الدعوة إلى الوحدة وبيان قوة اليهود باتفاقهم وضعف المسلمين بسبب فرقتهم والحروب التي تقع بينهم
الشيخ سليمان المدني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أفاض على قلوبنا رشحات سبحات معرفته, وفتح أبصار بصائرنا بأنوار هدايته, وسقى أنفسنا من عين سلسبيل رحمته, أحيا بذلك أكمامها بعد أن كانت ميِّتةً دارسة, وأشاد أعلامها بعد أن كانت مُنكَّسةً طامسة, فأصبحت ربوعها بحدائق التوحيد مونقه, ودورها بشموس الإيمان مشرقة, وأعمالها بشريعة الإسلام منسَّقة, وأصبحت تنادي بحمد الملك الجبَّار, على ما أودع فيها من الأسرار, وما أبدعه فيها من الآثار, منزِّهةً له عن وصمة الإمكان, والتغيُّر بمرور الدهور والأزمان.
نحمده سبحانه حمداً يُواتر علينا سوابغ النِّعَم, ويدفع عنا نوازل النِّقَم, ونشكره تعالى على جوده الأعم, وفضله الأتم, ونستعينه جلَّ جلاله على ليل الخطب إذا ادلهم, ونستكفيه تقدَّس مجده ما يسعى لفعله البغاة في العتم, ونسأله الإقالة من عثرة القدم, والتوفيق لما يُبرئ الذِمم, والفوز بالتكريم يوم تُنشَر الأمم.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, الثقة في المأمول والمحذور, وعليه المعوََّل في الورد والصدور, وهو المستعان على بوائق الأزمان والدهور, الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور, وإليه ترجع كما بدأت الأمور.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله, عبده ورسوله إلى الخلق أجمعين, بعثه والناس على الجهالة مجمعون, وبالحميَّة للضلال متعصبون, وعن دعوة الحق معرضون, فقدح زناد الحق معرضاً عن الجاهلين, وأشعل مصباح الهداية للسالكين, ورفع أعلام الشريعة لمن آمن بالله من العالمين, وجاهد دعاة الكفر حتى ظهر أمر الله وهم كارهون, وانتشر حكم الله وهم راغمون.
ونصلي عليه وآله المعصومين الأطائب, أهل الشرف والمناقب, والدرجات العالية والمراتب, المحارَبين من الحُسَّاد على ما أعطاهم الله من المناصب, صلاةً توصلنا إلى تحقيق المقاصد والمطالب, وترفع أقدارنا بين المحب لهم والناصب.
عباد الله, أوصيكم ونفسي الجامحة على أرسانها, المنفلتة من عنانها بتقوى الله سبحانه والعمل بطاعته, والانزجار عن معصيته, فإن التقوى أساس الدين وسنامه, بل هي حقيقة الإيمان وقوامه, يقول جلَّ وعزَّ في كتابه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ1, فجعل الالتزام بمؤدَّى التقوى ذريعةً موصلةً لختم الأنفاس على الإسلام, فإذا خلا قلب الإنسان من تقوى الله وخشيته, قلَّت عنده مراقبة الله سبحانه, وضعُف حذره من غضبه, فهانت عليه معصيته, وتغلَّب عليه هواه, فطفق يتحرك ويعمل ويتكلم من غير ملاحظةٍ للموازين الشرعية, ولا تقيُّدٍ بالقوانين الإلهية, بل كل ما أعجبه اتخذه دينا, وما كرهه جعله فسوقاً ومروقا, فإذا استمر على هذه الحال برهةً من الزمن, وتشرَّب بهذا المسلك قلبه, تغيَّرت صور الحقائق في ذهنه, وانقلبت المقاييس عنده, وعندئذٍ يرى المعروف منكراً والمنكر معروفا, والباطل حقاً والحق باطلا, ولا يزال كذلك في الانحدار إلى الهاوية حتى تضمحل شجرة الإيمان من ضميره, ويُختم على قلبه, فالتقوى هي عصمة الإيمان, والحبل الموصل للرحمن, بل هي العروة الوثقى التي أمر الله سبحانه وتعالى بالتمسك بها.
