الدعوة إلى إحياء شهر رمضان ومحاسبة النفس فيه والإنفاق في سبيل الله وتحسين الخلق
الشيخ سليمان المدني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المتفضِّل بالتوفيق للطائعين, المتكرِّم بالهداية للمخلصين, الذي ألبس أولياءه ثياب العز والمنعة, ونصب لأحبائه مراقي السموِّ والرفعة, وأتحف ذوي طاعته بالمنن العظام, والخيرات الجِسام, التي لا يُحيط بمعرفتها فائق الأفهام, ولا يقدر على إحصائها الملائكة العِظام, ولو أردفهم في ذلك الجِنَّة والأنام, ومن هذه المنن العظام التي حبا بها أهل ملة الإسلام, تشريع الصيام في شهر رمضان, الذي نسبه سبحانه إلى نفسه زيادةً في العناية به, وتأكيداً لما في هذا التشريع من الامتنان, يفتح فيه أبواب الجنان, ويُغلق فيه أبواب النيران, ويوحي فيه إلى رضوان بإعداد خلع المغفرة والرضوان, وينصب فيه موائد جوده وأفضاله, ويبسط فيه بساط عوائده وعطائه, يكفِّر فيه ما يرتكب العبد من الذنوب طيلة أيام السنة, بكفِّ الجوارح فيه والألسنة, فسبحانه من كريمٍ لا يُدرَك لكرمه غاية, وسبحانه من لطيفٍ لا يُعلَم للطفه نهاية.
نحمده سبحانه على ما وفَّقنا إليه من الإيمان بوجوب وجوده, والتصديق بكافة وعيده ووعوده, ونعوذ به من كيد إبليس وجنوده, ونسأله العصمة فيه من الخطايا والخذلان, ونستعينه على ما في النفوس من الهوى الذي يُوصل للنيران.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, المستغني بوجوب وجوده عن الصانع, والمتجلي لمن سواه بما أبدع من الصنائع, الحفيظ الذي لا تضيع عنده الودائع, المحيط الذي لا يفوته عاصٍ ولا طائع.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله, وصفيه ودليله, ألبسه حلة الاصطفاء في عالم الأشباح, وقمَّصه قميص الاجتباء قبل خلق الأرواح, فمن أقر بنبوته ورسالته فقد وُفِّق للفوز والنجاح, وفاز بالسعادة والفلاح, ومن أنكره أو دعى إلى غير شريعته فقد خسرت صفقته في سوق الأرباح, وأقعدته شقوته فليس له عن النار براح.
صلى الله عليه وآله التابعين له في مضمار الفخار على كل مسابق, المتوَّجين بتاج الإمامة على السابق واللاحق, أقمار الدياجير إذا طبَّق ظلام المدلهمات, وشموس الهواجر إذا غسق ليل المهمات.
عباد الله, أوصيكم ونفسي الجانية الآثمة قبلكم بتقوى الله سبحانه, والانصياع لأوامره, وأحذركم بادئاً بنفسي من مخالفته, والإقدام على مناهيه وزواجره, فلا تغرنَّكم الدنيا ب+ارجها, ولا تفتتنوا بحليِّها وزينتها, فإنها خلابةٌ كذابة, ومشبِّهةٌ نصابة, مثيرةٌ للأهواء, مُجلبةٌ للشقاء, ولقد وصفها خالقها لكم فقال عز من قائل: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ1, فلا تقعد بكم عن الغاية التي من أجلها خُلقتم, ولا تفتنكم بمائها الآسن عن النعيم الذي له وُجِّهتم.
وها أنتم يا إخوة الإيمان في شهرٍ قد جعله الله سبحانه سوقاً للمثبوبات, وميداناً للخيرات, فلا تتقاعسوا فيه عن اكتساب الدرجات, وعرض الجيِّد من هذه البضاعات الرابحات, فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: "من أدرك شهر رمضان فلم يُغفَر له فأبعده الله"2, لأن هذا الشهر شهر الرحمة والرضوان, شهر العفو والغفران, وإنما لا يُغفر فيه بسبب ما يباشر فيه الإنسان من الموبقات, ويرتكب فيه من السيئات, فكما تتضاعف في هذا الشهر الكريم الحسنات, ويكثر فيه رفع الدرجات, لأن الكريم الوهاب قد جعله أيامه ولياليه موسماً للتسابق على عطاياه وجوائزه, فهو سبحانه يكيل فيه للمتقربين له بدون حساب, وإذا كانت الحسنة في سائر الشهور بعشر أمثالها فإنها في هذا الشهر الكريم على الله سبحانه تضاعف أضعافاً لا يعلمها إلا هو جل مجده, فكذلك فإن ارتكاب الخطيئة فيه تكون أشد من ارتكابها في غيره.
