molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: عيد الفطر 1425هـ - أمين بن نور الدين بتقة الخميس 27 أكتوبر - 6:03:52 | |
|
عيد الفطر 1425هـ
أمين بن نور الدين بتقة
الخطبة الأولى
أيها الناس، أحمد الله لي ولكم حمدا كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، اجتمعنا متفاضلين متفاوتين كثيرا أو قليلا، انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً [الإسراء:21]
العيد ـ يا عباد الله ـ اجتماع يسأل المؤمنون فيه ربهم القبول، الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [المؤمنون:60]، فاللهم يا رحمان يا رحيم تقبل منا، رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة:127].
أيها المؤمنون، خرجنا من تربّص رمضان، والتربّص إنما يراد لما بعده، فلئن انقضى شهر الصبر فإن عمل المؤمن لا ينقضي حتى ينتهي العمر، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99]، فلا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا. أيعقل أن تتعب في النسيج حتى يشتدّ ثم تنكثه وتحلّه، ما استفادت إلاّ تعبا ونصبا وحماقة ولعبا؟! أيعقل أن تتعبوا في حفظ الجوارح والمحافظة على العبادات والصلوات ثم بعد أن يثبت لكم بناء التقوى تهدمونه؟! أيعقل أن ينجيك الله من النار وأنت ترمي بنفسك فيها؟! أويعقل أن يرقيك في هذا الشهر في مراتب الإحسان وتأبى بعد رمضان إلاّ العصيان؟! بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ [الحجرات:11].
اثبتوا على هذا الدين يا عباد الله، فإنّ الطريق إلى الجنة طويل، والعبرة بالنهاية، إنما الأعمال بالخواتيم، وكان من دعائه : ((يا مقلّب القلوب، ثبّت قلبي على دينك)).
نحن في زمن نعايش فيه حديث المصطفى : ((تكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم؛ يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع أقوام دينهم بعرض الدنيا)). نعم، فتن مظلمة نعيش زمنها، فكيف إذا زاد على ذلك تحالف الأعداء الثلاثة: النفس الأمارة بالسوء، وشيطان الجن الذي أقسم على إغوائك، وشياطين الإنس الذين قال الله فيهم: وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً [النساء:89]. إنها فتن وشهوات، عقبات في طريق الجنّة، فالصبر الصبر على الدين يا عباد الله، ((صبرا آل ياسر، فإنّ موعدكم الجنة))، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا [فصلت:35].
صبرا أمام الشهوات، وما أكثرها في هذا الزمان، شهوة الجنس التي أسقِطت بها دول وزلزِلت بها عروش، ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)). فصبرا يا شباب، إنكم في زمن ثورة الشهوات، هواتف خلوية وقنوات رقمية وشبكات معلوماتية. صبرا يا شباب، إن هي إلاّ لحظات وتردون الجنة، بل هي جنات. صبرا يا شباب، فأنتم في جهاد، فالمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله.
أذكر هذا للشباب، أما الشيوخ فقد وعظهم النبي بقوله: ((ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا ي+يهم ولهم عذاب أليم: أشيمط زان)).
ومن الشهوات شهوة المال والسلطة وال+ب، وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا [الفجر:20]، ((إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال)). فتنة قد تقود إلى الردة عياذا بالله، ألم نشاهد بعض المسلمين يعينون الكفار ضد إخوانهم ويتحالفون مع الصليبيين ضدّ بني جلدتهم؟! مع أنّ الله تعالى قال: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ [المائدة:51].سئل فقيه المغرب أبو الحسن التسولي كما في أجوبة التسولي عن أسئلة عبد القادر الجزائري عن بعض الأهالي الذين كانوا يخبرون الفرنسيين بأخبار الجزائريين وربما قاتلوا أهل الإسلام مع النصارى فأجاب: "ما وصف به القوم المذكورون يوجب قتالهم إلى الكفار الذين يتولونهم". فانظر كيف أدّت شهوة المال والسلطان إلى الردّة عياذا بالله.
ومن الفتن فتنة الشهوة الغضبية التي قد يرتد صاحبها، وأخصّ بالذكر سبّ الدين، تلك المصيبة العظمى والبلية الكفرية الكبرى التي أجمع العلماء على ردّة صاحبها.
ومن الفتن فتنة شهوة الراحة والخمول وإدمان ال+ل، وقد تقود أيضا إلى الردة عياذا بالله كترك الصلاة تكاسلا، فإنّ العلماء متفقون على أنّ تارك الصلاة ولو تكاسلا حدّه القتل، لكنهم اختلفوا هل يقتل بتركه صلاة واحدة أم خمس صلوات أم ثلاثة أيام، ذلك أن النبي قال: ((بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة)).
فتن كقطع الليل المظلم يرتدّ صاحبها، ومنها فتنة الشبهات حتى تؤدي إلى كراهية ما أنزل الله، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ [محمد:9].