وأوصيكم ثانياً بتقوى الله سبحانه وتعالى في أنفسكم, فلا تُقطِّعوا أرحامكم, ولا تُفرِّقوا ذات بينكم, فإن الله سبحانه وتعالى أمركم بتوحيد صفوفكم, ونهاكم عن الفرقة والتنازع, وبيَّن لكم أن ذلك يؤدي إلى إضعاف شأنكم, واضمحلال أمركم, وذهاب ريحكم, فقال جلَّ من قائل, وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ2, فالوحدة والألفة هما أساس القوة, والفرقة والتناحر هما أساس الضعف والوهن, وهذا ناموسٌ كوني, وقانونٌ طبيعي, جارٍ في كل أمةٍ من الأمم, ولذلك ترى الشعوب والجماعات المتآلفة المتحابة المتعاونة ظاهرةً على غيرها من الأمم, ولو كانت قليلة العدد, بينما نجد أمماً كثيرة العدد, واسعة الأرض, عظيمة الثروة, ضعيفةً لتفرقها, هيِّنةً على سائر أهل الأرض لتمزقها وتشتتها, انظروا مثلاً أعداءكم اليهود, فإنهم لو جمعت أعدادهم في جميع أنحاء الأرض لما عادلوا ربع عدد العرب وحدهم, فضلاً عن المسلمين جميعهم, كيف أصبحوا ظاهرين مُعزَّزين عند الدول العظمى حتى صارت كل أمةٍ تخشى من التظاهر بمخالفتهم, وتعمل كل جماعةٍ على السعي في تحصيل رضاهم, وأصبح باطلهم في نظر العلم حقا، وظلمهم في نظر العالم عدلا، وما ذلك إلا لأنهم متعاونون فيما بينهم, متفقون على العمل بما يقوِّي شأنهم, حتى حكموا العالم, وتغلغلوا في أجهزة الدول القوية, وأصبحوا يتحكمون في مصائر الشعوب, بفضل وحدتهم وتعاونهم, بينما أصبحنا نحن العرب, بل أصبح كل المسلمين هزأةً بين أمم الأرض, يستذلنا كل طامعٍ في خيرات بلادنا, وتتعاون كل الدول على نهب ثرواتنا, بسبب ضعفهم الناتج عن التفرق والتشاجر بيننا, حتى صارت الأعداء تستعين ببعضنا لضرب البعض الآخر, كما حدث في الحرب العراقية الإيرانية, وكما حدث في الحرب اليمنية اليمنية, وكما حدث في الحرب العراقية الكويتية, وها هي أمريكا اليوم تسعى لتحصل على الغطاء العربي والإسلامي من أجل ضرب العراق, وتضغط على الدول العربية والإسلامية لكي توفِّر لها هذا الغطاء راضيةً كانت أو مرغَمة, بل لن تقوم بضرب العراق إلا من قواعدها المنتشرة في بلاد العرب والمسلمين, نتيجة ضعفهم وخوف بعضهم من بعض, ولو العرب والمسلمون على نيات المسلمين الأوائل لكانوا على العالم ظاهرين, وبين شعوب الأرض محتَرمين, فلقد كان المسلمون في أوائل أمرهم بعددٍ جد قليل, وبعدةٍ لا تُذكَر بالنسبة لما تملكه الجماعات والدول الأخرى, ومع ذلك دوَّخوا أعظم دولتين في ذلك الوقت, وهما دولتا الفرس والروم, حتى دانت لهم البلاد, وخضعت لهم العباد, ولكن لمَّا دبَّت الأطماع في نفوسهم وأخرجوا الأمر من بيت نبيهم وأبعدوا أهل بيت رسولهم صلى الله عليه وآله, وأصبح كل فريقٍ منهم ليس له همٌ إلا مصادرة الفريق الآخر وإبادته, ذهبت قوتهم, وفشلت ريحهم, وأصبحوا نهبةً للظلمة منهم ردحاً من الزمن, ثم هانوا على الأمم الأخرى فغزتهم في عقر ديارهم, واحتلت بلدانهم, واستثمرت خيراتهم, وصيَّرتهم عبيداً يدورون في فلك مستعمريهم, ليس لهم مع الأمم صوتٌ يسمع, وليس لهم عند الدول احترامٌ ولا توقير.