فلا تتساهلوا يا إخوتي في محاسبة النفس في هذا الشهر الفضيل, والابتعاد بها عما يشينها لدى الرب الجليل, فتصبحوا بعد ذلك آسفين نادمين, فالشيطان اللعين عدوكم الأول, يضاعِف في هذا الشهر عمله وجهده في إغواء العبد لإبعادهم عن بارئهم بكل الوسائل التي يستطيع عليها, فلا تعطوه فرصة الانتصار عليكم وأنتم مسلحون بحمد الله, بسلاح الإيمان العميق, ونور العلم الذي أنزله ربكم عليكم, فاشكروه تعالى على هذه النعمة الجليلة التي لا تضاهيها نعمةٌ بعد نعمة الإيجاد.
ابذلوا في هذا الشهر ما تقدرون على بذله من ما أفاضه تعالى عليكم من الرزق على من هو دونكم في الحظ يُضاعف لكم العطاء في الدنيا والثواب في الآخرة, لأن الله سبحانه يقول: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ3, وشكر النعمة إنما هو في استعمالها في ما يحب الله سبحانه أن تُستعمل فيه, وأما المضاعفة في الآخرة لأنه يقول تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ4.
واعلموا أيها الإخوة المؤمنون, إن المآسي التي تمر بها هذه الأمة جعلت أهل أقطارٍ كثيرةٍ من المسلمين يعيشون في فقرٍ مدقعٍ وجوعٍ وعري, مثل الشعب العراقي, والشعب الفلسطيني, وبعض شعوب أفريقيا كالصومال, فلا ينبغي للمسلمين في البلاد التي لم تُبتل بما ابتلي به إخوانه أن يغضوا النظر عنهم ويتمتعوا بالخيرات بينما يموت أولئك من الجوع والمرض. وإذا كان الفقهاء يختلفون في إخراج الواجب من الحقوق الشرعية والصدقات الواجبة من بلادها مع وجود المستحق, فإنهم لا يختلفون في إخراج المستحب من الصدقات والتبرعات للمسلمين في سائر الأقطار, وحبذا لو فُتحت صناديق عندكم لجمع التبرعات للشعوب المنكوبة وشراء ما تحتاج إليه من الدواء واللباس والطعام ونقله إلى من يوثق بإيصاله للمستحقين في تلك البلدان.
عباد الله, إن أكثر ما يأكل الحسنات في هذا الشهر سوء الخُلُق وظلم الآخرين, فنزِّهوا أنفسكم عن ذلك, دعوا عنكم ظلم عباد الله سبحانه فيما وُلِّيتم فيه من أعمال, وما يقع تحت أيديكم وسلطتكم من أمورٍ تعود إلى العامة أو الخاصة.
عباد الله, اعلموا أن من أشدِّ المهلكات للعبد ظلم أخيه المؤمن بأكل لحمه غائباً وبهته والنميمة به وتشويه سمعته والعمل على تحقيرة, فتجنبوا يا أخوتي هذه الأعمال التي تأكل حسناتكم ولا تُبقي لكم من صومكم إلا الجوع العطش.
عباد الله, حسِّنوا أخلاقكم مع جميع الناس, خاصِّهم وعامهم, برهم وفاجرهم, العدو منهم والصديق, خاصةً مع الأهل والأولاد والأمهات والآباء والزوجات, فلا تعاملوهم بالقسوة والفضاضة, خاصةً من لا يقدر على الانتصار لنفسه منكم, كالزوجة التي جعل الله لك القيمومة عليها باعتبارك إنساني النزعة, مأمون الوليجة, طيِّب الخُلُق, فإن نبيكم إنما بُعِث ليتمم مكارم الأخلاق, وهو الذي وصاكم بنسائكم: فقال عليه الصلاة والسلام: "رفقا بالقوارير"5, وإنما عبَّر عنهن بالقوارير لأن قلب المرأة إذا كُسر لا يُرجى جبره, كالزجاج إذا كُسر لا يُرجى جبره, وأما ظلم الزوجة والتضييق عليها وتحميلها ما لا تستطيع أو يُثقل كاهلها فإن عقوبته عند الله عظيمه.