أقول هذا في زمن دعاة التغريب والعلمانيين الذين يقولون: لماذا للذكر مثل حظّ الأنثيين؟! لماذا الولي في الزواج؟! لماذا قطع يد السارق ورجم الزاني؟! لم الصلاة؟! فليعلم أولئك أن الجزائر بلد عربي مسلم، والإسلام دين الدولة، وهذا البلد حرّرته صيحات الله أكبر في جهاد ثورة نوفمبر 54م المباركة التي هي أمانة في رقابنا يا عباد الله. ونقول: إن الشعب الجزائري مسلم، يكفي أن نسمعه حديث النبي : ((لا نكاح إلاّ بولي وشاهدي عدل))، حتى يسلّم لأمر الله ورسوله، لا عقدة له تجاه نصوص الوحي، ويعلم من أين يتلقّى دينه.
أقول هذا ـ يا عباد الله ـ ونحن نعيش فتنة الردّة المبرمجة، يقودها دعاة التنصير، مبرمجة فقد قرأتم تقرير وزارة الخارجية لإحدى الدول الكافرة وقد سجّلت ارتياحا للحريّة الدينية في الجزائر، يقصدون حريّة الردّة. لا أنشر لكم سرّا إذا قلت لكم: إنّ مسؤولا ساميا في بلاد القبائل يخبر أنّ سفارة إحدى الدول الكافرة دعت الجمعيّات التنصيريّة إلى احتواء الحضانات في بلاد القبائل، وضمنت لهم دعمها المالي التامّ، وهم يسعون إلى أن يصل عدد النصارى في البلد إلى 20000 ليطبّق عليهم قانون الأقليّات، وهم يعملون في هذا الإطار بأمور منها:
1- نشر الإنجيل المحرّف، وأذكر قصّة المعلم الذي رأى كتابا من الإنجيل المحرّف قد سقط من محفظة أحد الطلبة، فسأل التلاميذ عمن يملك مثله، فأجابه الكل أنّ له نسخة منه.
2- المدارس الخاصّة التي زاد عددها على ألفي مدرسة خاصة لا تدرّس لا العربية ولا العلوم الدينية.
3- توزيع الإنجيل في البواخر الوافدة من فرنسا.
4- نشر القنوات الفضائية الداعية للتنصير باللغة القبائليّة.
فالحذر الحذر عباد الله، في سنة 1906م لم يكن هنالك نصراني واحد في السودان، وهم اليوم يطالبون بالاستقلال، فإن وحدة التراب الوطني مهدّدة اليوم، فإن أعداء الوطن في الداخل والخارج ينفقون أموالا ضخمة في ذلك، فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ [الأنفال:36].
فما الحل؟ تقولون: الحل في العمل للدين، وهو مسؤولية الجميع، ((كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيّته)). تعلموا دين الله، وربوا أهاليكم على ذلك.
الدعوة إلى الدين مسؤولية الجميع، ((بلّغوا عنّي ولو آية))، ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [النحل:125].
أبناءكم أبناءكم يا عباد الله، اختاروا لهم أمهاتهم، ((فاظفر بذات الدين تربت يداك))، تخيّروا لنطفكم، اختاروا لأبنائكم أخوالهم، لا تتزوجوا إلاّ المتديّنات المؤمنات المحتشمات الحييات.
أبناءكم أبناءكم يا عباد الله، والله إن لم يحتضنهم المسجد لتحتضننّهم دور الفساد، إما المسجد وإمّا الضياع.
إنه زمن الفتن، يمسي الرجل مؤمنا ويصبح كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا.
أبناءكم أبناءكم يا عباد الله، ((فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصّرانه)).
وفي الأخير وصية للمرأة، أنت نصف المجتمع، وتلدين لنا النصف الثاني، فصرت المجتمع كلّه.
الله الله في دينك وحيائك، الله الله في أبنائك، انصحي ومري ووجهي، ولا تخفي عن الأب عيوب الأبناء.
تذكّروا ـ أيها الآباء والأمّهات ـ أن الأبناء أمانة، وعلى الصراط يوم القيامة تنصب الأمانة والرحم.
وفي الختام، نذكر في هذا اليوم إخوانا لنا بأي نفس وتحت أي سماء استقبلوا العيد، سمح فيهم القريب والبعيد، كل عام يأتي العيد وتنتهب من وطننا الإسلامي قطعة، فبعد فلسطين والأفغان والشيشان جاء دور العراق الحبيب والسودان الشقيق، فلئن لم نستطع إعانتهم بذواتنا وأموالنا فلا أقلّ من سلاح المقاطعة الاقتصادية والدعاء، فهل تنصرون إلاّ بضعفائك؛ بدعائهم وإخلاصهم؟!
الخطبة الثانية
لم ترد
| |
|