فانبذوا يا إخوة الإيمان ما يبثه الشيطان في قلوبكم من الموجدة والشحناء, وما ينفثه في صدوركم من البغي على بعضكم البعض, ولا تتبعوا خطواته فيصدكم عن سبيل ربكم, ويُمزق صفوفكم بإفكه, ويفرق وحدتكم بأوهامٍ يصوِّرها لكم, ويغري بعضكم ببعض, ويؤلِّب بعضكم على بعض, استعينوا عليه باتباع دينكم, والالتزام بشريعة ربكم, فإنها عصمةٌ لكم من الضلال, وذخيرةٌ لكم في الشدة, واستمعوا إلى قول ربكم: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ3, فلا تضيِّعوا هذه الأخوة, ولا تمزقوا وشائج القربى, وتعاونوا على البر والتقوى, وتوجهوا جميعاً للخير والإصلاح, وإياكم ثم إياكم, إياكم ثم إياكم أن تستشيروا الملحدين في أموركم، إياكم ثم إياكم أن تتخذوا بطانةً من دونكم، فلقد نهاكم ربكم عن ذلك، ولتعودن بضعفٍ ووهنٍ وفشلٍ إن أصررتم على استشارة الملحدين واتخذتموهم بطانةً من دون المؤمنين.
جمع الله سبحانه على الهدى صفوفنا, ووحَّد على مرضاته كلمتنا, وأعاننا جميعاً على إصلاح شئوننا, إنه سميعٌ مجيب.
إن خير ما وعته قلوب المؤمنين, وعملت بهم زمر المتقين, كلام رب العالمين, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ & وَطُورِ سِينِينَ & وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ & لَقَدْ خَلَقْنَا الأنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ & ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ & إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ & فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ & أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ4.وأستغفر الله لي ولكم إنه غفورٌ رحيمٌ وتوَّابٌ حليم.
1 سورة آل عمران: 102
2 سورة الأنفال: من الآية46
3 سورة الحجرات: من الآية10
4 سورة التين
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المبدئ المعيد, الولي الحميد, له الجبروت والعز الباذخ, والملكوت والسلطان الشامخ, المتفرد بالربوبية, والمتوحِّد بالصمدية, حامت حول حمى قدس ذاته العقول فرجعت منهزمةً خاسرة, ورامت إدراك مُقدَّس مجده الأفكار فأصبحت في تيه قدرته حائرة, يضاعف بمنِّه أعمال المحسنين, ويعفو بفضله عن المسيئين, ويقبل التوبة من المنيبين, فسبحانه من كريمٍ عظمت منه المِنَّة, وسبحانه من بَرٍ شمل برحمته الإنس والجِنَّة.
نحمده سبحانه على ترادف عطائه, وسوابغ نعمائه, ورواشح آلائه, حمداً يقينا ما أبرم من بلائه, وينقذنا من شرور أعدائه, ويسعدنا بالحشر في زمرة أوليائه.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الشكور الغفور, العالم بما تُجنُّه الصدور, وما يُعمل خلف الجدران والستور, شهادةً تكون لنا عوناً إذا بُعثر مَن في القبور, وحُصِّل ما في الصدور.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله, عبده ورسوله الذي اجتباه وفضله, وبالخُلُق العظيم حلاه وكمَّله, وبالرحمة والشفقة على الأمة ردَّاه وسربله, وعلى من شرَّفهم بالنبوة والرسالة سوَّده وفضَّله, شهادةً تكون لنا درعاً واقياً من الأهوال المهولة, وحصناً واقياً في تلك الشدائد المعضلة.