فعاملوا أهليكم بما أمركم ربكم به, بروا بأبويكم, وترفقوا بشيخكم وكبرائكم, وارحموا أطفالكم وصغاركم, خاصةً الأيتام منهم والفقراء, فاتقوا الله فيهم وعاملوهم بأفضل ما تقدرون, تفوزون غداً عند الله سبحان بما تحبون.
جعلنا الله وإياكم في هذا الشهر الكريم ممن يُخلص له في صيامه وقيامه, ونجانا فيه من الشيطان ومكائد أعوانه, وحشرنا إلى الجنة مع النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته فنكون من جيرانه, إنه بالمؤمنين غفورٌ رحيم.
إن أفضل ما تُلي على المنابر, واتعظ به الأكابر والأصاغر, كلام الله العفوِّ الغافر, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَصْرِ & إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ & إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ6.وأستغفر الله لي ولكم إن الله غفورٌ رحيم.
1 سورة الحديد: من الآية20
2 فضائل الأشهر الثلاثة – ص54 – الشيخ الصدوق
3 سورة إبراهيم: من الآية7
4 سورة الحديد: من الآية11
5 بحار الأنوار – ج16 – ص297 – العلامة المجلسي
6 سورة العصر
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رفيع الدرجات, بديع الأرضين والسماوات, المثيب على الحسنات, المطلع على ما يُبيَّت من النيات, العالم بما في الصدور من أسرارٍ مكنونات, والمجازي على السيئات, الآمر بفعل الخيرات, والناهي عن ارتكاب الموبقات, الذي خلق الإنسان من سلالةٍ من طين, فبصَّره رشده وهداه, وأمره ونهاه, ويسَّره للخير وهداه, وشرع له من الدين ما يكفل سعادته في آخرته ودنياه, فأما الذين استجابوا لدعوته, والتزموا بشريعته, ففي رحمته يمرحون, وأما الذين عصوا عن طاعته, وانصاعوا لما ألقى الشيطان في قلوبهم من وسوسته, ففي جهنم يرزحون.
نحمده سبحانه على ما خصَّنا به دون سائر الأمم من جزيل هذه النعم, وجميل هذا الكرم, حمداً يحط به عنا كبائر الذنوب واللمم, وينقذنا من ذات اللهب والحمم.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العز الشامخ والكمال, والملك الباذخ والجلال, والمنِّ الشامل والأفضال.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله, المتحلي بالهيبة والوقار, والمجلي في حلبة الفخار, السابق في ميادين الافتخار, أشرف من ساد من الأوائل والأواخر, وأفضل من زُيِّنت باسمه المنابر والمحاضر.
صلى الله عليه وعلى آله مشارق أنوار الشموس المضية, ومطالع أقمار الهداية الوضية, الكواكب المشعة بالحقائق الإلهية, حماة دعائم الديانة المحمدية, وسفن النجاة للأمة الإسلامية, صلاةً عابقةً +ية.
عباد الله, أوصيكم ونفسي الجانية قبلكم بتقوى الله التي بها وصاكم كما أوصى الذين من قبلكم, فالتقوى مفتاح الخيرات, وسُلَّم الكرامات, وطريق الفوز بالجنات, والجُنَّة الواقية من التردي في الهلكات, والتقوى دليل الإخلاص في الإيمان, بل هي روح الإسلام, وحقيقة الطاعة والاستسلام, فراقبوا الله سبحانه في الأقوال والأفعال, ولازموا شرعته, تنجحوا في المبدأ والمآل.
