molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: خطبة استسقاء 2/12/1422هـ - صلاح بن محمد البدير الإثنين 21 نوفمبر - 5:03:44 | |
|
خطبة استسقاء 2/12/1422هـ
صلاح بن محمد البدير
الخطبة الأولى
أما بعد: فيا أيها المسلمون، اتقوا الله فإن تقواه أفضل مكتسب، وطاعته أعلى نسب، يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران: 102].
اتقوا الله الذي لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، ولا رافع لما خفض، ولا خافض لما رفع، العطايا من فضله ترتقب، وهو المرجوُّ لكشف الكرب، بدأنا بالنعم قبل الاستحقاق، ومنحنا ما لا يُحصى من أنواع الأرزاق، وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [النحل: 18].
كيف يحصر نعمه حاصر، ونعمه مع صعدات الأنفاس وهجس الخواطر، وحركات الألسن ولمحات النواظر، أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، ومن كل نعمه ومننه أعطانا، ساق إلينا الأرزاق ونحن أجنة في بطون الأمهات، وأخرجنا من تلك المضائق والظلمات، وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مّن بُطُونِ أُمَّهَـٰتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأبْصَـٰرَ وَٱلأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل: 78].
ليس لنا إذا ذبلت الأزهار، وذوت الأشجار ونقصت الأمطار وغار الماء واشتد البلاء ومات الزرع وجفّ الضرع إلا الله جل في علاه، لا إله إلا هو ولا رب سواه، يقول جل في علاه: يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَاء إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيدُ [فاطر: 15]، ويقول جل وعلا: أَفَرَءيْتُمُ ٱلْمَاء ٱلَّذِى تَشْرَبُونَ أَءنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ ٱلْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاء جَعَلْنَـٰهُ أُجَاجًا فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ [الواقعة: 68-70]، ويقول تبارك وتعالى: قُلْ أَرَءيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاء مَّعِينٍ [الملك: 30].
أيها المسلمون، إنكم خرجتم في هذا المكان المبارك تستسقون وتستغيثون، فأظهروا الحاجة والاضطرار والافتقار، واصدقوا في التوبة والاعتذار، وأكثروا من الاستغفار، واهجروا الذنوب والأوزار، واجتنبوا موارد الخسار، ومتارح البوار، واحذروا عملاً يقرّب إلى النار، فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، وادعُوا دعاء الغريق في الدجى، ادعوا وأنتم صادقون في الرجا، وظنوا بربكم كل جميل، وأمِّلوا كل خير جزيل، فهو أوسع من أعطى، خزائنه ملأى، يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، وهو الواسع الفضل جزيل العطاء، حيِيٌّ كريم يستحي أن يردَّ يدي عبده إذا رفعهما إليه صفرًا.
إليك مددنا بالرجاء أكفَّنا فحاشاك من ردِّ الفتى فارغَ اليد
فارفعوا أكفَّ الضراعة، وادعوا وأمِّنوا وأنتم موقنون بالإجابة.
اللهم أنت المدعوُّ بكل لسان، المقصود في كل آن، لا إله إلا أنت غافر الخطيئات، لا إله إلا أنت كاشف الكربات، لا إله إلا أنت مجيب الدعوات، لا إله إلا أنت مغيث اللهفات، أنت إلهنا، وأنت ملاذنا، وأنت عياذنا وعليك اتكالنا، وأنت رازقنا، وأنت على كل شيء قدير، يا أرحم الراحمين، يا خير الغافرين، يا أجود الأجودين، ويا أكرم الأكرمين، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، نسألك مسألة المساكين، ونبتهل إليك ابتهال الخاضعين الذليلين، وندعوك دعاء الخائفين الوجلين، سؤال من خضعت لك رقابهم، ورغمت لك أنوفهم، وفاضت لك عيونهم، وذلّت لك قلوبهم، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا، اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا، غدقًا مغدِقا مونقًا، هنيئًا مريئًا، مريعًا مُرتعا مُربعا، ربيعًا طبقا مجلِّلا، نافعًا غير ضار، عاجلاً غير رائث، اللهم تحيي به البلاد، وتغيث به العباد، وتجعله بلاغًا للحاضر منا والباد، اللهم أنزل في أرضنا زينتها، وأنزل علينا في أرضنا سكنها، اللهم أنزل علينا من السماء ماء طهورًا، لتحيي به بلدة ميتا، وتسقيه مما خلقت أنعامًا وأناسي كثيرًا، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إن بالعباد والبلاد من اللأواء والبلاء والضنك والجهد ما لا نشكوه إلا إليك، اللهم أنبت لنا الزرع، وأدرَّ لنا الضرع، واسقنا من بركات السماء، وأنزل علينا من بركاتك يا سميع الدعاء، اللهم أنزل علينا من بركاتك يا سميع الدعاء، اللهم أنزل علينا من بركاتك يا سميع الدعاء، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت، اللهم إنا خلق من خلقك، فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، لا إله إلا أنت تفعل ما تريد، لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء والعبيد، لا إله إلا أنت أنت الغني الحميد، اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، اللهم ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ولا تسلب نعمتك عنا، وكن معنا يا ربنا حيث كنا، إن هي لا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغًا إلى حين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، يا من عمَّ برزقه الطائعين والعاصين، وعمّ بجوده وكرمه جميع المخلوقين، جد علينا برحمتك وإحسانك، وتفضل علينا بغيثك ورزقك وامتنانك، اللهم سقيا رحمة، اللهم سقيا رحمة، لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق، اللهم وسِّع أرزاقنا، ويسّر أقواتنا، رحماك رحماك بالشيوخ الركع، والمسبِّحات الخشّع، والأطفال الرضع، والبهائم الرتع، اللهم اسقنا واسق المجدبين، اللهم اسقنا واسق المجدبين، وفرّج عنا وعن أمة محمد أجمعين، اللهم اسقنا واسق المجدبين، وفرج عنا وعن أمة محمد أجمعين، اللهم هذا الدعاء، ومنك الإجابة، وهذا الجهد، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، فلا تردنا خائبين، اللهم صل على نبينا محمد النبي المصطفى المختار، اللهم صل عليه ما تعاقب الليل والنهار، اللهم صل عليه ما أزهرت الأشجار، اللهم صل عليه ما هطلت الأمطار، وسالت الأودية والأنهار، وفاضت العيون والآبار.
أيها المسلمون، اقلبوا أرديتكم تأسيا بسنة النبي محمد [1]، وادعوا وأكثروا، جعل الله دعاءنا مسموعا، ونداءانا مرفوعًا، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
[1] سنة قلب الرداء أخرجها البخاري في الاستسقاء (1011)، ومسلم في الاستسقاء (894) من حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه.
الخطبة الثانية
لا توجد.
| |
|