صلى الله عليه وآله الذين تبوَّئوا بعده تلك المنزلة, الأنوار المشرقة في ظلمات كل معضلة, والشموس المضيئة في غياهب كل مشكلة, الذين بفضلهم نطق الجماد والعجماء, وببركة وعظهم وإرشادهم تتفتح الآذان الصماء.
عباد الله, جاهدوا في الله أنفسكم, وحاربوا من أجل الوصول إليه أهواءكم, وأنيروا بهدي كتابه عقولكم, ولا تتتلهوا عن التوجه نحوه سبحانه بال+رج الكذوب الغدَّار, والزخرف الحلوب الغرَّار, فإن الحياة الدنيا لعبٌ والآخرة هي دار القرار.
واعلموا أن كل طمعٍ في غير الله سبحانه ذلٌ وهوان, وتعبٌ ونصبٌ وخذلان, وأن كل إحسانٍ لا يقابَل بالإحسان فهو نقصٌ في الدين والإيمان, وكل عبادةٍ لا يُخلَص فيها لوجه الله فهي رياء, وكل صلاةٍ لا يُحافَظ على حدودها فهي هباء, وكل قولٍ في الدين لا يؤيِّده الحديث والقرآن فهو كذبٌ وبهتان, وكل أدبٍ زاد على ما جاءت به السنة فهو كلفةٌ ومحنة, وكل محبةٍ في غير الله وصداقة, فسيُظهر الله كذب صاحبها ونفاقه, وكل موعظةٍ لم تخرج إلا من اللسان فلن تتجاوز من سامعها إلا الآذان, وكل مجلسٍ خلا من التفاوض في العلوم والأذكار, فهو ضائعٌ على جالسيه إلا أن يُختَم بالاستغفار.
فزينوا أنفسكم عباد الله بالطاعات, وجاهدوها للإقلاع عن الشهوات, وشوِّقوها بما أعدَّه الله للطائعين من الخيرات, وقوموا بحقوق يومكم هذا فإنه سيد الأيام, كما ورد في الحديث عنهم عليهم الصلاة والسلام, وإن فيه لساعة لا يوافيها داعٍ بالإخلاص, إلا مُتِّع بالقبول, وأتحف بالمأمول, وقد اختلفت فيها الروايات فمنها ما جعلتها ساعة الزوال, ومنها ما حدَّدتها بوقت الغروب والانتقال, وقال بعض العلماء: إن الله أخفى هذه الساعة في يوم الجمعة بأسره كما أخفى ليلة القدر حتى يملأ الناس كل أوقاته بالدعاء والابتهال والطاعة والسؤال, فلا يفوتنَّكم أن تمدوا في هذا اليوم العظيم أيديكم بالدعاء لرب العالمين أن يكشف الكرب عن العرب والمسلمين, ويُزيل الكابوس الجاثم على صدور الفلسطينيين والعراقيين, واسألوه جلَّ شأنه في هذا اليوم الأغر أن يجمع على الهدى صفوفكم, ويوحِّد على التقوى كلمتكم, وينصركم على أنفسكم أولاً ثم على أعدائكم, ويُصلح ذات بينكم, وزيِّنوا هذا الدعاء والابتهال, بالإكثار من الصلاة على النبي وآله ذوي الكمال والجلال, فبالصلاة عليهم تنجح الآمال, فإنها في هذا اليوم أفضل الأعمال.
اللهم صلِّ على من لولاه لما برأت الأفلاك, ولا خلقت إنساً ولا جناً ولا أملاك, فهو علة كل موجودٍ إلاك, فلا فخر أعظم بعده ولا سؤدد, النبي العربي المؤيَّد, والرسول الهاشمي المسدَّد, أبي القاسم المصطفى محمد.