ألا وإن من أهم ما يُعين على الانخراط في سلك الصالحين, والتحلي بأخلاق النبيين, ملازمة العلماء العارفين, ومصاحبة الصلحاء المؤمنين, ولقد ورد في الحديث: "لا تحكموا على رجلٍ بشيءٍ حتى تنظروا إلى من يصاحب, فإنما يُعرَف الرجل بأشكاله وأقرانه"1, فالصحبة لحمةٌ كلحمة النسب, بل هي ألصق بالإنسان من نسبه, ولقد عظمت منزلة الصديق حتى أن أهل النار ليستغيثون به, ويدعونه به قبل القريب الحميم, قال الله سبحانه مخبراً عنهم: فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ & وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ2, وإن الإنسان ليكتسب الخير والشر ويتعود على الصلاح أو الفساد ممن يصاحب ويخالل, فقد حكى الله سبحانه عن تأثير الصحبة للشقاوة والسعادة في المُصاحب, ما قصه من تأسف أهل النار على صداقتهم للأشرار ورفقتهم للفسقة, فقال تعالى شأنه: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً & يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً & لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً3, فالذي زيَّن له مخالفة الله والرسول وحسَّن له العصيان واتباع الشيطان إنما كان صديقه الذي وثق بنصيحته, وخليله الذي تأثر بصحبته.
وإذا كان للصحبة والصداقة مثل هذا التأثير على سلوك المرء ونتيجته, وأنه قد يؤدي به إلى الهلاك, فعلى المؤمن أن لا يصاحب إلا من يفيده في دنياه وآخرته, يحثه على فعل الخيرات, وينصحه إذا رآه يقدم على المخالفات والمنكرات, لذلك حث الأئمة عليهم الصلاة والسلام شيعتهم على مصاحبة الأخيار ومصادقة ذوي الفضل والاعتبار, فقالوا عليهم السلام: "قارن أهل الخير تكن منهم, وباين أهل الشر تبن عنهم"4, وقالوا عليهم الصلاة والسلام: "من دعاك إلى الدار الباقية وأعانك عليها فهو الصديق الشفيق"5, وقال الحسن بن عليٍ عليهما السلام في مرضه الذي توفي فيه لجناده: "اصحب من إذا صحبته زانك, وإذا خدمته صانك, وإذا أردت منه معونةً أعانك, وإن قلت صدَّق قولك, وإن صلت شدَّ صولتك, وإن مددت يدك بفضلٍ مدَّها, وإن بدت عنك ثلمة سدها, وإن رأى منك حسنة عدها, وإن سألته أعطاك, وإن سكتَّ عنه ابتداك, وإن نزلت إحدى الملمات به ساءك"6.
ونهوا صلوات الله عليهم عن صحبة الأشرار وصداقة الفساق, ففي البحار عنهم عليهم السلام: "انظر كل من لا يفيدك في دينك فلا تعتدنَّ به, ولا ترغبنَّ في صحبته, فإن كل ما سوى الله تبارك وتعالى مضمحلٌ وخيمٌ عاقبته"7. وقالوا عليهم السلام: "صحبة الأشرار تُ+ب الشر كالريح إذا مرت بالنتن حملت نتنا"8.
وإذا كان للصديق المصاحب من التأثير ما يُوصِل إلى الجنة والنار, فينبغي للمؤمن المتورع أن ينزِّه نفسه من مصاحبة الأشرار, ويبتعد عن مرافقة الفجار, حتى لا يُزيِّنوا له القبيح, ويُحسِّنوا له الشر, فيقع من حيث لا يشعر, ويتورط مع ربه سبحانه وهو لا يعلم, إنهم يستدرجونه ليكون مثلهم, ويستميلونه لينخرط في زمرتهم, ويستغلونه للوصول إلى مآربهم, ويجعلونه سلَّماً يصعدون عليه لأغراضهم.
جعلنا الله وإياكم للأخيار مصاحبين, ومع الصدِّيقين في الجنان مجتمعين, وباعد بيننا وبين الفسقة الفاجرين, والمرقة المنحرفين, وأهل البدع والمغرضين, إنه على ما يشاء قدير.
ألا وأن من أعظم ما يُستَجلب به البركات, ويُتَوصل به إلى الخيرات, هو إكثار الصلوات والتحيات على محمدٍ وآله الهداة.
