molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: خطبة استسقاء 7/11/1422هـ- أسامة بن عبد الله خياط السبت 22 أكتوبر - 7:04:08 | |
|
خطبة استسقاء 7/11/1422هـ
أسامة بن عبد الله خياط
الخطبة الأولى
أما بعد:
فيا عباد الله، اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة، واعلموا أنه لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه.
أيها المسلمون، عندما تجدب الأرض، وينقطع الغيث، ويهلك الحرث، وتجف الضروع، وتشتد اللأواء، ويمس الناس البأساء والضراء، يرجع أولو الألباب إلى أنفسهم، فيتفكرون في البواعث على ذلك، ويذكرون قول ربهم سبحانه في خطابه لنبيه ولأمته من بعده: مَّا أَصَـٰبَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ وَمَا أَصَـٰبَكَ مِن سَيّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ [النساء:79]. وقوله عز اسمه: وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ [الشورى:30]، فيعلمون أنها آية بينة على شؤم الخطايا وتبعات الآثام وأوضار الأوزار.
وإن من أعظم ذلك وأشده نكرًا ظلم المرء لنفسه، إما بالقعود على أداء واجب، أو بالاجتراء على ارتكاب حرام، كترك الصلوات المكتوبات والجمع والجماعات، ومنع ال+اة، ونقص المكيال والميزان، وأكل الربا، وأكل أموال الناس بالباطل، والسعي في كل أسباب الفساد بين العباد، ببذر بذور الشقاق وإذكاء نار العداوة والبغضاء بينهم.
ألا فاتقوا الله عباد الله، واستجيبوا لأمر الله، واحذروا أسباب سخطه، وأدوا +اة أموالكم، واستكثروا من الصدقة والصيام، وسائر ألوان الباقيات الصالحات.
هذا، وإن ما ينزله الله من بلاء وما يقدره من ضنك يقتضي الاستكانة له، وصدق الالتجاء إليه، والخضوع لعظمته بالذل له والان+ار بين يديه، وقد ذم سبحانه، ذم الذين لا تورثهم الشدائد استكانة وتضرعًا له فقال: وَلَقَدْ أَخَذْنَـٰهُمْ بِٱلْعَذَابِ فَمَا ٱسْتَكَانُواْ لِرَبّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ [المؤمنون:76].
ألا فعليكم يا عباد الله، عليكم بنهج أولي النهى، وطريق عباد الرحمن، وتضرعوا لربكم، وادعوه ملحين بالدعاء، موقنين بالإجابة، فقد أمركم بذلك ووعدكم وعدًا حقاً لا يتخلف ولا يتبدل، فقال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دٰخِرِينَ [غافر:60]. وقال تعالى ذكره: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]. وقال عز وجل: ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى ٱلأرْضِ بَعْدَ إِصْلَـٰحِهَا وَٱدْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ مّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ [الأعراف:55].
وأكثروا من الاستغفار، فإنه من أعظم أسباب الغيث، كما قال سبحانه على لسان هود عليه السلام: وَيٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ [هود:52]، وقال حكاية عن نوح عليه السلام: فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً [نوح:10-12]. وتوجهوا إلى الله ربكم بما كان يتضرع به نبيكم صلوات الله وسلامه عليه في هذا المقام:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم اسقنا غيثًا هنيئًا مريئًا طبقًا مجللاً سحًا عامًا نافعًا غير ضار، عاجلاً غير رائث، اللهم تحيي به البلاد، وتغيث به العباد، وتجعله بلاغًا للحاضر والباد، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق، اللهم اسق عبادك وبلادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت، اللهم إن بالعباد والبلاد من اللأواء والضنك والجهد ما لا نشكوه إلا إليك، اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، وأنزل علينا من بركاتك، اللهم ارفع عنا الجهد والجوع والعري، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم إنا خلق من خلقك، فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف علنا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
هذا وإن مما ثبت في صحيح السنة عن رسول الهدى أنه كان يقلب رداءه[1]، فافعلوا كما فعل، عسى ربكم أن يرحمكم فيغيث القلوب بالهدى، ويغيث الأرض بالسماء.
وصلوا وسلموا على خير خلق الله، وعلى الآل والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
[1] سنة قلب الرداء في الاستسقاء أخرجها البخاري في الجمعة (6069)، ومسلم في الاستسقاء (1011)، من حديث عبد الله بن زيد .
الخطبة الثانية
لم ترد.
| |
|