اللهم صلِّ على الفجر الصادق المستطير, والعالم العُلْوي الكبير, الذي أذللت لسلطانه كل ملكٍ وأمير, وسخَّرت لهيبته المقادير, الميزان الرباني لمعرفة الناجي من العاطب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
اللهم صلِّ على درة الصفوة والرحمة, وقلادة المروة والعصمة, ووديعة سيد الرسل في الأمة, ذات الأحزان المتفاقمة, والمصائب المتعاظمة, البتول النوراء, أم الحسنين فاطمة الزهراء.
اللهم صلِّ على مهجة فؤاد سيد الوصيين, وقرة عين سيد المرسلين, وإمام المؤمنين, المبتلى بتشويه المنافقين, وجهل الشيعة الموالين, السبط الممتحن, القائم بالفرائض والسنن, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن.
اللهم صلِّ على من جعلت من ذريته الأئمة النجباء, وخصصته بما ضمنت لمن زاره استجابة الدعاء, خامس أصحاب ال+اء, المقتول ظلماً ببوغاء كربلاء, كريم الحسبين, وشريف الجدين, الإمام بالنص الذي قال عنه رسولك: "حسين مني وأنا من حسين"1.
اللهم صلِّ على بدر سماء المتعبِّدين, وضياء محراب المتهجِّدين, ووالد الأئمة المعصومين, الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين زين العابدين.
اللهم صلِّ على باقر علوم الأوائل والأواخر, وناشر صحف المجد والمآثر, ومُخرج كنوز المناقب والمفاخر, حتى أصبح وليس له في عصره مفاخر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.
اللهم صلِّ على الشمس الطالعة في سماء العلوم والحقائق, والنور البارق في المغارب والمشارق, لسان الحق الناطق, وفجر الدين الصادق, الإمام بالنص أبي إسماعيل جعفر بن محمدٍ الصادق.
اللهم صلِّ على الشمس المحتجبة بسحاب الخوف والتقية, والبدر المظلل بغيوم الهموم والبلية, حتى تفرقت شيعة أبيه إلى المذاهب الردية, حجة الله على كل العوالم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.
اللهم صلِّ على النائي عن الأهل والديار, بعيد الإقامة والمزار, المتعهد بالنجاة من النار لمن قصده من الزوار, العالم بأسرار القدر والقضاء, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.
اللهم صلِّ على بحر الجود والسداد, ومُشعل نار الهداية والرشاد, وقامع أهل اللجاجة والعناد, ومنهل الخير لكل مطلبٍ ومراد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.
اللهم صلِّ على من سارت بمحامد فضله الركبان في الحضر والبوادي, وانتشرت أسفار نبله في المحافل والنوادي, وتغني بشرف محتده كل رائحٍ وغادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.
اللهم صلِّ على القمر المضيء, والكوكب الدري, والنور الإلهي في القالب البشري, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن بن عليٍ العسكري.
اللهم صلِّ على من بُشِّر به كل الأنبياء, وانتظر طلعته الشريفة كل الأوصياء والصلحاء, المعدود لإزالة الفساد والجور عن ظهر الغبراء, المؤيَّد بأملاك السماء, حجة الرحمن على أهل هذا الزمان, شريك القرآن, وإمام الإنس والجان, الإمام بالنص مولانا وولينا المهدي بن الحسن صاحب العصر والأوان.
متَّع الله أبصارنا بالنظر إلى كريم غرته, ووفَّقنا للتقرب إليه بنصرته, وجعلنا من المشمولين ببركة دعوته, إنه على ما يشاء قدير, وبالإجابة حريٌ جدير.
إن أشرف ما خُتم به الكلام في هذا المقام وفي كل مقام, كلام الله الملك العلام, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ2.وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه غفورٌ رحيمٌ وتوَّابٌ كريم.
1 بحار الأنوار - ج43 - ص271 - العلامة المجلسي
2 سورة النحل: 90