اللهم صلِّ على المصطفى في عوالم الظِلال, المعصوم من وصمة الضُّلال, الفائز في القرب بمنزلة قاب قوسين, المعبَّر عنه في الذكر الحكيم بياسين, الدائس بساط القدس بالنعلين, محمد بن عبد الله الصادق الأمين.
اللهم صلِّ على نجيِّه ووزيره, وصفيِّه وظهيره, باب علمه وحكمته, وخليفته في أمته, قاضي دَيْنه والناطق بحجته, فخر بني نزارٍ وآل غالب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
اللهم صلِّ على البضعة الأحمدية, والمضغة المحمدية, ذات الأحزان السرمدية, والمصائب الأبدية في النفس والذرية, ال+ية النوراء, أم الحسنين فاطمة الزهراء.
اللهم صلِّ على فرعي دوحة الرسول, وقمري دار البتول, ووارثي الأسد الصئول, النورين الأنورين, والفرقدين الأزهرين, سيدي شباب المسلمين, الإمامين بالنص أبي محمدٍ الحسن وأخيه أبي عبد الله الشهيد الحسين.
اللهم صلِّ على قطب رحى الرشاد, ومركز دائرة السداد, ومن رفع معالم الدين وشاد, ابن ياسين وص, ذروة العباد, وملاذ العباد, الإمام بالنص علي بن الحسين السجاد.
اللهم صلِّ على غوَّاص بحار الجفر والجامعة, ومستخرج كنوزهما بقوته القدسية اللامعة, زينة المحافل والمحاضر, وارث الخلافة كابراً عن كابر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ محمد بن عليٍ الباقر.
اللهم صلِّ على قابوس الشريعة, ومؤسس حصونها المنيعة, كشاف أستار الحقائق, ونيقد دقائق الدقائق, الفجر الصادق في ليل الجهل الغاسق, الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.
اللهم صلِّ على الصابر على نوائب الحدثان, وعظائم الهوان, الكاظم على مصائب الزمان, مُجدِّد المعاهد النبوية والمعالم, ومُشيِّد أسس المفاخر والمكارم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.
اللهم صلِّ على مُمهِّد القواعد الشرعية, ومُجدِّد المعاهد النبوية, وناشر العلوم المصطفوية, سيف الله المصلت المنتضى, الراضي بالقدر والقضاء, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.
اللهم صلِّ على غاية الوفاد, وطالبى الهدي والرشاد, رافع علم الحق والسداد, جواد الأجواد, وسليل السادة الأمجاد, أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.
اللهم صلِّ على ذي الأيادي المنتشرة في كل وادي, والفضائل المشتهرة في كل نادي, والمكارم التي تغنى بها كل حادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.
اللهم صلِّ على الليث الهمام, وخليفة الملك العلام, المؤتمن على الحلال والحرام, والمبيِّن لأحكام الإسلام, النور القمري في الهيكل البشري, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن العسكري.
اللهم صلِّ على وارث الأئمة الهداة, وقامع الظلمة الطغاة, ومبير الكفرة العتاة, صاحب السيف الإلهي, المؤزَّر بالنصر السماوي, باهر البرهان, وشريك القرءان, مولانا المهدي صاحب العصر والزمان.
عجَّل الله تعال فرجه, ونشر على بسيط الأرض منهجه, وجعلنا من أتباعه وشيعته, إنه سميعٌ مجيب.
إن خير ما خُتم به الكلام, ووُعظ به الأنام, كلام الله الملك العلام, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ9.وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه غفورٌ رحيم.
1 بحار الأنوار – ج71 – ص188 – العلامة المجلسي
2 سورة الشعراء: 100 - 101
3 سورة الفرقان: 27 - 29
4 نهج البلاغة – ج3 – ص52 – خطب الإمام علي عليه السلام
5 ميزان الحكمة – ج2 – ص1584 – محمدي الريشهري
6 بحار الأنوار – ج44 – ص139 – العلامة المجلسي
7 بحار الأنوار – ج71 – ص191 – العلامة المجلسي
8 ميزان الحكمة – ج2 – ص1568 – محمدي الريشهري
9 سورة النحل: 90
الخميس 29 سبتمبر - 5:34:14