أنواع صيام التطوع
الشيخ عبدالعزيز بن ندى العتيبي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد:
ختم مقالنا السابق بالحديث عن صيام التطوع المقيد وذكرنا من أنواعه صوم الستة أيام من شوال وأحكامها ونكمل هنا بقية الأنواع:
-1 صوم شهر الْمُحَرَّم:
رغب النبي صلى الله عليه وسلم إلى صيام أيام شهر الْمُحَرَّم لًما روى مسلم (1163) في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام بعد رمضان» شهر الله الْمُحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة» صلاة الليل». وهذا لا يعني صيامه كاملا، ويبين ذلك ما ورد في البخاري (1971)، ومسلم (1157) في صحيحيهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: ما صام رسول الله عليه وسلم شهرا كاملا قط غير رمضان، وكان يصوم إذا صام» حتى يقول القائل: لا والله لا يفطر، ويفطر إذا أفطر» حتى يقول القائل: لا والله لا يصوم. وروى البخاري (1969)، ومسلم (1156) في صحيحيهما أيضا من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم» حتى نقول لا يفطر، ويفطر» حتى نقول لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان.
-2 صيام ثلاثة أيام من كل شهر:
(أ) روى البخاري (1875)، ومسلم في صحيحيهما (1159) من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر».
(ب) وروى البخاري (1178)، ومسلم في صحيحيهما (721) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت» صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام.
(ج) وروى مسلم (722) في صحيحه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث لن أدعهن ما عشت» بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وبأن لا أنام حتى أوتر.
(د) وروى مسلم (1160) عن معاذة العدوية، أَنّها سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ؟ قالت: نعم، فقلت لَها: من أي أيام الشهر كان يصوم ؟ قالت: لَم يكن يُبالًي من أي أيام الشهر يصوم.
(هـ) وروى أبو داود في سننه (2449) ما صح من حديث قتادة بن ملحان رضي الله عنه، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصوم البيض ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.
(و) وروى الترمذي في سننه (761) ما صح من حديث أَبًي ذَرّي رضي الله عنه، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا ذر! إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام» فصم ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة. وهو شاهد لًما قبله».
-3 صوم يوم عرفة:
روى مسلم (1162) في صحيحه عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة ؟ فقال: «يكفر السنة الماضية والباقية».
-4 صيام يوم عاشوراء:
(أ) روى مسلم (1162) في صحيحه من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عاشوراء ؟ فقال: «يكفر السنة الماضية».
(ب) وروى البخاري (1900)، ومسلم في صحيحيهما (1130) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: «ما هذا». قالوا هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله نبي إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: «فأنا أحق بًموسى منكم»، فصامه وأمر بصيامه.
(ج) وروى البخاري (2005)، ومسلم واللفظ له(1131) في صحيحيهما من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء» يتخذونه عيدا، ويلبسون نساءهم فيه حليهم، وشارتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فصوموه أنتم )).
صيام يوم التاسع من شهر المحرم
(د) ومخالفةً لليهود والنصارى ومجانبةً لًما فيه وجه تشبهي بًهم شرع النبي صلى الله عليه وسلم صيام التاسع من الشهر الْمُحرم، لًما رواه مسلم (1134) في صحيحه من حديث ابن عباسي رضي الله عنهما، يقول: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه» قالوا: يا رسول الله! إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله» صمنا اليوم التاسع»، قال: فلم يأت العام المقبل» حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-5 صوم الاثنين والخميس:
روى الترمذي في سننه (745) ما صح من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس. وحسنه الترمذي وقال: وفي الباب عن حفصة و أبي قتادة و أبي هريرة و أسامة بن زيد قلت: وهذه الشواهد تجعله في أعلى مراتب الصحيح.