال والتفسخ، وتلوّث فكره بتقديس الكفر ومناهجه، فمثل هذا لا يبرّ والدَه ولا ينفع مجتمعه.
أخي الكريم، إن هذه القنوات قد أعدت برامجها وصورت أفلامها لتصلح لكل الناس إلا لك، لأنك متميز بإسلامك، لقد صنعها قوم لا خلاق لهم في الآخرة ولا نصيب لهم من خلق ولا دين، أما أنت ـ يا من أكرمك الله بطاعته ـ فحظك أن تفر منها وتستعيذ من شرها لا أن تركض إليها، واحتياطك ليوم الحساب يجعلك لا تتردد في التضحية بما فيها من النفع مقابل ما فيها من البلاء.
أخي، لقد انتهى وقت التذبذب في السؤال عن الحكم، لقد أفتى سماحة الشيخ ابن حميد رحمه الله تعالى بتحريم التلفاز، وأفتى سماحة الشيخ ابن باز، وأفتى فضيلة الشيخ ابن عثيمين، وأفتى فضيلة الشيخ ابن جبرين، وحصحص الحق واستبان، وبقي عليك أن تعرف واجبك وتقوم بدورك.
[1] صحيح، أخرجه البخاري في كتاب الجمعة (853)، ومسلم في كتاب الإمارة (1829)، من حديث ابن عمر.
| |
|